"صفقة؟" تساءلت سارة وهي تحدّق فيه دون أن تفهم، تملأها الحيرة.لم تكن تدري، وهي التي لم يبقَ لها شيء، بماذا يمكنها أن تساومه.الهواء الخانق في هذه المساحة الضيقة جعل أنفاسها تتلاحق كسمكة أُخرجت من الماء، وبدأ عرق دافئ يتجمّع على ظهرها.انحنى الرجل قليلاً، وسقطت قطرة ماء من طرف شعره على وجهها، فشعرت بوخزة باردة لثانية.نظر أحمد إليها بجدية وقال بصوت غامض: "ابقي بجانبي، وسأشطب كل ما بيني وبين عائلتكِ من ضغائن". أعادت سارة تكرار تلك الكلمات في ذهنها — ابقي بجانبي، ثم رفعت عينيها نحو عينيه الداكنتين، وسألته بهدوء وثبات: "وبأي صفة أبقى إلى جوارك؟"توقّف قليلاً، ثم أجاب: "باستثناء لقب 'زوجتي'... يمكنني أن أمنحكِ كل شيء".قالت كلمتها ببطء، كأنها تُجبر نفسها على نطقها: "إذن... تريدني أن أكون عشيقتك؟"كان وقع الكلمة عليه ثقيلاً، بدت في عينيه إهانة، فرفع يده إلى جبينه وكأنه يحاول تهدئة نفسه، وقال: "سيكون كل شيء كما كان في السابق، باستثناء أننا لا نملك وضعًا محدد.""كما كنا في السابق....." ضحكت سارة بخفة، ضحكة اختلط فيها الغضب بالمرارة، وكانت تعلم أنها إن أرادت المساومة، فعليها أن تُظهر الضعف.لك
Baca selengkapnya