هزّت سارة رأسها باستمرار، وهي تتوسل إليه بصوت مبحوح: "أحمد، أنا..."لكنه كان يحتضن الطفل بيد، وباليد الأخرى مسح دموعها، ثم قال بنبرة باردة قاطعة: "سارة، إن توسلتِ من أجله بكلمةٍ واحدة، سأثقبه برصاصة، هل تودّين أن تجربي؟"أطبقت شفتيها على الفور، تدرك جيدًا أن هذا الرجل المختلّ قادر على ارتكاب أي شيء.لم يعد أمامها سوى البكاء بصمت، ثم اقترب منها وهمس بصوت خافت: "كل دمعة تذرفينها من أجله، ستتحول إلى دماء تراق من جسده".شعرت وكأن صخرة ثقيلة ترزح فوق صدرها، ورغم آلاف الكلمات العالقة في حلقها، لم تستطع النطق بحرفٍ واحد.اكتفت بهزّ رأسها في عجز، مدّ يده ومسح دموعها، ثم قال برفق ظاهري: "كوني مطيعة، لا تنظري إليه... بعد اليوم، سنعود كما كنّا في السابق".وفي الجهة المقابلة، كان محسن مُقيّدًا، يصرخ بكلماتٍ مشوشة، بينما ظهر حمدي فجأة من حيث لا يدري أحد، وقال بصوت حادّ:"إذا كنتَ مصرًا على القتل، فاقتُلني أنا! لا تقتل الأخ جلال... إنه فقط أراد تحسين ظروف الجزيرة، إنه رجل طيّب... حتى عندما خطفنا ابنك، لم نؤذه، بل أعطيناه الحليب الذي نحن أنفسنا لا نشربه".كان هذا الفتى قد ظهر في أحد الرسومات التي رسم
Read more