لم تغفل سارة عن التوتر والذعر في عينيه، وتساءلت في داخلها، ماذا فعلتُ حتى يشعر ابني تجاهي بهذا الخوف؟قالت وهي تضمه إلى صدرها وتكرر كلماتها: "آسفة، أنا آسفة."لم يعرف فارس ما الذي ينبغي أن يفعله، فتلعثم قائلًا: "أنه... أنتِ، كيف جئتِ إلى هنا؟"قالت بصوت مرتجف: "حبيبي، سامحني، لقد جئتُ متأخرة."تفاجأ فارس وهو يردد في نفسه: "أمي؟" وشعر أنه لا بد أنه سمع خطأ، فهل اعترفت به حقًا؟قالت له: "يا بني، لقد أسأتُ الفهم من قبل، ولم أجدك إلا الآن، كل الذنب ذنبي أنا."شدّت سارة ذراعيها حوله بقوة، والدموع تتساقط من ذقنها بغزارة حتى بللت عنقه الصغير.في تلك اللحظة لم يكن هناك أعظم من هذا الحضن ليكون عزاءً له.ناول أحمد الأدوية وهو يقول: "سارة حبيبتي، داوي جراحه أولًا."أفلتت سارة ابنها على مضض، وأخذت تحدّق في وجهه بعينين تفيض حنانًا ووجعًا.قالت بقلق: "لا بد أنها تؤلمك كثيرًا، أليس كذلك؟"أجاب بصوت خافت: "لا تؤلمني." وظل يحدّق إليها بذهول، كأنه يخشى أن تختفي في أي لحظة.وحين رأى سارة تنظّف جراحه وتضع الدواء، التفت بارتباك نحو أحمد يسأله: "أبي، هل هذه أمي حقًا؟"مدّ أحمد يده يمازحه بخفة وهو يلمس أنفه:
Read more