Share

الفصل 302

Penulis: سيد أحمد
ما إن وصل أحمد إلى عتبة الباب حتى استدار سريعًا ونظر إليها، وقال: "خالتي، ماذا قلتِ للتو؟"

لم تكن نور قادرة على كبح دموعها، رفعت ساعة الهاتف الصغيرة التي تتخذ شكل دب صغير، وقالت بصوتٍ باكٍ: "هذه الساعة أعطيتُها لسارة في الليلة التي سبقت خطوبتكما، عندما كانت صغيرة وعدتُها بأنني سأهديها هذه الساعة الحديثة إذا حصلت على المركز الأول في الامتحانات، لكنني رحلتُ تلك السنة، هذه الساعة كانت محاولتي لتعويضها".

رفعت نور الساعة إلى صدرها، وتابعت، "لا بد أن سارة جاءت إلى هنا، لكنها لا تريد هذه الساعة، ولا تريدني أنا، أمها، إنّه خطئي، كلّ هذا خطئي".

ركض أحمد مسرعًا إلى الخارج.

كان المستشفى واسعًا ومزدحمًا، والناس يتنقلون من كل جانب، لكنه لم ير الشخص الوحيد الذي يتوق لرؤيتها.

صرخ عاليًا، "حبيبتي سارة!"

ناداها بأعلى صوته، لكن لم يُجبه أحد.

اقترب منه محمود وقال: "يا سيد أحمد، لقد تحرّينا الأمر، المرأة التي وضعت الساعة هي عاملة نظافة في المستشفى، قيل لها إن هناك من دفع لها مالًا لتفعل ذلك، السيدة لم تأتِ إلى هنا".

شعر أحمد وكأن قلبه يغوص في قاع بارد، سارة حتى في مرض نور الشديد لم تأتِ لتلقي نظرة واحدة،
Lanjutkan membaca buku ini secara gratis
Pindai kode untuk mengunduh Aplikasi
Bab Terkunci

Bab terbaru

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 646

    ازداد بريق عيني أحمد حدةً وهو يقول: "وماذا تعرفين أيضًا؟"قالت والدته وهي ترد بهدوء: "انظر إلى ردة فعلك هذه، يبدو أنني قد أصبتُ الهدف، لا أقصد شيئًا آخر، فهذه المقابلة فعلًا لم تكن إلا لرغبتي في رؤيتكما فقط، لكن عليّ أن أخبرك بأمر، أفراد عائلتنا يحملون الكثير من العيوب، إنهم عنيدون، مهووسون، وبمجرد أن يقعوا في حب شخص ما فإن ذلك يستمر مدى الحياة، وهذه نعمة ونقمة في الوقت نفسه."تابعت بصوت مفعم بالجدية: "لأنني أنا ووالدك لم نعلمك يومًا كيف تحب، يا بني، لا أريدك أن تكرر أخطاءنا، فالحب لا يكون قط من طرف واحد، والندم الأكبر في حياتي هو ما فعلته بوالدك، إذ تسببتُ لك ولأختك بجرح لا يُمحى."كانت هذه الكلمات بالنسبة لأحمد أشبه بالوهم، لم يتخيل يومًا أن تأتي لحظة تقول له فيها والدته مثل هذا الكلام.قال بعد صمت: "سأعتني بها جيدًا." ثم أردف بعد برهة: "بما أنكِ تعرفين السيدة روز، فهل يمكنكِ مساعدتي في معرفة أمر يخص سارة؟"ارتفعت حاجباها بدهشة خفيفة: "ماذا؟"قال بجدية: "هي ليست ابنة السيد رشيد، والوحيدة التي تعرف الحقيقة آنذاك كانت السيدة روز، حين كنا داخل البلاد حاول البعض مرارًا استهداف سارة، وأش

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 645

    لو خرجت هذه الكلمات من فم شخصٍ آخر لربما بدت بلا رحمة، لكن حين تصدر من امرأة قادرة على إلقاء طفلٍ في الثالثة من عمره من الطابق العلوي، فإنها تبدو طبيعية تمامًا.فهي لا تقيم وزنًا حتى لابنها، فما بالك بأبناء الآخرين.ومن زاوية آخرى، كانت السيدة ناريمان والسيد سامر متشابهين إلى حدٍّ كبير.كلاهما أنانيّ بارع، عالمهما لا يضم سوى الحب، دون مكانٍ لأي وجود آخر.مدّت السيدة ناريمان يدها تُبعد خصلة شعر عن أذنها بحركةٍ راقية لا تخلو من الأناقة.وقالت بابتسامة هادئة: "ذلك الطفل، منذ عامين صار يزورني بين الحين والآخر، تارةً يرافقني للتسلية وتارةً يدلك ساقي، وحين رأيتُه يتسلى لم أُمانع الأمر".قال أحمد بفتور: "أظن أن الأمر ليس تسليةً له بقدر ما هو تسلية لكِ أنتِ".فأمه لم تكن يومًا قريبة من صورة "الزوجة الفاضلة والأم الحنون"، بل أقرب إلى شخصيةٍ معادية.فقد فعلت الكثير من الأمور المؤذية في سبيل استعادة قلب السيد سامر والد أحمد، منها ما طال المرأة التي أحبّها.وكانت النتيجة أنها دفعته بعيدًا أكثر فأكثر حتى انتهى الأمر بالطلاق القاطع.قضت السيدة ناريمان زمنًا طويلًا تتأمل ما فعلته في شبابها، وتجد نفسه

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 644

    تفاجأ أحمد قليلًا وهو يرمقها بنظرة متفحصة وقال: "كنتُ أظن أنكِ لا تُعيريننا أي اهتمام، لم أتوقع أن أخباركِ واصلة بكل هذه السرعة."رفعت السيدة ناريمان رأسها قليلًا لتتمكن من النظر مباشرة في عينيه، وقد أثارت كلماته في قلبها مشاعر متضاربة. ابتسمت بحزن قائلة: "في ذاكرتي أنت ما زلتَ ذاك الطفل الصغير الذي يتبعني أينما ذهبت، ولم يخطر ببالي قط أنك ستكبر بهذه السرعة."مدّت يدها محاولةً أن تلمس وجهه.لكن أصابعها توقفت قبل أن تبلغه، ولم تجرؤ على المضي أكثر.كانت مشاعرها تجاهه معقدة، فمنذ البداية حين كانت تنتظر قدوم هذا الطفل إلى الحياة، كان في قلبها أمل أن يعود أبوه عن قسوته.إلا أن النتيجة كانت صادمة، إذ لم يُلقِ ذاك الرجل عليها حتى نظرة، بل أدار ظهره بلا رحمة، عندها امتلأ قلبها بالغيظ على أحمد.لم تُؤدِّ يومًا واجبها كأم، حتى الوقوف أمامه الآن بدا وكأنها غريبة عنه.سحبت يدها بتردّد، وارتسمت على وجهها خيبة ظاهرة وقالت بصوت خافت: "لا بد أنك أنت وأختك تلوماني كثيرًا، فأنا لم أُحبكما يومًا."أحمد حدّق فيها بعينيه العميقتين وقال ببرود: "وما جدوى هذه الكلمات الآن؟ ذاك الرجل لم يعد يومًا أدراجه، أما

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 643

    احمرّ وجه سارة خجلًا، حسنًا، صحيح أنها طلبت الكثير من الأطباق، لكنها في الحقيقة لم تنهها كلها، إنما ذاقت القليل فحسب. معدتها الصغيرة لا تتحمل الكثير من الطعام، وسرعان ما شعرت بالشبع.رفعت السيدة ناريمان عينيها بازدراء وقالت: "إذا لم تكوني قادرة على الأكل فلا تطلبي، وجبة واحدة لا يمكن أن تُفلس عائلة أحمد، وحتى لو أفلست فما شأنكِ وما شأني؟"اتسعت عينا سارة بدهشة، هذه الحماة تختلف كثيرًا عن الصورة التي رسمتها لها في خيالها.قالت سارة باعتذار وهي تعضّ على شفتها: "آسفة، لقد كنتُ أظن…"فأكملت السيدة ناريمان ما لم تستطع سارة قوله: "كنتِ تظنين أنني سأصعّب الأمور عليكِ، لذلك لم تتمكني من الأكل وجلستِ تفكرين، فقررتِ أن تأكلي في الخارج قبل أن تأتي."قالت سارة بخجل: "نعم، لقد كان ذلك تصرفًا غير لائق."ابتسمت السيدة ناريمان بسخرية: "لا داعي للاعتذار، كنتُ أصلًا أنوي أن أحرجك."وقفت سارة مذهولة، هذه الحماة لا تسير وفق أي منطق مألوف، كلامها يترك سارة عاجزة عن الرد.ثم قالت السيدة ناريمان بهدوء: "في الحقيقة أنا أيضًا خشيت أن أراكِ لا تستطيعين الأكل، فأكلتُ قليلًا من قبل، إن لم تكوني جائعة فتعالي نمشي

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 642

    لم تمهلها السيدة ناريمان لتفهم شيئًا، بل غادرت أولًا تاركةً خلفها ظهرًا رشيقًا.فألقت سارة نظرة سريعة على أحمد ثم غمزت بعينيها وخفضت صوتها قائلة: "أخبرني، ما موقف أمك بالضبط؟"فقال أحمد وهو يمسك بيدها متجاهلًا سؤالها: "تذوّقي أطباق الجنوب الأصيلة، هيا تنازولي"، وأخذها إلى قاعة الطعام.كانت السيدة ناريمان قد جلست بالفعل، وقد وقع بصرها على يدي أحمد وسارة المتشابكتين، فتجمدت نظرتها لوهلة.وفي تلك الأثناء، جاءت فيفي تحمل وعاء الحساء، لتبصر أحمد وهو يسحب الكرسي لسارة أولًا كي تجلس، ثم جلس هو بعدها.ووضع لها مقبلات الطعام التي كانت بعيدة عنها.لو كان ما يفعله أمام الغرباء لاعتُبر مجرّد دور الرجل المولع بزوجته، لكن اليوم لا يوجد غرباء، فلمن يمثل؟ لم يكن ثمة تفسير سوى أنّ هذا هو أسلوب تعاملهما الطبيعي، كأيّ زوجين عاديين.أما فيفي فقد شعرت بالغبن، إذ إنها كانت تنوي استغلال الموقف لكسب القبول، لكن في المقابل بدا وكأنها لا تختلف عن طاهية المنزل. وعندما وضعت الحساء أمامهما، رمقت سارة بعينين مفعمتين بالاستياء وقالت: "آنسة سارة، كم أحسدكِ، لقد تزوجتِ من عزيزي أحمد، ومع ذلك تتعاملين كأنكِ ضيفة".كانت

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 641

    كانت سارة قد أعدّت نفسها لأسوأ الاحتمالات، فهي لم تأتِ إلا لإلقاء التحية، وإن لم تنل استحسانهم فلتدر ظهرها وترحل ببساطة.غير أنّ السيدة ناريمان لم تنطق بعد، حتى انطلقت فجأةً نبرة مألوفة: "خالة ناريمان، لقد عاد حبيبي أحمد؟"التفتت سارة نحو زاوية الطابق الثاني، فرأت وجهًا تعرفه جيدًا، لم يمر وقت طويل منذ أن التقت به في الداخل، إنّها فيفي.ما إن التقط أحمد صوتها حتى اقشعرّ جسده وكسى ملامحه جليد بارد.وقال باقتضاب: "ما الذي جاء بكِ إلى هنا؟"أسرعت فيفي بخطواتها حتى بلغت جانب السيدة ناريمان، واعتمدت على ذراعها بمودّة مصطنعة وهي تقول: "حبيبي أحمد، طوال هذين العامين كنتُ أنا من يرافق خالة ناريمان."حينها فقط أدركت سارة مكمن ثقتها، فكل ما دار كان تمهيدًا لهذه اللحظة.لقد لعبت فيفي بأقوى أوراقها التي تكمن في والدة أحمد.إذن، لم يكن استدعاء والدته لرؤية أحمد عن حنين الأم، بل لتزويجه من فيفي.يا لها من حبكة بائسة.ولم يساور قلب سارة أدنى غيرة، بل راحت بخيالها الجامح تتكهّن بما سيحدث تالياً.بل وحمدت ربها أنّها أكلت جيدًا في المطار، وإلا لكان هذا العشاء تحوّل إلى عذاب جوع.جلست تنتظر بصبر ما ستؤول

Bab Lainnya
Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status