Semua Bab سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Bab 521 - Bab 530

568 Bab

الفصل 521

هبطت الطائرة المروحية على منصة واسعة، وما إن خرجت سارة من مقصورة الطائرة حتى اجتاحها لهيب الصيف من كل اتجاه.أحمد دعمها بذراعه بحرص وقال: "الجو في الخارج شديد الحرارة، من الأفضل أن تبقي في الطائرة".لكنها ردت بإصرار: "لا داعي لذلك".استجمعت قواها، فقد كان السيد مصطفى قد استدعى عددًا كبيرًا من الناس، ورغم خوفها الدفين الذي لم يهدأ، تقدّمت بصوت ثابت: "سارة، المكان الذي رأيتُ فيه الجثة حينها، هل كان هناك؟"وأشارت إلى سفينة متهالكة، ثم أضافت: "كانت الجثة هناك، ولكن مرّ أكثر من نصف عام... لا أعلم إن كنا سنجد شيئًا أم لا".وما إن أنهت جملتها حتى اندفع السيد مصطفى بخطوات واسعة نحو السفينة، متجاهلًا صوت مكرم القلق خلفه: "سيدي، تمهّل قليلًا، لا تنسَ وضعك الصحي".لكن السيد مصطفى لم يكن قادرًا على الإصغاء، لقد قضى شهورًا طويلة في البحث عن شقيقته، والآن فقط تلقّى أول خيط حقيقي، وإن كان خيط موت.لطالما اتسم السيد مصطفى بالهدوء، إلا أن ساقيه لم تعودا تحتملان ثقله، وقلبه يكاد ينفجر من شدة الاضطراب، ومع ذلك لم يتوقف.كان صوت الرياح يصخب في أذنه، بينما تسلق السفينة العالية دون أدنى تردّد.سبقته مجموعة
Baca selengkapnya

الفصل 522

رغم أنّ عائلة السيد مصطفى تُعدّ من أشهر العائلات العالمية، إلا أنّها على أرضٍ غريبة، فلم يكن بوسع السيد مصطفى أن يتحرك بحرية كما يستطيع أحمد.الذي استعان بموارده بسرعة وأمر ببدء التحقيق الجنائي على الفور.وخلال هذا الوقت، ظلّ السيد مصطفى جالسًا على كرسيه، حافظ على نفس الوضعية دون أن يتحرك، عيناه شاردتان تحدّقان في زاوية بعيدة لا يرى فيها أحدٌ شيئًا سواه.اقتربت منه سارة، وقدّمت له كوبًا من ماء الليمون، بصوتٍ خافت وحنون قالت:"سيد مصطفى، النتائج ستظهر قريبًا، لا تقلق، لن يكون الأمر كما نتوقع، اشرب بعض الماء، رجاءً."عندها فقط انتبه لوجودها، كان صوته مبحوحًا بالكاد يُسمع وهو يرد: "هل يمكنكِ أن تروي لي مجددًا تفاصيل لقائكِ بها؟"فروت له سارة بتأنٍ كيف هربت إلى السفينة، وحين وصلت إلى الجزء الذي اضطرت فيه إلى أن تكون وسط المياه الملوثة بجوار الجثة، وتحديدًا عندما شاهدت الأسماك وهي تخرج من عينيها.تغيرت ملامح أحمد والسيد مصطفى في اللحظة ذاتها.أحمد، وإن كان يعرف أنها نجت، لم يكن يعلم أن طريقها للهرب كان بهذه القسوة.أما السيد مصطفى، فقد امتلأت عيناه بالدموع، وقبض بأصابعه الطويلة على ركبته بق
Baca selengkapnya

الفصل 523

تذكّرت سارة أول مرة شعرت فيها بحركة الجنين داخلها، يومها كانت فرحتها لا تُوصف، كطفلة صغيرة تمسك بلعبتها الجديدة، ولم تستطع كتمان فرحتها، فسارعت بمشاركتها مع أحمد.عبر رسائل صوتية ومقاطع فيديو كثيرة، تنتظر منه ردًّا يُشاركها هذه اللحظة الثمينة، لكنها انتظرت طَوال النهار دون أي استجابة منه.حتى عاد في وقتٍ متأخر من الليل، فاستقبلته بوجهٍ يملؤه الحماس والبهجة، قائلة: "أحمد، اليوم شعرت بحركة الطفل، حقًّا، لقد شعرت به، تعال المسه بنفسك".كان عمرها آنذاك ثلاثة أشهر فقط، وبطنها لم يظهر بعد بشكل واضح، لكن أحمد لم يبدِ أي اهتمام، بل رمقها بنظرة باردة، ثم تجاوزها وغادر.كأن دلْوًا من الماء البارد سُكب فوقها، من رأسها حتى أخمص قدميها، ومنذ تلك اللحظة، أدركت أن فرحتها ليست مشتركة، وأنها وحدها من تنتظر وتترقّب.ومنذ ذلك اليوم، لم تُعد تخبره بأي شيء، لا عن نمو الطفل، ولا عن ازدياد حركاته، حتى وهو يكبر في أحشائها، لم تجرؤ على أن تشاركه، لأنها عرفت يقينًا أنه لا يكترث.ففي تلك الفترة، كان أحمد إما يخرج باكرًا ويعود متأخرًا، أو يغيب لفترات طويلة دون أن يعود أصلًا، ولم يُعِر أدنى اهتمامٍ لما طرأ على جسد
Baca selengkapnya

الفصل 524

استشار أحمد الطبيب خصيصًا، فعرف أن النساء الحوامل يعانين من تقلبات عاطفية شديدة خلال فترة الحمل.وكان يعلم أن سارة ما زالت تحمل في قلبها ضغائن نحوه، لذا تحمّل ألم الفراق لشهور ولم يظهر أمامها، فقط كي تهدأ وتعتني بجنينها بسلام.لكن حادثة الجثة اليوم كانت القشة التي قصمت ظهرها، هزّت أوتارها الهشة، وجعلت دموعها تتساقط بلا توقف.كأن الجنين في بطنها شعر بحزنها، فبدأ يتحرك بعنف داخلها.سارعت سارة إلى كتم بكائها، بينما كان أحمد يمسح دموعها بلطف بمنديل دافئ، يهمس بصوت حنون يواسيها: "هي مجرد غريبة لا تعرفينها، لا تمتّ لك بصلة، لا داعي لكل هذا الحزن، إن كان لها روح تطوف الآن، فستشكركِ بالتأكيد، لأنكِ من أخرجها من ذلك المكان، وجمّعتها بأهلها من جديد."سارة شهقت بأنفها وقالت بصوت مخنوق: "ربما لأن اسمها بسنت رشيد أيضًا... حين عرفت أنها شقيقة السيد مصطفى، شعرت وكأن من فارق الحياة أحد أقاربي."قالت ذلك، ثم ضحكت من نفسها بسخرية، وهزّت رأسها بيأس، وهمست: "أنا فقط حساسة جدًا، لا بأس، سأعتني بنفسي جيدًا."رفعت عينيها المبللتين نحوه، وصوتها يحمل شيئًا من البراءة والتبرير: "صحيح أن السيد مصطفى ساعدني مؤخرً
Baca selengkapnya

الفصل 525

ما إن استعادت سارة وعيها، حتى كان رد فعلها الأول أن تراجعت بجسدها إلى الخلف بسرعة، بينما كانت تمسك ببطنها بيدها اليسرى.رؤية رد فعلها التحسّبي اللاواعي هذا، جعل قلب أحمد وكأنّ أحدهم قد هشّمه إلى أشلاء.قال بصوت مكسور: "لا تقلقي، لم أكن أقصد شيئًا... فقط أردتُ أن ألمس الأطفال".لكن من الواضح أن سارة لم تكن ترى الأمر هكذا، إذ نظرت إليه كأمٍّ تذود عن صغيرها قائلةً بغضب: "اخرج".قال بتوتر: "حسنًا يا حبيبتي سارة، لا تنفعلي، سأخرج حالًا"."آه..."، شهقت سارة فجأة من الألم.عبست حاجباها قليلًا، فتوقف أحمد عن المغادرة، وأسرع عائدًا إليها، ثم سأل بقلق: "ما بكِ؟ هل ركلَكِ الطفل مجددًا؟ كنتُ أشعر قبل قليل أن حركتهم كانت عنيفة".تمتمت بألم: "أنني اتألم..."وضعت يدها على بطنها، فشعر أحمد بذعر شديد.قال على عجل: "لا تخافي، سأتصل بالطبيبة فورًا لتُجري لكِ فحصًا".ولحسن الحظ، كانت جميع الأجهزة الطبية متوفرة، فهرع الطاقم الطبي لإجراء الفحوصات اللازمة على الفور.كانت سارة تمسك بيد أحمد بشدة، وقطرات العرق تتصبب على جبينها.في تلك اللحظة، تذكّرت بوضوح اليوم الذي فَقَدت فيه طفلها الأول قبل أكثر من عام، حين
Baca selengkapnya

الفصل 526

بعد أن نُقلت سارة إلى مكان آمن، وتأكد أحمد من أنها لا يمكن أن تسمعه، أعاد فتح الحوار بقلق ظاهر، قائلًا: "هل هناك مشكلة مع الطفلين؟"أخرج سيجارة من جيبه لكنه لم يشعلها، وكانت قسمات وجهه ملبدة بغيوم داكنة.قالت الطبيبة أمل مطمئنًا: "لا لا، لا تقلق يا سيدي، الطفلين بخير في الوقت الحالي، لكنني أردت فقط أن أذكرك ببعض الأمور، زوجتكِ سبق وأن عانت من نزيف حاد، بالإضافة إلى أن بطانة الرحم لديها رقيقة، وهي من النوع المعرض للإجهاض بسهولة".وبما أن أحمد لم يعلّق بشيء، تابعت الطبيبة أمل كلامها بنبرة أكثر حرصًا: "الحالة النفسية للحامل أيضًا شديدة الأهمية، يجب عليك أن تحرص على أن تظل السيدة سارة بحالة مزاجية مستقرة، لا تُعرضها لأي صدمة خلال الحمل، لأن أي انفعال شديد قد يؤدي إلى توقف الحمل تلقائيًا، ولو حدث ذلك، فإن..."نظرت الطبيبة أمل إلى أحمد بحذر شديد، الذي كان قد شوّه السيجارة بأصابعه من فرط التوتر، ثم قال بنبرة منخفضة وهادئة: "تابعي."قالت الطبيبة بحذر: "زوجتك حامل بتوأم، وهذا الحمل أكثر إنهاكًا من الحمل العادي، وإذا حدث إجهاض، فإن الضرر الذي سيلحق بها سيكون كبيرًا، بل وقد يصل إلى تهديد حياتها".
Baca selengkapnya

الفصل 527

استفاقت سارة من نومها لتجد أن أحمد قد غادر الفيلا منذ وقت مبكر، ولاحظت أيضًا وجود عدد جديد من الحراس الشخصيين.كانت تنوي أن تطلب من أحدهم تجهيز السيارة، فهي ترغب في الذهاب للاطمئنان على السيد مصطفى.لكن عز سارع بالحديث قائلًا: "سيدتي، السيد الرئيس أوصى بعدم مغادرتكِ الفيلا بدءًا من الآن وحتى موعد ولادتكِ".قالت سارة مترددة: "لكن..."قاطعها قائلًا: "السيد أحمد يفعل هذا حرصًا على سلامتكِ، وإذا كان لديكِ أي تساؤل، يمكنكِ سؤاله مباشرة".تذكرت سارة كيف أرعبها نشاط التوأمين ليلة الأمس، حيث خافت حقًا من أن يكون قد أصابهما مكروه، ولهذا فهي تتفهم حرص أحمد، ولم تكن مستاءة من هذه القيود، بل عادت إلى غرفتها وهي تضع يدها على بطنها المنتفخ بحنان.بمجرد دخولها إلى الغرفة، رن هاتفها، كان المتصل أحمد، فأجابت قائلة: "مرحبًا".قال أحمد: "نتائج تشريح الجثة في قضية الآنسة بسنت قد صدرت، صباح اليوم أعاد الرفات إلى الوطن لإقامة جنازة له، وقد كلفت من يرافق الجثمان إلى المطار، لا داعي لأن تقلقي، قبل رحيله أوصاني بأن أبلغكِ شكره العميق لمساعدتكِ له، لقد قدمتِ له عونًا عظيمًا".لم تكن قد سألت بعد، لكنه كالعادة يع
Baca selengkapnya

الفصل 528

لم يمضِ وقت طويل حتى وصل الفريق الطبي بأكمله، فقال أحد الأطباء بسرعة: "سيدتي، سنبدأ عملية الإسعاف فورًا، أرجوكِ انتظري بالخارج".أسرعت فاتن بإخراج سارة التي كانت واقفة مذهولة قرب الباب، ونظرت إلى وجهها الشاحب، والقلق بادٍ في عينيها، وقالت بلهجة قلقة: "سيدتي، لا تقلقي، السيد رشيد سيكون بخير بإذن الله، لكن عليكِ أن تهتمي بنفسكِ وبالطفلين في رحمكِ".قلب سارة كان يتأرجح بين الشعور بالذنب تجاه جنينها وبين تمسّكها بوالدها.ليلة البارحة، كانت الطبيبة قد أوصت بوضوح بعدم التعرض لأي ضغط نفسي مفرط، لكنها لم تكن قادرة على التزام الهدوء أبدًا.ظلت عيناها معلقتين بباب الغرفة، تنتظر خروجه، وبعد لحظات، خرج الطبيب وهو يمسح عرق جبينه.سألت سارة وقد بلغ القلق ذروته: "كيف حاله؟"فأجاب الطبيب مطمئنًا: "لا تقلقي سيدتي، لقد أنقذنا السيد رشيد".تقدّمت إحدى الممرضات وأعادت التميمة التي كان يحملها والدها إلى يديها، ثم قالت بصوت منخفض: "سيدتي، في الحقيقة، السيد رشيد كان متشبثًا بفكرة واحدة لا غير، هي التي جعلته يصمد حتى الآن، عليكِ أن تبقي تلك الفكرة حيّة في قلبه، إنه مثل وترٍ مشدودٍ إلى أقصى حد، وإن تراخت عزيمت
Baca selengkapnya

الفصل 529

كانت سارة ترتشف الحساء ببطء حين التفتت نحو فاتن التي أنهت المكالمة للتو، وما إن أغلقت الخط حتى بادرتها سارة بالسؤال: "هل حدث شيء في المنزل؟"أجابت فاتن، وصوتها يحمل قلقًا ظاهرًا: "أخي حين عاد إلى المنزل، صدمته سيارة وكُسرت ساقه، سارة، أنا..."لكن سارة قاطعتها قبل أن تُكمل: "سأمنحك إجازة ليومين، عودي واطمئني عليه، صحة الأهل فوق كل شيء.""شكرًا لكِ يا سارة، لكن عملي هنا...""ما الأمر؟ هنا الأطباء والخدم والحراس كلهم لخدمتي وحدي، هل تتوقعين أن يُصيبني مكروه؟ لا تقلقي، سأطلب من قسم الحسابات تحويل راتب هذا الشهر لكِ مقدمًا.""سارة، لا داعي لذلك.""اذهبي الآن، ولا داعي للتكلّف، سأتصل بمن يوصلك إلى المستشفى فورًا."ثم أشارت سارة إلى عز ليقلها، ولم تنسَ أن تُوصي بالاتصال بجراح العظام مسبقًا لتجهيز الأمور.كانت سارة قد لاحظت منذ زمن أن عز يُكنّ مشاعر خاصة لفاتن، لكن تلك الفتاة البلهاء لم ترَ أمامها سوى زميلها الأكبر.وسارة، رغم أنها لا تُعلّق على أخلاق ذلك الزميل، فإنها تثق تمامًا في طيبة عز، وترى أنه يستحق فرصة حقيقية، فقررت أن تمدّ له يد المساعدة ولو قليلًا.وعندما همّ عز بالمغادرة، رمشت له س
Baca selengkapnya

الفصل 530

"سيّدتي"، قال عز بنبرة يغمرها الإحباط، "لم يكن السبب أنني لم أستطع اللحاق بها، بل لأنها لا ترى في عينيها أو قلبها سواه، كيف يمكنها أن تلتفت إلى أحد سواه؟"سارة فكّرت قليلًا، ثم رأت في كلامه وجاهة، فهي نفسها حين كانت تحب أحمد، كم من شخصٍ تقدّم لها باعترافه، لكنها لم تُعر أيًّا منهم اهتمامًا، حتى إنّها الآن لا تتذكّر وجوه أولئك الذين عبّروا عن مشاعرهم نحوها.قالت له مبتسمة: "لا تفقد الأمل، الزوجة المناسبة ستأتي لا محالة".ردّ قاطعًا: "لن أبحث بعد الآن".ضحكت سارة وربتت على جبينها، "أنت عنيد حقًا، أنتم جميعًا تتصفون بعنادٍ لا يلين"."سيّدتي، يبدو أن المطر سيهطل قريبًا، من الأفضل ألّا تخرجي هذا المساء، فالطرقات في الحديقة زلقة، وقد تتعثرين"."حسنًا".واصلت سارة احتساء الحساء، وكان الطفل في بطنها في قمة النشاط في تلك اللحظة، فقررت أن تتمشى قليلًا داخل الغرفة ثم تخلد للنوم.هطل المطر الغزير طوال الليل دون انقطاع، يصاحبه هدير الرعد المتواصل، ولم تنعم سارة بنوم هادئ تلك الليلة.وفي اليوم التالي، لم يبدُ على المطر أي نيّة للتوقف، فاضطرت سارة للجلوس إلى جوار النافذة تتصفّح كتابًا."سارة، لقد عدت
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
5152535455
...
57
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status