كان كلام أحمد قد لامس الوتر الحساس في قلب سارة، فهو كان يعلم تمامًا كم كانت تتوق لهذه الأم، وما الذي كانت تأمله منها.فمن كانت تشتاق إليها دومًا، ما إن عادت إلى البلاد حتى قابلتها بهذا البرود، فكانت سارة تتألم في أعماقها، وأحمد كان يدرك هذا جيدًا.لكن نور لم تكن تفهم ذلك.فهي لم تكن تحب رشيد، وبالتالي نظرتها إلى ابنته لم تكن أفضل حالًا، كانت تعامل سارة بجفاء ظاهر.حتى وإن لم تكن صفاء تعاملها باحترام صريح، لا سيما في الأيام التي كان فيها العم يوسف غائبًا، فقد حاولت صفاء مراتٍ كثيرة مضايقتها بدون علم أحدًا.لكن طبيعة البشر غالبًا ما تكون متناقضة، حيث يُظهرون أجمل ما فيهم للغرباء، بينما يحتفظون بأسوأ طباعهم لأقرب الناس إليهم.ولأنها اعتادت التودد لصفاء والتقرب منها على مدى سنوات، فقد صار الأمر بالنسبة لها عادة.مثلما اعتادت أن تتجاهل سارة، لا تهتم لأمرها، ولا تبالي بمشاعرها، بل كانت قادرة على التخلي عنها بكل بساطة.كلمات أحمد لم تجعلها تُراجع نفسها، بل كانت لا تزال متمسكة برأيها بإصرار وقالت: "كل ما أعرفه الآن هو أنك ستخطب لصفاء، وأنت وسارة أصبحتم ماضٍ وانتهى، يا سارة، حتى لو توسلت إليكِ،
Read more