حسبت سارة في نفسها، لقد مضى ما يزيد على نصف عام وهي تعيش مع حسني، منذ البداية حيث كان بينهما شيء من الحذر، إلى أن صار الآن أشبه بأبٍ بديل يتكفّل برعاية طفلتها دون أن يُبدي أي تذمّر، ومع مرور الوقت أزالت ما كان في قلبها من ريبة نحوه.قالت مترددة: "أنا…" ثم سكتت، فالأمر طويل جدًا، ولا تدري من أين تبدأ.ابتسم حسني وقال بهدوء: "لا بأس، أنا أمين في حفظ الأسرار، لن يخرج مني شيء إلى أحد."نظرت سارة نحو طفلتها ثم قالت: "دعنا نؤجل الحديث قليلًا."قال: "كما تشائين."لم يكن في عجلة من أمره، فقد قضى أكثر من نصف عام حتى قبلت سارة أن تفتح له قلبها، فما الضرر في الانتظار بعض الوقت بعد؟حين نامت الطفلة في القيلولة، كان أحمد جالسًا عند حافة الحديقة منتظرًا.وما إن خرجت سارة حتى نهض واقفًا فورًا وقال: "سيدتي."قالت بهدوء: "لسنا بحاجة إلى هذا، لنجلس ونتحدث."أجابها: "حسنًا."أعدّ أحمد لها كأسًا من العصير، وجلسا تحت مظلة تحجب عنهما الشمس، والنسيم البحري العليل يهبّ من حولهما فيزيد الجو دفئًا وهدوءًا.ارتشفت سارة رشفة، فإذا هو عصير طازج من الليمون والبرتقال، طعمه منعش يختلط فيه حلاوة خفيفة مع لمسة من الحمو
اقرأ المزيد