All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 951 - Chapter 960

1062 Chapters

الفصل 951

كان الطفلان يمدّان عنقيهما نحوها وملامح الحزن تملأ وجهيهما، وهما يناديان بقلق: "مامي!"قالت بصوت متقطع: "أنا..."اتكأت سارة على صدر ليلي وهي تلهث بصعوبة، وكأن قواها قد خارت تمامًا.تغيّر وجه ليلي وامتلأ بالقلق: "حبيبتي سارة، في الأيام الماضية كنتِ تجريين عمليات التشريح يوميًا ولم تشعري بالغثيان، لكن دعيني أسألكِ، مؤخرًا... هل كنتِ مع ذلك الكلب أحمد في فراشٍ واحد؟ إن أعراضكِ هذه تبدو لي وكأنكِ... حامل."تجمدت ملامح سارة، فهي وإن كانت قد اعتنت بأحمد في الأيام السابقة، إلا أن الأمر لم يتطور بينهما إلى تلك المرحلة، ثم إن الوقت لا يتوافق مع ذلك أصلًا.إلا إذا...خطر ببالها تلك الليلة على السفينة، حين قضى حسني معها الليل بأكمله!لكنها في صباح اليوم التالي، بعد عودتها إلى مدينة الشمال، طلبت من مسعد أن يشتري لها حبوب منع الحمل فورًا، فهي لا يمكن أن تكون حاملًا.قالت متلعثمة: "لا... لا يمكن أن أكون حاملًا، لقد تناولت الدواء."رفعت ليلي حاجبيها بدهشة: "دواء؟ يا سارة، ألا تعلمين أن حبوب منع الحمل ليست مضمونة مئة بالمئة؟ ألم تفكري في ذلك؟ هل جاءت دورتكِ الشهرية مؤخرًا؟"أخذت سارة تحسب في ذهنها، فا
Read more

الفصل 952

رؤية تامر كانت مفاجأة سارة لم تكن تتوقعها، حتى إنها انفعَلت لدرجة لم تعرف ماذا تقول: "تامر، كيف جئت إلى هنا؟"قال مبتسمًا: "أختي سارة، الوصول إليك كان أمرًا في غاية الصعوبة، ولولا أن جلال تواصل معي، لما تمكنت من لقائكِ."تنهدت سارة وقالت بشيء من الحزن: "نعم، لقد مرّت في هذه السنوات أحداث كثيرة للغاية."سألها بقلق: "أختي، كيف حال مرضكِ الآن؟"نزعت سارة شعرها المستعار قائلة: "في النصف الأول من هذا العام كدت أموت من شدة تفاقم المرض، لكن بفضل الدواء الذي أعطيتني إياه من قبل، ومع العلاج الكيماوي تمكنت من الصمود، والآن صار أثر العلاج الجانبي أخفّ كثيرًا، وبدأ شعري ينبت من جديد، لكن الورم ما زال موجودًا."لمحت ليلي شعرها القصير الذي يشبه شعر الرجال، فامتلأت عيناها بالأسى: "يا عزيزتي سارة، لقد عانيتِ كثيرًا."ابتسمت سارة بهدوء: "كل ذلك مضى، كنت على شفا الموت لكن كتب لي الله النجاة، تامر، سمعت أنّك تواصل بحثك في علاج السرطان، هل توصّلت إلى أي جديد؟"أجابها بثبات: "أختي سارة، أنا جئت إليكِ هذه المرّة خصيصًا من أجل شفاءكِ."حين سمعت كلمة "شفاء"، أضاءت عينا سارة كأنها تحيا حلما: "أأنت تقول إنه يمك
Read more

الفصل 953

وقع بصر تامر على التوأمين الجالسين بجانبها، فارتعشت شفتاه قليلًا: "أتقولين إنكِ... حامِل مرة أخرى؟"شعرت سارة بالضيق، وأقسمت في سرها أنها لم تبالغ في شيء، فباستثناء فارس الذي أنجبته بعد محاولات للحمل، لم يكن لها حياة زوجية تُذكر بعدها.أما التوأمان فكانا ثمرة ليلة فقد فيها أحمد وعيه بسبب الحمى، وأما هذه المرة... فالأمر أشبه بالعبث.كيف يحدث ذلك، والأطباء أكدوا أن فرص حملها ضئيلة للغاية؟ لماذا في المرتين النادرتين حدث الحمل بالفعل؟قالت بقلق: "لقد شعرت مؤخرًا بالغثيان، تمامًا كما كان يحدث لي في بدايات الحمل من قبل، وأنا خائفة..."رد تامر بحزم: "حسنًا، سنُجري لكِ أولًا فحص الموجات الصوتية، في هذا البلدة يمكن إجراؤه، أما الرنين المغناطيسي فلا، فلنبدأ بالموجات لنتأكد من وجود حمل، وأما الورم فعلينا الانتقال إلى محطة أخرى للفحص."أومأت سارة بخضوع: "حسنًا، أنا سأفعل ما تقول."طوال الطريق بدا القلق مرسومًا على وجه سارة، فقد تذكرت حين حملت بآدم ومارية، وقتها نصحها الجميع بالتخلص من الجنين لتتلقى العلاج، لكنها أصرّت بعناد، وفي النهاية أنجبت الطفلين بسلام.يومها كانت رغبتها الشديدة في الإنجاب ناب
Read more

الفصل 954

كانت ليلي تشرب الماء، وما إن سمعت كلمات سارة حتى كادت تختنق وبصقت ما في فمها.قالت مذهولة: "ماذا! أليس الطفل له؟"نظرت ليلي حولها بخوف، ثم خفضت صوتها: "لم أكن أتصور ذلك... أخبريني، من والد الطفل حقًا؟ أهو ذلك الرجل المقنّع، أم ذلك الشاب الصغير الذي يعاملك بلطف كطفلته المدللة؟ كلاهما يبدو صادقًا في حبه لكِ، ولن يؤذيكِ أبدًا كما فعل ذلك الكلب أحمد."ردّت سارة باضطراب: "لا... لا هذا ولا ذلك."قالت ليلي معاتبة: "حبيبتي سارة، نحن حقًأ لسنا اصدقاء كفاية! أنا حتى أخبرتكِ عن المدة التي يقضيها فؤاد معي، أما أنت فلا تخبرينني بشيء!"شعرت سارة بالحرج، فهي لم تكن تقصد أن تسمع اعترافات ليلي عن علاقتها بفؤاد، لكن الأخيرة هي التي أسهبت في الحديث بنفسها.قالت سارة بتنهيدة: "الأمر طويل ومعقّد."قالت ليلي بلهفة: "فلتقصّيه باختصار إذن."بدا على وجه ليلي بريق متحمّس، واضح أنها لا تريد سوى سماع هذه الأسرار جديدة.وجدت سارة نفسها مضطرة، فاختصرت ما وقع في تلك الليلة وروته لها.سكتت ليلي بعد الاستماع، على غير عادتها، ولم تجد ما تقول.قالت أخيرًا بتردّد: "وهل... هل يعرف ذلك الرجل أن الطفل له؟"أجابت سارة بصوت م
Read more

الفصل 955

لا يقتصر الأمر على فؤاد، حتى أحمد في هذين اليومين كان مشتعلًا غضبًا، فمنذ أن أفلت جلال من بين يديه مضى أسبوع كامل، ولم يصل إليه أي خبر.قبل أن يعرف هوية جلال، لم يكن أحمد يضمر له الكثير من العداء.لكن في هذه الأيام، تمكّن من كشف حقيقة هويته.اتضح أن جلال وسالم توأمان، ولأن جسد جلال كان شديد الضعف منذ ولادته، وكاد أن يفارق الحياة في أي لحظة، فقد تنبّأ أحد الشيوخ أن هذا الطفل لا يجوز أن يرى النور، بل يجب أن يُربّى في معبد ليحتمي من الفواجع.لذلك أعلنت عائلة سالم للعالم الخارجي أن لها ولدًا واحدًا فقط، حتى إن أحمد نفسه لم يكن يعلم بوجود جلال.تنفّس خالد بعمق وقال: "الأمر عجيب فعلًا، في ذلك الوقت قال الشيخ إن توأم عائلة سالم لن يعيشا معًا، بل سيبقى واحد فقط، وكان الضعيف المريض هو جلال، لكن من كان يتوقع أن من يُكتب له في النهاية أن يموت هو أخوه؟"وأضاف خالد: "لا عجب أن سالم كان يتردد سرًا على المعبد، كنا نظن أنه يفعل ذلك طلبًا للسلامة والبركة، لكنه في الحقيقة كان يزور شقيقه."ثم قال متسائلًا: "إذن، فهذا يعني أن جلال عرف منذ البداية أن شقيقه مات من أجل السيد أحمد، فهل يمكن أن يحمل ضغينة ضد ا
Read more

الفصل 956

حدّق فؤاد مباشرة في أحمد وقال: "الجزيرة لك، والناس أيضًا لك، فكيف يمكن لهن أن يهربن إلا إذا سمحتَ أنت بذلك؟"لم يكن فؤاد أحمق، فقد شعر منذ وقت طويل بتغيّر موقف أحمد تجاه سارة.قال أحمد: "كنتُ أعلم أني لن أستطيع إخفاء الأمر عنك."قال فؤاد ببرودٍ متعالٍ وهو ينظر إليه من علٍ: "ما يحدث بينك وبينها لا شأن لي به، لكن ما كان ينبغي لك أن تتدخل في شؤوني."كان التوتر بين الرجلين يزداد حدّة، حتى إن رامز كفّ عن الاكتفاء بالمشاهدة وقال: "كفى، أنتما الاثنان بحاجة إلى بعض البُعد لتعرفا حقيقة ما في قلبيكما، فلا تُلقِ اللوم على أحمد، فلو لم تكن ليلي راغبة في الرحيل لما استطاعت إحداهن أخذها، بدلًا من توجيه الغضب إلى أخيك، اسأل نفسك لماذا كانت مصمّمة على الرحيل عنكما؟"جلس فؤاد منهارًا وقال بمرارة: "لماذا؟ لقد أغدقتُ عليها المال، ألم تكن تحب المال؟ لكن في النهاية، ما زالت تُصِرّ على الرحيل."قال رامز بنبرةٍ حادة: "أأنت غبيّ حقًا أم تتظاهر بالغباء؟ إن كانت المرأة تُشترى بالمال، فهي بالتأكيد لا تحبك، أمّا إن رفضت المال واختارت الرحيل، فذلك لأنها أحبّتك بصدق، لكنها عجزت عن تقبّل كونها مجرد أداة لهوٍ بين يدي
Read more

الفصل 957

قال محمود بقلق سيد أحمد، هذه الأيام أنت لا تنشغل فقط بأعمال الشركة، بل أيضًا بالمشاكل التي حدثت في السوق، والآن حتى بسبب السيدة سارة لم تعد تأكل أو تنام جيدًا، جرحك لم يلتئم بعد، وإن انهرتَ فماذا سنفعل؟"منذ أن تم تسريب هوية أحمد على الشبكة المظلمة، تضررت حتى مجموعة عائلة أحمد من الهزة التي أعقبت ذلك.تمتلك عائلة أحمد سلسلة واسعة من الصناعات، وخلال الأيام الأخيرة واجهت مشكلات في مجالي العقارات والصناعات الغذائية.كان واضحًا أن هناك من يتحكم بكل شيء في الخفاء، من قوى مظلمة مختلفة.أخطر ما في التجارة هو أن تأتيك الضربة من الظل لا من المواجهة، حتى رامز وصلته الأخبار.قال رامز بنبرةٍ جادة: "إن استمر الأمر هكذا، فخسائرك لن تكون قليلة، ما الذي تنوي فعله؟"قال أحمد ببرودٍ قاطع: "أنت تعرف طبعي، العين بالعين والسن بالسن، هذا الدين سأرده مضاعفًا مائة مرة."ابتسم ابتسامةً باردة وقال: "هو يعلم أن بيدي فضائح أولئك الأشخاص، لذلك يدرك أن النتيجة ستكون خسارته وحده، لهذا اختار أن يهاجمني من خلال عائلتي وسارة، لكنه لم يتوقع أنني سأُطلق سراح سارة، حتى أنا نفسي لا أعرف أين ذهبت، فكيف سيجدها غيري؟! بدون هذ
Read more

الفصل 958

كان جلال كأنه يعرف ما تنوي قوله، فقال بهدوء: "اسألي."قالت سارة: "نحن لم نتقاطع سوى لفترة وجيزة، وإن كنت في البداية قد ساعدتني في البحث عن الأشخاص مجاملةً لحنان والبقية في الجزيرة، فما الذي جعلك تواصل مساعدتي بعد ذلك؟ لقد دعمتني في الخفاء، وربّيت طفليّ، وحتى حين توسلت إليك لتساعدني على الهرب، لم تتذمّر بل فعلت كل ما بوسعك، نحن لا تربطنا صلة قرابة، ومع ذلك خاطرت بحياتك من أجلي، لا بد أن هناك سببًا وراء كل هذا، أليس كذلك؟"في يد جلال ظهرت فجأة شفرة صغيرة تشبه مخلبًا، وكانت تلك أول مرة تراها سارة، فبريق حدّها البارد جعل في ملامحه مسحة من الخطر والهيبة.قال بصوت منخفض: "ولِمَ لا تحاولين التخمين؟ من أجل ماذا أفعله؟" كانت نبرته المبحوحة وسط سكون الليل تبعث في سارة قشعريرة خفيفة في ظهرها.قالت: "لا أدري، لكنني أعلم أن لا خير يأتي بلا سبب، فكل شيء له ثمن، جلال، ما الذي تريده حقًا؟"حين التقت به أول مرة، عرضت عليه سارة أن تمنحه مالًا لقاء رعايته لطفليها طوال عامين، لكنه رفض.قال: "أنا رجل يعيش يومه بيومه، اعتدت على قسوة الدنيا وفقدان الأحبة، ذات يوم أنقذتني حنان دون قصد، فبقيت في الجزيرة بعدها،
Read more

الفصل 959

نظرت سارة إلى السماء المرصعة بالنجوم، تسترجع في ذهنها الحلم الذي رأته، ذلك الحلم الذي تردّد فيه صراخ الطفل الحاد في أذنيها دون انقطاع.أيمكن أن يكون طفلها قد شعر بما يدور في نفسها؟قالت بهدوءٍ مرتجف: "لا أعلم".اقترب تامر بعدما سمع صوتها، وجلس إلى جانبها قائلًا: "أختي سارة، لا يمكنكِ الاحتفاظ بهذا الطفل".ثم تابع بنبرةٍ جادة: "لقد خضعتِ للعلاج الكيماوي من قبل، وآثاره الجانبية تدوم فترةً طويلة، لا يمكنكِ أن تضمني أنّ هذا الطفل لم يتأثر، ثم إنني إن واصلت إعطاءكِ الدواء، فحتى لو لم يمت الطفل فاحتمال تشوّهه كبير جدًا".بدأت سارة تحسب الوقت في ذهنها، فهي بعد آخر جلسة علاج كيماوي مكثت سبعة أشهر قبل أن تغادر، ثم أمضت شهرين في عرض البحر، وبعد أن أغرقت القراصنة السفينة استراحت في الجزيرة أكثر من شهر، ثم استأنفت الرحلة لما يقارب نصف شهر آخر قبل أن تُرزق بالطفل.وبحسابٍ متفرّق كهذا، تكون قد أنهت العلاج منذ عامٍ تقريبًا.ربما يكون طفلها آمنًا، غير أنّ كلام تامر لم يخلُ من منطق، فحتى إن لم يتأثر الجنين من قبل، فإن الدواء القادم لا شكّ سيزيد من احتمال التشوّه.قالت بصوتٍ خافت: "هناك طريقة أخرى، وهي
Read more

الفصل 960

مرّ عامٌ كامل منذ آخر مرة أجرت فيها سارة فحصًا بعد العلاج الكيماوي، وخلال هذا العام ظلّت حالتها مستقرة إلى حدٍّ كبير.تدريجيًا تخلّصت من آثار العلاج الجانبية، ولم تعد تشعر بآلام في معدتها، وكانت تحسّ أن الورم قد تقلّص كثيرًا.لكنّ القلق ظلّ ينهش قلبها قبل ظهور النتائج، وكأنّ جسدها سيخونها ويمنحها مبررًا للتخلّص من هذا الجنين.كأمّ، كان غريزتها الأولة هي حماية طفلها، فبغضّ النظر عن حبّها أو رفضها، ما دام داخِلها حياة صغيرة تتكوّن، فلا تستطيع أن تهدمها بيديها.وفي خضمّ تردّدها، خرج تامر يحمل التقرير بيده.قالت بلهفة: "تامر، كيف كانت النتيجة؟"بدت ملامحه متجهّمة وهو يقول: "أختي سارة، النتيجة ليست جيدة، عليكِ أن تتخلّصي من الطفل فورًا".نظرت سارة إلى تقرير الرنين المغناطيسي، ورأت بوضوح حجم الورم، فتراجعت خطوة إلى الوراء.صحيح أنّ الورم في داخلها لا يُرى ولا يُلمس، وكلّ ما أنهكها خلال العام كان آثار العلاج، ولم تشعر من قبل بألمٍ مباشرٍ منه.قالت بصوتٍ مضطرب: "تامر، هل يمكن أن يكون التقرير قد اختلط بغيره؟"ردّ بحزم: "يا سارة، أيمكن أن أكذب عليكِ؟ لقد تسلّقت جبال الثور باحثًا عن دواءٍ قد يُنه
Read more
PREV
1
...
9495969798
...
107
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status