All Chapters of هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية: Chapter 281 - Chapter 290

300 Chapters

الفصل281

رأت سوزان تعبير رامي الغاضب، فارتجفت.على الرغم أنّ رامي أحيانًا يكون صارمًا معها، لكن لطالما كانت صرامته سطحية.لكنها هذه المرة، رأت في عينيه تحذيرًا صادقًا من أعماق قلبه.صمتت سوزان ولم تجرؤ علي الكلام، وشعرت بتنميل في رأسها!رامي عاد وجلس على سريره،وقال ببرود: "إلا الأخوة الحقيقية، كيف لأشخاص بلا صلة دم أن يكونوا إخوة صادقين؟"كان كريم يرغب بأن يكون أخًا ليارا، لكن بعد طلاقهما، وما فعله هذا الرجل بعد ذلك اراد أن يكون أخًا لها، أنه أمرًا مضحكًا حقًا.كريم جبانًا، لا يملك الجرأة ليكون زوجًا ليارا، ولا يريد التخلي عنها، فاختار أن يكون أخا لها.رجل جشع ووقح.أما رامي، فلن يكون ضعيفًا مثل كريم.أي أخوة؟ هو لا يريد ذلك!يريد علاقة أكثر واقعية وصدقًا، لا تلك العلاقات الشكلية الزائفة.فجأة أدركت سوزان سبب رد فعل رامي العنيف حيال أن يكون أخًا ليارا.لم يكن يريد أن يكون أخا لها، بل أراد شيئًا آخر…طرقت سوزان رأسها بخفة وقالت: "يا إلهي، أخي، يا لهذا الغباء مني! فهمت الآن، كنتُ مخطئة، لا يمكن أن تكون أخوها. لو حدث ذلك، سيكون صعبًا فيما بعد. هذا خطأي أنا أعتذر."انحنت سوزان احترامًا كما في العصو
Read more

الفصل282

شعر رامي بصدمة في قلبه: " هل تعتقدين أنني أعترفت بحبي لها؟"قالت سوزان: "أليس كذلك؟ كل شيء واضح جدًا، ملصق كبير، وكلمات 'أحبك' واضحة للعيان. لو كنتُ مكان يارا، بالتأكيد كنت سأكتشف نواياك الحقيقية."شعر رامي فجأة بشيء غريب في قلبه: "ربما الأمر ليس بهذا السوء، حينها أرسلت الملصق بلا تفكير، دون أن أفكر كثيرًا."قالت سوزان متسائلة: "هل حقًا لم تفكر كثيرًا؟"وأضافت: "كل هذه الملصقات، لماذا اخترت هذا بالتحديد؟ إن لم أكن مخطئة، فهذا الملصق ظهر تلقائيًا عند كتابة كلمات 'أحبك'، لكنك لم تجرؤ على إرسال الكلمتين، فأرسلت الملصق مباشرة."صمت رامي، فقد فضحت سوزان سره بالكامل.ثم أطلق سعالًا خفيفًا وقال: "كانت مجرد مُصادفة، لم أفكر كثيرًا، مجرد ملصق فقط، لا أرى فيه مشكلة."ردّت سوزان بغضب: "إذا كنت تعتقد أنه لا مشكلة فيه، فلماذا تسألني إذن؟""أنا..."صمت رامي، فقد جعلته سوزان عاجزًا عن الرد.سألت سوزان: "وماذا الآن؟ ماذا ستفعل؟"شعر رامي بالقلق، فهو خائف من أن يفاجئ يارا، خصوصًا أنها لم تتعافَ بعد من ألمها بسبب كريم، ستكون خائفة جدًا بالتأكيد، ولن تقبل أي شخص جديد.التقدم لها الآن لا يشبه إغاثة في وقت
Read more

الفصل283

أدارت سوزان فمها بازدراء: "إذن هذا يثبت أنها لا تحبك أصلًا، قبل أن تُفزِعها لم تكن حتى تكلف نفسها عناء التواصل معك، والآن بعدما أفزعتها، فهي لن تقترب منك أكثر. ما رأيك؟ أفضل حل أن تراسلها أنت مرة أخرى، نرى ردها، وأنا أساعدك وأعطيك رأيي."نظر رامي إلى الساعة وقال: "الوقت مبكر جدًا، ربما ما زالت نائمة."والأهم من ذلك، أنّ الملصق الذي أرسله البارحة من غير تفكير، ما زال يُخيفه كلما تذكره، كان قلقًا أن تكون يارا قد فهمت قصده الحقيقي، فتكرهه.والأسوأ من ذلك، أن تعتبره يستغل ضعفها وألمها ليضغط عليها عاطفيًا في هذا الوقت.ضحكت سوزان: "أخي فعلًا رقيق وحنون." ثم جلست على طرف سريره: "ما رأيك أن أتصل بها من هاتفي، وأجسّ نبضها لك؟""الآن؟"قالت سوزان وهي تبتسم بخبث: "بالطبع، أنا الآن أصبحت صديقتها المقرّبة، أليس من الطبيعي جدًا أن أتصل بها صباحًا لأدعوها إلى الإفطار؟ فأنا فتاة مثلها، وإذا كنتُ أنا من يدعوها، ستقبل بسهولة، وستكون أكثر راحة في الحديث معي كإحدى صديقاتها."حكّ رامي أنفه بخفة، وعيناه تخفيان بعض الارتباك: "لكن... لا تسأليها بوضوح، لا تذكري اسمي مباشرة. حاولي أن تدخلي الموضوع من بعيد، افت
Read more

الفصل284

كانت يارا حقًّا جميلة.ارتسمت في عيني كريم نظرة رقيقة كالماء، غير أنّها لم تخلُ من بعض الأسى والندم.رفع أصابعه ليمرّرها على قوس حاجبها، يتتبّع خطّه برفق، ثم انحدر صوب عينيها، وكأنّه يلامسها، لكنّه ظلّ محتفظًا بمسافة، يتجنب أن يوقظها.كانت يارا بهذا الجمال، وبذلك الخُلُق، تخلص في أي شيئًا تفعله. ومثل هذه المرأة، وقد عادت الآن حرّة، بل وأصبحت ثريّة، لا بدّ أنّ رجالًا كُثرًا سيتسابقون إلى كسب ودّها.حينها تذكّر رامي.هو يبغض رامي، لكنّه في الوقت نفسه، من زاوية أخرى، يعترف به.فالرجل الذي يُشعر كريم بالتهديد، لا يمكن أن يكون رجلًا عاديًّا.إذا كان شخص عادي فلن يستحقّ.ولو أنّ رامي أحبّ يارا، بل وسعى وراءها… لم يجرؤ كريم على إتمام الفكرة.ماذا لو اجتمعت يارا برامي، وصارت سعيدة معه حقًّا؟شعر كريم بسوء نفسه، إذ كان سيّئًا إلى الحدّ الذي جعله لا يريد لرامي أن يحسن إلى يارا، ولا أن تجد سعادتها في حضرته.فكلّما أحسن رامي إليها، ازداد هو يقينًا بأنّه لم يكن سوى رجل خسيس.كثير من الحقائق كان كريم يعرفها في قلبه، غير أنّ الفعل على أرض الواقع شيء آخر.دائمًا ما كان فعله يخالف صوته الداخلي، لذلك ظل
Read more

الفصل285

كان يزداد طفوليّة يومًا بعد يوم.رغم أنّه قد طلّقها فعلًا، ظلّ يتصرّف كصبيّ صغير يريد أن يخطف قطعة حلوى.كأن يصرّح للجميع أنّ الحلوى التي رماها من يده، ما زالت تخصّه، يأكلها متى شاء.أليس هذا سلوكًا طفوليًّا؟ بل متسلّطًا أيضًا.…دفعت سوزان الهاتف في جيبها، ثمّ فركت شعرها بحيرة، وقالت بملامحها المشدودة:"أخي، أليست يارا قد تطلّقت بالفعل؟ كيف إذًا ما زالت تقضي الليل مع زوجها؟ هذا الصباح ردّ زوجها على هاتفها بنفسه، من الواضح أنّهما ناما… معًا."حين حدّقت في ملامح أخيها، شعرت سوزان بقلقٍ أكبر كلّما واصلت الحديث.كان رامي قد ارتدى ثيابه بالفعل.رداء منزلي أبيض، لونه صافٍ، لكن وجهه كان غائمًا، مكفهرًّا.قال بهدوء: "سوزان، عودي أنتِ الآن."رمقته سوزان، ولم تجد في قسماته غضبًا ولا انفعالًا، بل شيئًا أدهى من ذلك، شيئًا أشدّ رهبة.تردّدت: "رامي، هل أنت بخير؟ لعلّ الأمر مجرّد سوء فهم، سأحاول الاتصال بها لاحقًا، لأسأل يارا ما الذي يحدث."أعاد كلمته ببرود: "عودي أنتِ الآن."كان صوته متماسكًا، لكن سوزان التقطت من نبرته حدّة ضيقٍ لا تحتمل.عادةً كانت تمزح معه وتشاكسه، لكن في هذه اللحظة لم تجرؤ.فالمر
Read more

الفصل286

أمسك كريم يدها وقال بصوت منخفض:"لا تخافي، سأساعدك على طرد الأشرار."ابتسمت يارا فجأة:"وإن كنتَ أنتَ ذلك الشرير، فماذا ستفعل؟"تجمّدت ملامحه للحظة، وسألها بحدة مكبوتة:"أتعنين أنّ الشرير الذي يطاردك في كابوسك… هو أنا؟"أرادت أن تداعبه، فأومأت برأسها:"نعم، كنتَ تحمل سكينًا وتطاردني لتقتلني، لقد أرعبتني."تجهّم وجه كريم، ونهض واقفًا:"يبدو أنّني لم أركض خلفك بما يكفي… كان عليّ أن أقطعك إربًا."هي لا تكتفي بأن ترى كوابيس، بل وتجعله في الحلم قاتلًا يريد ذبحها!أيّ صورة تلك التي يحملها قلبها عنه؟كأنّه شرير إلى هذا الحد.تمامًا مثل المرة السابقة حين حسبت أنّه يريد أن يدفعها من على الدرج.حقًّا أمرٌ سخيف!لم يعد يجرؤ أن يتخيّل مكانته في قلبها؛ لعلّها بعد أن سقطت من القمة، حفرَت بئرًا عميقًا، وهوى هو إلى باطن الأرض.فركت يارا عينيها وقالت بهدوء:"ماذا؟ هل غضبتَ؟! إنه مجرد حلم، لمَ كل هذا الضيق؟"كاد كريم يختنق من الغيظ:"أنا..."تابعت يارا بلامبالاة:"الأحلام دومًا خليط عشوائي لا معنى له."قال كريم بامتعاض:"النهار انعكاس الليل، والليل مرآة النهار، لأنّكِ تظنّين أنّني سأقتلكِ، حلمتِ بذلك، أ
Read more

الفصل287

قال كريم بصوت منخفض متذمّر:"بهذا العمر، وما زلتِ تخافين الدغدغة… وكأنني لم ألمسك من قبل."أيّ مكان فيها لم يلمسه؟والآن بعدما تطلّقا، لم تعد تسمح له، كم هذا غريب!وما إن خطرت الفكرة في ذهنه حتى ضحك ساخرًا من نفسه.لقد تطلّقا فعلًا، فمن الطبيعي أن تمنعه.الواضح أنّه هو من كان ضيّق الصدر.نهض من جانب السرير وقال:"اذهبي لتغتسلي، الفطور جاهز في المطبخ."كان قد أمر بتجهيزه باكرًا، خشي أن تستيقظ جائعة.لم تُعلّق يارا، نزلت عن السرير، ودخلت الحمّام.وقفت أمام المرآة، تحدّق في وجهها، وعقلها مثقّل بمشهد الكابوس.وبعد أن أنهت غسلها، خرجت، فلم تجد كريم في الغرفة.تناولت هاتفها، وأرسلت رسالة إلى رامي: "هل تناولت فطورك؟"في الحقيقة، أرادت أن تسأله: هل أنت بخير؟ لكن كيف تسأله ذلك لمجرّد أنّها رأت كابوسًا؟ سيبدو الأمر مبالغًا فيه.انتظرت طويلًا، ولم يصلها رد من رامي.ربما لا يزال نائمًا، أو لعلّه منشغل بأمرٍ آخر.أعادت الهاتف إلى جيبها، ونزلت إلى قاعة الطعام، فوجدت كريم جالسًا هناك.فجأة، فجأة فترت شهيّتها، إذ لم تستطع منع نفسها من التفكير في رامي، لكنها جلست مع ذلك.الفطور كان وفيرًا.سألت مستغربة
Read more

الفصل288

تجمّد كريم وهو يحدّق فيها طويلًا، دون أن ينطق بكلمة.لم تُضِف يارا شيئًا، واستدارت لتغادر.رحلت بالفعل، ولم يحاول كريم أن يستوقفها.لأنّها أدركت: ما الفائدة من الاستمرار في هذا؟ لقد تطلّقا بالفعل، وهو... يريد الزواج برنا.لكن، حتى بعد أن غادرت يارا، لم يتّصل كريم برنا، بل جلس شارِدًا على السرير.أخذ الوسادة التي نامت عليها بالأمس، وضمّها إلى صدره، وانحنى يشمّ عطرها الباقي.قادت يارا سيارتها وعادت إلى مسكنها.غير أنّ رامي لم يُجب بعد على رسالتها.منذ أن أرسلتها وحتى الآن، مرّ أكثر من ساعتين.هي لم تكن يومًا شخصًا يؤمن بالخرافات، لكنّها فكّرت: هذا العالم كبير، ولا عجب فيه من شيء، فهناك أمور تستوجب المهابة والخشية. الكابوس بدا واقعيًّا بشكل مُرعب، كلّما تذكّرته ازداد قلبها اضطرابًا.فتحت الهاتف، واتصلت برامي.رنّ الخط طويلاً، ولم يُجِب.وفي النهاية جاءها الصوت الآلي:(الرقم المطلوب لا يُجيب الآن، يُرجى إعادة المحاولة لاحقًا)الخطّ اتصل فعلًا، لكنه لم يرد، ولم يغلق المكالمة أيضًا!ازدادت مخاوفها.أيمكن أن يكون أصابه مكروه حقًا؟قلقها لم يهدأ.بعد طول التفكير، اتصلت بسوزان.وبينما كانت تقل
Read more

الفصل289

"لا أعلم." سمعت سوزان صوتَ يارا، فاضطربت وسألت: "ما الأمر؟ هل تبحثين عنه لسبب ما؟"أجابت يارا: "ليس هناك شيء مهمّ، فقط أنّه لا يجيب على الهاتف، فأنا قلقة قليلاً.""هكذا."دارَتْ عينا سوزان يمينًا ويسارًا، ويبدو أنّ يارا تهتمّ فعلاً بأمر أخيها."يارا، سأتصل بأخي لأحاول أن أراه، وإذا وجدته سأتصل بكِ، حسناً؟"قالت يارا: "حسناً، سأنتظرك، وبمجرد أن تجدي أثره أخبريني فورًا، أرسلي رسالة إن لم تستطيعي الاتصال.""حاضر."انتهى حديثهما ثم أغلق كلٌّ منهما المكالمة.اتصلت سوزان برامي، فلم يُجب أيضًا. استغربت سوزان: أيعقل أنّه غضب بسبب ما حدث هذا الصباح فتعمد عدم الردّ؟شَعَرَت سوزان ببعض القلق.فاتصلت بمساعد رامي.فأجاب الصوت من الطرف الآخر بتوقير: "آنسة، هل ثمة أمر؟"سألت: "هل أخي موجود في الشركة؟"خَفَضَ المساعد صوته وقال: "آنسة، السيد رامي موجود الآن في الشركة، لكن...""لكن ماذا؟" استغربت سوزان: "لماذا تتحدّث وكأنك لصّ، لماذا هذا الصوت الهمس؟""السيد رامي... لا أدري ما به اليوم، كأنه ابتلع بارودًا، يغضب غضبًا شديدًا، ومخيف للغاية، إن كان هناك أمر سأخبرك به لاحقًا، السيد رامي الآن ينتظرني، إن تأخ
Read more

الفصل290

قالت يارا دونَ أيِّ تردّد: "سأذهب. هل يمكنك أن ترسلي لي عنوان الشركة؟ سأقود السيارة الآن ونلتقي هناك."ردّت سوزان قائلة: "لنذهب معًا. سأقود السيارة وآتي لاصطحابك. أنتِ الآن حامل، وسلامة الطفل أهمّ من كلّ شيء."شعرت يارا أنّ قلبها يزداد اضطرابًا، وهذه الحالة لا تناسب قيادة السيارة أصلًا.خفضت رأسها، ووضعت يدها برفق على بطنها، ثم قالت: "حسنًا، سأرسل لكِ موقعي، آسفة سأُتعبك معي."…لم يمر نصف ساعة حتى توقّفت أسفل المبنى سيارةٌ رياضية حمراء.ترجّلت سوزان بفستانٍ أزرق طويل مكشوف الكتفين، وشَعرها منسدل، وعلى وجهها نظارة شمسية أنيقة تُضفي عليها جاذبية متكبّرة وثراءً صارخًا.أمّا يارا، فكانت ترتدي قميصًا من الكتان القطني بلون بيج، وبنطال جينز، وحذاءً رياضيًا أبيض، وشدّت شعرها إلى ذيل حصان عالٍ، تبدو كطالبة ثانوية مفعمة بالحيوية.ومع ذلك، وقفت بجانب جمال سوزان الباهر دون أن يبهت حضورها.فكلتاهما تحمل جمالًا مختلفًا.فجأة، اكتشفت سوزان أنّ ملامح يارا مريحة للنظر، جميلة لكنها لا تُثير غيرة النساء. جمالها هادئ، وديع، دافئ، مثل أخت كبرى تُشعر الآخرين بالسكينة.كأنّها تحمل قوّة سحرية تبعث الطمأنينة
Read more
PREV
1
...
252627282930
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status