All Chapters of هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية: Chapter 181 - Chapter 190

300 Chapters

الفصل181

أسند يده على الحائط، وكانت كل عضلة من عضلاته مشدودة، اقتربت منه يارا كثيرًا، حتى استطاعت أن تشعر بقوة كل جزء في جسده، هو لم يكن يبدو أبدًا ضعيفًا أو واهِنًا، لكن يارا لم تعرف كيف، غير أنّها صدّقت كلامه.حدّق كريم في المرأة التي احمرّ وجهها، وطبقة رقيقة من العرق غطّت ملامحها البيضاء، فبدت هذه اللحظة أكثر دلالًا من أي وقت مضى، تُثير الحب وتستجلب العاطفة.كانت يارا تبدو هشة وضعيفة، لكنّه كان يعرف، أنّها أيضًا تحتاج إلى اهتمام، وأنّ قلبها رقيق، ولولا ذلك لما سامحته مرارًا على قسوته.هي ما زالت في الحادية والعشرين من عمرها، في عمر الزهور، في أجمل مراحل العمر، ومع ذلك دائمًا تحزن من أجله.هو أحيانًا كان يشعر حقًّا أنّه وغدٌ.بعد أن أنهت يارا استحمام كريم، صار وجهها أحمر كأن الدم يكاد يقطر منه، جفّفت جسده، ثم نشّفت شعره، وألبسته ثياب النوم، وأعانته حتى استلقى على السرير.كان الأمر كلّه يشبه رعاية طفل.تمدّد كريم على السرير، وصمت وهو يراقبها تتنقّل حوله وتخدمه.وضعت يارا كوب ماء بجانب سريره، "نم أولًا."" وأنتِ؟" هو أمسك يدها، مثل طفل مريض، لا يرضى أن تبتعد عنه أمّه.ابتسمت يارا برفق، ابتسامة
Read more

الفصل182

سأل كريم بإلحاح: "إذن، لا تغضبين مني؟"أجابت يارا: "لن أغضب مؤقتًا." أضافت كلمة "مؤقتًا"، فمن يعلم ما سيحدث بعد ذلك، لم تجرؤ على ضمان المستقبل، لكنها حقًا لم تغضب منه في هذه اللحظة.مقارنة بالرجال الذين يتحدثون بكلمات لطيفة يوميًا، لكن عند مواجهة الخطر يفرّون، فضلت أن تغفر لمن مثل كريم، الذي يثير غضبها في العادة، لكنه في اللحظات الحرجة يقف ويخاطر بحياته ليحميها.رفع كريم طرف فمه بابتسامة رضا، وقبل وجنتها: "شكرًا لأنك لم تغضبي مني."قالت يارا: "لا شيء يستحق الشكر، نم."همهم كريم بهدوء: "حسنًا."في تلك اللحظة، رنّ هاتفه، ألقى كريم نظرة على شاشة الاتصال.رأت يارا أيضًا كلمة "رنا" الواضحة على الشاشة.شعرت بوجع في قلبها فجأة، فقد قالت للتو إنها لا تغضب منه، لكنها الآن شعرت بغضب يتصاعد، خصوصًا حين رأت كريم يستخدم إصبعه للتمرير والرد على المكالمة.استدرات يارا بجسدها سريعًا، ووجهت ظهرها له، ولفّت نفسها بالبطانية بإحكام، وأغلقت عينيها، متمنية لو استطاعت سدّ أذنيها.في كل مرة يتلقى فيها كريم اتصالًا من رنا، يذهب فورًا، واليوم سيحدث نفس الشيء، لا يمكن الوثوق بكلام الرجل، ففي هذه الساعة المتأخرة
Read more

الفصل183

أراد أن يشعل الضوء ليرى هل كانت تبكي، لكن في النهاية لم يفعل ذلك، بل مدّ يده، وتبِع ذراعها حتى أمسك بظهر يدها، ودلّكها برفق، ثم همس عند أذنها بصوت خافت: "قلتُ لكِ، يجب أن أحافظ على مسافةٍ بيني وبينها.""إذن، ألا تذهب إليها بعد الآن؟"كيف يمكن لكريم أن يتخلى تمامًا عن رنا؟ أليست هذه مسألة مصيرية بالنسبة له؟"يارا، هل تغارين؟"سمع في صوت يارا بعض المرارة.شعر بغضبها الخفي، فبرجولته كأنها قد أشبعت غروره."من يغار منك؟ أنا لم أغار أبدًا."ابتسم كريم ابتسامة خفيفة، وقبّل وجنتها، "إذن، كيف أشمّ رائحة الغيرة؟"ابتسمت يارا بخجل، "لا أعلم، أنا متعبة، سأذهب للنوم."لم تستطع أن تجيب على أسئلة كريم أكثر من ذلك، فلو تكلمت كثيرًا لبدت وكأنها تهتم به أكثر، وإذا لاحظ كريم ذلك، سيسخر منها.لم يجبرها كريم على الكلام، وارتسمت على شفتيه ابتسامة عميقة المعنى، ضمَّها بذراعيه الطويلتين، وبدأ يخلد للنوم.يبدو أنّ هذه المرة الأولى التي تتصل فيها رنا به، ولم يذهب إليها.…قضى كريم عدة أيام في المنزل.قال الطبيب إنه يحتاج للراحة في المنزل، وألا يُجهد نفسه.التزم كريم بالأوامر الطبية بحرص، وظلّ في المنزل يرافق يار
Read more

الفصل184

قالت شيماء: "لماذا تشعرين بالقلق منه؟ الطفل الذي في بطنك منه، هل سيضربك؟ إذا حدث ذلك أخبريني، سأذهب وأعطيه درسًا."أجابت يارا: "لن يضربني، فهو ليس من ذلك النوع." تمتمت شيماء مستهجنة: "انظري لنفسك، تدافعين عنه سريعاً، ومع ذلك لم تجرئي حتى على إخباره بحملك."قالت يارا: "أنا متوترة فقط، لا أعلم كيف ستكون النتيجة."قالت شيماء: "مهما كانت النتيجة، يجب أن تخبريه، وإذا لم تكن النتيجة جيدة، احملي أغراضك وتعالي إلى منزلي، ماذا يستطيع أن يفعل؟ على أي حال كنتِ في البداية تخططين لتربية الطفل بمفردك."قالت يارا: "سأخبره، سأجد وقتًا لذلك."قالت شيماء: "أي وقت؟ لقد ضيّعتِ الوقت، أسرعي وأخبريه الليلة، سأعدّ لكي السرير، وإذا لم يرد هذا الطفل، أو قال كلمات جارحة، فتعالي إلى منزلي."شعرت يارا بدفء في قلبها، وكأن لها ظهرًا تستند عليه، رغم أنها بلا والدين، وعمتها بعيدة، لكن الجدة تحبها، وصديقتها شيماء موجودة، فكانت ممتنة جدًا.قالت يارا: "حسنًا، فهمت، سأخبره الليلة."قالت شيماء: "تشجّعي، لا تترددي."لم تمضِ فترة طويلة حتى خرج كريم.فوجئت يارا أنه بلا ملابس، فخافت، وأدارت وجهها بعيدًا.قالت: "لماذا لا ترتد
Read more

الفصل185

نادى كريم: "يارا." كان صوته مبحوحًا، وعيناه تكاد تشتعلان نارًا.ارتفعت درجة الحرارة حولهما عدة درجات.وحتي شعرت يارا بتعرّق في كفّي يديها.رأت كريم يقترب منها أكثر فأكثر، وأخيرًا قبل شفتيها.أغمضت يارا عينيها، وشعرت بحرارته، واعتقدت أنّهما لن يتبادلا القبل مجددًا.لكن، قبلاته لم تكن مجرد قبلات عادية، بل تصاعدت تدريجيًا، خطوة خطوة، مستوليًا على المزيد منها، ورفع يده برفق ليزيح ثوب نومها.استفاقت يارا بدهشة، وفتحت عينيها فجأة، أمسكت يده لتُوقِف حركته المتجاوزة، وقالت: "انتظر."توقف كريم فورًا، وحدّق في يارا التي بدت متوترة أسفله، وسحب يده، ثم أمسك وجهها، وقال بلطف: "لا تخافي، لن أؤذيك."كانت يارا تخجل كل مرة، فقرر أن يعلّمها برفق.قالت يارا بتلعثم: "ليست هذه المشكلة، أنا… أريد أن أخبرك بشيء. هل يمكنك… أن تنهض أولًا؟"كانت الوضعية الحالية غير مناسبة للكلام، وإذا غضب، لن تتمكّن من الهرب.تنفّس كريم ببطء، وظهرت لمحة من الاستسلام في عينيه، ثم جلس على حافة السرير: "ما الأمر؟ قولي."تساءل كريم إن كانت تريد الطلاق مجددًا؟تردّدت الكلمات في ذهن يارا، واكتشفت أن قول الحقيقة فعليًا أصعب بمئات المر
Read more

الفصل186

قالت يارا بانفعال، والدموع تتساقط من عينيها:"هي تحتاج طبيبًا، وأنت لست طبيبًا، ذهابك لن يشفيها، كم مرة حدث معها هذا الأمر وأنت…"قاطعها كريم، عقد حاجبيه، وصوته بدأ يفقد صبره:"يارا، لو نُقلتِ أنتِ إلى الطوارئ، سأذهب أيضًا، هذا لا علاقة له بكوني طبيبًا أم لا."ارتجفت يارا وقالت باكية:"أنت زوجي، أما رنا، فما هي بالنسبة لك؟ زوجتك؟ أم عشيقتك؟"ظلّ كريم صامتاً يحدّق فيها طويلاً.وكأنّ الدقائق امتدّت لدهر، ثمّ تنفّس بعمق وقال: "نامي، سأذهب وأعود سريعاً."صرخت يارا، قفزت من السرير، وركضت لتحتضنه من الخلف:"لن تعود! أعلم أنك إن ذهبت، لن تعود!"لم تكن هذه المرّة الأولى التي يتركها فيها كريم لأجل رنا، لكنّ هذه الليلة بدا غضب يارا وذعرها أشدّ من أي وقت مضى، هي لم تفكّر في شيء سوى ألّا تدعه يرحل، لأنها إن تركته هذه المرّة، فكل شيء بينهما سينتهي.شعر كريم بارتجاف جسدها الملتصق بظهره، فأغمض عينيه وقلبه يضطرب.وبعد صمت طويل، انتزع يديها بقسوة من حوله، ثم استدار وأمسك كتفيها بقوة: "يجب أن أذهب، هذا واجب عليّ."صرخت يارا والدموع تنهمر:"أي واجب تجاه رنا؟ مهما أحببتها، أنا زوجتك، أنا! خدعتني طوال هذا
Read more

الفصل187

عندما سمعها كريم تقول ذلك، تغير لون وجهه على الفور."إذا لم ترغبي في الكلام، فليكن، نؤجل الحديث للمرة القادمة."أدار كريم ظهره ببرود.وعندما اقترب من الباب، فجأة صاحت يارا بصوت عالٍ خلف ظهره:"لا توجد مرة ثانية، كريم، إن خرجت اليوم من هذا الباب، فلن تكون هناك مرة ثانية أبدًا!""... "عند الباب، توقف ذلك الظل الطويل قليلاً، لكنه بعد ثانيتين فقط رحل بلا أي رحمة.ابتسمت يارا فجأة.صوت وقعها على السجادة كان مفاجئاً، سقطت على الأرض، تبكي وتضحك في آنٍ واحد، ممسكةً بالسجادة بإحكام.حسنًا يا كريم، أنت لا تهتم بالمرة القادمة على الإطلاق.أنت لا تهتم بي أبدًا، كل ما تهتم به هو رنا!""يارا، كم أنتِ غبية!"صفعت يارا نفسها بقوة.لا ينبغي لها أن تضع أي أمل فيه بعد الآن، فهو سيختار رنا دائمًا، وإلى الأبد!في كل مرة يعطيها كريم قطعة حلوى، كانت دائماً تقبلها بسذاجة، ثم لا تستطيع إلا أن تسامحه، وتبرر له، وتعتقد أن هذا الرجل له قلب، وأنه من زاوية ما جيد. لكن في الواقع، تلك الزوايا الطيبة لم تكن مهمة، المهم من منظور كريم أنه يحب رنا، وأنها مجرد مهرجة، تسرق مكان الآنسة رنا! من الآن فصاعدًا، لن تأخذ أي حل
Read more

الفصل188

قالت رنا: "كريم، أرجوك أخبرني! لا أطيق الانتظار أكثر بهذا الألم، حتى لو اضطررت للموت على سرير العمليات! أنا أحبك جداً، أنت حياتي، وبدونك لا أستطيع العيش، لا أريد أن أستمر بالانتظار، دعني أرحل، لا تُجرِ لي العملية!"قال كريم: "رنا، لا تكوني هكذا، ستتحسنين بالتأكيد." رؤية رنا بهذا الألم لم يستطع كريم أن يبقى غير متأثر."لن أتحسن، كريم، إذا استمرت الحياة هكذا، أفضل أن أرحل، لا أريد أن أعيش بهذه الطريقة، دعني أبتعد عن هذا العالم، إذا لم أكن زوجتك في هذه الحياة، فما معنى حياتي!"قاومت رنا بقوة على السرير، وتنفسها أصبح غير منتظم تقريباً، تكاد لا تستطيع التنفس."سأتزوجك!" قال كريم بحزم: "طالما خرجت سالمة من غرفة العمليات، ستكونين السيدة الرشيدي!""حقاً؟" نظرت إليه رنا بدهشة، والفرح يتلألأ في عينيها: "هل ستتزوجني حقاً؟ ألا أحتاج للانتظار أكثر؟""لن أدعك تنتظرين بعد الآن، رنا، لا تستسلمي أبداً، زوجة كريم، كيف يمكنها الاستسلام بسهولة؟ أليس كذلك؟"في عينيه كان هناك دفء لا نهاية له، كما لو أنه يراه فقط لرنا وحدها.رنا بكت من شدة الفرح: "كريم، لن أستسلم، طالما ستتزوجني، سيكون لي أمل، لقد وعدتني، لا
Read more

الفصل189

بعد أكثر من ساعة.فتحت يارا عينيها، لتجد رجلاً واقفاً بجانب سريرها.عندما رأت رامي، اعتقدت أنها تحلم، فتفتحت فمها بصوت أجش: "رامي، ماذا تفعل هنا؟"قال رامي: "يارا." جلس رامي بجانب سريرها، "كيف تشعرين الآن؟""أنا…" فجأة تذكرت يارا شيئاً، فمدت يدها لتمس بطنها، "ماذا عن طفلي؟""الطفل بخير، لا تقلقي، لكنكِ كنتِ ساذجة حقاً، لماذا كنتِ واقفة في المطر؟ لحسن الحظ اكتشفناكِ عند باب المستشفى، ماذا لو كان في مكان آخر؟"شعرت يارا بالمرارة والحزن."ماذا حدث؟ ما الأمر؟" سأل رامي بقلق."رامي، كيف لك أن تكون هنا؟" لم يُجِبْ على سؤالها بعد."اتصلت بكِ، ولحسن الحظ رد الطبيب، وأخبرني بحالتك، فهرعت على الفور.""آه، هكذا إذن."في أكثر اللحظات التي كانت تحتاج فيها إلى شخص بجانبها، كان رامي دائماً معها، بينما كريم كان بجانب رنا، التفكير في ذلك جعلها تشعر بالسخرية.كريم بالتأكيد لا يزال بجانب رنا، تلك المرأة كانت دائماً في قلبه في المرتبة الأولى.شعرت يارا بحرقة في أنفها."ماذا بكِ ؟"انحنى رامي بالقرب منها، وجهه مملوء بالقلق."رامي، أريد المغادرة من هنا، هل يمكنك أخذي بعيداً؟"لم ترد البقاء في المستشفى، التنفس
Read more

الفصل190

أخذ رامي يارا إلى السيارة، وكانت مشاعرها منهكة وحزينة."يارا، إلى أين تريدين الذهاب؟ سأوصلكِ.""لا أعرف حقاً إلى أين أريد الذهاب."كل ما كانت تعرفه أنها لا تريد العودة إلى المنزل.بعد بضع ثوانٍ، قالت: "وصّلني إلى فندق قريب، أريد البقاء هناك لبضعة أيام."أومأ رامي: "حسناً."وعندما كانت السيارة في منتصف الطريق، عطست يارا عدة مرات متتالية، فقد أصيبت بالزكام، ربما لأنها تعرضها للمطر.وعند باب الفندق، فكّت يارا حزام الأمان: "شكراً لك، لقد أزعجتك اليوم حقًا، بل وأتيت خصيصًا لتساعدني."ابتسم رامي بلطف "لا بأس، نحن أصدقاء." "عطس!"عطست يارا مجدداً عدة مرات.وعندما كانت على وشك النزول من السيارة، ناداها رامي: "انتظري، أنت مريضة، هل تستطيعين البقاء بمفردك في الفندق؟""لا بأس، إنه مجرد زكام.""ماذا لو أتيت بك إلى منزلي؟""ماذا تقول؟" شعرت يارا بالدهشة.خشي رامي أن تفهم الأمر بشكل خاطئ، فسرعان ما شرح: "ليس كما تفكرين، أنا فقط قلقت عليكِ لأنكِ حامل، تعرضتِ للمطر اليوم وأصبحتِ مريضة، ولا أستطيع أن أترككِ وحدك في الفندق، إذا جئتِ إلى منزلي، سأتمكن من الاعتناء بكِ.""هل هذا ليس مزعجاً لك؟""لن يكون مز
Read more
PREV
1
...
1718192021
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status