All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 961 - Chapter 970

1062 Chapters

الفصل 961

أسرع تامر في إطفاء السيجارة التي كانت بيده، وبدت على وجهه علامات الارتباك، فطالما كان في نظر سارة رجلًا مطيعًا هادئًا.حتى بعدما علمت بانتمائه إلى منظمة الحشرات السامة، فكم من شخصٍ انضمّ إليها وهو حقًّا طيّب القلب؟ ومع ذلك، كان بارعًا في إخفاء حقيقته.قال مرتبكًا: "سارة، هل سمعتِ شيئًا؟"وضعت سارة يدها على بطنها وقالت: "بطني تؤلمني، أين الحمّام؟ عمَّ كنتم تتحدثان قبل قليل؟"لم يبدُ على وجهها الشاحب أيّ أثرٍ للاضطراب، مما جعله يظن أنها لم تسمع حديثهم السابق.تنفّس تامر الصعداء وقال: "هل الألم شديد؟ هل تريدين أن نُعيد الفحص؟"أجابته قائلة: "لا داعي، لقد أجريتُ تصوير السونار منذ قليل، أتمنى ألا يحدث أي مكروه، سأذهب فقط إلى الحمّام".قال بسرعة: "حسنًا، سارة، دعيني أرافقكِ".كان تامر يبدو مطيعًا ومهذبًا، رغم أنه بات رجلًا ناضجًا لا يحمل أي ملامح صبيانية، لكنه أمام سارة بدا دائمًا كمن لا يؤذي أحدًا.دخلت سارة الحمّام، وما إن أغلقت الباب حتى وضعت يدها على صدرها، تشعر باضطرابٍ شديدٍ في قلبها.منذ ما حدث قبل أعوام، كانت تعلم أنّ تامر شخص متطرّف في طبعه، أبعد ما يكون عن اللين الذي يُظهره، أمّا ج
Read more

الفصل 962

مرّت ثلاثة أشهر، وقد استخدم أحمد شتّى الوسائل والحِيَل، ومع ذلك لم يتمكّن من العثور على أثر سارة.كان قد استعان بخطٍّ وضعه الطبيب بدر، ظانًّا أنّ سارة ستتواصل مع الجمعية لمتابعة أبحاثها الطبيّة، تقديرًا لأستاذها الطبيب بدر، وبهذا، وإن لم يستطع رؤيتها دومًا، فسيعلم على الأقل أين هي، وهل تعيش بخير أم لا.لكن الواقع أنّه لم تصله عنها أيّ أنباء.في الغرفة، كان أحمد يُدخّن سيجارة تلو الأخرى، بينما فؤاد يحتسي الخمر كوبًا بعد آخر، والجوّ الكئيب ثقيل كالسحاب قبل العاصفة.في هذه الأشهر الثلاثة، أدرك فؤاد أخيرًا حقيقة مشاعره، فقد كان حبه لليلي أبعد ما يكون عن مجرد نزوة عابرة.غير أنّه حين وعى ذلك، كانت ليلي قد اختفت من هذا العالم كأنّ الأرض ابتلعتها.حتى عندما حاول تهديدها عبر أسرتها، لم يجد إليها سبيلًا، وكأنّه يضرب بقبضته في الهواء بلا حول ولا قوّة.أما أحمد فقد أرهقته لوعة الفراق، ورغم أنّ ابتعاد سارة عنه جعلها أكثر أمنًا، إلا أنه خسرها تمامًا.راح يُراجع نفسه، متسائلًا في صمتٍ موجع، هل كان ما فعله حينها صوابًا حقًّا؟نظر إليه فؤاد ببرود وسخرية قائلاً: "بعد أن بلغت الأمور إلى هذا الحد، هل أنت
Read more

الفصل 963

قبل ثلاث سنوات، تمّ الكشف عن هوية أحمد في شبكة الإنترنت المظلمة، مما استدعى ظهور عدد كبير من أعدائه القدامى الذين سعوا للانتقام منه.ولما لم يتمكّن بعضهم من القضاء عليه مباشرة، وجّهوا سهامهم نحو مجموعة عائلة أحمد.في غضون فترة وجيزة، تعرّضت جميع سلاسل الصناعة التابعة للمجموعة لمشكلات جسيمة، بينما لم يكن عامة الناس على علمٍ بالحقيقة، فظنّوا أنّ ما يحدث ليس إلا منافسة شرسة بين رجال الأعمال، وأنّ أطرافًا أخرى تتعمد الإضرار بالشركة من أجل مصالحها.كانت عائلة أحمد قد بلغت قمّة الثراء والنفوذ، فمن ذا الذي يجرؤ على العبث بذيل النمر؟انتشر القلق في أرجاء البلاد، لكن أحمد لم يُبدِ أي استعجال، بل بدأ يتتبّع الخيوط بصبرٍ وحزم.وخلال التحقيق، اكتشف أنّ خلف تلك الهجمات لم يكن فقط بعض المنظمات المظلمة المنحطة، بل أيضًا بيوتات عريقة وأسرًا كبرى تستغلّ الفوضى طمعًا في تقاسم موارد عائلة أحمد حين تسقط.كلّما عثر أحمد على منظمة متورطة، قاد بنفسه الفريق لتدميرها، وأحال جميع المخالفين للقانون إلى العدالة، أمّا زعماؤهم فكان يقطع رؤوسهم ويعلّقها في الشبكة المظلمة، ويضع لها رقمًا متسلسلًا.رقم 1، رقم 2، رقم 3
Read more

الفصل 964

كان أحمد يرتدي زيًّا مموّهًا، وقد تلطّخت ثيابه بالدماء من الرأس حتى أخمص القدمين، أكثرها دماءُ غيره، أمّا هو فلم يُصب إلا بجرحٍ صغير في ذراعه.بدا وكأنه لا يشعر بالألم مطلقًا.لقد مرّت ثلاث سنوات، وانقطعت أخبار سارة تمامًا، وفي غيابها تحوّل أحمد إلى وحشٍ متعطّشٍ للدماء.قال بابتسامةٍ جليدية ارتسمت على شفتيه: "هل هرب القرش الذهبي؟ لا بأس، لقد دمّرتُ جميع شبكاته، ولم يعد سوى فأرٍ يفرّ في كلّ الاتجاهات، فليهرب إلى حيث يشاء، لن يفلت من يدي."قال أحد رجاله بقلق: "سيدي، يدك تنزف."أجابه باستهانة: "أنه جرحٌ بسيط"، نظر إلى الجرح الصغير، بدا وكأنه جرحٌ أحدثته امرأة بسكينٍ حادّ.تلك المرأة كانت تُشبه سارة إلى حدٍّ كبير، ربما بنسبة خمسين في المئة، ولهذا حين وجّه السلاح نحوها، تردّد للحظة، وتوقّف بصره على عينيها دون أن يدري.وفي لحظة شروده، شعر بألمٍ في ذراعه، كأنّ أفعى سامّة نهشته.أطلق عليها النار وقتلها فورًا، ثم غادر بلا أدنى انفعال.فالإصابات عند أمثالهم أمرٌ معتاد، لم يُعِرْهُ اهتمامًا كبيرًا، لكن في هذه اللحظة، تغيّر لون الجلد المحيط بالجرح،ولمّا فتح فمه ليقول شيئًا، اسودّت الدنيا أمام عين
Read more

الفصل 965

قال القرش الذهبي بغضبٍ عارم: "ما الذي يحدث؟"قال السائق بارتباك: "يا سيّد قرش، يبدو أنّ هناك جثّة أمامنا."قال بازدراءٍ وهو يواصل فعلته مع المرأة تحته التي أخذت تتوسّل إليه مرارًا: "لا تُثرِ ضجّة، دهسها فحسب وانتهِ من الأمر."مدّ السائق رأسه من النافذة ليتفحّص الطريق، ثمّ قال بصوتٍ مرتجفٍ بعد أن ثبّت نظره: "يا سيّد قرش، تَـبًّا، كأنها جثّة السيّد الثاني!"لقد وصلهم قبل أيّامٍ خبرٌ مفاده أنّ سمكة الفُـقمة قد قُطِع رأسها على يد أحمد، بل انتشرت صور الجريمة في الشبكة المظلمة.لكن الجثّة الملقاة على بعد أمتارٍ قليلة منهم كانت النصف السفلي فقط من جثّته!صرخ القرش الذهبي غاضبًا: "ما هذا الهراء! جثّته تبعد مئات الكيلومترات عنا، كيف يمكن أن تكون هنا؟"توقّف السائق ليتحقّق بنفسه، فوجد أن الجثّة باردة وقد مات صاحبها منذ نصف يومٍ تقريبًا، كان على ذراعه وشمٌ لتنينٍ أزرق، وما إن رآه حتى انهمرت دموعه بغزارة.وقال: "يا سيّدي، إنّه السيّد الثاني حقًّا، لقد وشمنا هذا التنين معًا في اليوم نفسه!"شعر القرش الذهبي بقشعريرةٍ تسري في ظهره، فسارع ليرتّب ملابسه وينزل من السيارة في عجلةٍ.قال باضطراب: "كيف يمكن
Read more

الفصل 966

كان الطقس في ذروة الصيف شديدَ الحرارة، والشمسُ تتدلّى في السماء ككرةٍ من النار، تحرق الأرض بحرارتها اللاهبة.صوتُ بابٍ خشبيٍّ قديم يُفتح مصحوبًا بصريرٍ خافت.خرج رامي منكّس الرأس شاحب الوجه، فسأله محمود بقلقٍ ظاهر: "ما الأمر؟"قال رامي بصوتٍ منخفضٍ يائس: "الأمر ليس جيّدًا، لقد أخذتُ عيّنة دمٍ للتحليل، وتبيّن أنّ الرئيس التنفيذي أحمد قد تعرّض لنوعٍ نادرٍ من السموم، هذا السمّ مستخلص من عدّة أنواعٍ من المواد السامّة شديدة الخطورة."سأله خالد بسرعة: "هل يمكنك تحديد نوع السمّ بدقّة؟"قال رامي: "لقد تواصلتُ مع قسم التحليل ليعملوا طوال الليل، وحتى لو عرفنا تركيب السمّ، فقد لا نجد وسيلة لعلاجه، كلّ ما أستطيع فعله الآن هو حقن بعض الأدوية لتأخير وصول السمّ إلى القلب، لكن... ألم يكن الرئيس التنفيذي أحمد دائم الحذر؟ كيف يمكن أن يغفل إلى هذا الحد؟"تنفّس خالد بعمقٍ وقال بأسف: "كلّها من أفعال أولئك الأوغاد، لقد تعمّدوا إحضار امرأةٍ تشبه السيدة سارة إلى حدٍّ كبير، أنت تعرف أن زعيمنا رغم تظاهره بالتماسك طيلة هذه السنوات، إلا أنّه في أعماقه مهووسٌ بها إلى الجنون! كلّما ظهر خبرٌ عن مكانها، يسافر بنفسه ل
Read more

الفصل 967

تقع قرية النيل على أطراف الغابة البدائية، وهي قرية قديمة لا تخضع لأيّ سلطةٍ من سلطات الدول، إذ تنتشر حولها الأعشاب السامة والحشرات القاتلة، فلا يكاد أحد يجرؤ على الاقتراب منها.في سنواتٍ مضت، دخل الطبيب عصمت هذه القرية مصادفةً على يد معلمه، ولذلك لا يزال يتذكّر طريقة الدخول إليها.تحيط بالقرية طبقةٌ كثيفة من الضباب السام، بينما تقع من جهتها الشمالية منحدراتٌ شاهقة وصخورٌ حادة.من يحاول الدخول دون علمٍ بالطريق، إما تفتك به السموم وإما تلدغه الحشرات القاتلة، فلا يخرج منها حيًّا.لكن بفضل استعدادات الطبيب عصمت المسبقة، ارتدى الجميع بدلاتٍ واقية وأقنعة مضادة للغاز، وحملوا أحمد وساروا بحذرٍ إلى داخل القرية.كانت حالة أحمد تتدهور شيئًا فشيئًا، وبدأ وعيه يضطرب.أما خالد، فكانت تلك أول مرةٍ يدخل فيها مكانًا غريبًا كهذا، فامتلأ قلبه بالخوف.ورغم أنه كان يرتدي كامل معدات الوقاية، إلا أنّه كان يرى الثعابين والعقارب السامة تتلوى حول قدميه." تسسسس..."قال مرتجفًا: "يا أخي، هل سمعت هذا الصوت؟"أجابه محمود بثبات وهو يراقب أحمد: "كثرة الثعابين هنا أمرٌ طبيعي، لا داعي للقلق."لكن خالد لم يطمئن، وتمتم
Read more

الفصل 968

ضباب، غابة، أفعى عملاقة، وفتاة صغيرة.انهمرت خيوط ضوء من بين أغصان الأشجار العملاقة، لتسقط مباشرة على جسد الفتاة الصغيرة.كانت بشرتها ناصعة البياض، وملامح وجهها دقيقة جميلة، لكن ما كان يميزها حقًا هما عيناها الخضراوان! وجهها ذو ملامح أوروبية واضحة.كانت ترتدي ثوبًا تقليديًا مزخرفًا بألوان زاهية، والعجيب أنها لم تكن ترتدي حذاءً، بل كانت تسير حافية القدمين.عند كاحليها حُزمت خيوط حريرية متعددة الألوان، تتدلّى منها أجراس صغيرة تصدر رنينًا خافتًا مع كل حركة.كانت فتاة غاية في الجمال، ملامحها غربية الطابع، غير أن جسدها يشعّ بهالة غامضة وقديمة.جلست شامخة على ظهر أفعى حمراء ضخمة، ملامحها خلت من البراءة الطفولية، واتسمت بهيبة علوية تشبه هيبة الإلهات في الأساطير.وخيوط الضوء المنسابة على كتفيها أضفت عليها قداسة تشبه قداسة القدّيسات في القصص القديمة.نظرت إلى الجمع بحذر، وكأنها تسألهم بصمت عن سبب وجودهم هنا.سارع الطبيب عصمت بالقول: "أيتها الصغيرة، بيننا مريض مسموم بسمّ خطير، نحتاج الدخول إلى قريتكم لعلاجه، أرجوكِ اسمحي لنا بالمرور، نحن لا نحمل نوايا سيئة، ولن نؤذي أحدًا."لم تُجب الفتاة، بل رب
Read more

الفصل 969

كانت الفتاة الصغيرة رغم صغر سنها تشغل مكانة عالية بين أهل القرية، إذ كان المارة من السكان يحيّونها باحترام بالغ كلما مرّت.لاحظ محمود أن نداءهم لها لم يكن بطريقة عادية كما يُنادى بها الأطفال، بل كانوا يقفون باستقامة، وأصواتهم تفيض بالوقار وهم يقولون: "يا آنسة."اكتفت الفتاة بإيماءة خفيفة من رأسها، ولم تنطق بكلمة.قادَتهم حتى وصلوا إلى غابة من الخيزران، ثم رفعت يدها بإشارة تأمرهم بالتوقف والانتظار.دخلت بنفسها الغابة، وعلى مقربة منها جرى جدول صغير تعلوه جسر حجري ضيق، بدا مشهدُه أنيقًا هادئًا.ولم يبعد كثيرًا عن المكان شجرٌ ضخم شاهق، بدا من هيئته أنه عاش مئات السنين.كانت على أغصانه شرائط حمراء مربوطة في نهاياتها أجراس صغيرة تصدر رنينًا رقيقًا حين تهبّ الريح.ورغم بساطة المكان وغياب أي مظهر من مظاهر الترف، إلا أن الأجواء فيه كانت باعثة على الطمأنينة والسكينة.تمتمت ندى بصوت خافت قائلة: "هل يمكن أن تكون هذه الفتاة لا تتكلم؟"رمقها الطبيب عصمت بنظرة باردة وقال بتحذير: "اصمتي، فربما لا تعرفين حتى كيف ستموتين لو فتحتِ فمك في غير موضعه."أشار محمود بإصبعه نحو البقعة الحمراء البعيدة.وحين تبعت
Read more

الفصل 970

لاحظت ندى التغيّر الطفيف الذي ظهر على ملامح العمة سعاد، فسارعت تقول: "يا جدة سعاد، هل تعرفين هذا الرجل؟"جالت نظرات العمة سعاد بين ندى والسيد أحمد، ثم سألت: "وما علاقتكما ببعضكما؟"لم تنتظر ندى أن يجيب محمود أو غيره، فسارعت تقول بلهجة متوسلة: "أنا خطيبته، أرجوكِ، لا بدّ أن تنقذيه، إنه يعني لي الكثير، لا أستطيع أن أعيش من دونه، وإن كان لا بدّ من أخذ الدم، فخذوا من دمي، فنحن نحمل فصيلة الدم نفسها."قطّب محمود ورفاقه حواجبهم، فقد رأوا في تصرّفها تسرعًا غير لائق، لكنّهم في تلك اللحظة لم يجدوا وقتًا لتوضيح شيء، فحياة السيد أحمد كانت على المحك.قالت العمة سعاد بنبرة هادئة: "أتحبينه حقًّا؟"لم يعرف الطبيب عصمت إن كان ما رآه وهمًا أم لا، لكنه أحسّ بأن وجه العمة سعاد قد شحب على نحو غريب منذ تلك اللحظة.أجابت ندى بعزم: "نعم، أحببته لسنوات طويلة، حتى وإن كان ثمن إنقاذه حياتي، فسأفعل دون تردّد."قالت العمة سعاد وهي تلوّح بيدها: "يا لهما من عاشقين تعيسين.""لكن أنا عجوز وقليلة العلم، ولا أمتلك القدرة على إنقاذه، فابحثوا عن من هو أعلم مني."وبينما كانت تهمّ بطردهم.شدّت الفتاة الصغيرة طرف ثوبها، وهي
Read more
PREV
1
...
9596979899
...
107
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status