All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 81 - Chapter 90

100 Chapters

الفصل 81

ابتسمت سارة بامتنان وقالت: "شكرًا لك، يا زميلي الأكبر."ردّ عليها بابتسامة لطيفة: "تشكرينني على ماذا؟ الخطأ كان خطئنا من البداية، ولو انتشرت هذه الحادثة ستؤثر سلبًا على سمعة المستشفى".كانت سارة تدرك تمامًا ما يجري، فقالت بهدوء: "هذه الحادثة موجهة نحوي أنا بالتحديد، ولا علاقة لها بمستشفاكم. لن أذيع الخبر، وأتمنى منك أيضًا أن تحافظ على سرية الأمر، حتى لا يعرف به رامي، كي لا نثير الشكوك".أومأ زميلها الأكبر بتفهّم، وقال بعينين مليئتين بالجدية: "حسنًا، سنضع هذا الموضوع جانبًا الآن. نصيحتي لكِ أن تخضعي لفحص شامل آخر، وسأتولى الإشراف عليه بنفسي، حتى نتمكن من معالجة أي مشكلة مبكرًا."ابتسمت سارة بهدوء: "لا تقلق، أنا بخير".قال بموافقة: "حسنًا، هذه الأجهزة مشعة، ولا يجوز استخدامها بكثرة في فترة قصيرة. بعد عدة أشهر، إن احتجتِ لإعادة الفحص، تواصلي معي في أي وقت".ثم قالت: "بالتأكيد".ابتسم بلطف وأضاف: "يمكنك الخروج من المستشفى الآن. لقد أنهيتُ لكِ إجراءات الخروج، وبهذه المناسبة، دعينا نتبادل أرقام الهواتف."تبادلا الحسابات عبر الفيسبوك، ثم ودعته وهي تحمل أوراق الخروج التي أعدها لها.را
Read more

الفصل 82

دكتور، كيف الوضع؟" كاد قلب سارة يقفز من بين ضلوعها، وتشبثت بكمّ معطفها بقوة، وكأنها تخشى أن تسمع الخبر الذي لا تود سماعه. قال الطبيب بنبرة جادة: "لحسن الحظ، تم إنقاذه في الوقت المناسب. يا سارة، سأكون صريحًا معكِ، حالة والدك خطيرة للغاية. لابد من العثور على الدكتور جمال أفضل جراح دماغ، لإجراء عملية فتح الجمجمة له بأسرع وقت ممكن، وإلا... قد لا نستطيع إنقاذه في المرة القادمة."عاد الحزن يجثم على قلب سارة بثقل شديد. كم حلمت أن تجد الدكتور جمال!ولكن الحقيقة أنها بلا أي نفوذ، حتى باسل حاول مساعدتها سابقًا ولم يتمكن من الوصول إليه.نظرت إلى رشيد، الذي دُفع على السرير خارج غرفة العمليات، ملامحه شاحبة ومنهكة، وعيناه مغلقتان بإحكام. نادته بصوت مختنق: "بابا..."وكأن صوتها ضاع في قاع بئر، لم يأتِ أي رد.يداه العاريتان باتتا نحيلتين وذابلتين، وخلال عامين فقط، خطف منه الزمن قوته وهيبته.حتى يده، التي طالما أمسكت بيدها في طريق العودة للمنزل، أصبحت اليوم مرتخية وضعيفة لا تكاد تقوى على شيء.ارتمت سارة بجانب السرير، وانهارت دموعها: "بابا، أرجوك، افتح عينيك وانظر إليّ مرة واحدة فقط..."بغض الن
Read more

الفصل 83

كانت صورة سارة في ذهن أحمد لا تزال عالقة عند مشهدها قبل أيام، وهي ترشق حساء الأرز عليه.غاضبة، شرسة، تمامًا كقطة مشتعلة بالغضب.لم تكن مثل اليوم، حيث كانت تقف أمامه برأسٍ مطأطأ، مرتبكة ومضطربة، وقد أغمدت كل سكاكينها.تحت نظرته الفاحصة، تماسكت سارة رغم شعورها العميق بالانزعاج والحرج، وقالت بصوت خافت: "أريد أن أطلب منك خدمة".ابتسم أحمد بسخرية، ووضع ساقيه فوق بعضهما بتراخٍ، وأخرج سيجارة من علبة السجائر، وارتسمت على شفتيه ملامح تهكم واضحة.قال ببرود: "سارة، ما التمثيلية التي تؤدينها اليوم؟"لم يكن بعيدًا عنه شاب من أبناء الأثرياء، اسمه شادي، وكان صاحب نظرة فطنة. لاحظ أن تعامل أحمد معها مختلف عن المعتاد، فسارع بخطوتين للأمام.وقال: "هنا، الكل يحلم بمساعدة الأستاذ أحمد، أيتها الصغيرة... حين تطلبين خدمة، يجب أن تكوني أكثر أدبًا. ألا يجب عليك أن تشعلي له السيجارة؟"تحت أنظار الجميع، اضطرت سارة للتقدم نحو أحمد، الذي كان يتكئ بتكاسل على الوسادة.بخلاف بروده الدائم وجفاف تعامله معها خلال السنتين الماضيتين، كانت تذكر أنه في الماضي، رغم تحفظه، لم يكن يدخن أبدًا أمامها.أما اليوم، قميصه م
Read more

الفصل 84

مدّ رامز كوبًا من الماء الساخن بالتوت الأحمر نحو سارة، قائلاً بنبرة دافئة تشبه نبرة الأخ الأكبر:"إن لم تقدري على الشرب، فلا تشربي. المشاعر تجرح القلوب، والخمر يهلك الجسد. يا فتاة، اشربي ماءً دافئًا بدلاً من ذلك، لتدفئي معدتك."كان صوته يحمل رقة وحميمية لا تخطئها الأذن، وكان يعرف ماضيها جيدًا، لهذا فكان يعاملها بعناية خاصة.ابتسمت سارة له امتنانًا، وقبل أن تتمكن من التفوه بكلمة شكر، لاحظت أن نظرات أحمد إليها ازدادت برودًا وحدة.ثم رد ببرود وقسوة قائلاً: "لا يزال هناك كأسين".قطب رامز جبينه بضيق، وهو يعلم جيدًا أن سارة ذات أهمية خاصة بالنسبة لأحمد، لكنه أيضًا يعرف أن بعض الأمور، إذا تمادوا فيها، ستؤذي الجميع، وليس فقط سارة.ومع ذلك، لم تتردد سارة، أمسكت بالكأس الثانية بحزم، وكأنها جندي يسير نحو معركة لا عودة منها، ثم قالت: "حسنًا!"، ورفعت الكأس وشربته حتى آخر قطرة.كانت تلك الكأس كسم قاتل يلهب أحشائها.اجتاح الخمر جسدها بسرعة مدهشة، وفجأة، فقدت السيطرة على جسدها وسقطت.ظنت أنها ستسقط بقوة فوق الطاولة، لكنها وجدت نفسها محمولة بين ذراعي رجل.وسط صيحات الضحك والمزاح من حولها، حمل
Read more

الفصل 85

كانت كلماته قاسية كالسوط، لكنها لم تملك أي خيار آخر.أجبرت يدها المرتجفة على الابتعاد عنه، فواصل أحمد نزعه لمعطفها الشتوي، وما تحته، فكان هناك كنزة صوفية، وتحت الكنزة كان هناك سترة مبطنة، وداخلها طبقة أخرى من الملابس الحرارية.قطب أحمد حاجبيه بدهشة، وقال بسخرية: "هل أنتِ عجوز؟ لم ترتدين كل هذه الطبقات؟"احمرّ وجه سارة خجلًا، وعضت شفتيها قبل أن تهمس بإحراج: "أنا... أشعر بالبرد".وما لبث أن أدرك شيئًا آخر، رغم كل هذه الملابس، لم تبدُ سارة ممتلئة.حين لامست يده ظهرها العاري، أحس بعظامها البارزة تحت طبقة جلد رقيقة بالكاد تغلفها. كم نحفت! كم فقدت من صحتها وهي تحاول الصمود؟تلاشت كل رغباته الشيطانية فجأة، وحل مكانها شعور غير مألوف بالذنب العميق.لم تكن سارة تفهم كيف تطورت الأمور بهذه السرعة، فنظرت إلى عينيه الداكنتين بامتعاض، وقالت بمرارة: "ألا تخاف أن تعرف صفاء بالأمر؟ لا تنسَ أننا قد تطلقنا بالفعل".قال بصوتٍ بارد يحمل قسوة لا تحتمل: "ما يحدث بيني وبينها ليس من شأنك. أما عرضكِ قبل قليل... فقد وافقت عليه، ومن الآن، ستتحملين العقاب عن والدك".أسرعت سارة تسأله بقلق: "وماذا عن الدكتور
Read more

الفصل 86

كان أحمد يتأمل هذه الشقة الصغيرة نسبيًا، والتي كانت تحمل بين جدرانها كل تفاصيل سارة.فوقعت عيناه على سرير الطفل الصغير الموضوع في إحدى الزوايا، وهو الشيء الوحيد الذي أخذته سارة معها من منزل الزوجية، وبرؤيته، تداخلت مشاعر معقدة في صدره.منذ اللحظة التي قفزت فيها سارة من الطابق السابع ولم يتردد للحظة في ملاحقتها، أدرك حقيقة واحدة.رغم كل الكراهية التي احتلت قلبه، لم يستطع أن يتوقف عن حبها. كانت تلك المشاعر المتناقضة — الحب والكراهية — تلتف حولهما كحبال من الشوك، تشد كل منهما نحو الآخر حتى نزف الجراح، دون قدرة على الانفصال.كلما دفعها إلى هاوية الألم، كان هو أيضًا يخطو فوق حافة الهاوية، مهدد بالسقوط في أي لحظة.أمسك أحمد بدمية قطنية كانت على السرير، وتذكر مئات الليالي الماضية، حيث كانت سارة تعانق هذه اللعبة وتنام.لو لم تحدث تلك الكارثة... لربما أصبح زوجًا صالحًا، وأبًا مثاليًا.ترددت في أعماقه كلمة "سارة"...، وظل يرددها بين شفتيه، كل حرف منها يقطر حبًا رغم كل شيء.لم يستطع أبدًا أن يتركها.في هذه اللحظات، كانت سارة، بعد وقت طويل في الحمام، قد استعادت قليلًا من قوتها.زحفت ببطء
Read more

الفصل 87

كان أحمد يظن أن محمود قد جاء ليحضر له بعض الملابس، فخرج من الحمام مباشرة دون تفكير، مرتديًا منشفة فقط، لكن ما إن التفت حتى فوجئ بأن الزائر كان باسل.رفع أحمد حاجبًا مستنكرًا وهو ينظر إلى سارة، وقال بتهكم: "هل لديك ضيف؟"كانت سارة لا تزال ترتدي بيجامتها، وأحمد بالكاد يغطي جسده بمنشفة...منظر يوحي بألفة زوجية لا تحتاج إلى تفسير.لم يكن باسل ساذجًا ليحتاج إلى توضيحات، فترك الهدايا من يديه، وغادر الشقة بخطوات تائهة، وكأن قلبه قد انكسر للتو.لم تحاول سارة أن تبرر شيئًا، لان كلما تعمق باسل في هذا الواقع، زادت الخسارة له ولها، وهذا المصير، ربما يكون الأفضل لكليهما.حدّق أحمد بنظرة باردة نحو تلك الهدايا المتكدسة، وقال بسخرية: "هل أنا بخيل لهذه الدرجة؟"لقد دفع لها عشرات الملايين مقابل الانفصال.ردت سارة ببرود: "سأعطيها لاحقًا لعامل النظافة".ضحك أحمد بسخرية، وقال: "هل يأتي كثيرًا؟"أجابت سارة دون تردد: "زارني عندما أصبت بنزلة برد".جاء صوت أحمد قاطعًا، آمِرًا بلا نقاش: "لا تكرري هذا!"ترددت سارة للحظة، ثم قالت بخضوع: "حسنًا".حين انتهى أحمد من ارتداء ملابسه، واستعد للمغادرة، سألته
Read more

الفصل 88

توقفت سارة عن حركتها للحظة، ثم قالت بنبرة خفيفة الحدة: "سيدتي، لقد تجاوزتِ حدودكِ. أريد الحديث مع أبي على انفراد، تفضلي بالخروج".انحنت الممرضة احترامًا، وأغلقت الباب خلفها بهدوء قائلة: "حسنًا!"عادت سارة بهدوء إلى رعاية والدها كعادتها اليومية، وساعدته على تنظيف جسده، ورتبت شعره، واعتنت بأظافره عناية بالغة.لولا صوت جهاز رسم القلب بجانبه الذي ما زال ينبض بإيقاع ضعيف، لظنت أن الحياة قد غادرت جسده.كان الجو اليوم مشمسًا، مختلفًا عن الأيام العاصفة الماضية، لذا فقد قامت بفتح الستائر، حتى غمرت أشعة الشمس الدافئة الغرفة، وكأنها ترجو الحياة أن تعود إليه.جلست بجانبه وهمست: "أبي... الآن أصبحت أعتبر كل لقاء معك كنزًا. لو لم تستيقظ قريبًا... فربما لن تراني مرة أخرى. أوه، نسيت أن أخبرك... لقد تطلقت من أحمد".كانت نبرتها هادئة، وكأنها تحكي تفاصيل يوم عادي، وانعكست أشعة الشمس على شفتيها المبتسمتين بخفة، ثم واصلت الحديث وكأنها تحكي قصة قديمة: "صحيح أن هاتين السنتين لم تكونا سهلتين عليّ، لكنه كان كريمًا عند الطلاق؛ منحني منزلًا، وسيارة، وأسهمًا... أنا امرأة ثرية الآن".ارتجف صوتها قليلًا وهي ت
Read more

الفصل 89

كان حفل العشاء الخيري الليلة من تنظيم عائلة العم يونس، ورفعت العائلة شعارًا أن عشرة بالمائة من عائدات المزاد ستذهب للأعمال الخيرية، لكن الجميع كان يعلم أن الحقيقة مختلفة ، فعائلة يونس تمر بضائقة مالية حادة، وهذا المزاد ما هو إلا وسيلة أنيقة لتحويل بعض مقتنياتهم إلى سيولة نقدية.لم يكن هذا سرًا على الحاضرين، فالجميع كان يعرف أن العم يونس يملك عينًا ثاقبة للكنوز القديمة، ومنذ صغره، كان شغوفًا بجمع التحف الثمينة، فلا عجب أن قصرهم كان يعج بالكنوز التي لا تقدر بثمن.ونادرًا ما كانوا يسمحون للآخرين برؤية هذه الكنوز، لذا، حين انتشر خبر إقامة هذا المزاد، تهافت الجميع للحضور، حتى أولئك الذين لا يملكون المال الكافي، جاءوا على الأقل ليروا هذه التحف عن قرب، وكان من ضمن المعروضات أيضًا: منزل عائلة سارة القديم.وصلت سارة وليلي معًا قبل بدء الحفل بقليل. توقفت ليلي أمام البوابة، وأطلت برأسها من نافذة السيارة قائلة: "سأركن السيارة وألحق بكِ، اصعدي أنتِ اولاً واحجزي لنا مكانًا في الأمام!"أومأت لها سارة موافقة: "حسنًا".ظنت ليلي أن الحفل يشبه محاضرات الجامعة، حينما كانت تسرع لتحجز مقعدًا، لكن الحقي
Read more

الفصل 90

"آه ...آنسة سارة، هل أرافقك إلى الداخل؟" قال محمود باحترام وهو ينحني قليلًا.ردّت سارة بنبرة لطيفة لكنها حاسمة: "لا داعي، سأنتظر صديقتي. ستصل قريبًا".من بعيد، لمحت سارة امرأة تترجّل من السيارة، مرتدية معطفًا من الفرو الأحمر الصارخ، تشبه طائر فلامينغو متألق في وسط الثلج، وتحت المعطف كانت ترتدي جوارب شفافة، وحذاء بكعب عالٍ لامع.تنهدت سارة داخليًا، وفجأة شعرت أنها لا تريد أن تعترف بأنها تعرف هذه المرأة، أي ليلي، التي يبدو أنها قضت وقتًا في السيارة لتغيير ملابسها.مرت ليلي أمامها تعطر الهواء برائحة فاخرة، ونظارة شمسية ضخمة تغطي نصف وجهها. واستدارت سارة على الفور وقالت بصوت خافت: "لا... أظنني أخطأت في الشخص. سأدخل أولًا".ركضت ليلي خلفها على كعبَيها المرتفعَين، تناديها: "سارة! انتظريني"!تقدمت ليلي نحو محمود، وخلعت نظارتها بضربة استعراضية: "محمود، هل أزعجت سارة مرة أخرى؟"كان محمود لا يعلّق عادةً على أزياء النساء، لكنه لم يتمالك نفسه هذه المرة.نظر إليها من أعلى إلى أسفل، وقال ساخرًا: "هل تظنين أن هذا المكان نادٍ ليلي؟ هل أتيتِ لتتراقصي أم لحضور مزاد؟"كانت ليلي معروفة بشخصيتها ا
Read more
PREV
1
...
5678910
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status