All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 251 - Chapter 260

400 Chapters

الفصل 251

كان كلام أحمد قد لامس الوتر الحساس في قلب سارة، فهو كان يعلم تمامًا كم كانت تتوق لهذه الأم، وما الذي كانت تأمله منها.فمن كانت تشتاق إليها دومًا، ما إن عادت إلى البلاد حتى قابلتها بهذا البرود، فكانت سارة تتألم في أعماقها، وأحمد كان يدرك هذا جيدًا.لكن نور لم تكن تفهم ذلك.فهي لم تكن تحب رشيد، وبالتالي نظرتها إلى ابنته لم تكن أفضل حالًا، كانت تعامل سارة بجفاء ظاهر.حتى وإن لم تكن صفاء تعاملها باحترام صريح، لا سيما في الأيام التي كان فيها العم يوسف غائبًا، فقد حاولت صفاء مراتٍ كثيرة مضايقتها بدون علم أحدًا.لكن طبيعة البشر غالبًا ما تكون متناقضة، حيث يُظهرون أجمل ما فيهم للغرباء، بينما يحتفظون بأسوأ طباعهم لأقرب الناس إليهم.ولأنها اعتادت التودد لصفاء والتقرب منها على مدى سنوات، فقد صار الأمر بالنسبة لها عادة.مثلما اعتادت أن تتجاهل سارة، لا تهتم لأمرها، ولا تبالي بمشاعرها، بل كانت قادرة على التخلي عنها بكل بساطة.كلمات أحمد لم تجعلها تُراجع نفسها، بل كانت لا تزال متمسكة برأيها بإصرار وقالت: "كل ما أعرفه الآن هو أنك ستخطب لصفاء، وأنت وسارة أصبحتم ماضٍ وانتهى، يا سارة، حتى لو توسلت إليكِ،
Read more

الفصل 252

رفعت سارة عينيها، فرأت جسدًا قويًا يقف أمامها، كان أحمد قد أمسك بيد نور.إن كان قد راعى في السابق مشاعر الكبار، فقد غابت من عينيه الآن كل رحمة، وحلّ محلها غضب بارد لا يُخفى، قال بصوت حاد: "سيدة نور، ألا ترين أنكِ قد تجاوزتِ حدودكِ؟"كانت نور مدللة وتربت على الدلال، أمسك أحمد بمعصمها بقوة فأحست بألم شديد جعل حاجبيها ينعقدان، صاحت غاضبة: "أحمد، أنا كنت أساعدك، فما الذي تفعله؟"قال ساخرًا دون أن يخفف من قبضته، بل زادها شدة: "تساعدينني؟"ثم تابع: "أنا لا أحب أن يتدخل أحد في شؤوني، هل فهمتِ؟"دمعت عينا نور من الألم، فأومأت برأسها مرارًا: "فهمت، فهمت، فقط أرجوك أتركني".قال وهو يترك يدها بقوة: "يا سيدة نور، انظري جيدًا إلى من أمامكِ، هذه هي ابنتكِ الحقيقية!"ظهرت على وجه نور دمعتان واضحتان، كان أثر قبضته واضحًا على معصمها.نظرت إلى سارة بعينين ملؤهما الغضب، وكأنها سكبت كل الألم الذي تسبب فيه أحمد على سارة.قالت نور: "انظري، هذه نتائج أفعالكِ، لو كنتِ فقط مثل صفاء، هادئة ومطمئنة، لكنتُ اطمأننتُ عليكِ".كانت سارة تضغط على معدتها، وقد اشتد بها الغضب حتى شعرت بأن دمها يغلي في عروقها.ثم قالت: "أ
Read more

الفصل 253

عندما سمعت نور هذا الكلام، هدأ التعبير المشحون على وجهها قليلًا، وقالت: "كنتُ أعلم، لا بد أن هذه الفتاة الحقيرة هي التي ظلت تلاحقك دون توقف، سارة، لقد سمعْتِ كل شيء الآن، فاذهبي فورًا لِتحزمي أمتعتك وتعودي مع أمك إلى البيت".مدّت نور يدها لتمسك بيد سارة، وقالت: "أمكِ كانت منفعلة قليلًا قبل لحظات، فلا تأخذي كلامي على محمل الجد، أنا أفعل كل هذا من أجلكِ، بما أنكِ تطلّقتِ فعلًا، فعليكِ أن تنهي كل شيء دون ترك أي خيوط معلقة، فهذا ليس في صالح أي طرف..."لكن سارة سحبت يدها بقوة وقالت: "أنتِ على حق، بما أننا تطلّقنا، فيجب أن يكون كل شيء واضحًا وحاسمًا، حتى لو كان الزوج السابق يحتضر على فراش الموت، فلا حاجة لزيارته".تجمّدت نور في مكانها، ولم تجد ما تقوله، فهي في الحقيقة لم تبادر أبدًا بزيارة السيد رشيد منذ عودتها من الخارج.قالت نور: "هل تلومينني؟ حين عدتُ إلى البلاد، كان والدكِ في العناية المركزة، وكان يُمنع على الغرباء الدخول لزيارته".لكن تفسيرها هذا لم يُقنع سارة، بل زادها سخرية، وقالت: "سيدة نور، حقًا لا أدري إن كنتِ تملكين قلبًا أصلًا، لأن عندما كانت عائلة نور على وشك الإفلاس، كان أبي هو
Read more

الفصل 254

كانت لا تزال تحتضن الصندوق الورقي متجهةً نحو المصعد، حين اعترضتها امرأة قوية الحضور تمشي بخطًى واثقة، لم تكن سوى قائدة الفريق ب.كانت تقف وذراعاها معقودتان أمام صدرها، وعلى وجهها سخرية باردة.قالت سونيا: "ألم أقل سابقًا، من تترقي اعتمادًا على العلاقات الغير أخلاقية للوصول، لا يمكن أن تمكث طويلاً بثبات في مكانها".أبشع ما في الطبيعة البشرية أن يُوجَّه إليك أقصى درجات الحقد ممن لا تجمعكِ بهم أدنى علاقة، فقط لمجرد كلمات متناثرة سمعوها عنكِ.تمامًا مثل سونيا، لم تهاجم سارة مرارًا وتكرارًا سوى لأنها نالت ما لم تستطع هي الحصول عليه.كانت سارة في قمة غضبها، فاعتدلت في وقفتها وردّت عليها ببرود ساخر: "هل نسيتِ أن تمسحي فمكِ بعد دخول الحمام؟ كلامكِ قذر إلى هذا الحد"."ماذا قلتِ؟!"، عبست ملامح سونيا، وازدادت نظراتها حدّة.قابلتها سارة بنظرة باردة، وقالت: "الناس تقول على البدين إنه بحاجة للرياضة، أما أنتِ، فبنحافتكِ هذه يليق بكِ اسم تمارين عظام، هل نحن نعرف بعضنا حتى تتعمّدي استفزازي؟ هذه المرة سمعتِ جيدًا؟ وإن لم تسمعي، حين تموتين سأوصي من يكتب على شاهد قبركِ ما قلته لكِ الآن".كانت سونيا رغم كو
Read more

الفصل 255

اتّفقت سارة مع الطبيب أشرف على موعد العملية، تقرّر أن تُجرى هذه الجمعة.نظرت إلى السماء التي كانت تتساقط منها أمطارٌ رقيقة مائلة، ثم فتحت مظلتها واتصلت بليلي.بدت نبرة ليلي مرهقة، وما إن أجابت حتى بدأت تشكو: "سئمت الأمر تمامًا، سهرت ليلتين متواصلتين، لا أعلم إن كان المدير الجديد مصابًا بخلل ما، فجميع خلاياه مبرمجة على العمل فقط!"ضحكت سارة بخفوت وهي تغطي فمها: "لكني أذكر أنكِ قبل أيام كنتِ تتحدثين عن مدى وسامته"."هل الوسامة تطعمني؟ أنه ليس حبيبي حتى! لو كنت أعلم لما غيّرت عملي أصلًا، البقاء في الشركة السابقة كسمكة كسولة لم يكن خيارًا سيئًا".بعد انفصالها عن أنس، الذي عاد للعمل في شركتها السابقة وصار يتظاهر بالتوبة كل يوم، شعرت ليلي بالغضب وقدّمت استقالتها.لم ترد أن تعود لحياة ترضخ فيها لنظرات الآخرين، فرفضت عرض أحمد بالعمل معه، وانتقلت إلى واحدة من أقوى شركات العقارات في المجال.وعلى مدار ثلاثين يومًا من العمل المتواصل، كانت تلعن مديرها وتصفه بمصاص الدماء، وتتمنى لو صنع حساءً من عظام الموظفين.سألتها سارة: "بالمناسبة، يا ليلي، هل أنتِ متفرغة يوم الجمعة؟""أبدًا، فأن مصاص الدماء ذاك س
Read more

الفصل 256

لم يُبدِ تامر أي رد فعل على ما في عينيها من خيبة أمل، بل مدّ يده نحوها وقال مبتسمًا: "مررت من هنا ورأيتكِ، هل ضللتِ الطريق أم التوت قدمكِ؟"رفضت سارة مساعدته، ونهضت بنفسها، ثم ابتسمت ابتسامة باهتة وقالت: "كنتُ شاردةً قليلاً أفكر في بعض الأمور، ولم أنتبه أنني توقفت هنا".قال تامر: "منزلي قريب، وإن لم يكن لديكِ مانع، يمكنكِ القدوم لرؤية شمس، فهي تشتاق إليكِ كثيرًا".لم تجد سببًا وجيهًا للرفض.كان الجو داخل السيارة دافئًا، على النقيض تمامًا من البرودة في الخارج، ناولها تامر كوبًا من الشاي بالحليب لا يزال مغلفًا.قال: "كنتُ سأشربه في المنزل، لكن الآن هو مناسب لكِ لتدفئة جسدكِ".نظرت سارة إلى الكوب، فوجدته شاي الزنجبيل مع التمر الأحمر واللوتس.قالت بهدوء: "شكرًا لك".ابتسم تامر وهو يقود السيارة بيد واحدة وقال: "لمَ الشكر بيننا يا أختي سارة؟"أحسّت سارة بغرابةٍ، خُيّل إليها أن هذا الشاي لم يكن له أصلًا، بل اشتراه خصيصًا لها، كما راودها إحساسٌ بأن لقاءه بها لم يكن مجرد صدفة.لكن وجهه بدا هادئًا وصافيًا، خاليًا من أي نوايا غامضة.فأزاحت سارة تلك الأوهام غير الواقعية من ذهنها.قال تامر: "سارة،
Read more

الفصل 257

شعرت سارة أنّ القلب البشري كائن بسيط للغاية، فبعد أن أُنهِكت من جراح أحمد ونور، وجدت نفسها تشفى تدريجيًا بمجرد وجبة لذيذة أعدّها تامر.كلما كان الإنسان أشدّ افتقارًا إلى الحب، ازدادت قدرته على التأثّر ولو بذرات من الدفء.ولأنه لم يكن غافلًا، لمح تامر شحوب حزنها، فسألها مبادرًا: "سارة، هل هناك ما يُزعجكِ؟"ردت سارة قائلة: "أحتاج لإجراء عملية جراحية، وحين بحثتُ عمّن يوقّع لي بالموافقة، أدركت أنه لا يوجد أحدًا، أليس هذه خسارةً كبيرة؟"قالت بخفة كأنها لا تُعير للأمر شأنًا؛ لمعت في عيني تامر نظرة حزن صامت.ثم قال بلطف: "سارة، تعريف الخسارة يختلف من شخص لآخر، لكن في عينيّ، أنتِ الأروع من بين كل الفتيات، لا مجال لكلمة فشل في حياتكِ، وزواج تعيس لا يُعدو كونه قرارًا خاطئًا في عمر طويل"."والحياة ليست قصيرة، ولسنا أنبياء لنعرف المستقبل أو نتجنب الخطأ دومًا".قطّبت سارة حاجبيها قليلًا، وقالت بصوت خافت: "أأنتَ تعرف قصتي؟""في المرة السابقة على القارب، أدركت أن المرأة التي في حضن السيد أحمد كانت أنتِ، ويوم المشفى، كنتُ في الجوار بين الزحام، وسمعت بعضًا من خلافكما، أنا آسف، لم أكن أقصد التنصّت".ابت
Read more

الفصل 258

ظل أحمد يحدّق بسكون في سارة، في الأيام الأخيرة لم تقم بأي تصرف لافت.كل ما في الأمر أنها بقيت وقتًا طويلًا في المستشفى قبل أيام، ورشيد تدهورت صحته يومًا بعد يوم، ومن الطبيعي أن تسعى سارة لبرّه قبل فوات الأوان.خلال هذه الأيام، لم تغادر المنزل سوى للنزول إلى الطابق السفلي، حتى ليلي لم تأتِ لزيارتها.كانت ترتدي فستانًا صيفيًّا من الدانتيل الصيني بلون العاج، والنسيم العليل يلامس وجهها برفق، فيما كانت زهور الكرز تتطاير من حولها، مما أضفى عليها هالة من الجمال الفاتن، حتى بدت وكأنها لا تنتمي لهذا العالم.اكتشف حينها، أنه بعد أن ابتعدت عنه، أصبحت أكثر هدوءً وسلامًا.تبادلت معه نظرة من بعيد، ثم أومأت له بخفة كتحية، دون أن تتوقف أو تلتفت، بل واصلت السير مبتعدة.ضاق صدره بذلك الشعور الذي راوده مرارًا، رغم أنه كان قد اتخذ قراره مسبقًا، بل وقطع لها وعودًا، لكنه، مرة تلو الأخرى، كان يحطم قواعده من أجلها.وحين رآها على وشك المغادرة، أسرع بخطواته وأمسك بمعصمها.نظرت إليه سارة بهدوء، وقالت بنبرة تحذير: "يا سيدي الرئيس".رغم أنه كان يرتدي بذلته المعتادة، فإن ربطة عنقه كانت غير مرتبة، وخصلة من شعره، الت
Read more

الفصل 259

كانت الواقفة عند الباب هي نور، تلك التي كانت سارة تفكر فيها ليلًا ونهارًا، أما الآن، فإن نظرةً واحدة إليها باتت تملأ قلبها بالألم.أحمد يُقيم حفل خطوبة، فكيف اجتمع كل من لا تودّ رؤيتهم في هذا اليوم؟قالت نور: "سارة، والدتكِ تطلب التحدث معكِ خمس دقائق فقط".أجابت سارة بوجه بارد: "حتى لو أعطيتكِ خمس ثوانٍ، فأنا لا أجد ما أقوله لكِ فيها".في تلك اللحظة، فتح أحد الجيران الباب وكأنه ينوي الخروج، لم ترغب سارة أن تكون موضع تلميحات أو نظرات، فلم تجد خيارًا إلا أن تفتح بابها وتدع نور تدخل معها.كانت هذه أول مرة تزور فيها نور منزلها منذ عودتها إلى البلاد.لو كان الأمر في الماضي، لكانت سارة ستستقبلها بحفاوة وحرارة، لكنها اليوم لم تفعل، بل اكتفت بخلع حذائها ببرود، ثم صبّت لنفسها كوبًا من الماء الدافئ لترطّب حلقها قليلًا.قالت لها سارة: "تكلّمي".تلفّتت نور حولها، فالشقة لم تكن كبيرة، يمكن للعين أن تستوعبها بالكامل بلحظة.قالت نور: "سارة، سمعت من صفاء أنها اشترت منزل عائلتكِ خصيصًا لكِ، لماذا لم تنتقلي إليه؟ هذا المكان صغير جدًا، كيف يكفيكِ؟"وضعت سارة الكوب على الطاولة، فقد احتوت هذه الجملة على ال
Read more

الفصل 260

لم تكن سارة تدري أيّ شرابٍ سحري قد سقاه رشيد لنور حتى جعلها تؤمن بتلك الأكاذيب، فكيف لإنسانةٍ في هذا العمر، وقد تجاوزت الثلاثين، أن تكون بهذا القدر من السذاجة؟"ولِمَ عليّ أن أبارك لهما؟ صفاء هي من أوصلتني إلى ما أنا عليه اليوم، بدلًا من أن أواجهها أو أُحمّلها المسؤولية، تُريدين مني أن أُبارك لها؟ أي منطق هذا؟"قالت نور: "أنا سمعت بعضًا من قصتكما في السابق، سارة، طفلكِ ذاك كان حادثًا، وصفاء أيضًا سقطت في البحر، وكادت تلقى نفس مصيرك، الفرق أنها كانت محظوظة، وتمكّنت من إنجاب طفلها، فلا يجب أن تلوميها".كانت سارة على يقين بأن صفاء قد شوّهت الحقيقة أمام والدتها، وقلّبت الأبيض إلى أسود.وما آلَمها أكثر هو أن والدتها صدّقت كل ما قالته صفاء، بل راحت تُعاتبها هي بدلًا من أن تُنصفها.قالت سارة: "يا سيدة نور، هل تعرفين مكانًا اسمه جبل الطويلات في شرم الشيخ؟ اشتريت لكِ تذكرة طيران إلى مطار الطور، وحين تصلين، خذي حافلة المطار مباشرةً إلى هناك، ستجدين تمثال توت عنخ أمون، أطلبي منه أن ينهض كي تجلسي مكانه".قالت نور، متجاهلةً السخرية: "يا سارة، دعوتي لكِ لحضور حفل خطوبتهما كانت نابعة من نية صادقة من
Read more
PREV
1
...
2425262728
...
40
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status