ما لم يكن في الحسبان هو أنّ أحمد لم يغضب، بل ألقى السيجارة من يده.وحين همّت سارة بالمغادرة، لم يعترض طريقها، بل انبعث صوته بهدوء من خلفها، "سارة، من الأفضل ألا تخدعينني".كان يحدّق مباشرةً في ظهرها، يتوقع أنها ستتوقف وتعود، لكنها لم تلتفت حتى، بل واصلت سيرها بثبات.هبت الريح، وأخذت معها آخر شرارة من عقب السيجارة، واختفى ظل سارة تمامًا من على سطح المبنى.رفع أحمد رأسه ينظر إلى السماء، فلم يجد إلا نجوماً معدودة تحاول اختراق طبقات السحب الكثيفة التي غطّت الأفق.ترى، ما هو الغرض الحقيقي الذي كانت سارة تخفيه؟تذكر ما قالته في ذلك اليوم، إن لم يكن رشيد هو من قتل زهرة، فمن يكون إذن؟قال محمود وهو يخرج من الظلال وكأنه كان هناك طيفًا يراقبه، "يا سيدي الرئيس أحمد، السيدة قد غادرت منذ وقت".تنهد أحمد تنهيدة طويلة، "محمود، أريد أن أُعيد التحقيق في قضية زهرة"."هل تفعل ذلك من أجل السيدة؟" لم يكن محمود يفهم سبب إعادة فتح ملف قد أُغلِق منذ زمن، خاصةً وأن هذه القضية كانت تمسّ أوتارًا غائرة في قلب أحمد، لدرجة أنّ مجرد ذكرها كان أمرًا محرّمًا.فإعادة فتحها تعني إعادة تمزيق الجرح الذي بالكاد التأم، بل و
Magbasa pa