وضع الأب كوب الشاي على الطاولة، وقال بصوت منخفض: "قولك هذا لا فائدة منه، إن قال إنه يعرف ما يفعل، فدعيه يتصرف كما يرى."اشتد غضب فاطمة عندما سمعت كلامه، قالت: "لماذا تهمل أموره هكذا؟ كيف تتركه يتدبَّر أموره وحده؟ إن تركته يدير الأمر بطريقته، قد لا يتطلقان أصلًا!"رفع الأب عينيه نحوها، ورد ببرود: "إن لم يتطلق، فهذا شأنه هو. لماذا تقلقين إلى هذا الحد؟"قالت: "هذا ابني! ألا يجب أن أقلق عليه؟"نظر إليها الأب، وفي عينيه لمعة ضيق، ثم لزم الصمت من جديد.أحست فاطمة بصمته، فازداد قلقها. قالت: "هل تعتبره ابنك أصلًا؟ طوال هذه السنوات لم تهتم به. وجودك في هذا البيت لا يختلف عن غيابك."رد الأب ببرود: "ألم يكن بخير كل هذه السنوات؟"قالت: "إنه لا يقترب منا، كيف تسمي هذا خيرًا؟ أنت السبب! لولاك، لما وصلت الأمور إلى هذا الحد. أنت من دمر كل شيء!"بدا واضحًا أن فاطمة بدأت تنفعل. تدفقت دموعها، وبدأت تهاجم الأب بكلمات حادة.لكن الأب اعتاد هذا الأسلوب، وتعب منه، شد ياقة بدلته، وقال بهدوء: "جئت فقط لأخذ بعض الأشياء، وسأغادر. لن أبقى لتناول الطعام."ثم اتجه نحو غرفة المكتب.نظرت إليه فاطمة، وقالت بغضب: "لم تم
Baca selengkapnya