All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 281 - Chapter 290

350 Chapters

الفصل 281

خرجت سارة إلى اليابسة، تقاوم بصعوبة غثيانها والخوف الذي يعصف بها، وأخذت تتفحص تلك الجثة الأنثوية بحذر شديد، تحاول العثور على أي شيء يمكن أن يدل على هويتها.كانت المرأة ترتدي ملابس باهظة الثمن، من ماركة فاخرة معروفة، وأقراط الألماس الكبيرة التي في أذنيها كانت تلمع بخفة تحت ضوء المصباح.وكان في إصبعها خاتم من الياقوت الأزرق، واضح أنه من التحف النادرة.من الواضح أن من قتلها لم يكن يسعى إلى المال، وإلا لكان انتزع مجوهراتها منذ البداية.كما أن ملابسها لم تُظهر أي أثر لانتهاك أو اعتداء.لكن في صدرها كان هناك ثقب دموي واضح، والسبب في وفاتها يبدو أنه رصاصة قاتلة أُطلقت عليها بدقة مميتة.من مظهرها، يتضح أنها تنتمي لعائلة ثرية، ومع ذلك لم تسمع سارة مؤخرًا عن اختفاء أي فتاة من هذا النوع.تنهدت قليلًا وقالت في نفسها، عندما أخرج من هنا سأبلغ الشرطة، يجب أن تُعرف هوية هذه الجثة، فحتى الموتى لهم حقٌ تحقيق العدل.ففي النهاية، هي روح مسكينة.وفجأة، دوّى في الأفق صوت طائرة مروحية يقترب من السماء، وكان الشخص الذي يرتدي زي الباندا قد انسحب بالفعل، لقد وصل أحمد.لكن سارة لم تُظهر نفسها.بمجرد أن تُكشف هويت
Read more

الفصل 282

رأت سارة من على ظهر السفينة أحمد وهو يفقد صوابه تمامًا على الشاطئ، كان أشبه بأسد غاضبٍ هائج، يعجز الجميع عن كبحه، ظلّ يحاول بشراسةٍ أن يلقي بنفسه في البحر.وفي النهاية، اضطر خالد ومحمود إلى التعاون معًا لحقنه بمهدئ في عنقه، حينها فقط توقّف جنونه.كانت سارة تراقب المشهد عن بُعد، ولم يكن في قلبها أي اضطراب يُذكر.عليها أن تتذكّر أن الألم الذي شعرت به حين علمت بموت طفلها، كان أعنف ألف مرة مما يعيشه أحمد الآن.استغلّت انشغال الجميع بتمشيط الشاطئ بحثًا عن جثتها، وقرّرت التسلل والهرب بهدوء.رغم أن مظهرها كان بائسًا للغاية، وجسدها المنهك لا يحمل إلا رمقًا ضعيفًا من الحياة، إلا أنها كانت تعرف جيدًا أنها يجب أن تبقى حيّة.فقط إن ظلت حيّة، ستتمكّن من الانتقام لنفسها ولطفلها الذي لم يرَ النور.لقد باتت على بُعد خيطٍ رفيع من معرفة هوية الجاني، ولا يمكنها أن تفشل في هذه اللحظة الحاسمة.كان جسدها غارقًا تمامًا، وراحتا يديها الناعمتان قد تمزّقتا بفعل الاحتكاك العنيف بالحبال، لتغطيهما قشرةٌ رقيقة من الدم الجاف، مؤلمةٍ بمجرد اللمس.ظلّت معدتها تؤلمها طوال اليوم، وهي تتنفس وتمشي بالكاد.ورغم كل ذلك، جرّ
Read more

الفصل 283

رغم أنّ سارة قد تعرّضت هذه المرّة لضررٍ كبير أنهك جسدها، إلا أنّ حياتها لم تكن في خطر، لذا لم يكن أمامها سوى البقاء مؤقتًا في بيت عائلة تامر للاعتناء بصحتها.لكنّ الهدوء الذي عمّ منزل عائلة تامر الصغير لم يكن له أثر خارج جدرانه، فالعالم الخارجي قد انقلب رأسًا على عقب.بذل أحمد جهدًا ضخمًا، وسخّر قدرًا هائلًا من المال والموارد والرجال لعمليات البحث والانتشال، حتى أنّه أمر باصطياد السلاحف البحرية التي تمر من المنطقة، فقط ليتحقق من حمضها النووي لعلّه يجد أثرًا لسارة قبل أن يُفرج عنها من جديد.وفي النهاية، بلغ به الجنون حدّ التفكير في تجفيف البحر بالكامل، لإفراغ تلك المنطقة التي سقطت فيها سارة من مياهها.ولن نتحدث عمّا يتطلبه ذلك من تكاليف باهظة، لكنّ التأثير السلبي على المجتمع سيكون كارثيًا.في مواقع التواصل، لم يتوقف الناس عن السخرية:"آخر مرة رأينا فيها عملية بهذا الحجم كانت عندما فرّغوا المياه لصيد سمكة التمساح غار.""ما كلّ هذا الحب؟ حتى فتاة أحلامه القديمة لا تساوي شيئًا مقارنة بطليقته"."لقد مرّت ثلاثة أيام، ألا يوجد أحد استطاع كشف هوية طليقة الرئيس التنفيذي أحمد؟""بل هناك، لكن لا
Read more

الفصل 284

في هذه الأيام، لم يكن من يغرق في العذاب فقط هو نور، بل كذلك أحمد، لم يكن يأكل أو يشرب، لم يذق طعم النوم أو الراحة، بدا وكأنه وتر مشدود على وشك الانفجار، يراقب عن كثب عمليات البحث والإنقاذ لحظة بلحظة.حين رأى خالد ذلك الفك النحيل قد ازداد حدة، لم يملك إلا أن يشعر بالألم، فقال بقلق: "يا سيدي الرئيس، تناول بعض الطعام على الأقل، إن استمر الحال على هذا الشكل، حتى لو كنت من فولاذ فلن تصمد طويلًا!"كان حلق أحمد جافًا وشفتيه قد تشققتا وتكسرت طبقات الجلد فوقها، فسارع محمود إلى مناولته كوبًا من شاي الأقحوان.وبعد أن بلل حلقه بشيء من الماء الدافئ، تمكن أخيرًا من فتح فمه، وصوته بدا كصرير باب خشبي قديم يتداعى للسقوط.قال بصعوبة: "ما الذي وصلت إليه في ما طلبتُ منك التحقيق فيه؟"أجاب خالد بنبرة: "تم تخريب كاميرات المراقبة الخاصة بالمصعد قبل وصولنا، لذلك لم تسجل أي معلومات مفيدة، لكن من خلال تتبع أثر الذين اختطفوا الآنسة صفاء، اكتشفنا أنهم على علاقة بمنظمة دولية".وسأل أحمد: "من تكون؟""الطفيليات".أحمد أخرج سيجارة كعادته ووضعها بين شفتيه، وما إن أخرج الولاعة ليشعلها حتى اكتشف أن جسده الذي أُنهك تمامً
Read more

الفصل 285

حين رأى أحمد أخيرًا بعض البريق يعود إلى عينيه، استغل محمود الفرصة وضغط عليه قائلًا: "أجل، الأمر كذلك فعلًا، وإلا بشخصية زوجتكِ الهادئة التي لا تسعى إلى الصراع، كيف كانت لتطلب منكِ الانتقام لها؟"كلامه هذا جعل أحمد يعقد حاجبيه قليلًا؛ فقد تذكّر تلك المرات العديدة التي همّت فيها سارة بالكلام، ثم تراجعت في اللحظة الأخيرة.قال لنفسه: "هي لم تكن تريدني أن أتحرى عن أمر السم فقط، بل عن علاقة رشيد وأختي كذلك".تذكّر حين جاءت سارة إلى شركة عائلة أحمد قبيل الحادثة، كانت قد أدركت بالتأكيد شيئًا ما.تمامًا كما حدث مع تلك الكاميرات التي زُرعت في مكتبه، من الواضح أن هناك من سبقهم بخطوة، ووضع قطعة الشطرنج الخاصة به إلى جواره.ولكن، لأن هذه المسألة تتعلق بنقطة ضعفه الأشد ألمًا، لم يكن يسمح لأحد بالاقتراب منها، حتى وإن كانت سارة.لهذا، اختارت أن تخاطر، أن تسلك طريقًا منفردًا في سبيل الوصول إلى الحقيقة.قال محمود بنبرة خافتة وهو يختبر رد فعله: "سيدي، هل علينا إعادة التحقيق في ما جرى للآنسة؟"رفع أحمد نظره إلى النجوم القليلة المتناثرة في السماء خلف الغيوم، لم تكن تتلألأ، لكنه أدرك أن الحقيقة لطالما كانت
Read more

الفصل 286

ضرب أحمد بعصاه على الطاولة، وقال بصوت بارد: "اشرح لي، ماذا يعنى أنه أخُتطف؟"ردّ خالد بلهجة متوترة: "منذ أكثر من نصف شهر، بدأت السيدة سارة تُكثّف عدد الحراس من حولها فجأة، في البداية لم أُعر الأمر اهتمامًا، لكن الآن يبدو أنها كانت تتوقع أن أحدًا ما سيحاول إيذاء السيد رشيد، حين وصلنا، كانت الأطراف المتقابلة قد اشتبكت بالفعل، وقد أُصيب عدد غير قليل من الممرضات، فاضطرت إدارة المستشفى إلى التعتيم على الحادث مؤقتًا".قال أحمد: "أين رشيد الآن؟"أجابه خالد: "تم اقتياده من قِبل إحدى الجهات المتورطة، حسب تقديري، بما فينا نحن، كان هناك ما لا يقل عن أربع مجموعات من المسلحين!"إذا استثنينا سارة ومن كانوا معها، فإحداها تنتمي لمنظمة الحشرات السامة، إذًا، من تكون الجهة الرابعة؟وفي النهاية، من هي الجهة التي نجحت في أخذ رشيد؟سمع أحمد شيئًا في نبرة صوت خالد، فأدرك وجود أمر آخر، فسأله: "أأُصبتَ؟"كان خالد يضغط بشدة على ذراعه، وراح الدم يتسرب من كفه بغزارة، لكنه تمالك نفسه وقال: "لا بأس، إصابة طفيفة فقط يا سيد أحمد، أنا المخطئ، لم أتوقّع أبدًا أن تصل بهم الجرأة إلى هذا الحد".لم يكن الأمر مفاجئًا له وحد
Read more

الفصل 287

لم تكن الممرضة العجوز تتخيل قط أن لقائها بأحمد سيكون في مثل هذا الظرف.توسعت حدقتا أحمد قليلاً، ولم ينكر، بل قال: "نعم، أنا أحمد".ترددت الممرضة لحظة، وكأنها تخشى أن تُورّط السيدة سارة، فسارعت لتوضيح الأمر: "ذاك... لم تخبرني السيدة سارة بشيء، بل خمنتُ الأمر بنفسي، قبل أيام كانت أخبار خطوبتك منتشرة في كل مكان، ورغم أن عيني السيدة سارة كانت معصوبة، فقد عرفتها من النظرة الأولى".وحين وصلت إلى هذه النقطة، انخفض صوتها بشكلٍ ملحوظ، وقالت بصوتٍ خافت: "هل عثرتم على السيدة سارة؟"لم يرغب أحمد في الخوض بهذا الحديث، فاكتفى بالقول: "لن يصيبها مكروه".قالت الممرضة: "نعم، السيدة سارة صاحبة حظ طيب، حتمًا لن يصيبها سوء".مسحت دموعًا تساقطت على وجهها، ثم قالت: "يا سيد أحمد، اسأل ما شئت، كل ما أعرفه عن السيدة سارة سأخبرك به".كان لدى أحمد في صدره آلاف الكلمات، إلا أن حلقه بدا وكأنه اختنق، فلم يخرج منه صوت.وبعد صمت طويل، نطق أخيرًا بصوت متحشرج: "هي... ألم تذكرني أبدًا؟"هزت الممرضة رأسها ببطء: "لا ولا مرة، فالسيدة سارة فتاة عنيدة، حين تعرفتُ عليها لأول مرة، كان السيد رشيد قد تعرّض لحادث سير، وكانت هي حب
Read more

الفصل 288

خرج أحمد من غرفة العمة وملامحه يغمرها البرود، وقد غمره بردٌ لا علاقة له بالفصل أو الطقس.كان قد تحدث معها طويلًا، تبادلا الكثير من الكلمات، إلا أنّ ما بقي عالقًا في ذهنه، يتردّد كندبة لا تندمل، لم يكن سوى تلك الجملة الوحيدة.لماذا لم أمت أنا بدلًا من سارة؟فجأةً، تذكّر أنه هو من قال هذا سابقًا، كان قد قالها يومًا، ولكن بالمعنى العكسي لها.لماذا كانت زهرة هي الميتة، وليس سارة؟لم يكن يعلم حينها أن هذه الجملة، حين تُلقى على من يحب، كم تؤلم، وكم تمزّق الصدر.فكيف نجت سارة من ذلك الألم؟ كيف مضت؟نظر أحمد إلى الممر الطويل أمامه، كانت هناك امرأة تبكي بصمت وعيناها مثبتتان على باب غرفة العمليات، فتراءى له وجه سارة حين كانت تقف حاملةً بطفل، تترقب بابًا مماثلًا بقلقٍ مماثل.قال خالد: "رئيسي، أيلام تنظر؟"نظر حيث ينظر أحمد، فرأى في الممر امرأة لا يعرفها.أجاب أحمد بصوت أجش: "أحضر لي تسجيلات المراقبة لهذه المرأة في المستشفى"."أمرك".حين صعد أحمد إلى السيارة، كاد يسقط أرضًا من شدة الإرهاق وفقدان التوازن.لقد وصلت الأمور إلى حدٍّ لا يمكن الرجوع عنه، ومع أنه لم يعرف الحقيقة الكاملة بعد، إلا أنّه بدأ
Read more

الفصل 289

كانت سارة تقيم في باحة منزل عائلة تامر، تستعيد عافيتها في هدوء، وفي تلك الأيام، كانت الأجواء ربيعية دافئة، فجلست تحت شجرة الكرز تحمل القطة شمس بين ذراعيها، تداعبها وهي تستمتع بأشعة الشمس.هبّت نسمة عليلة، فتساقطت أزهار الكرز كالمطر، تتراقص في الهواء كأنها حلم وردي.بضع قطط بيضاء كانت تجري في أرجاء الحديقة، فتارةً تقف ساكنة وتارةً تركض بحيوية، مما أضفى على المشهد جمالًا وسكينة.لكن، رغم هذا الصفاء الذي يحيط بها، لم تستطع سارة أن تطمئن قلبها، فهي الآن في عداد المفقودين بالنسبة للعالم، والمجريات في الخارج تسير على وتيرة مشتعلة.الناس على الإنترنت يشتمون صفاء لأنها ارتضت أن تكون عشيقة وهي على علمٍ بذلك، كما هاجموا نور لكونها باعت ابنتها طمعًا في الشهرة والمكانة.عائلة صفاء أنفقت الكثير من المال لحذف تلك المنشورات، لكن ما إن يُزال بعضها، حتى يظهر غيرها سريعًا.أما عن معلومات سارة الشخصية، فقد تم حمايتها بشكلٍ كامل، ولم تُسرّب منها أدنى تفصيلة.كانت سارة تطالع تلك الاتهامات بحق صفاء دون أن تشعر بأي سعادة أو انتصار.ففي النهاية، في هذه اللعبة المعقدة، سواء هي أو صفاء، فكلتاهما خاسرتان.الشيء
Read more

الفصل 290

رفعت سارة رأسها فجأة، وقد اتسعت عيناها وهي تحدق بثبات في تامر، "حقًّا؟ تامر، هل يمكنك حقًّا الوصول إلى الطبيب جمال؟"حين سمعت هذا في البداية، لم تصدّق كثيرًا؛ فذاك الشخص لم يتمكن حتى أحمد من العثور عليه.لكن تامر لم يكن من النوع الذي يكذب، وفي قلبها أضاءت شرارة صغيرة.أومأ تامر برأسه، وقال: "نعم، لقد طلبتُ من بعض معارفي أن يستعلموا عنه، الطبيب جمال قد أساء إلى بعض الأشخاص في الخارج، لذا اضطر للاختباء مؤقتًا، من الطبيعي أن يعجز عامة الناس عن إيجاده، لكنّ لدي بعض العلاقات التي قد تُجدي نفعًا".فهمت سارة عندها، ولم تعد تشك بكلمات أحمد؛ لم يكن يكذب حين قال إنه لا يستطيع العثور عليه.همست، "إذًا، ماذا عن عملية والدي..."قاطعها تامر قائلاً: "سارة، لا يمكنكِ البقاء هنا، سلامتكِ في البلاد لم تعد مضمونة، ذاك الشخص يستطيع القضاء عليكِ في أي لحظة، وقد يُكرر المحاولة، بل ربما يصل الأمر إلى أن يُعرّض عمّ رشيد للخطر أيضًا، ما أقترحه هو أن نُغادر البلاد، أنتِ ووالدكِ، ننتقل إلى الخارج، نتجنّب بذلك الخطر، ونبدأ في معالجة حالته الصحية هناك".قطبت سارة حاجبيها، لم يكن هذا شيئًا فكّرت به من قبل.بل الأدق
Read more
PREV
1
...
2728293031
...
35
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status