All Chapters of هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية: Chapter 271 - Chapter 280

300 Chapters

الفصل271

حدّق كريم بصمت في يارا، بنظرة حادة كأنّه يريد أن يقتلع منها سراً.شعرت يارا بانزعاج من تلك النظرة، فتمددت على الأريكة بلا مبالاة، ووضعت الهاتف جانبًا.أغمضت عينيها، لكنها اكتشفت أنّ نظرة حادة لا تزال تطاردها.فتحت عينيها، واكتشفت أن كريم فعلًا يحدّق بها.التفّت بجسدها بعدم ارتياح، وأدارت ظهرها نحوه، لكنها ظلت تشعر بعينيه معلّقتين بها، فجمد ظهرها ببرودة.فتحت يارا عينيها المغمضتين فجأة، وجلست دفعةً واحدة من على الأريكة، التفتت، وحدّقت بعينيها الواسعتين نحو كريم."لماذا تحدّق بي هكذا؟"قال كريم ببرود، بنبرة عميقة: "لمَ لا تواصلين الحديث معه؟"سألت يارا: "ماذا، تريدني أن أستمر في الحديث معه؟"قال: "تتحدثين أو لا تتحدثين معه، هل ما زلتِ تحتاجين سؤالي؟ ألسنا قد تطلّقنا؟"لو أصغت جيدًا، لسمعت بصوته نبرة غَيرة خفيفة.قالت يارا بامتعاض، وهي تمطّ فمها: "ومن طلب رأيك؟ لا تحدّق بي هكذا، ما المشكلة في أن أتحدث معه؟"قال كريم بهدوء: "لا شيء. لم أقل شيئًا."ومع أنّه لم يقل شيئًا، إلا أن يارا شعرت بعدم ارتياح، لا تدري إن كانت تبالغ، أم أنّ نظرات كريم فعلًا غير مريحة.أدركت يارا أنّ هذا الرجل قادر على
Read more

الفصل272

ردّت سوزان: برمز قُبْلَة، فانتهى حديثُهما القصير.رفعت يارا رأسَها من الهاتف، فوجدت كريم لا يزال يحدق بها.“تحدثتما بسعادةٍ واضحةٍ."جاء صوته هادئًا، ولم يكن غاضبًا، ولكن لو دققتِ لسمعتَ في كلامه ما يُحيل إلى معنى آخر.أومأت يارا برأسها، “نعم، كنتُ سعيدةً جدًا."وضعت هاتفَها جانبًا، "ما الخطب؟ هل عندك مَلاحظة؟"قال وهو مكبوت: "لا مَلاحظة، من الجيد أنكِ سعيدة، يبدو أنّ رامي بارعٌ في إرضائِك." قالت يارا: “أوه، ذلك الذي قبل قليل لم يكن رامي.، كان صديقًا آخر.”انقبض حاجبا كريم، وقال: "صديقٌ آخر؟لديك أصدقاءٌ كثر، تتحدثين مع واحدٍ ثم آخر، كم بديلاً لديكِ؟"ظنّ أن سوزان كان رجلاً.ومضت في عيني يارا لمحة مكرٍ.كريم حقًّا رجلاً غليظ الإحساس.لم توضح يارا له، بل رفعت زاويةَ شفتيها باستخفاف، وقالت: "أنا الآن سيدةٌ ثرية، أليس من الطبيعي أن أمتلك بعض البدائل؟ في المرّة القادمة عند اختيارِ شريكٍ، لابد أن أختار شخصاً مطيعًا، أطلب منه ما أريد فيفعله."قبض كريم على يده التي كانت تحت البطّانية قبضةً مشدّدة، "أحقًّا؟ من تعتقدين أنَّ البديلَ الأكثر طاعةً؟ أرامي أم ذاك الذي تحدثتِ معه للتوّ؟""هذا..." حكّت
Read more

الفصل273

رأت يارا أنه استيقظ، فتنفست نفسًا عميقًا."ظننت أنك مت."سأل كريم بغضب: "ولهذا فعلت بي هذا؟"كررت يارا الجملة السابقة: "ظننت أنك مت، فمن الذي منعك أن تُصدر صوتًا؟""إذا ضغطتِ على جرحي لهذا؟""ظننت أنك مت، فمن الذي منعك أن تصدر صوتا؟""أنتِ...""ظننت أنك مت، فمن الذي منعك أن تصدر صوتا؟"قاطعته يارا قبل أن يكمل جملته.كريم:"..."قطّب كريم جبينه، وقال: "نامي أنتِ، ما شأنك إن أصدرت صوتا أم لا؟ ألا يحق لي أن أنام؟""ظننت أنك اختنقت، فلم دفنت وجهك في الوسادة؟"قال كريم: "أفعل ذلك طواعية، ألست أنت من طلبت مني أن أنام على بطني؟"عبست يارا، وقالت: " لا يفعل ذلك إلا الأطفال الذين يدفنون وجوههم في الوسائد غضباً." ثم استدارت وعادت لتستلقي على الأريكة."..."ظل كريم صامتا.كان متظاهرا بالزعل، وكان مستاء جدا.لو علمت مسبقا لما طلقتها، ولكنت أزعجتها يوميا.فجأة شعر كريم أنه أصبح سخيفًا بعض الشيء.افتعل جدالا معها بشأن أمور تافهة.أضحى أكثر طفولية مع مرور الزمن."يارا، لقد آلمتني كثيرا."إن كان طفوليًا، فليكن طفوليًا إلى النهاية.استدارت يارا، فكرت لحظة، ثم جلست وقالت: "هل أتفقد جرحك"أومأ كريم برأسه:
Read more

الفصل274

سأل كريم وهو يتذكر: "لماذا لم تخبريني أنك تبعتِني؟" فقد خطرت له فكرة أنّه ربما في تلك الليلة ذهبت يارا إلى رامي لتلتمس عنده بعض المواساة.بمجرد أن تذكر ذلك الرجل، بردتا عينَا كريم؛ لقد كان يحمل عداوة طبيعية تجاه رامي، منذ أول لحظة رآه فيها.كما يُقال: جبل واحد لا يتسع لنمران.قالت يارا باستهانة: "ما الفائدة من إخبارك؟ على أي حال، عندما رأيتُ كم تهتم برنا، رحلت مباشرة."سأل كريم بإلحاح: "لماذا لم تعودي إلى البيت بعد أن رحلتِ؟ لماذا ذهبتِ إلى رامي؟""..."صمتت يارا.لم تخبره أنّ تلك الليلة كانت تمطر بغزارة، وأنها سقطت من الألم في المطر وكادت تُصاب بمكروه.وأن رامي قطع مسافة طويلة وجاء إلى المستشفى ليطمئن عليها.أما في ذلك الوقت، فقد كان كريم ملازما لسرير رنا، لا يغادرها خطوة. كانت ممتنة لرامي، لأنه منحها مواساة في أكثر لحظاتها يأسًا. لكنها رأت أنّه من الأفضل ألّا يعرف كريم بذلك، فمعرفته لن تزيدها إلا شعورًا بالمهانة.سكنت الأجواء بينهما، ولم يقل كريم شيئًا آخر، غير أنّ قلبه كان يخفق بألم، كأن شيئًا ما يوشك أن يمزقه.أنهت يارا وضع الدواء له وأعادت لف الضماد، ثم رتبت صندوق الدواء.قالت:
Read more

الفصل275

قالت يارا لجنينها وهي تضع يدها على بطنها: "يا صغيري، أمك الآن لا تكره أباك، لذلك لا تكرهه أنت أيضًا، لا نريد أن نحيا ونحن نحمل الحقد، لأن ذلك سيُتعبنا."أردفت: "أبوك لم يحب أمك فقط، هو لم يرني إلا كأخته الصغيرة، لم يحمل لي حبًا، بينما أنا كنت أوهَم نفسي، كان حبًا من طرف واحد."تساءلت يارا: "رجل لا يحب امرأة، ماذا يمكنها أن تفعل؟ أهذا ذنب لا يُغتفر؟"ثم قالت بنبرة مرتجفة: "يا صغيري، أمك... حقًا حاولت، لكن، أباك لم يحبني."خبا ضوء عيني يارا شيئًا فشيئًا، وارتفع بخار رقيق من الدموع في عينيها.تذكرت كلمات وائل: (لحسن الحظ أن يارا لم تُنجب طفلًا، وإلا فسينتهي به مثل أبيه، كأنه لعنة.)قبضت يارا على الثوب الذي يغطي بطنها بقوة."لا، طفلي، أمك لن تدع هذه اللعنة تلحق بك في المستقبل، أيًا كان من ستحب في المستقبل، سأقف إلى جانبك، ولن أُجبِرك على الزواج من امرأة لا تحبها."في تلك اللحظة، خرج صوت خافت من الرجل الممدد على السرير: "أمي."رفعت يارا رأسها قليلًا وأرهفت السمع، كان كريم يتمتم بكلمات مبهمة.تحرك جسده قليلًا.نهضت يارا من سريرها حافية القدمين، وتقدمت نحوه.وحين اقتربت، رأت كريم يقطب حاجبيه
Read more

الفصل276

في اليوم التالي.دوّى صوت صاخب في أرجاء الفيلا.سوزان صاحت بخوف: "أخي، أنقذني، أنقذني بسرعة!"كان رامي لا يزال نائماً.كان يحلم حلماً جميلاً، رأى نفسه مع يارا… يتزوجان.كانت ترتدي فستان الزفاف، كأنها ملاك، جميلة متألقة، تسير نحوه بخطواتٍ هادئة، وعلى وجهها ابتسامةٌ سعيدة.أما هو، فقد كان قلبه يرقص فرحًا، فمدّ يده إليها.وقفا معًا على المنصّة، تحت أنظار الجميع، وتبادلا الخواتم.وحين قال مقدّم الحفل إن العريس يمكنه أن يقبّل العروس، أمسك وجهها بيديه، وحدّق في وجنتيها الرقيقتين، وخفق قلبه بشدّة، ثم أغمض عينيه واقترب ببطء ليطبع قبلة.لكن بينما تفصلهما مسافة ضئيلة، أقل من مِليمِترٍ واحدٍ، قطع صوتُ امرأةٍ حادٍّ حلمه.كان رامي على وشك أن يقتل هذه الشخص.هو لم يكن صاحب مزاجٍ طيب مع الجميع، إنما طيبته كلّها ليارا فقط!لكن، هذا الصوت لم يكن صوت يارا بوضوح.سوزان صاحت من جديد: "أخي، أنقذني!"دقّ… دقّ… دقّ!طرقَت الباب بعنف، ثم فتحت المقبض واقتحمت الغرفة.قالت بارتباك: "أخي، أنا كسرت بالخطأ مزهرية أبي الأثرية، وهي أعزّ ما يملك، لو علم أبي بذلك، سيقتلع عيني، أنقذني بسرعة!"وبينما تتكلم، رفعت الغطاء ع
Read more

الفصل277

بمجرد أن استلقى رامي، أمسكت سوزان بذراعه بقوة وجذبته نحوها لتجلسه قائلة: "لا يهمني، يجب أن تنقذني، وإلا..."سألها ببرود: "وإلا ماذا؟ الفوضى التي تسببتي بها، ألا تستطيعين حلّها بنفسك؟"ردّت بعناد: "أنا بالفعل أحلّها، لجوئي إليك هو أفضل طريقة لحلّ مشكلتي!"كانت كلماتها مليئة بالثقة، فمنذ طفولتها وهي تعتمد على رامي، حتى صارت عادةً متأصلة لديها.وكانت دائمًا تحلّ مشكلاتها بطريقة واحدة، صعبة أو بسيطة: هو جعل رامي يحلّها عنها.قال بوجهٍ متجهّم: "يجب أن تتعلمي تحمّل المسؤولية بنفسك، أنتِ تجاوزتِ العشرين."رجته بتوسل ودموعٍ في صوتها: "أخي، فقط هذه المرة، أرجوك، أنقذني."قال بصرامة: "لن أنقذكِ، اخرجي."هدّدته: "إن لم تنقذني، فسأذهب حالًا إلى يارا!"تغيّرت ملامحه فورًا ما إن سمع اسم يارا، وسألها بحدة: "لماذا تذهبين إليها؟ لا تزعجيها بلا سبب."ابتسمت بخبث وضغطت على موضع ضعفه: "أقول لك، إن لم تساعدني، فسأخبر يارا أنك تفكّر بها بطريقة دنيئة، أنك تريد إسقاطها في حضنك… تريد النوم معها!"صرخ بغضب: "سوزان! متى فكرتُ بمثل هذا؟ لا تُشوّهي سمعتي!"رفعت حاجبها بجرأة وقالت: "تشويه؟ لا تقل لي أنك لم تفكّر ب
Read more

الفصل278

"أجل، لأجعلك مقززًا." وشدت كُمّه مداعبةً: "قُور قُور، نحن الآن في سفينةٍ واحدة، إن علِمَ أبي فسأقول إنك متواطئ معي."قطّب رامي حاجبيه وقال: "أُساعدك، ثم تُهدّدينني؟ يا عديمة الضمير."سوزان تعانق خصره وتستلقي برأسها على كتفه، وقالت مداعبة: "آه، يا أخي، أليس قصدي أن أكون في صفك؟ اطمئن، بما أننا في مركب واحد سأقف إلى جانبك مهما حدث، وإن كان هناك ما أستطيع فعله فقل فقط، سأخوض النار من أجلك ولن أتوانى."قال رامي ببرود: "حقًا؟ لدي أمر واحد أريدك أن تساعديني فيه."غمزت سوزان بعين مرحة: "ما هو؟ قولي."خفض رامي رأسه ونظر إليها ببرود: "ابتعدي عني، كلما ابتعدتِ كان أفضل، اخرجي ولا تذكري أننا أخوان، دعينا كالغرباء."تغيّر لون وجه سوزان بصدمة: "أخي، هل تنوي قطع صلتك بي؟"ابتسم بصورة خفيفة: "أود ذلك جدًا."توسلت سوزان بلا خجل: "أخي، أنا أختك الحبيبة، لا تنسَ أننا في سفينةٍ واحدة."تمسّكت به بلا حياء؛ لم تكن لتأخذ كلماته بجدّية. حتى لو كان يقصد الجدّ، فستتمسّك به حتى الموت. أخٌ غني ومفيد كهذا لن تتركه أبداً.شدت سوزان ذراعَه بقوة، هزته حتى أصابه الدوار. فدفعها رامي ليحرر نفسه، وقال: "حسنًا، أريد أن أ
Read more

الفصل279

حين خرجت كلمة "يارا" من فم سوزان، توقف رامي على الفور.مدّت سوزان يدها: "أعد إلي الهاتف."قال رامي مبتسمًا ببرود: "سوزان، لنقم باتفاق." ثم تابع: "إما أن تفتحي الهاتف، وتسمحي لي أن أرى ما تحدثتما عنه، أو أن أتصل الآن بأبي، وأخبره أنك كسرت المزهرية الأثيرة لديه، وجئت إليّ لتحمّل المسؤولية عن هذه الفوضى، وأنا رفضت، وأخبرته بكل شيء، ماذا تتوقعين أن يفعل أبي حينها؟"أحمرّ وجه سوزان من الغضب: "رامي، نحن في سفينةٍ واحدة!"لوّح رامي بالهاتف: "إن لم تسمحي لي برؤية المحادثة، فلن نكون في سفينةٍ واحدة بعد الآن."قبضت سوزان على قبضتها: "في مسألة المزهرية، أنت أيضًا مشارك."قال رامي بصرامة: "أنا أقرر إن كنت شريكًا أم لا، هل تعتقدين أن أبي سيصدّقك أم سيصدّقني؟ إن عرف أنك كسرتِ المزهرية الأثيرة، ثم حاولتِ إخفاء الدليل، سيقطع مصادرك المالية قبل أن يضربك، وربما يطردك، عندها إن طلبتِ مني المساعدة، لن أعطيك فلسًا واحدًا."حدّقت فيه سوزان بعينين متسعتين: "إذن سأخبر يارا، أنت..."ابتسم رامي بخبث: "لا تستخدميها للتهديد. لأني كأخ، لدي طرق كثيرة لتعليمك درسًا. إن طردك أبي، وقطع بطاقتك الائتمانية، سأريك ما يعن
Read more

الفصل280

أطلق رامي تنهيدة باردة: " هذه الكلمات، ألم تكتبيها أنتِ؟"ابتسمت سوزان ابتسامة محرجة: "أخي، صحيح أنّني كتبتها، لكن كل ما فعلته كان له سبب، لقد فعلته من أجلك." قال رامي وهو يضغط علي الهاتف بقوة ويقترب خطوة خطوة: "تقولين إن وصفك لي بالبخيل والحقير، كل ذلك من أجلي؟ أأرميك من الطابق العلوي أم أعصر عنقك؟"حاصر رامي سوزان عند زاوية الحائط.قالت متوترة: "أخي، أنظر بعناية، لقد قلت ذلك عمداً. انظُر كم يهم يارا أمرك، أنا أردت اختبار ردّ فعلها، انظر الآن إلى ردّها."ألقى رامي نظرة مجددًا على شاشة الهاتف، وتلطّفت حدّة عينيه قليلاً.ما لفت انتباهه في البداية كانت كلمات سوزان القاسية، لكنه لاحظ الآن كم كانت ردود يارا لطيفة وحنونة.وجهه تبدّل من عاصف إلى صافٍ.عندما رأت سوزان تعابير وجهه قد أصبحت أكثر هدوءًا، أسرعت قائلة: "رأيت؟ انظُر كم تهتم بك، لقد تكلمت نيابة عنك فورًا ولم تحاول الاستفسار عنك من طرف آخر، يبدو أنها لا تراك بهذا الشكل."شعر رامي بالارتياح، ولحسن الحظ أن يارا لم تتأثر بكلمات هذه الطفلة الشقية.الكثير من الناس يصدقون كل ما يسمعون، لكن يارا ليست من هؤلاء، فهي ذات رأي مستقل ولم تقتنع ب
Read more
PREV
1
...
252627282930
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status