All Chapters of هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية: Chapter 171 - Chapter 180

300 Chapters

الفصل171

قبضت يارا سالم على هاتفها بقوة، وقلبها يعتصر ألماً، إذ تخيلت الجدة أمينة ودموعها تنهمر بغزارة، فشعرت بوجع شديد.كانت ترافق الجدة طوال الوقت، لكنها لم تلحظ حزنها، بينما كريم الرشيدي لاحظه. ربما ظلمته بعض الشيء، فهو ليس عديم الاهتمام بجدته، لكنه فقط لا يُظهر مشاعره كما تفعل هي.كريم لم يكن يوماً من أولئك الذين يجيدون إظهار عاطفتهم.قالت يارا، ويدها تتعرق من التوتر: "هل سنبقى نُماطل هكذا إلى الأبد؟"فأجابها: "أعدك أن أبقى بعيداً عن رنا."ضحكت يارا بسخرية: "بعيداً عنها؟! وما الذي حدث بينكما من قبل، هل تريدني أن أتعامى عنه وكأنني لم أرَ شيئاً؟ لن أستطيع."قال بسرعة: "لم يحدث بيني وبين رنا ما تظنينه!"قاطعتْه ببرود: "لا تُبرر! لقد رأيت بعيني." وتذكرت المشهد في المنتجع، فاشتد ألم قلبها.قال بجمود: "ما ترينه ليس بالضرورة الحقيقة."رفعت حاجبيها وقالت بحدة: "إذن وما هي الحقيقة؟ أنك تعانق رنا ليس حقيقة؟ أنكما كنتم على نفس السرير ليس حقيقة؟ كريم الرشيدي، هل تظنني طفلة صغيرة؟"سادت لحظة صمت ثقيل.وعندما وصل إلى تقاطع طرق، بدل أن يتجه مباشرة إلى البيت، انحرف يميناً!سألتْه بدهشة: "إلى أين تأخذني؟"ل
Read more

الفصل172

شعرت رنا بالاضطراب في قلبها، كانت ترغب في الجلوس إلى جانب كريم الرشيدي، لكن بما أنه أشار إلى ذلك المقعد، جلست مترددة وهي تشبك يديها بقلق: "كريم، ما الذي يحدث بالضبط؟"قال كريم ببرود: "بشأن ما جرى في المنتجع آخر مرة، اشرحي ليارا سالم ما الذي حدث بالضبط."حدّقت رنا فيهما بدهشة، وعينيها تتسعان من المفاجأة، وخصوصاً وهي ترى نظرات كريم إليها: "كريم، لماذا تفتح هذا الموضوع الآن؟"أحقاً جلب يارا إلى هنا لكي يجعلها تشرح بنفسها؟! أليس في هذا إهانة مباشرة لها؟ضحكت يارا بسخرية: "تريدها أن تشرح لي ماذا؟ حقاً لا أفهم ما الذي يدور في رأسك."قال كريم بصرامة: "الأمر بسيط. شرحتُ لك من قبل لكنك لم تصدقي، فلتسمعي منها مباشرة، لنوضح كل شيء وجهاً لوجه."وقفت يارا قائلة: "لا وقت لدي لألعب هذه اللعبة معكما."لكن كريم شدّ على يدها بقوة: "اليوم لن يخرج أحد من هنا حتى نتكلم بوضوح."التفت نحو رنا بنبرة ضجر واضحة: "قولي ما شرحته لي من قبل، كرريه أمام يارا."ارتبكت رنا بشدة، فهي لم تتوقع أن تُحشر في زاوية كهذه. لكنها لم تجرؤ على تغيير أقوالها خوفاً من أن يفضحها كريم أمام يارا.فعضّت على شفتيها وقالت بصوت متردد: "
Read more

الفصل173

قالت يارا سالم فجأة وكأنها تذكرت شيئًا: "آه صحيح، كريم في الطريق إلى هنا قال لي إننا لن نطلق الآن."كانت تقصد ألا تترك رنا تشعر بالراحة.ارتبكت رنا وكأنها صُعقت بالبرق، واتسعت عيناها بدهشة: "كريم..."التفت كريم الرشيدي نحو يارا سالم وقال بهدوء: "هل يمكنك أن تنتظريني في السيارة؟ سألحق بك بعد دقائق.""حسنًا، خذا وقتكما." أجابت يارا بهدوء، فهي أصلًا لم ترغب في البقاء معهما، فنهضت وغادرت الصالة.وما إن خرجت يارا حتى سارعت رنا لتترك مقعدها وجلست بجانب كريم، تمسكت بذراعه بقلق:"كريم، ما الذي يحدث؟ هل هي التي لا تريد الطلاق الآن؟"هزّ كريم رأسه ببرود: "لا، يارا تريد الطلاق، لكن هذه المرة أنا من قال لها: لن أطلق."شهقت رنا بذهول، وانهمرت دموعها: "كيف تقول ذلك؟ لماذا؟ ألم تعطيك جدتك دفتر العائلة بالفعل؟ لقد وافقت على الطلاق، لماذا تراجعت؟"أجاب كريم ببرود شديد: "جدتي مريضة وضعيفة، إذا طلّقت يارا الآن ستتألم كثيرًا، وحتى لو انفصلت عن يارا، لن أستطيع أن أتزوجك علنًا، وحينها ستشعرين بالظلم. إذن من الأفضل أن نؤجل الأمر."ارتفعت نبرة رنا وامتلأت بالمرارة:"تؤجل ماذا؟ هل تعرف كم انتظرت هذا الطلاق؟ كل
Read more

الفصل174

"نعم، شرحتَ لي." أغلقت يارا سالم هاتفها ووضعته جانبًا، ثم التفتت لتنظر إلى كريم الرشيدي:"حتى لو لم تقم معها بعلاقة جسدية، فماذا بعد؟ ألم تكن أنت من أغلق هاتفه وذهب معها إلى المنتجع؟ ألم تكن أنت من أراد الطلاق مني وأصرّ على الزواج منها؟ أليس كلما حصلت مشكلة، كنت أول من يقف لحمايتها؟ إذن، سواء كانت بينكما علاقة جسدية أم لا، فالفرق ليس كبيرًا."مهما كان، لم يعد من الممكن أن تعود هي وكريم الرشيدي إلى ما كانا عليه. هو ورنا، مثل عقدة مستحيلة الحل، لا جدوى من أي جهد معها.كريم شدّ على المقود، عروقه بارزة، كل عضلة في يده متوترة.إذن، كل ما قالته يارا قبل قليل أمام رنا عن عدم الطلاق، لم يكن فرحًا حقيقيًا، بل كان فقط لإغاظتها.السيارة متوقفة، وكريم لم يتحرك، بينما يارا لم تطلب منه التحرك، واكتفت بفتح هاتفها لتتصفح بلا مبالاة، تدخل وتخرج من الصفحات دون اهتمام، فقط لقتل الوقت.وبعد فترة صمت طويلة، أدار كريم المحرك وانطلق بالسيارة.في منتصف الطريق، رنّ هاتف يارا. كانت ملامحها هادئة، لكنها فجأة ارتبكت وقلقها ظهر جليًا:"أعرف، سأصل حالًا!"التفتت بسرعة نحو كريم: "أسرع، خذني إلى مستشفى الأمل."رفع كر
Read more

الفصل175

بدا أن كريم الرشيدي قد خَمَن أن الفتاتين تريدان التحدث على انفراد، فوجوده لم يكن مناسبًا، فقال:"سأذهب لأشتري قنينة ماء."وما إن خرج بحجة، حتى تنفست شيماء بارتياح وقالت:"لا تقل لي إنكما لن تطلقا بعد الآن؟"ابتسمت يارا سالم ابتسامة محرجة:"يبدو أن الأمر كذلك، على الأقل في الوقت الحالي."فتحت شيماء عينيها بدهشة:"أأنتِ جادة؟! أنتما تدوران وتلفان منذ شهور، وبعد كل هذا تعودان وتقولان لن نطلق؟ أنتما حقًا تثيران الإحباط. لو كان هذا مسلسلًا دراميًا، لكنت أشاهده وأنا أعلق بسخرية كل دقيقة!"قالت يارا:"الأمر كله بسبب الجدة أمينة، صحتها لم تعد تحتمل. هي تقول إنها لا تمانع الطلاق، لكن قلبها يتألم، وأنا لا أريد أن أزيد حزنها. لذلك… سأنتظر."شيماء ضربت كفًا بكف:"إلى متى ستظلين تنتظرين؟! هل ستضحين بسعادتك فقط لإرضاء الآخرين؟ ألم تقولي لي بنفسك إن كريم والرنا كانا معًا في المنتجع؟ بعد كل هذا ما زلتِ مترددة في الطلاق؟ حقًا لا أفهمك!"تنهدت يارا:"تلك الحادثة كانت مجرد سوء فهم، اتضح أنه لم يحدث شيء بينهما."ضحكت شيماء بسخرية:"سوء فهم؟! تلك المرأة بلغت بها الوقاحة أن تدس منومًا في شرابه! أليس لأنها ل
Read more

الفصل176

"أين تلك المرأة؟ أين تلك الممرضة التي تُدعى شيماء؟"بـ"طَخ" عنيف، دُفِع باب الغرفة بقوة، فاندفع زوجان في منتصف العمر إلى الداخل."أنتِ هي شيماء، صحيح؟"وما إن رأيا المريضة على السرير، حتى اندفعا نحوها وقاما بتمزيق الغطاء عنها بطريقة همجية.صرخت يارا سالم وهي تدفع المرأة بعيدًا بقوة، واقفة أمام سرير شيماء تحميها بقلق شديد:"ماذا تفعلان؟"زمجر الرجل بفظاظة ودفع يارا جانبًا بقوة، حتى سقطت أرضًا."آه!" صرخت يارا، مسرعة تضع يديها على بطنها لتحمي جنينها.ركضت شيماء من سريرها لتسند يارا، "أأنتِ بخير؟"هزّت يارا رأسها: "أنا بخير، لم أشعر بأي ألم في بطني."لكن الزوجين عادا يتقدمان بعنف، فوضعت يارا شيماء خلفها مجددًا، وجسدها النحيل صار سدًا مانعًا:"ماذا تريدان بالضبط؟"صرخ الرجل: "هي هذه الممرضة التي تسببت في اعتقال ابننا، سألقنها درسًا!"كانا غاضبين إلى حد الجنون، لا يعرفان منطقًا ولا عقلًا.قالت يارا بحزم: "توقفا! إذا تماديتم ستُعتقلان أنتما أيضًا، قولوا ما عندكم بالعقل."لكن المرأة ردت بحدة: "قول ماذا؟! هي التي أهانت ابننا، فلماذا لا يدافع عن نفسه؟! دفعها قليلًا فقط، فماذا في ذلك؟"شيماء كان
Read more

الفصل177

قام الأطباء بفحص كريم الرشيدي ومعالجة الجرح في جبهته، وأكدوا أنّه يعاني من ارتجاج خفيف في المخ.جلست يارا سالم بجانب سريره، تمسك يده بقوة والقلق بادٍ على وجهها:"كريم، هل ما زلت تشعر بالألم؟"ابتسم بخفة وقال:"لا بأس، لا أشعر بالألم. يا حمقاء، لماذا جعلتِ نفسكِ درعًا بشريًا؟ ماذا لو أصبتِ بمكروه؟"عقد كريم حاجبيه، وعيناه امتلأتا بقلق عميق وشيء من العتاب.أجابت يارا بهدوء:"هي ليست غريبة، إنها صديقتي."فشدّ على يدها وقال بثبات:"لكنّكِ زوجتي، وما يهمّني هو أنتِ فقط."ارتجفت أنف يارا، وانهمرت دموعها بلا سيطرة. لم تكن تتوقع أنّ الرجل الذي خذلها كثيرًا، هو نفسه الذي يقفز دون تردّد ليحميها، ويتلقّى الضربة بجسده، ثم أول ما يسأل عنه هو سلامتها.هي في صراع مؤلم؛ تحبه وتكرهه في الوقت نفسه، ولا تعرف كيف تتعامل مع هذا التناقض.رفع كريم يده ليمسك وجهها بلطف، ومرر إبهامه ليمسح دموعها:"ما بكِ؟ لماذا تبكين؟ هل خوّفتك بنبرة صوتي؟"لعلها بسبب الحمل، أصبحت يارا أكثر حساسية. أسرعت بمسح دموعها قائلة:"لا… فقط كنت خائفة عليك. ماذا لو كان بيده سكين بدل المزهرية؟ أو سلاح أخطر؟"رغم أن الخطر زال، إلا أن قلبه
Read more

الفصل178

كما يُقال: "عند الشدائد تُعرف الصداقة الحقيقية"، واليوم في هذا الموقف، رأت شيماء بوضوح كيف أن يارا سالم وضعتها خلفها لتحميها، وهي نفسها تحمل جنينًا في بطنها. هذه التضحية جعلت شيماء توقن أن يارا ستكون صديقتها الحقيقية طوال العمر، بلا منازع.قالت يارا وهي غاضبة:"لا داعي للشكر، نحن صديقتان، ومن الطبيعي أن نساند بعضنا. أولئك الناس قد تم القبض عليهم من قِبل الشرطة، وسيدفعون الثمن. سأحدث كريم الرشيدي في الأمر، لعلّه يساعد في أن يبقوا مسجونين فترة أطول، فهؤلاء أشخاص لا يُعقلون."شيماء نظرت إليها بقلق:"يارا… هل بكيتِ؟"ابتسمت يارا بابتسامة محرجة."بكيتِ من أجل زوجك، أليس كذلك؟" قالت شيماء، ثم تابعت:"كنت في السابق أحمل بعض المآخذ على زوجك، لكن بعد ما رأيته اليوم، تغيّرت نظرتي له كثيرًا. فمهما كانت الخلافات، قليل هم الرجال الذين يندفعون في لحظة خطر لحماية زوجاتهم بهذا الشكل."أومأت يارا بتنهيدة:"صحيح… لكن للأسف." رفعت عينيها بمرارة:"أنا في حيرة. لا أستطيع أن أنكر أنه جيد في بعض الأمور، لكن وجوده مع رنا… يجعل الأمر لا يُحتمل. أحيانًا أفكر: لو لم أتزوجه، لبقينا ربما كالأشقاء، ولكان في عيني رج
Read more

الفصل179

في المساء، عادت يارا سالم مع كريم الرشيدي إلى المنزل.كانا قد تناولا العشاء في الخارج، وبعد العودة لم يبقَ سوى الاستحمام والخلود للنوم.رافقت يارا كريم إلى غرفته، ثم أمسكت بحقيبتها وهمّت بالخروج.لكن كريم أمسك بمعصمها قائلاً: "إلى أين ستذهبين؟"أجابته بهدوء: "نم مبكرًا، سأعود إلى غرفتي."ابتسم بمرارة: "يارا، هذه غرفتك."خفضت نظرها إلى يده الكبيرة التي تُمسك بها، وقالت بصوت منخفض: "لكننا منذ فترة ننام في غرفتين منفصلتين."تذكرت تلك الليلة التي سبقت ذهابها إلى بيت الجدة أمينة لمحاولة أخذ دفتر العائلة، ليلة نامت معه على السرير ذاته، وكانت تعتقد أنها ستكون المرة الأخيرة… لكن الليلة تلتها ليلة أخرى، وتأجل الطلاق مرارًا.قال بجدية: "نحن اتفقنا على ألا ننفصل مؤقتًا، إذًا لا داعي لأن ننام منفصلين، عودي إلى هنا."قلبها أخذ يخفق بشدة، لكنها تجرأت وانتزعت يدها من يده: "هذا لا يصح، نحن فقط لم ننفصل مؤقتًا… نم مبكرًا."وأصرّت على المغادرة.تأمل كريم ظهرها وهي تبتعد، وزفر تنهيدة عميقة.وفجأة، تراجع خطوات للوراء واضعًا يده على جبينه، وأطلق أنينًا منخفضًا.أسرعت يارا نحوه لتسنده: "كريم، ما بك؟"اتكأ ع
Read more

الفصل180

"غدًا سأنام هنا أيضًا."فطفلها الذي في بطنها يريد أيضًا مرافقة والده."وماذا عن بعد غد؟" سأل كريم الرشيدي بإلحاح، مثل طفل يصرّ على طلب الحلوى كل يوم."حتى بعد غد.""واليوم الذي يليه؟" لم يتوقف عن السؤال، كأنه عفريت لا يملّ.أجابت يارا سالم، وجهها يحمر من الحرج، ورفعت ظهر يدها لتلمس خدها الساخن: "لن أذهب إلى الغرفة الأخرى بعد الآن… سأعود للنوم معك."كريم نظر إليها غير مصدّق: "حقًا؟" بدا في عينيه شيء من الشك."طبعًا، ولماذا أكذب في أمر كهذا؟ الآن استلقِ لترتاح، سأذهب إلى الغرفة المجاورة لأحضر ثياب النوم."قال متشبثًا بيدها، مثل طفل متدلل: "حسنًا، لكن عليك أن تعودي… وإلا فلن أنام."ابتسمت يارا بمرارة، فجأة شعرت أنها مثل أم تحتضن طفلها. بالفعل، هي الآن أم، ومنذ لحظة حملها أصبحت كذلك، وربما كان كريم مجرد طفل كبير بحاجة للتدريب.أخذت بعض أغراضها من الغرفة الأخرى وعادت بها، لكنها لم تجده في السرير.سمعت صوت الماء يتدفق من الحمام، والباب نصف مفتوح. أدركت أنه يستحم.الطبيب أوصى بألا يلمس الماء جرحه... فكرت بقلق، ماذا لو لم ينتبه؟اقتربت بخطوات خفيفة، فرأت ثيابه ملقاة على الأرض. احمرّ وجهها على
Read more
PREV
1
...
1617181920
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status