Semua Bab سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Bab 171 - Bab 180

200 Bab

الفصل 171

"صفقة؟" تساءلت سارة وهي تحدّق فيه دون أن تفهم، تملأها الحيرة.لم تكن تدري، وهي التي لم يبقَ لها شيء، بماذا يمكنها أن تساومه.الهواء الخانق في هذه المساحة الضيقة جعل أنفاسها تتلاحق كسمكة أُخرجت من الماء، وبدأ عرق دافئ يتجمّع على ظهرها.انحنى الرجل قليلاً، وسقطت قطرة ماء من طرف شعره على وجهها، فشعرت بوخزة باردة لثانية.نظر أحمد إليها بجدية وقال بصوت غامض: "ابقي بجانبي، وسأشطب كل ما بيني وبين عائلتكِ من ضغائن". أعادت سارة تكرار تلك الكلمات في ذهنها — ابقي بجانبي، ثم رفعت عينيها نحو عينيه الداكنتين، وسألته بهدوء وثبات: "وبأي صفة أبقى إلى جوارك؟"توقّف قليلاً، ثم أجاب: "باستثناء لقب 'زوجتي'... يمكنني أن أمنحكِ كل شيء".قالت كلمتها ببطء، كأنها تُجبر نفسها على نطقها: "إذن... تريدني أن أكون عشيقتك؟"كان وقع الكلمة عليه ثقيلاً، بدت في عينيه إهانة، فرفع يده إلى جبينه وكأنه يحاول تهدئة نفسه، وقال: "سيكون كل شيء كما كان في السابق، باستثناء أننا لا نملك وضعًا محدد.""كما كنا في السابق....." ضحكت سارة بخفة، ضحكة اختلط فيها الغضب بالمرارة، وكانت تعلم أنها إن أرادت المساومة، فعليها أن تُظهر الضعف.لك
Baca selengkapnya

الفصل 172

أغمضت سارة عينيها، وقد هيّأت نفسها لتلقّي الضربة، لكنها لم تأتِ.وحين فتحت عينيها مجددًا، لم ترَ سوى أحمد وهو يلتقط السترة الرمادية التي كانت قد رتّبتها، ثم غادر بخطى غاضبة، وصفق باب غرفة النوم خلفه بقوة، حتى اهتزّ الجدار من شدّة الصوت.لم يبقَ في الغرفة سوى سارة وحدها، سقط جسدها المنهك على الأرض دون حول ولا قوة.ما من أحد يعلم أن نوبة الغضب تلك قد أرهقتها تمامًا، حتى غمرها العرق من الرأس حتى القدم، وجسدها لا يزال يرتجف — ولا تدري أكان ذلك بسبب الغضب، أم بسبب الخوف.نظرة أحمد قبل قليل... كانت مرعبة إلى حدّ لا يُحتمل، للحظة ظنّت أنها لن تخرج من هذه الليلة حيّة.طوال السنوات التي جمعتها به، لم يسبق لها أن أهانته بهذه الطريقة، بل تُقسم أنها لم ترَ أحدًا يجرؤ على ما فعلته للتو.وضعت يدها على صدرها، تحاول تهدئة قلبها الذي كان يخفق بجنون، وكأنّ جسدها كله يرفض أن يهدأ.مرت دقائق، ثم أسرعت هالة إلى الطابق العلوي، وحين أبصرت وجه سارة الشاحب، تنهدت بأسى وقالت: "يا سيدتي، ماذا فعلتِ للتو؟ لم أرَ السيد أحمد في تلك الحالة من الغضب من قبل".استفاقت سارة من شرودها، وأزاحت خصلات شعرها المبللة عن وجهها
Baca selengkapnya

الفصل 173

لمّا رأت هالة وجه سارة شاحبًا كليًّا، سارعت بأخذ الهاتف من يدها وأبعدته جانبًا.قالت بلهجة ساخرة تخفّف بها الأجواء: "سيّدتي، لماذا تُعذّبين نفسكِ بمشاهدة هذه الأشياء؟ ألا تخشين أن تُصابي بسوء؟ إن كان لا بدّ من المشاهدة، فلتشاهدي شيئًا ممتعًا! سمعت أن أعضاء فرقة إكسو الجديدة الذين ترسّموا مؤخرًا، رشيقو الخصر ويجيدون التمايل أكثر من النساء أنفسهن"!رغم الكآبة التي كانت تغلّف قلبها، لم تستطع سارة كتم ابتسامتها، وقالت: "ألم أكن أعلم أنّكِ تتابعين هذه الأمور أيضًا، يا هالة!"وضعت هالة يدها على كتفها بلطف، وقالت بنبرة دافئة: "سيّدتي، لا أحد في هذه الدنيا يخرج منها كاملًا بلا عيوب، حتى الأذكياء يقعون في الأخطاء، لا بدّ من السير في طرق ملتوية أحيانًا، حتى نُدرك الصواب من الخطأ، فلا تعاقبي نفسكِ بسبب زلّة ارتكبها غيركِ".تفاجأت سارة قليلًا، لم تكن تتوقّع أن تقف هالة إلى صفّها في هذا الموقف.تابعت هالة حديثها، مترددة: "إن كان السيّد قد اختار الطلاق منكِ، فبوسعه أن يطلّق الأخرى أيضًا... فقط اصبري قليلًا، لا بدّ أن..."قاطعتها سارة بهدوء: "أعلم، لا داعي للحديث أكثر، حضّري ما يلزم من مكونات، سأتولى
Baca selengkapnya

الفصل 174

لا أحد يعرف أحمد كما تعرفه سارة، ومفتاح إرضائه ليس بالأمر العسير، العسير يكمن في إمكانية منح الفرصة لأحد أم لا.كانت في الماضي تُعدّ له العشاء مرارًا وتكرارًا، تنتظر قدومه حتى ساعة متأخرة من الليل، ثم تعود لتنام بلا جدوى. في تلك الأوقات، كان إذا قرّر القسوة عليها، فلا جدوى من أي شيء، لا كلماتها، ولا دموعها، ولا أفعالها، كانت لا ترى له وجهًا.أما الآن، فقد بات هذا الاتصال بمثابة اختبار… ومن الواضح أن قسوته لم تعد كما كانت في السابق.انتهت من إعداد الطعام، فركبت السيارة متوجهة إلى شركته. تحتضن صندوق الطعام بين ذراعيها، وقلبها يزدحم بالأسئلة، ذاك الشخص المختبئ في الظل ويحرّك كل شيء… لا بد أنه يعرفهم عن كثب، بل يعيش بينهم.من عساه يكون؟محمود وخالد مستبعدان، أما هالة فصراحتها المعهودة تمنعها من إخفاء أي شيء، هل من الممكن أن تكون أحد العاملين في شركته؟سابقًا قبل طلاقهما، لم تطأ قدماها شركته ولو لمرة واحدة، كانت تظن أن أحمد يحميها من كل شيء، أما الآن فبات ذلك مجرد وهم.خبر خطوبته بصفاء صار على كل لسان، يملأ الشاشات والمواقع. أما هي… فلم يتغيّر موقعها قيد أنملة، فهي الآن كما كانت تبدو في
Baca selengkapnya

الفصل 175

كانت منفضة السجائر ثقيلةً، فأمسكته بيد واحدة بصعوبة.حتى إنها في داخلها قدّرت ما إذا كان الدم سيتناثر على وجهها لو أنها هشّمت رأسه بهذا المنفض.حين أدركت أنها فكّرت بشيء كهذا، انتابها الفزع من نفسها.وفي تلك اللحظة تحديدًا، استدار أحمد ونظر نحوها، والتقت أعينهما.قبل أن يتمكن من قول شيء، سارعت سارة وقالت: "لمَ دخّنت كل هذه السجائر؟"أول ما خطر ببال أحمد حين رآها أنها ربما أرادت ضربه بمنفضة السجائر، لكن بعد سماعه سؤالها، هدأ قليلاً وزالت شكوكه.نظر إليها ببرود، وصوته يخلو من أدنى حرارة: "وهل يعنيكِ؟"لهجته الباردة حملت استخفافًا واضحًا، فأعادت سارة منفض السجائر إلى مكانه، وفي داخلها عزمت أنه إن قررت ضربه مرة أخرى، فلابد أن تستخدم شيئًا أكثر حدة.قمعت الضيق في صدرها، ثم مدّت يدها بلطف وجذبت طرف سترته وهمست: "كلامي كان قاسيًا جدًا ذاك الصباح، أعتذر".وقعت عيناه على وجهها، وكان شاحبًا تحت ضوء المكتب البارد، لم تكن تضع مساحيق تجميل، وملامحها خالية من الزينة، لكنها بدت نقية.رغم جمالها، إلا أنها كانت تفتقر إلى الحيوية.لكن وضعها هذا هو ما جعلها تثير الشفقة.لطالما كان أحمد ضعيفًا أمام دلالها
Baca selengkapnya

الفصل 176

رنّ صوت شهيقها المفاجئ في الغرفة الهادئة، وكأن الهواء تجمّد في اللحظة ذاتها، فذلك الحرج جاء في أكثر توقيت غير مناسب.نظرت سارة إلى أحمد بعينين متوترتين، وقالت محاولةً التخفيف من حدة الموقف: "ذلك، دعني أشرح الأمر".لكنها من فرط التوتر أفصحت عمّا يجول في خاطرها دون تفكير، فزاد الموقف حرجًا فوق الحرج.نظرت بحذر إلى أحمد، لتكتشف أن ملامحه، التي عادةً ما تخفي الكثير، لم تُظهر أدنى نفور، بل ارتسم على محياه القاسي مسحة خفيفة من الحنان.أيمكن أنها تخيلت ذلك؟ ألم يكن أحمد يكرهها حد الموت؟ كيف له أن يبدو وكأنه يشعر بالشفقة نحوها؟قال بنبرة هادئة وهو يدسّ ملعقة ممتلئة في فمها: "إن كنتِ جائعة، فكلّي أكثر".رمشت سارة بعينيها، يبدو أنه ظن أن ذلك الشهيق كان بسبب الجوع؟ مع أنها جاءت لإحضار الطعام له، لكنها في النهاية وجدت نفسها ممتلئة حتى آخرها.تمتمت وهي تكاد تختنق: "لقد شبعت، حقًا شبعت".قطّب أحمد حاجبيه بعدم رضا: "انظرِ كم اصبحتِ هزيلة بهذا الشكل، وتكتفين بهذا القدر من الطعام؟"ثم أخذ ملعقة أخرى وأطعمها بها، وجنتاها امتلأتا بالطعام، وبدت كأنها سنجاب صغير يخزن الطعام في خديه.في هذه اللحظة بالضبط،
Baca selengkapnya

الفصل 177

حين نطقت بتلك الكلمات، كانت سارة تستحضر في ذهنها شريطًا طويلًا من الأحزان التي مرت بها في حياتها، لذا حين نظرت إليه، لمعت عيناها بالدموع.هي تعلم جيدًا أنها لم تعد تملك القوة لمواجهة أحمد بالمثل، فهما كانا يومًا شريكين على وسادة واحدة، وهي أكثر من يعرف طباعه، إذًا، لم يكن هناك طريق أنجح من اللين لكسر قسوته.نبرة صوتها هادئة، خالية من أي لوم أو عتاب، أما الدموع التي ترقرقت في عينيها، فجاءت في محلها تمامًا. لا زائدة تؤدي إلى الكراهية، ولا منقوصة تضيع أثرها، فالدموع، وإن كانت مدعاة للنفور، قد تصبح سلاحًا حادًا إذا استُخدمت في وقتها.وكما هو الحال الآن، أحس أحمد بجفاف في حلقه، وفي قلبه تسللت موجة من تأنيب الضمير.قال بصوت خفيض وهو يطأطئ رأسه، وفي ملامحه مسحة من الحنان: "أنا أعلم""أعلم أننا مررنا بالكثير، وأننا لا يمكن أن نعود لما كنا عليه، لكن موضوع زهرة، لنذكره كأنه لم يكن. ابقي إلى جانبي، وسأحسن إليكِ من الآن فصاعدًا".كان هذا، بالنسبة له، تنازلًا عظيمًا.أما سارة، فداخلها امتلأ بالسخرية الباردة، بعد كل ما فعله بها، هل يُمكن أن تُمحى جراحها بكلمة "سأعتني بكِ"؟! لكنها لم تُظهر شيئًا، ح
Baca selengkapnya

الفصل 178

نادراً ما ظهر منها بادرة ودّ، ولهذا وافق أحمد من دون تردد.قال بنبرة خفيفة، امتدت نغمتها في نهاية الجملة وكأنها دلالة على تحسّن مزاجه: "حقًا؟"نظرت إليه سارة بجدية وتكلمت: "لا أريد أن أُحبس في البيت كجسد بلا روح، لقد تخليت عن دراستي من قبل، وأمضيت العامين الماضيين غارقة في الحزن، الآن، أريد أن أبدأ من جديد".أشار برأسه بلطف وقال: "قولي ما لديكِ".كان مزاجه في هذه اللحظة جيدًا، مما منحه سعة صدر لم تكن معتادة.قالت سارة كلمة كلمة، بصوت هادئ حازم: "أريد أبقى إلى جوارك أعمل معك ".في الماضي، كانت مستسلمة لدفء حنانه، راضية بأن تكون ربة منزل لا يشغلها شيء.لكنها كانت تعيش في الظل... لا تعرف دائرة معارف أحمد، ولا تدري من أغضبت حتى وقعت في مأساة لا مخرج لها، لقد كانت هزيمة مريرة.إن لم تخرج الآن من قوقعتها، فستظل ألعوبة في يد من يتربص بها.لأول مرة، كانت عقلها صافياً إلى هذا الحد، هناك يد خفية، سوداء، كانت تدفع بالأحداث بصمت طيلة العامين الماضيين.كانت تظن أن كل ما حدث بينها وبين أحمد كان نتيجة وجود صفاء فقط، لكنها الآن ترى الأمور بوضوح.ذلك الشخص لم يكتفِ بتخريب علاقتهما، بل دنس قبر زهرة، ليز
Baca selengkapnya

الفصل 179

تلاقت عينا أحمد الداكنتان بعمق مع عيني سارة الصافيتين، وكأنما يحاول التسلل عبر ملامحها ليكشف ما تخفيه داخل قلبها.قال بصوت هادئ لكن حاد: "ما الذي تنوين فعلة بالضبط؟"تصرفاتها باتت غريبة عليه، كما أنها تنوى لفعل شيئًا ما.تغيّرها المفاجئ جعله أكثر توجسًا، وكأن سكونها يخفي عاصفة."ألم أقل إنني أريد أن أبدأ من جديد؟ لا أريد أن أعيش حياتي كلها في الظل".قالت سارة، وهي تجر أطراف قميصه بخفة، ردّت بصوت خافت، دافئ من بين أحضانه: "ممكن؟"تساءل بحدة، والشك ما زال يساوره: "فقط لهذا السبب؟"ضحكت سارة بمرارة: "أم أنك تفضل أن أرحل إلى مدينة أخرى؟"في لحظة، شدّ أحمد على خصرها بقوة، ونبرته جمدت الهواء بينهما: "انسي الأمر. لا تحلمي حتى بذلك". ابتسمت سارة في حضنه ابتسامة باهتة، ألم يقل لها ذات يوم حتى لو متّ، يجب أن تموتي وأنتِ قربي؟أغلقت عينيها. ثم همست، كأنها تسلّم نفسها لقدَرها"كما تريد".وكأن صدى كلماتها تردد في ذهنها بصوت أحمد ذاته... "كما تريدين".رفعت رأسها، وابتسمت له بخفة: "هل شبعت؟ تريد أن أُحضِر لك شيئًا آخر؟"ردّ باقتضاب: "لا، عودي أنتِ وارتاحي قليلًا".لكنها ابتعدت عن حضنه بجدّية وقالت:
Baca selengkapnya

الفصل 180

إن كان العقل المدبر يختبئ حقًا في محيط أحمد، فلا شك أن أكبر نقاط الشك ستكون بين سكرتاريته.كانت سارة تأمل أن تلتقط شيئًا مريبًا على وجهي السكرتيرتين، غير أن طباع كل منهما بدت باردة وحازمة، لم يتبادلا معها سوى تحية مقتضبة، ثم انشغلتا بأعمالهما دون اهتمام.تحسست سارة معصمها، متسائلة في قرارة نفسها: هل كانت مخطئة في ظنونها؟لكنها لم تتعجل الحكم، فقررت البدء من هدير، السكرتيرة التي اقتحمت مكتب أحمد في وقت سابق، اقتربت سارة بهدوء وجلست بالقُرب منها.لم تبدُ هدير ودودة، لكنها لم تكن فظة كذلك، أمضت سارة ما يقارب الساعتين تتنقل بين الموظفين، تراقب وتُمعن النظر، لكنها لم تلاحظ أي شيء غير طبيعي.واستمر العمل حتى التاسعة مساءً، حتى أذن محمود أخيرًا للموظفين بالانصراف.وما إن حان وقت الانصراف، حتى ارتسمت ابتسامة واسعة على وجه منى، وكأنها انعتقت من قيد ثقيل، تدلّكت خصرها قليلاً ثم فتحت هاتفها لتجري مكالمة، بدا أنها ترتب للذهاب إلى أحد الحانات الجديدة، طالبة من صديقتها أن تحجز لها مقعد خاص.لاحظت سارة نظراتها اللاهية، فحدّقت فيها بصمت، حينها التفتت إليها منى ورفعت ذقنها قليلاً قائلة: "ألن تأتي؟ إنها
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
151617181920
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status