هبطت الطائرة المروحية على منصة واسعة، وما إن خرجت سارة من مقصورة الطائرة حتى اجتاحها لهيب الصيف من كل اتجاه.أحمد دعمها بذراعه بحرص وقال: "الجو في الخارج شديد الحرارة، من الأفضل أن تبقي في الطائرة".لكنها ردت بإصرار: "لا داعي لذلك".استجمعت قواها، فقد كان السيد مصطفى قد استدعى عددًا كبيرًا من الناس، ورغم خوفها الدفين الذي لم يهدأ، تقدّمت بصوت ثابت: "سارة، المكان الذي رأيتُ فيه الجثة حينها، هل كان هناك؟"وأشارت إلى سفينة متهالكة، ثم أضافت: "كانت الجثة هناك، ولكن مرّ أكثر من نصف عام... لا أعلم إن كنا سنجد شيئًا أم لا".وما إن أنهت جملتها حتى اندفع السيد مصطفى بخطوات واسعة نحو السفينة، متجاهلًا صوت مكرم القلق خلفه: "سيدي، تمهّل قليلًا، لا تنسَ وضعك الصحي".لكن السيد مصطفى لم يكن قادرًا على الإصغاء، لقد قضى شهورًا طويلة في البحث عن شقيقته، والآن فقط تلقّى أول خيط حقيقي، وإن كان خيط موت.لطالما اتسم السيد مصطفى بالهدوء، إلا أن ساقيه لم تعودا تحتملان ثقله، وقلبه يكاد ينفجر من شدة الاضطراب، ومع ذلك لم يتوقف.كان صوت الرياح يصخب في أذنه، بينما تسلق السفينة العالية دون أدنى تردّد.سبقته مجموعة
Baca selengkapnya