كانت أصابع أحمد تنغرز بقوة في مسندي الكرسي، فمنذ أن فقد أثر سارة، ظل قلبه مثقلًا بالقلق، يخشى أن يلحقوا الأذى بها أو بطفلتهما.ورغم علمه أن هناك قاعدة صارمة تفرض إبقاء "البضاعة" نظيفة قبل بيعها، إلا أن قلقه لم يهدأ.حين سمع المذيع يعلن عن أول معروضة في المزاد، تسارع خفقان قلبه، وما إن رآها لا علاقة لها بسارة حتى تنفّس بارتياح.اتضح أن ظنونه صحيحة، فرغدة ستجعل سارة آخر ما يُعرض.قبض على مسندي الكرسي حتى ابيضّت مفاصله.ومع مرور الوقت، كان الحاضرون يدركون أن هناك "بضاعة نادرة" ستُعرض في النهاية، ولهذا لم يظهر الحماس الكبير على ما سبق، بل تركزت الأبصار كلها على الخاتمة المرتقبة.في تلك الأثناء، قدّم مسعد كوب ماء إلى أحمد مرات عديدة، لكنه لم يشرب من الكوب رشفة ولو لمرة.حتى جاء دور العرض الأخير، فظهرت رغدة بنفسها.ارتدت فستانًا أحمر ضيقًا، وانتعلت حذاءً عالي الكعب، وخطت نحو وسط المسرح بخطوات واثقة.أثار قوامها المتمايل أنظار الرجال، حتى أن بعضهم أطلق صفيرًا صاخبًا.كانت ترتدي قناعًا يغطي ملامحها الشريرة.ابتسمت وقالت: "انتظرتم طويلاً، أظنكم جميعًا قد بلغ بكم الشوق ذروته، وحان الوقت لنكشف عن
Read more