شعرت سارة بشيءٍ ما يدفعها للالتفات، فرفعت رأسها ونظرت نحو النافذة العلوية.رأته، ذاك الصغير يطل من خلف الزجاج، مرتديًا كنزة صوفية تضاعف حجم جسده الصغير؛ بدا كدب صغير قطبي، يضغط كفّيه على النافذة، ووجهه المستدير الملتصق بالزجاج يكاد يُغرق الناظر إليه في بحر من البراءة والحنان.ورغم أن الزجاج عازل للصوت، إلا أنها شعرت بأنه كان يلوّح لها.تسللت بسمة دافئة إلى شفتيها، ورفعت يدها تلوّح له برقة.ذلك المشهد رمقته عيني أحمد، وفي تلك اللحظة، شعر كأنه عاد بالزمن إلى أول مرة رآها فيهافي ذاك الصباح المشمس، كانت الفتاة ذات ذيل الحصان العالي تلوّح له، وابتسامتها كانت مشرقة كالشمس.رغم مرور عشر سنوات، ما زالت تلك الابتسامة قادرة على إبهاره.وفي اللحظة التالية، استوعب أن سارة لم تكن لتذهب إلى منزل لؤلؤة البحر من تلقاء نفسها، وأن السبب الوحيد لوجودها هناك هو منزل عائلتها.أنهى المكالمة، وعندها أخبره محمود بأمر تحويل المنزل إلى مسلخ ومزرعة مواشٍ.بغضب جامح، أسقط أحمد منفضة السجائر الزجاجية على الأرض؛ فقد أصبحت صفاء أكثر جرأة، وقال ببرود قاتل: "جهّز السيارة".كانت نسمات البحر الباردة تلفح وجه سارة، لكنه
Baca selengkapnya