All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 871 - Chapter 880

882 Chapters

الفصل 871

في قمة ناطحة السحاب."انفجر المكان بدويٍّ هائل هزّ الأرض".حطّم الرجل كل أواني الشاي أمامه.وقف مساعده على الطرف الآخر يقدّم تقريره بارتباك: "الخسائر المتوقعة هذه المرة بلغت ثمانية عشر فاصلة سبعة مليارا".حينها تذكّر أن تكلفة تلك السفينة الفاخرة العملاقة وحدها مع زخارفها الباذخة تجاوزت الخمسة مليارات، أما الأسلحة والمعدات الطبية والبضائع والتحف والذخائر الثمينة على متنها، فقد قاربت قيمتها عشرين مليارًا.قال المساعد: "عدا عن الخسارة المالية، فإننا فقدنا كذلك عددًا من العملاء".سأل الرجل بغضب: "وأين رغدة؟"أجابه المساعد: "لم يُعثر على جثتها فوق السفينة، الأغلب أنها أُخذت معهم، والآن كثير من الضيوف يطالبون بالتعويض، والمبالغ وصلت إلى مليارات، سيدي، ماذا نفعل؟"صرخ الرجل بغضب شديد: "لا تهتم بهم".قال المساعد بتوجس: "ولكن إن لم ندفع التعويضات فذلك يعني أننا نستفز الجميع".سأله الرجل ببرود: "وهل تظن أن دفع التعويض سيجعلهم يصعدون على متن سفننا مرة أخرى؟"سكت المساعد لحظة ثم قال: "لا".قال الرجل: "أغلب من ركبوا السفينة يتظاهرون بالنزاهة، هل يجرؤ هؤلاء على المطالبة علنًا؟"أضاف بعد لحظة: "من ي
Read more

الفصل 872

اندفع الحراس كخيولٍ جامحة أفلتت من لجامها، وأخيرًا أمسكوا بيد ليلي.قال أحدهم: "آنسة ليلي، لا تُصعّبي الأمور علينا، إن متِّ فلن نستطيع أن نُبرّر الأمر أمام السيد فؤاد".قالت ليلي بغضب: "تبًا، ما دمتُ قد تخلّيت عن أخلاقي، فلن تحلموا بربطي، وأنا حيّة قد لا أقدر على هزيمته، لكن إن متُّ وتحولتُ إلى شبحٍ شرس، فلن أترك السيد فؤاد ولا أنتم يا كلاب الحراسة إلا وأذيقكم العذاب!"ارتفع صوت ليلي قويًّا لا يشبه صوت مَن يقترب من الموت.وأضافت ساخرة: "لقد ارتديتُ خصيصًا ثوبًا أحمر، لأتحول إلى أشرس الأشباح، أيها الشاب، من الأفضل ألّا تنهض ليلًا لتقضي حاجتك، وإلا أفزعتك حتى تنخلع روحك!"وقف الحارس صامتًا: "....."رغم أنّ الموقف يفترض أن يكون مشهد فراق بين الحياة والموت، إلا أنه كاد ينفجر ضاحكًا.ما بال هذه المعاونة، حتى في مواجهة الموت تثير الضحك؟قالت له ليلي: "إن أردت الضحك فاضحك، لا تكتم نفسك".فرد الحارس: "آنسة ليلي، لا تمازحيني، أنا لن أدعكِ تموتين".ابتسمت باسترخاء وقالت: "أيها الشاب، أتدري ما الشيء الذي لا يمكن السيطرة عليه في هذه الدنيا؟".قال مترددًا: "الموت؟".فأجابت بثقة وهي تهز كتفيها: "لا،
Read more

الفصل 873

رمقت ليلي الحارس بنظرة حادة وقالت: "أأنا غبية لأحتاج أن تُترجم لي إلى هذا الحد؟".كان الحارس يصرخ في قلبه من الضيق، ما هذه المصيبة التي ابتُلي بها مع هذه المرأة المجنونة؟أما سارة فقد اتضح شيئًا غير طبيعي في الأمر، فقالت: "ليلي، أين أنتِ؟ مع من تتحدثين؟".لم تكن ليلي تعرف كيف عادت سارة إلى الحياة، لكنها ما إن أدركت أنها ما زالت على قيد الحياة، حتى شعرت فجأة أن هذا العالم لم يعد مملًّا كما كان.على الأقل، لم يكن عليها أن تُقلق سارة عليها.قالت بسرعة: "لا، لا شيء، كنت أتحدث مع الحارس الجديد عندي، صغيرتي سارة، ألا تعرفين؟ منذ أن غبتِ عني وأنا أعيش حياة مزدهرة، أخرج ومعي ثمانية حراس شخصيين، جميعهم بثماني عضلات بارزة".ضحكت سارة براحة وقالت: "بمجرد أن سمعت صوتكِ اطمأن قلبي، فأنا كنت أخشى أن تكون حياتكِ صعبة".ابتسمت ليلي وقالت: "صعبة؟ كيف أكون كذلك؟ أنا الآن أعيش في فيلا فاخرة، أركب السيارات الفارهة، وذقت طعم حياة الأغنياء".ورغم أنّها كانت تقول هذا مبتسمة، إلا أنّ سارة التقطت بحسّها المرهف شيئًا مختلفًا.قالت: "أتبكين؟".في وسط تساقط الثلوج، حدّقت ليلي في الزهور البيضاء المتطايرة، وارتسمت
Read more

الفصل 874

رغم أنّ ليلي كانت تنتعل حذاءً ذا كعبٍ عالٍ، إلا أنّها أسرعت تركض نحو سارة، ثم احتضنتها بقوة.قالت بصوتٍ مرتجف: "سارة... لقد أقلقتِني حتى الموت، لقد ظننتُ حقًا أنّكِ..."ابتسمت سارة بخفة وقالت: "آسفة، الموقف حينها كان طارئًا جدًا."شدّت ليلي ذراعيها حولها أكثر، وهي تتمتم بعينين دامعتين: "كيف نحفتِ إلى هذا الحد؟ هل كنتِ لا تتناولين الطعام بشكلٍ جيد؟ لم يبقَ منكِ إلا العظم!"مدّت سارة يدها تربّت على خدّها قائلة: "كفى حديثًا عني، انظري إلى نفسكِ، لم يزد وزنكِ شيئًا أيضًا، هل عملكِ يشغلكِ إلى هذا الحد؟"لمعت في عيني ليلي نظرةٌ غير طبيعية، ثم رفعت ذقنها بفخرٍ مصطنع: "هذا أمرٌ طبيعي، فأنا الآن من نُخبة النخبة في مجال العمل، من كان يظن؟"ابتسمت سارة قائلة: "ألم أقل لكِ منذ زمن إنكِ الأقدر دائمًا؟"ظلّتا متعانقتين طويلًا تسترجعان الذكريات، ثم التفتت ليلي إلى جانب سارة، حيث تقف طفلٌة صغيرة.لم تكن بحاجة إلى أن تعرّفه سارة، فالملامح تكفي، كان وجهها نسخةً طبق الأصل عن أحمد.رفعت الصغيرة رأسها ونادت بخجل: "خالتي ليلي."كادت عاطفة ليلي تفيض من عينيها، فقالت وهي تمد ذراعيها: "يا لكِ من طفلة لطيفة، تع
Read more

الفصل 875

عند لقائهما من جديد، بدت سارة أكثر انفتاحًا من الماضي، حتى إنها أخذت تمازحها أحيانًا.ربّتت ليلي على رأسها مبتسمة وقالت: "فتاتي الصغيرة أخيرًا خرجتِ من ظلال تلك العلاقة، هذا يُسعدني حقًا من أجلكِ."قالت سارة: "نعم، كنتُ من قبل أرى الحياة أسوأ من الموت، وكان كل يوم يمرّ بمثابة عذاب، لكن منذ أن التقيتُ أطفالي، وكأن سحابة سوداء أزيحت عن عينيّ، فعرفتُ أن الحياة تستحق أن تُعاش."تطلّعت ليلي إلى مارية نظرة يغمرها الحسد وقالت بهمس: "حقًا، يا له من أمر جميل."سألتها سارة وقد لاحظت إعجابها الشديد بالأطفال: "وأنتِ، ألستِ في مثل هذا العمر ولم تصادفي أحدًا يصلح لتبني معه علاقة جادة؟"كان في الأمر ما يثير الريبة، إذ في كل مرة يُفتح هذا الموضوع بدت ليلي غير مرتاحة، وسرعان ما تغيّر مجرى الحديث.ابتسمت باستخفاف وقالت: "مع أنني لا أزال محافظة على جاذبيتي كما كنتُ في الماضي، بل إن الطوابير أمام بابي تمتد حتى باريس، إلا أنني لا أملك وقتًا، أشغالي تلتهم كل يومي، فأين لي بالفراغ كي أقع في حب؟"ضحكت سارة وهي تغطي شفتيها بكفها: "إذن عليّ أن أشعر بالامتنان، فليلي المشغولة استطاعت أن تقتطع لي من وقتها الثمين ه
Read more

الفصل 876

كما في الماضي، قضتا وقتهما سويًّا في شرب الشاي بالحليب، والتنزّه، ومشاهدة الأفلام، لتثمّنا لحظات اللقاء.حتى انقضى عرض الفيلم، وكانت مارية تتثاءب وهي تغالب النعاس.اقترب مسعد يقود سيارة أودي A8 لاصطحابهن، وقال باحترام: "يا سيدتي، هل نعود الآن؟"رمقته سارة بنظرة شك وسألت: "من أين لك بهذه السيارة؟"ابتسم وقال: "مستأجرة طبعًا، وإيجار مثل هذه السيارة الفاخرة ليس مرتفعًا، رأيت أن الآنسة مارية أوشكت أن تغفو، وخشيت أن يكون الركوب في سيارة عادية غير مريح لكنّ، اصعدن بسرعة، فالثلج والريح في الخارج شديدان."أشارت سارة لليلي بالصعود، فيما كانت مارية قد استسلمت للنوم بين ذراعيها.انشغل مسعد بنقل الأكياس الكثيرة إلى صندوق السيارة الخلفي، ثم سأل بحفاوة: "إلى أين تتوجه هذه الآنسة؟"ترددت ليلي قليلًا وقالت: "أنا..."سألتها سارة: "أما زلتِ تقيمين في منطقة الأبيض؟"أومأت ليلي برأسها وأجابت: "نعم، ما زلت في المكان ذاته."قال مسعد بحماس: "حسنًا، اربطن الأحزمة جيدًا."في الخارج كانت العاصفة الثلجية تزداد شدّة، والطرقات تزداد خلوًّا من المارّة.لاحظت سارة أكثر من مرة شرود ليلي، وكلما سألتها أجابت باقتضاب: "
Read more

الفصل 877

عادت سارة إلى البيت صامتةً، ولم تُفلِت من رأسها ذكرياتُ أيام الدراسة مع ليلي.تساءلت في نفسها إن كانت تلك الفتيات لو علمن مصائرهنّ المستقبلية لَضحكنَ بلا احتشامٍ أكثر مما كن يفعلن.وصلت السيارة إلى البيت، فنزلَ مسعد وعلى وَجهه ملامحُ الوداع والرِّعاية وحملَ الطفلَة أولًا.لم تَدْخُل سارة على الفور، بل توقفت تحت عمود النور، وحدّقت في رقاقات الثلج المتراقصة وكأنها تُفكِّرٌ بعمقٍ.برز من وراء عمود النور شخصٌ واحد، كان أحمد ينظر إليها من بعيدٍ.وقال بهدوءٍ: "أنا أعلمُ أنكِ هنا."تبادلا النظرات ثم قال لها: "قلت لكِ إنّي لن أزعج حياتكِ."تقابلت عيونهما، وحدّقت سارة في بؤبؤ عينيه فلم تجد فيهما أيَّ ما يُستَشفُّ على مرأى.همّت تقول: "أشكرك على ما فعلت في تلك الليلة."فَكَرَتْ في نفسها أنه لو لم يسرعَ ويُوفِّر المالَ الذي خلّصَها، لَكانت قد انتهتْ حياتها بيدِ أولئك الوحوش.أجابها وهو متكئٌ قليلًا: "إني لم أحْميكِ كما ينبغي."وقف لبعض الوقت وقد غطّى كتفيه وشَعْرَه طبقةٌ سميكةٌ من الثلج.تقدمت سارة ببطءٍ نحوه، فبدت على أحمد علاماتُ الانزعاج.لم يستطع أن يضمن إن كانت سارة قد خمنت هويته، ولا عرف كي
Read more

الفصل 878

عادت سارة إلى غرفتها، فوجدت الطفلة قد غطّت في نومٍ عميق، فأخذت منشفةً دافئة ومسحت جسدها الصغير برفق.وعندما همّت بالمغادرة، ألقت نظرةً إلى الخارج، فرأت عند ضوء المصباح رجلاً واقفًا هناك، كان حسني.وقف في مكانه كالأبله، يحدّق في اتجاهها، فما الجدوى من كل هذا العذاب؟منذ القدم، كان العشق الجارف يؤذي الروح، أما التعلّق بما لا يُنال، فيفتك بالنفس.اكتفت سارة بنظرةٍ عابرة ثم أسدلت الستارة، فمادامت عاجزةً عن منحه شيئًا، فمن الأفضل ألّا تترك له أي منفذٍ للأمل.اقترب مسعد بخطواتٍ بطيئة من أحمد وقال: "سيدي، السيدة قد نامت، عُد إلى المنزل."أجابه بصوتٍ منخفض: "سأبقى قليلًا."وقف أحمد وسط العاصفة الثلجية، أشعل سيجارة، وترك الريح والثلج يعصفان بجسده، ولم يغادر إلا حين انطفأت آخر جمرةٍ فيها.في صباح اليوم التالي، سلّمت سارة طفلتها إلى مسعد، وتوجّهت إلى البنك لإنهاء معاملة تحويلٍ ماليّ ضخم.كانت قد هيّأت نفسها نفسيًّا، فربما لن تتمكّن من الخروج من باب البنك حيّة.استقبلها الموظفون بغاية الاحترام، فقد أعدّوا مسبقًا الشاي والحلوى، وتولّى مدير البنك بنفسه جميع الإجراءات.وعند الوداع، انحنى لها انحناءةً
Read more

الفصل 879

لم يكن ذلك الفتى البسيط يدرك ما جرى خلال هذه السنوات.قالت سارة برفق: "هو مسافر في عملٍ خارج البلاد، هل كان يزورك كثيرًا في السابق؟"أجاب الفتى: "في السنة الأولى أو الثانية كان يأتي بنفسه ليسأل عن دراستي، ويتأمل رسوماتي، لكن في العامين الأخيرين يبدو أنه انشغل كثيرًا، آخر مرة رأيته كانت منذ أكثر من نصف عام، وقد هزل جسده كثيرًا."حكَّ الفتى رأسه ثم تردد قليلًا قبل أن يقول: "في الواقع… يا سيدة سارة، لا أعرف ما شعوركِ تجاه عمي أحمد، في البداية كنت أراه أسوأ رجل في الدنيا، لكن بعد أن خالطته اكتشفت أنه وإن كان قليل الكلام، إلا أنه رجل رقيق الفكر، مسؤول، وجدير بالاعتماد عليه."لم ترغب سارة في الخوض بموضوع أحمد، فذكرت سبب حضورها: "هل تواصل معك جلال مؤخرًا؟"أجاب الفتى: "الأخ جلال يظهر ويختفي على الدوام، حين بدأت الدراسة جاء لرؤيتي مرات قليلة، ثم اختفى تمامًا."سألت: "هل تستطيع الوصول إليه؟"هزّ رأسه: "لم يعد لدي سوى رقم هاتفه القديم، وقد أُلغِي منذ زمن، ولا أدري بماذا انشغل في هذين العامين، لكنه لم يزرني مطلقًا."أحسّت سارة بخيبة أمل، فبادرها الفتى بقلق: "سيدة سارة، هل حدث أمر خطير؟"قالت: "لد
Read more

الفصل 880

لقد كانت تعرف ذاك الخط جيدًا، ما إن وقع بصرها عليها حتى أيقنت أنّها بخط أحمد، وعلى شجرة الكرز الكبيرة، تمايلت آلاف الأشرطة الحمراء تحت هبوب الريح.قال الفتى: "سيدة سارة، هذه كلها من كتابة عمّي أحمد، أظنّه قد أحبّك إلى حد الجنون."لم تُجب سارة بشيء، بل قالت بهدوء: "سأدخل لأرى عمّة حنان."ظهرت العمّة أصغر سنًّا مما كانت عليه، فالراحة بدت على وجهها بعد أن تحسّنت الأحوال.وما إن علمت بقدوم سارة، حتى استقبلتها بحفاوة، وأسرعت إلى قنّ الدجاج فأمسكت بواحدة.قالت مبتسمة: "ها قد جاءت عزيزتي سارة، لقد طال انتظاري لكِ، ما بالكِ هكذا نحيلة؟ سأذبح لكِ دجاجة لتقوّي عافيتكِ."ولم تستطع سارة رفض كرمها، فتبعتها إلى المطبخ لتعينها.غير أنّها فوجئت أنّ المطبخ قد صار عصريًّا بالكامل، بعد أن كانت أيامهم تخلو حتى من لحم على المائدة.سألتها سارة: "عمّة حنانّ، هل عاد جلال إلى هنا مؤخرًا؟"أجابت وهي تغسل الأرز: "منذ زمن طويل لم أره بعيني، لكنّه يكلّمني كل فترة ليطمئنني أنه بخير."تألقت عينا سارة: "كل كم من الوقت تقريبًا؟"قالت: "ربما كل شهرين أو ثلاثة."سألت بسرعة: "ومتى كانت آخر مرة؟"أجابت: "في يوم مهرجان ذكر
Read more
PREV
1
...
848586878889
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status