Semua Bab سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Bab 101 - Bab 110

200 Bab

الفصل 101

شعرت سارة بشيءٍ ما يدفعها للالتفات، فرفعت رأسها ونظرت نحو النافذة العلوية.رأته، ذاك الصغير يطل من خلف الزجاج، مرتديًا كنزة صوفية تضاعف حجم جسده الصغير؛ بدا كدب صغير قطبي، يضغط كفّيه على النافذة، ووجهه المستدير الملتصق بالزجاج يكاد يُغرق الناظر إليه في بحر من البراءة والحنان.ورغم أن الزجاج عازل للصوت، إلا أنها شعرت بأنه كان يلوّح لها.تسللت بسمة دافئة إلى شفتيها، ورفعت يدها تلوّح له برقة.ذلك المشهد رمقته عيني أحمد، وفي تلك اللحظة، شعر كأنه عاد بالزمن إلى أول مرة رآها فيهافي ذاك الصباح المشمس، كانت الفتاة ذات ذيل الحصان العالي تلوّح له، وابتسامتها كانت مشرقة كالشمس.رغم مرور عشر سنوات، ما زالت تلك الابتسامة قادرة على إبهاره.وفي اللحظة التالية، استوعب أن سارة لم تكن لتذهب إلى منزل لؤلؤة البحر من تلقاء نفسها، وأن السبب الوحيد لوجودها هناك هو منزل عائلتها.أنهى المكالمة، وعندها أخبره محمود بأمر تحويل المنزل إلى مسلخ ومزرعة مواشٍ.بغضب جامح، أسقط أحمد منفضة السجائر الزجاجية على الأرض؛ فقد أصبحت صفاء أكثر جرأة، وقال ببرود قاتل: "جهّز السيارة".كانت نسمات البحر الباردة تلفح وجه سارة، لكنه
Baca selengkapnya

الفصل 102

"وااااه——"انطلقت صرخة بكاء حادة، فإذا بفارس قد وقف فجأة عند فوهة الدرج يجهش بالبكاء بلا توقف.تجمدت يد الخادمة عن الحركة من شدة الفزع، أما صفاء فرغم برودتها المعتادة تجاه فارس، لكنه ابنها في نهاية المطاف، ولم تكن تود أن يراها بهذا المشهد.فتجهم وجهها وأمرت بحدة: "لما انتم واقفين هكذا؟ خذوا الطفل بعيدًا من هنا."سارعت الخادمات نحو فارس مرتبكات، لكن صراخ الطفل المفاجئ زاد من اضطراب أعصاب صفاء، فزمجرت بانفعال: "وما الذي تنتظرينه؟ هيا، تابعي"!لكن فجأة، ارتفع صوت الخادمة عاليًا من الطابق العلوي، وهي تصرخ بفزع: "الأمر خطير! جسد الصغير ووجهه امتلآ بالبقع الحمراء، يبدو كأنه مصاب بحساسية!"تجهم وجه صفاء وهي ترد بضيق: "سمعتك، استدعوا الطبيب حالًا"، رغم أن حال فارس يُنذر بالقلق، إلا أن صفاء لم تلقِ له بالًا، إذ كان كل تركيزها على سارة، فهذه الفرصة التي تنتظرها منذ زمن، ولا تحتمل ضياعها.سارة نظرت إلى صفاء بدهشة وإنكار، ثم قالت بصوتٍ خافت يحمل في طياته غضبًا عارمًا: "أهذا طفلكِ؟ ما زال صغيرًا، ويبكي بهذا الشكل المفجع، أليس من الطبيعي أن تحمليه إلى حضنكِ وتواسيه؟"صفاء لم تعبأ بكلماتها، بل سخرت ب
Baca selengkapnya

الفصل 103

كانت تلك الصرخة أشبه بزئير ملك الغابة الغاضب في أعماق غابة بدائية، قادرة وحدها على زلزلة الجبال وإسكات العواصف.وما إن أبصرَت صفاء ظل أحمد يقترب بسرعة، حتى هبّت من مكانها في هلع، ونسيت أمر طلاء الأظافر الذي لم يكتمل. لتقف مذعورة، وقد تناثر الطلاء القرمزي فوق السجادة البيضاء الطويلة، فبدا واضحًا كطعنة في نسيج ناعم.هتفت مرتجفة: "أحمد... دعني أشرح لك الأمر!"لكن أحمد لم يعيرها أدنى اهتمام، فقد كان يندفع بقوة، ملامحه مشتعلة بالغضب.إلا أن المرأة الضخمة التي كانت تحمل السكين لم تتوقف، لم تلتفت حتى نحوه، وكأن صوته لم يصلها.كانت تلك المرأة تُدعى "العمة ميّ"، إحدى أقرب المساعدات الشخصيات لصفاء، استقدمتها خصيصًا من الخارج، وقد خدمت عائلة صفاء منذ ما قبل وفاة والدتها، وتملك خلفية في الفنون القتالية، طولها يقارب المتر وخمسة وسبعين سنتيمترًا، ووزنها يفوق خمسة وسبعين كيلوغرامًا ، مما يجعلها تبدو كجبل من بين كل النساء.سمعت ميّ جيدًا صيحة أحمد، لكنها تجاهلتها تمامًا، فهي تدرك أن سارة شوكة عالقة في قلب سيدتها صفاء، ويجب اقتلاعها.ولذلك، وبرغم سماعها صوته الآمر بالتوقف، آثرت أن تواصل تمزيق وجه سارة
Baca selengkapnya

الفصل 104

سؤال سارة الجريء أطلق ضحكة ساخرة من صفاء، وقالت مستهزئة: "إن لم يكن ابني، فهل تتخيلين أنه ابنكِ أنتِ؟"ردّت سارة بحدّة، وعيناها تشعّان بالاتهام: "لو كنتِ أمًا حقيقية له، لما وقفتِ تتفرجين بهذه البرودة، وابنكِ يعاني من الحساسية، ويسقط أمامكِ باكيًا، وأنتِ أول ما تفكرين به هو مهاجمتي بالكذب والافتراء؟ ألا يؤلمكِ ضميركِ؟"زمّت صفاء شفتيها بازدراء وقالت: "لا تتوهّمي أن أحمد سيعود إليكِ لمجرد أنكِ تمثلين أمامه دور الأم الحنون؛ هذا الطفل وُلد تحت عينيه، وكان إلى جانبي لحظة ولادته، فهو يعرف تمامًا من أنجبته".لم تجد سارة فائدة في الاستمرار بالجدال، فقد أدركت منذ زمن أن بعض الناس لا يصلحون للأمومة، مهما كانت علاقاتهم بالدم.أسرعت المربية المسؤولة عن فارس بإحضار الماء، وسارعت سارة بفك أزرار قميص الصغير، وبدأت تضع الكمادات الباردة على جسده.كان من المفترض أن يبكي بحرقة نتيجة الحكة المؤلمة. إلا أن فارس بدا أكثر هدوءً بشكلٍ غريب، عيناه السوداوان ظلّتا معلّقتين بسارة، لا يريد أن يحيد عنهما، ويداه الصغيرتان تتشبثان بطرف قميصها كما لو أنه يخشى فقدانها في أية لحظة.كأن وجودها وحده يكفي ليطمئنه من الع
Baca selengkapnya

الفصل 105

كان يكبت في صدره عاصفة من الغضب العارم، يخشى أنه إن نظر إلى صفاء مرة أخرى، فلن يتمالك نفسه عن خنقها حتى الموت.لو أنه تأخر لحظة إضافية، لكانت سارة قد انتهت!في الماضي، كان يتغاضى عن غيرة صفاء ونزاعاتها الصغيرة، يتظاهر بعدم رؤيتها، ويترك الأمور تمر.لطالما اعتبرها مجرد مشاحنات نسائية لا تستحق الوقوف عندها، لكنه لم يكن ليتصور أن الأمر سينقلب إلى هذا الحد الكارثي.تأمل أحمد الجرح الظاهر فوق حاجبها، وقال بصرامة: "عليكِ أن تعالجي الجرح أولًا، أما الطفل، فدعيه لصفية".صفية هي المربية التي أرسلها خصيصًا لرعاية فارس؛ رأت سارة أن الطفح الجلدي قد أصبح تحت السيطرة، فتنفّست بارتياح، وسلمت الطفل إلى المربية."أمي... أمي"... عاد فارس يناديها مجددًا، وما إن لمح أنها ستغادر، حتى عمّ الفزع ملامحه، وتلاشت ملامح الطاعة من وجهه.انفطر قلب سارة من بكائه، فعادت سريعًا تحمله بين ذراعيها، فما إن ضمته إلى صدرها، حتى هدأ واستكان بصمت في حضنها.اقترب أحمد وهو يحمل عودًا قطنيًا، وما إن همّ بلمسها، حتى همّت سارة بالابتعاد غريزيًا، لكنه أمرها ببرود: "لا تتحركي".أدركت أن الغرفة مليئة بأشخاص تابعين لصفاء، ولم يبقَ أ
Baca selengkapnya

الفصل 106

أسرع خالد ليمسك بذراع سارة حين ترنحت فجأة، لكنها أفاقت سريعًا."سيدتي، هل أنتِ بخير؟ دعيني أوصلكِ إلى المستشفى".هزّت سارة رأسها نافية، "لا داعي... مجرد هبوط بسيط في سكر الدم."كانت تعلم جيدًا أن ما استهلكته من طاقة في شجارها مع صفاء، ثم في إنقاذ فارس، قد أنهكها بالكامل.نظر إليها خالد بقلق بالغ: "لكنّي أشعر أنكِ تزدادين ضعفًا يومًا بعد يوم"."أنا بخير حقًا... فقط أعدني إلى المنزل، رجاءً".بعد مغادرتها بوقت قصير، كان محمود قد عاد بالدواء، وبفضل مزيج الكمادات الباردة وخافض الحرارة، توقّف رد فعل فارس التحسّسي بسرعة، دون أن تتفاقم حالته.أخذ أحمد يفحص الطفل بنفسه، فوجد أن سارة قد حمت الطفل بعناية، فلم يتعرض لأذى يُذكر.وبعد ما ناله من إنهاك، غفى فارس وهو متشبّث بطرف سترة والده، يتنفس بعمق وهدوء بين ذراعيه.سلّمه أحمد إلى صفية، وحينها فقط تقدّمت صفاء بخطوات متثاقلة، بانكسار مصطنع، وهي تقول: "أحمد... صدقني، إن سارة هي من جاءت إليّ تطلب مني التنازل عن منزل عائلتها، حاولت أن تثير تعاطفي بإعداد قالب الكعكة، لكنني رفضت، فبدأت تهدد وتصرخ، بل حاولت مهاجمتي بسكين! والخادمة كانت حاولت الدفاع عني، ث
Baca selengkapnya

الفصل 107

انتظرت صفاء للحظة، تترقّب سماع تلك الكلمة، لكن كل هذا دون جدوى، فما كان منها إلا أن فجّرت كل غضبها المكبوت في وجه فارس.قالت وهي تهزه بعنف: "أيها الصغير الحقير، أنا من أنجبتك وربّيتك، وفي النهاية لا تناديني بأمي، بينما تنادي تلك الحقيرة بمنتهى السعادة؟ كيف أنجبتُ غبيًّا مثلك؟! لا تجيد شيئًا سوى امتلاك هذا الوجه"!ثم قلبته على بطنه، وانهالت على مؤخرته ضربًا، دون أن يدرك الصغير ما الخطأ الذي ارتكبه، فلم يفعل سوى أن أجهش بالبكاء، وصراخه يملأ المكان.أسرعت صفية بالدخول، لكنها وجدت أن صفاء قد توقفت عن الضرب بالفعل، وما لبثت أن دفعت الطفل نحوها بغلظة، وفي عينيها وميض من التهديد: "هذا الصبي له طباع حادة! أنا أُحذّرك، إن تجرأتِ على إفشاء شيء مما حدث، فغدًا سترحلين من هنا دون رجعة."رغم أن الطفل لم يكن من صلب أحمد، إلا أن وجهه وحده، مضافًا إلى شعور أحمد بالذنب لفقدان طفله السابق، جعل من فارس موضع كل عاطفة أبوية مختزنة في قلبه.وكانت صفاء تدرك تمامًا أن هذا الطفل هو وسيلتها الوحيدة لتتسلّق إلى منصب زوجة أحمد الحقيقية، ولم تكن لتخاطر بإثارة غضبه بسبب حادثة كهذه.وبعد أن غادرت صفاء، جلست صفية تتفح
Baca selengkapnya

الفصل 108

كان محمود سريعًا في تنفيذ المهام، ففي اليوم نفسه تم الانتهاء من توثيق ملكية المنزل رسميًا، وسارة كانت تعرف تمامًا من أين أتى هذا المنزل.لقد كان ثمرة تضحيةٍ بذلتها لحماية فارس، دون تفكير، ودون تردد…رغم أنه طفل صفاء، لكنه في عينيها لم يكن سوى طفل بريء، لا ذنب له في شيء.نالت منزل عائلتها، مقابل جرح بسيط عند الحاجب. فابتسمت لنفسها بسخرية مريرة.وما إن أغمضت عينيها حتى عادت إلى ذهنها صورة صفاء وهي تجبرها على الركوع أمامها، فقبضت على كفّيها دون أن تشعر.استعادت منزلها، وهدأ طيف أحمد الذي كان يطاردها، فانعكست الطمأنينة على ملامحها طوال هذين اليومين.إلى أن جاء السيد عمرو، الذي كانت قد أوكلت إليه مهمة التحقيق بشأن رشيد، ومعه اكتشاف جديد، أرسل لها بعض الصور.كانت قد تناولت من ليلي حبّات الكرز التي غُسلت للتو، لكنها لم تكد ترفع واحدة إلى فمها، حتى سقطت من يدها على السجادة لحظة رؤية الصور.كانت ليلي منهمكة في التهام الكرز، حتى تحوّل لون شفتيها إلى الأحمر، لكنها ما إن التفتت ورأت وجه سارة الشاحب حتى سألت بسرعة: "ماذا هناك؟ هل انهارت البورصة؟ أم أن نجمكِ المفضل أعلن اعتزاله؟"لكن سارة لم تجب، شح
Baca selengkapnya

الفصل 109

خيم السواد على قلب سارة، فقد كانت تظن أن أحمد، وإن لم يكن من أهل الخير، فلن يكون بهذه القسوة والغلظة؛ إلا أنها الآن، بعد كل ما حدث، باتت تدرك أن ما تعرفه عنه لا يساوي عُشر ما يُخفيه قلبه من ظلمة.قالت بصوت خافت، تغالب فيه شهقات البكاء: "ليلي... هل تعلمين؟ في اليوم الذي أصيب فيه أبي، كنت في المنزل أُعدّ الطعام، لأن ذلك اليوم كان عيد ميلاد أحمد..."أخرجت ليلي بعض المناديل ومسحت دموعها، لكن تلك الدموع كانت كمياه النبع لا تنضب، سرعان ما أغرقت المناديل وبللته.تابعت سارة، وصوتها متهدّج يقطع القلب: "أحمد لم يكن يحتفل بعيد ميلاده أبدًا، لأنه يوافق عيد ميلاد شقيقته، كلما جاء ذلك اليوم، كان مزاجه يعتريه الحزن والكآبة؛ لأجله، كنت أفعل المستحيل فقط لأُرضيه... أذكر جيدًا، يومها رتّبت كل شيء بعناية، أنتظر عودته... لكن بدلًا من أن يعود، وصلني خبر حادث أبي، وهو في حال حرجة بين الحياة والموت".وضعت يدها على صدرها، وهي تئنّ بالبكاء، لا تكاد تجد نفسًا لتلتقطه: "لطالما فكرتُ أن ما بيني وبينه من قدر مؤلم لا يُنهيه إلا الموت... وكنت أقول في نفسي، إن كان لا بد من موت أحد، فليكن أنا... أما الآن؟ لا... أنا نا
Baca selengkapnya

الفصل 110

لطالما رأت ليلي في سارة امرأةً مشرقة كشعاع الشمس، نشأت في أسرة راقية، وتلقّت تعليمًا عاليًا، وتمسّكت منذ صغرها بقيم نبيلة ومبادئ راسخة.لم تكن يومًا من أولئك الذين يتلاعبون بالحيل والدسائس، وبرغم نشأتها في عائلة مرموقة كهذه، لم تتعالَ على البسطاء، بل كانت دوماً تنضح ثقةً ورفعةً لا تحمل تكبّرًا، ولهذا لم يكن غريبًا على الإطلاق أن يُعجب أحمد بها.بل حتى ليلي التي هي امرأة مثلها كانت في كثير من اللحظات تتأمل سارة بإعجاب، وتتأمل نقاءها وأناقتها، لتشعر هي نفسها بالصغر والدونية بجانبها.لكنّ المرأة التي تقف الآن أمامها، لم تعد سارة التي تعرفها، كأنّ الدمية قد تكسّرت، وكأنّ ضوء روحها انطفأ، كانت جميلة، وملامحها كما هي، لكن عينيها — وهما مرآة القلب — أصبحتا خاويتين، لا أثر فيهما لأي شعور، نظرة واحدة منها جعلت القشعريرة تسري في جسد ليلي.تمتمت بقلق: "سارة... ما الذي تقولينه؟ ما هذا الحديث المجنون؟"ضحكت سارة، وبكت في اللحظة ذاتها. ضحكها لم يكن فرحًا، بل أشبه بصرخة من فقدَ عقله.صور قليلة... لكنها كانت كافية لهدم ما بقي من إيمانها، وإعادة تشكيلها من جديد على رماد الخذلان.الآن فقط، أدركت أن ما ي
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
910111213
...
20
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status