All Chapters of هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية: Chapter 161 - Chapter 170

300 Chapters

الفصل161

لو كانت يارا سالم تعرف كل شيء منذ البداية، تعرف أنه لم يقطع علاقته مع رنا أبداً، لما كانت تزوجته أصلاً.ساد الصمت بين الاثنين.ثم فتحت يارا فمها من جديد وقالت: "لقد حصلتُ على دفتر العائلة، لا بد أنك سمعت هذا من سيف."أجاب كريم الرشيدي بهدوء "نعم"، ثم سأل: "كيف حصلتِ عليه؟"قالت: "جدتك اتصلت بي وطلبت مني أن أذهب إليها. تحدثت معي، واتضح أنها كانت تعرف منذ زمن أننا نريد الطلاق. يوم عيد ميلادي، في تلك الليلة حين عدنا للبيت وتحدثنا، سمعت كل شيء. كما أنها تعرف أن رنا قد عادت."قطب كريم حاجبيه: "وما كان رد فعل جدتي؟""لماذا؟ هل تخاف أن تحزن جدتك؟""جدتي مسنّة، وصحتها ليست بخير." قال بجدية.ضحكت يارا بمرارة: "حقاً؟ لا أظنك تفكر هكذا."نظر إليها بغضب: "ماذا تقصدين؟""لا شيء، ربما في قلبك ما زلت تلوم جدتك، لأنها أجبرتك على الزواج بي، ومنعتك من البقاء مع رنا."هي لا تصدق أن قلبه خالٍ من أي ضغينة تجاه جدته.ابتسم كريم ابتسامة ساخرة: "ومهما كان، فهي تبقى جدتي.""صحيح، كريم، هي جدتك. بعد أن أغادر، أرجوك أن تعتني بها جيداً، وأن تزورها باستمرار، وتضحكها، وتقول لها ما تحب سماعه." ارتجف صوت يارا وامتلأت
Read more

الفصل162

بعد عدة أيام،كانت يارا سالم تجلس مع الجدة أمينة تساعدها في حياكة الصوف.فهي في هذه الأيام كانت تقضي وقتها عند الجدة أمينة لمؤانستها.قالت الجدة أمينة:"يا صغيرة يارا، متى تنوين أنتِ وكريم الرشيدي أن تُنهيا أمر الطلاق؟"ابتسمت يارا ابتسامة باهتة وقالت:"جدتي، هو مشغول قليلاً في هذه الأيام، حين ينتهي من أعماله سننهي الأمر. لكن لا تقلقي، حتى لو تطلقتُ منه، سأظل أزورك دائماً، فأنتِ ستبقين جدتي إلى الأبد."تنهدت الجدة أمينة وقالت: "كل ما تريده جدتك هو أن تراكِ سعيدة في أقرب وقت. وهل هو مشغول إلى هذا الحد؟ ساعة واحدة فقط تكفي لإنهاء الطلاق ولا يجدها!"في السابق كانت الجدة أمينة هي التي تمنع الطلاق، أما الآن فقد صارت هي التي تحثّهم على الإسراع فيه.الموضوع الحساس الذي كان ثقيلاً صار يُقال الآن بسهولة.قالت يارا: "هو فعلاً مشغول يا جدتي، أنت تعرفين، أعمال الشركة كثيرة، وهو الرئيس التنفيذي، عليه مسؤوليات..."قاطعتها الجدة أمينة: "كفى يا صغيرة، لا تخفي عن جدتك، فأنا أعلم أنه في المستشفى."ارتجفت يارا، رفعت رأسها بصدمة، وكادت إبرتها أن تُصيب يدها: "جدتي... أنتِ، أنتِ تعرفين؟"لقد حاولت أن تخفي ا
Read more

الفصل163

عند حلول وقت الغداء، دعت الجدة أمينة كلاً من وائل وزوجته سهير للحضور.كانت يارا سالم تظن أنّ الأمر لا يتعدى كونه وجبة عائلية عادية، لكنها لم تتوقع أن رنا أيضاً ستكون موجودة.في تلك اللحظة بدأت يارا تفهم ما قصدته الجدة حين قالت إنها لن تدعها تُظلَم هكذا.خشيت يارا أن تقوم الجدة بتوبيخ رنا أمام الجميع، مما قد يُعقّد العلاقة بينها وبين كريم الرشيدي إن علم بالأمر. لذلك حاولت إقناع الجدة بعدم فعل ذلك.لكن الجدة أمينة طمأنتها بابتسامة هادئة وقالت لها ألا تقلق، فهي لن تُثير أي مشكلة على مائدة الطعام.لم تستطع يارا مخالفة رغبة جدتها، ورنا قد حضرت بالفعل، فلم يعد هناك مجال للتراجع.جلس الخمسة حول المائدة، والجو كان شديد الصمت.كان وائل يحدّق بسهير طوال الوقت، بينما سهير لم تُعره أي اهتمام، تواصل الأكل وكأن من حولها غير موجودين.أما يارا فكانت تنظر إلى جدتها بعين الاستفهام.ابتسمت الجدة أمينة ونظرت إلى رنا قائلة:"آنسة رنا، هذه أول مرة نلتقي فيها رسمياً، أليس كذلك؟"رغم ابتسامتها، كان في نبرة الجدة أمينة هيبة قوية لا يمكن تجاهلها.شعرت رنا بارتباك واضح، لكنها حاولت إظهار نفسها في صورة السيدة الر
Read more

الفصل164

ابتسمت رنا وقالت: "قبل أن أتزوج كريم الرشيدي، من الطبيعي أنني لا أجرؤ على اعتبار نفسي زوجة العائلة، هذا سيكون وقاحة. يارا هي الزوجة الشرعية الآن، وأنا أتفهم ذلك."رفعت الجدة أمينة المنديل ومسحت به فمها ثم وضعته على الطاولة، وقالت بابتسامة تحمل في طياتها معنى آخر: "الآنسة رنا، ما شاء الله عليكِ، تبدين متعلمة وراقية، حتى إنك قادرة على تفهّم وضع الزوجة الأولى."رنا لم تكن غبية، فهمت أن كلام الجدة يحمل تلميحاً قاسياً، لكنها لم تملك إلا أن تبتسم مجاملة، وهي تُحاول جاهدة الحفاظ على ملامحها ثابتة.داخلها كانت تغلي: هذه العائلة بأكملها تكرهها، يبدو أنه مهما فعلت فلن يُجدي نفعاً. المهم أن تتمسك بكريم، فهو الوحيد الذي يقف معها، والباقي لا يهم. هذه العجوز ستفارق الحياة قريباً، وما فهمته أن هذه العائلة كلها مجنونة، تُصرّ على الاعتراف بتلك الفقيرة يارا سالم، ولا أحد غيرها.في عائلة الرشيدي، لم تجد إلا كريم وحده "العاقل".في تلك اللحظة، سُمِع وقع خطوات مسرعة تدخل من الخارج."رنا."التفت الجميع، فإذا بكريم الرشيدي قد وصل، ملامحه تحمل شيئاً من القلق وكأنه أتى على عجل.قالت الجدة أمينة بدهشة: "كريم، كي
Read more

الفصل165

قال كريم الرشيدي بوجه متوتر: "جدتي، لماذا تذكرين تلك العملية الآن؟ رنا عانت كثيراً بالفعل، لا داعي لأن..."قاطعته الجدة أمينة بصرامة: "اصمت! أنا أتحدث مع الآنسة رنا، ما شأنك أنت لتقاطع كلامي؟"تدخلت سهير قائلة: "نعم يا كريم، دع جدتك تُكمل كلامها، لا تتعجل. جدتك لن تضربها على المائدة."لم يجد كريم ما يقوله بعدها، فاكتفى بالصمت.أما رنا فكانت متوترة للغاية.عادت الجدة أمينة تسألها: "الآنسة رنا، أليس صحيحاً أن تلك العملية هي السبب في تدهور صحتك الآن، وأن قلبك أيضاً أصابه بعض المشاكل؟ أجيبي بصدق."أومأت رنا برأسها: "نعم، هذا صحيح."قالت الجدة: "حسناً. وسمعتُ أن عمليتكِ فشلت جزئياً لأن وصول المتبرع تأخر، مما أدى إلى تلف إحدى الرئتين. والسبب في هذا التأخير – كما يُشاع – أنني أنا، هذه العجوز، كنتُ وراءه، وأنني تعمدت عرقلة الأمر لاستعمال عمليتك كوسيلة للضغط على كريم."شحب وجه رنا وقالت مرتبكة: "سيدتي، لماذا تقولين هذا فجأة؟ لا أفهم قصدك."قال كريم بوجه متجهم: "جدتي، لقد مضى وقت طويل على هذه القصة، لا داعي لفتحها الآن."ردت الجدة بحدة: "بل يجب أن تُقال الحقيقة، لا أقبل أن أُتّهم ظلماً. الآنسة ر
Read more

الفصل166

كانت رنا تبكي بحرقة وقالت:"كريم، يجب أن تصدقني، أنا حقاً لم أقل ليارا ذلك الكلام."فأخذ كريم الرشيدي يدافع عنها: "رنا قد شرحت الأمر، هي لم تقل ذلك، ربما يارا أساءت الفهم، وحصل سوء تفاهم."ضحكت الجدة أمينة بسخرية وقالت: "سوء تفاهم؟ هاهاها... أي نوع من سوء التفاهم يجعلها تظن أنني أنا من حاول إيذاءها؟ رنا قالت ذلك بلسانها، والآن تتراجع عن كلامها! أنت تظن أن يارا أخطأت الفهم؟ أما أنا فأرى أن رنا هي التي غيّرت كلامها فجأة."قالت رنا مذعورة: "سيدتي، أنا لم أقل ذلك! كيف تريدين مني أن أعترف بشيء لم أقله؟ لم أخدعك، أنا..."قاطعتها الجدة أمينة بصرامة: "سواء اعترفتِ أم لم تعترفي، أنت بالفعل حرّضتِ وافتريتِ. حتى لو قلتِ إنه مجرد احتمال، فهذا يدل على نيتك السيئة. أنتِ تحاولين تخريب علاقتي بحفيدي كريم. نواياك خبيثة!"صرخت رنا باكية وهي تمسك يد كريم بقوة: "كريم، صدقني، أنا لم أفعل! لم أفعل!"ثم التفتت إلى يارا سالم واتهمتها قائلة: "يارا، لماذا تفتعلين المشاكل وتفرّقين بيننا؟ ما مصلحتك في ذلك؟"كانت تبكي كالمظلومة، في مشهد من يراه سيشعر بالشفقة، فهي لم تهتم إن كان الآخرون سيصدقونها أم لا، يكفيها أن ي
Read more

الفصل167

ضحكت يارا سالم بسخرية وقالت: "عذراً يا جدتي، يبدو أن هذا المجلس لا يناسبني. سأذهب للجلوس في الصالة، خذوا راحتكم في النقاش."لم تعد تحتمل البقاء هناك، خصوصاً وهي ما زالت حاملاً، فهي تخشى أن ينال الغضب من طفلها في بطنها.فقالت الجدة أمينة بهدوء: "حسناً يا صغيرة، دعي الأمر للجدة، اذهبي أنتِ."غادرت يارا سالم غرفة الطعام وجلست وحيدة على الأريكة في الصالة، والغضب يشتعل في جسدها.ذلك أن رنا تمثل بوضوح شديد، الجميع يراها، وحده كريم الرشيدي لا يراها.نعم، فالحب أعمى. حين يحب المرء يصبح متحيزاً، لا منطق ولا موضوعية!كريم لا يلوم رنا على محاولتها إثارة الفتنة، بل يلومها هي! منطق غريب لم تفهمه يارا.وبعد قليل، سمعت وقع خطوات، التفتت، فإذا برنا تأتي إليها.قالت يارا ببرود: "لماذا جئتِ؟"ابتسمت رنا ابتسامة متصنعة: "ذهبتُ إلى دورة المياه، لكن المكان كبير فضعت قليلاً، فمررت من هنا."كانت ملامحها مشرقة تماماً، لا أثر للحزن الذي أظهرته قبل قليل.قهقهت يارا باستهزاء: "تمثيلك رديء جداً، لا أحد يصدقك سوى كريم. لكنك على الأرجح لا تبالين، يكفي أن يصدقك وحده."جلست رنا إلى جانبها وقالت: "يارا سالم، أنتِ إنسا
Read more

الفصل168

قالت يارا سالم بحدة:"وأنت؟ هل تعتقد أيضاً أن جدتكِ هي من فعلت ذلك؟"أجاب كريم الرشيدي بوجه بارد:"نعم. في ذلك الوقت كانت الجدة أمينة هي المشتبه الأكبر، لذلك ظننت أنها من تعمدت تعطيل عملية رنا لتفصل بيني وبينها."اشتعل الغضب في عروق يارا سالم:"أنتَ تجاوزت كل الحدود! كيف تجرؤ على الشك في جدتك؟ ألا تشعر بالذنب تجاهها؟"قال كريم بصوت مكبوت:"ولماذا أكون مذنباً؟ حتى لو اعتقدت أن الجدة فعلت ذلك، هل ذهبت أواجهها؟ هل ألقيتُ عليها اللوم؟ هل أسأت معاملتها؟ لم أفعل أيّاً من ذلك، أليس هذا كافياً؟"كدت يارا أن تنساق وراء منطقه، وكأن مجرد الشك في جدته دون أن يلومها صار فضيلة.لكن إن كان حقاً يثق بجدته، كيف يكون أول رد فعله هو الشك فيها؟ كيف يشك في أقرب الناس إليه؟الحقيقة واضحة: رنا أهم عنده من أي أحد.لماذا لم يخطر بباله ولو للحظة أن رنا تكذب وتفتعل الفتنة؟ كل تمثيلها الفاضح لم يره، بل سارع إلى اتهام أهله.والآن يتحدث من علٍ وكأنه صاحب الأخلاق الرفيعة لأنه "لم يواجه" جدته!ضحكت يارا بسخرية وقالت:"كافٍ، طبعاً كافٍ. ما دام السيد كريم الرشيدي قال إنه كافٍ، فكيف لا يكون كذلك؟"إنه يعتبر كلمته حَكماً
Read more

الفصل169

عندما سمعت يارا سالم كلمات كريم الرشيدي، تذكرت ما قالته رنا لها قبل نصف ساعة، كريم سيظل يحميّني مهما حدث.وبالفعل، لم يكن غرورها بلا سبب، فكريم وقف في صفها حتى الآن.حتى لو كان في أعماقه يعرف أن رنا هي من تعمدت الكذب، فإنه لا يزال يحميها.إلى أي حد يحبها هذا الرجل، حتى أنه لا يتوانى عن الدفاع عنها ولو كان ذلك على حساب جدته؟قالت يارا ببرود: "حسناً، بما أنك تقول إن الأمر قد انتهى، فلينتهِ. لكن لا تنسَ، أن ما مضى لا يعني أنه لم يحدث."وبعد أن قالت هذا، استدارت لتغادر.إلا أن كريم أمسك بمعصمها فجأة: "انتظري، هناك أمر آخر.""أي أمر؟ إذا كان عن رنا فأنا لا أريد أن أسمع شيئاً. اتركني."وفي تلك اللحظة، خرجت الجدة أمينة مع الجميع من غرفة الطعام.قالت: "يارا."أسرعت يارا لتتخلص من يد كريم، وذهبت إلى جانب الجدة: "جدتي، هل أنتِ بخير؟"ابتسمت الجدة أمينة وقالت: "أنا بخير فعلاً، وكل شيء قد توضّح اليوم."كان سهير ووائل يقفان بجانبها، فيما رنا تجلس ورأسها مطأطأ ودموعها تملأ وجهها.قالت يارا: "جدتي، بما أن الأمور قد توضّحت، فسأعود الآن."أجابت الجدة بابتسامة: "حسناً، لقد بقيتِ معي عدة أيام، ويجب أن تر
Read more

الفصل170

داخل السيارة.جلست يارا سالم في المقعد الأمامي، بينما كان كريم الرشيدي يقود السيارة بصمت.عدة مرات كادت يارا أن تفتح فمها لتتكلم، لكنها كلما رأت صمته، حبست كلماتها.كان الأمر أشبه بحرب باردة، من يتكلم أولاً يكون هو الخاسر.وحين خطر هذا في بالها، إذا بكريم يقطع الصمت أولاً: "أريدك ألا تفكري مجدداً فيما حصل اليوم."عقدت يارا حاجبيها وقالت: "إذن لماذا ذكرته من الأساس؟""أردت فقط أن أوضح الأمر لك. بخصوص عملية الجراحة، سأبحث بنفسي لأعرف حقيقة ما جرى."ضحكت يارا بسخرية خفيفة: "إذن أنت لم تحقق في شيء من قبل، ومع ذلك افترضتِ أن الجدة هي الفاعلة؟"أجاب كريم: "بالضبط، لأني كنت أعتقد أن الجدة هي السبب، لذلك لم أبحث أكثر. على كل حال، رنا قد دفعت الثمن بالفعل."قهقهت يارا باستهزاء: "إذن مهما قالت أو فعلت فهي على حق، لأنها مريضة وتستحق الشفقة؟"كريم: "ولو كنتِ أنتِ مكانها؟ هل كنتِ تفضلين أن تكوني مثل رنا بجسد عليل يحصد التعاطف، أم بجسد سليم لكن متهمة دوماً؟"ابتسمت يارا بمرارة: "إذن المرض هو بطاقة الحصانة، ومن يملكها يمكنه أن يُخطئ ويُسامَح، فقط لأنه يستحق الشفقة. درس جديد تعلمته اليوم."لم يُطل كري
Read more
PREV
1
...
1516171819
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status