All Chapters of هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية: Chapter 311 - Chapter 320

414 Chapters

الفصل311

سألت يارا: "بهذا الفعل، ألن يكون الأمر غيرَ مهذّب؟ ماذا لو غضبت؟""مقارنةً بغضبها، على الأغلب ستكون حزينة الآن." قالت الجدة أمينة: "فهي تحتاج إلى مَن يُواسيها أكثر. في الحقيقة، أنا أيضًا أريد أن أتحدّث معها عن كثير من الأمور، لكنّها الآن ليست قريبة من عائلة كريم. والآن بعد أن تطلّقتِ من كريم، أنتِ وسهير بينكما أوجه شبه كثيرة، لذلك إذا ذهبتِ أنتِ، لن يغضبها ذلك.""جدتي، لكنّي لا أعرف عمّا أتحدّث معها.""ألا تريدين الذهاب؟" سألت الجدة أمينة، "إن لم تريدي، فلا بأس، لن لا أجبِرك.""ليس هكذا." شرحت يارا: "أنا فقط... لا أعرف ماذا أقول.""لا حاجة إلى القلق." ربّتت الجدة أمينة على يدها: "حين تصلين إلى هناك، ستعرفين بنفسك، لن تحتاجي إلى قول الكثير من المواعظ، ولا إلى كلمات المواساة، كامرأة، يكفي أن تضعي نفسك مكانها."بجملتين بسيطتين، أحست يارا بالانشراح، "فهمتُ يا جدتي."لم تطلب الجدة أمينة من يارا أن تبقى لتناول الغداء معها، بل قبل وقت الغداء بقليل، "طردتها" بلطف، وأرسلتها لترافق سهير على الغداء.في الحقيقة، كانت يارا تفكّر في أن تذهب بعد أن تُعِدّ نفسها جيّدًا، لكن لم يخطر ببالها أن تطلب منها
Read more

الفصل312

قالت يارا وهي تفرك أنفها بارتباك: "أنا…" ثم تابعت: "أبي، ماذا تفعل هنا؟"أيمكن أن يكون هذا مكان سكن وائل؟ وما المعنى خلف آثار أحمر الشفاه على ذقنه، والخدوش على رقبته؟ أيمكن أن يكون هنا مع امرأة أخرى...وبينما يارا تفكّر هكذا، خرج من الغرفة صوت: "وائل، مَن هناك؟"ارتجف قلب يارا.أليس هذا صوت سهير؟التفت وائل وقال: "إنها يارا."لم يمر وقت طويل حتى سمعت يارا وقع خطوات.ثم رأت سهير، بشَعرها الطويل المرسل، ترتدي ثوبًا حريريًا فضيًا، وبينما تربط حزامه سارت نحو الباب.أصاب الذهول يارا، فرأت بوضوح نظرةً ناعسة في عيني سهير، وعلى عنقها آثار قُبَل ظاهرة، عندها فهمت فورًا.لكن... لم يخطر لها أبدًا أنّهما الاثنان...هي كانت تظن أنّ سهير تكره وائل حتى النخاع، وأنّهما منفصلان منذ سنوات. لم تتوقّع أبدًا...لم تجرؤ يارا أن تُكمل تخيّل التفاصيل، فقد امتلأ رأسها بالصور.مقارنةً بصدمة يارا، ظهرت سهير هادئة تماماً، وكأنّها لا تخشى أن تُكشف، مع أنّه في الحقيقة لا يوجد ما يُخشى، فهما زوجان شرعيان في النهاية.أما وائل فلم يُخفِ شيئًا، غير أنّ نظراته حملت شيئًا من الضيق، كمن أُفسدت عليه لحظة كان ينتظرها. حتى
Read more

الفصل313

دخلت يارا على مضض.قالت سهير: "اجلسي قليلًا، سأبدّل ملابسي."ثم مضت بخطواتها المتمايلة ورشاقتها البارزة نحو الغرفة.تعلّقت عينا يارا بظهرها، وأخذت تحدّق بذهول.لقد اعتنت حماتها بنفسها جيدًا، فبدت مفعمة بالحيوية، تحمل سحرًا لا تملكه الفتيات الصغيرات، مظهرها أشبه بامرأة في أوائل الثلاثينيات، ولو لم يقل أحدٌ إنّها أم كريم، لما صدّق أحد، بل بدت هي وكريم كأنهما شقيقان لا أم وابن.وسرعان ما سمعت يارا صوتًا من داخل الغرفة.قال وائل: "سهير، أحقًّا ستتركينني أرحل الآن؟"قالت سهير بصرامة: "وائل، إن كرّرت كلامك المثير للاشمئزاز، فسأرميك بنفسي خارجًا، اغتنم فرصة أن ساقيكَ ما زالتا تحملانك، واخرس."ارتجفت يارا في مكانها، وشعرت بإحراجٍ شديد.لو كانت تعلم بما سيحدث، لما جاءت أبدًا.وبعد قليل خرج وائل من الغرفة، أنيقًا ببدلة رسمية متقنة.لم تستطع يارا أن تنكر أنّ وائل، رغم بلوغه منتصف العمر، ما زال ذا هيبة وجاذبية، بل يبدوا كأحد أبطال المسلسلات، فهو يزداد وسامة مع السنين.ولعلّ كريم ورث جماله عن أبيه.لكن الجاذبية شيء، والانحطاط شيء آخر.كان وائل منحطًا، ثم ندم في النهاية، وتحول إلى تابع ذليل.وبينما
Read more

الفصل314

كانت طريقة تدخين سهير غايةً في الفتنة، تنفث الدخان ببطءٍ، فيظهر مشهدًا آسِرًا مثيرًا، حتى إن يارا، وهي امرأة مثلها، شعرت بقلبها يضطرب.ولو كانت رجلاً، لربما وقعت في حبها.لم تفهم كيف أنّ حماها في الماضي، بسبب امرأةٍ أخرى كانت بالنسبة له "الحب الأول"، عامل زوجته بهذه القسوة.لمَ لم يقدّر جمالًا كهذا أمام عينيه؟لقد صدقت القول: إن أراد الرجل الخيانة، حتى لو كانت زوجته حورية، فلن يكتفي، لأنه لم يجرّب امرأة سيئةً بعد.لم تدرك يارا لماذا سهير تضحك.قالت سهير، وهي تنفث دخان سيجارتها: "لا شيء تغيّر، ما زال الحال كما هو."سألتها يارا في حيرة: "إذن لماذا…؟"قالت سهير: "لماذا هو هنا، ولماذا يبدو بيننا شيء من الغموض؟"ابتسمت يارا بارتباك، وقالت: "إن لم ترغبي في التوضيح، فلا بأس، لستِ مضطرّة إلى ذلك."قالت سهير وهي تنفض رماد سيجارتها: "لا شيء لا يمكن قوله. البشر جميعًا لهم احتياجات. لا أستطيع أن أعيش وحيدة إلى الأبد. الاحتفاظ بعلاقة خاصة أمر لا بأس به. وائل ما زال قادرًا في هذا الجانب، ويعرف كيف يرضيني."صمتت يارا: "..."يا لجرأة. حماتهالكن، في النهاية، هما زوجان شرعيان، والبالغون لا يعيشون دائمً
Read more

الفصل315

قالت سهير ببرود: "هناك في هذه الدنيا أشياء كثيرة يمكن أن تترك أثرًا. أليست حالك مثله؟ لقد فقدتِ والديكِ منذ الصغر، ومع ذلك، أليسوا يقولون: إن الطفل الذي يكبر بلا والدين يكون أكثر عرضة للانحراف؟ لكني أرى أنكِ بخير، لم تسلكي طريقًا أعوج."عندما سمعت يارا نبرة سهير الباردة، لم تكَد تصدق أذنيها، فسارعت تقول: "ذلك لأنّ جدّتي أمينة منحتني الحنان. حتى بعد أن رحل والداي عن الدنيا، بقيتُ أنعم بالدفء، ولم أكن وحيدة، لكن كريم ليس مثلي، فهو وإن كان له والدان، إلّا أنّ والده ابتعد عن والدته في صغره، وأمّه..."وما إن وصلت يارا إلى هنا حتى أدركت أنها اندفعت بالكلام، وأن الاستمرار قد يُصبح جارحًا.لم تكن تريد أن تُغضب سهير، فقد جاءت لتصالحها، لا لتتشاجر معها.سألتها سهير ببرود، وهي تحدّق فيها: "أمّه ماذا؟ تابعي الكلام."ولمّا صمتت يارا، أكملت سهير عنها: "أمّه أيضًا لم تهتم به، أهذا ما أردتِ قوله؟"قالت يارا بسرعة: "لم أقصد توجيه اللوم إليكِ، أردتُ فقط أن أقول..."قاطعتها سهير: "يكفي. عرفتُ ما تريدين قوله. لم أتوقع ما حدث المرة الماضية، لذلك فكّرت أن أتّصل به، لكنّي لم أعرف ماذا أقول."اقترحت يارا: "ما
Read more

الفصل316

قالت يارا باستغراب: "أرجوكِ، إنّه ابنكِ الحقيقي، فمَ المحرج؟ إنّه ابنكِ من صُلبك." لم تفهم يارا، هل نسيت سهير كيف يكون دور الأم؟التفتت سهير ونظرت إليها بطرف عينها، ثم قالت: "كِدتُ أنسى، أنتِ الآن أيضًا أصبحتِ أمًّا."ثبتت بصرها على بطن يارا، وقالت: "أما زلتِ غير ناوية أن تقولي الحقيقة؟"ثم انخفض بصرها نحو بطن يارا، وقالت ببرود: "أما زلتِ لا تنوين الاعتراف؟"وضعت يارا يديها على بطنها، وأومأت نافية: "لقد قلتُ لجدّتي إنّي سأخرج في رحلة."قالت سهير: "يبدو أنّكِ تنوين إخفاء الأمر إلى النهاية."قالت يارا بامتنان: "أمي، أشكركِ لأنّكِ ساعدتني على الكتمان طوال الوقت."كانت سهير تعلم بذلك منذ البداية، لكنها لم تُفشِ السرّ قط، وهذا يثبت أنّها امرأة تحفظ وعودها.قالت سهير بلا اكتراث: "ما دمتُ قد وعدتكِ أن لا أقول، فلن أفعل. ثم إنّي أعرف أنّكِ لو انكشف الأمر ستقعين في حرج أكبر. لكن هل تفكرين أن تخفي عن كريم طوال عمركِ أنّ له طفلًا؟"قالت يارا: "المستقبل له وقته. الآن لا أريد سوى أن أُنجب طفلي بهدوء، وإلّا لو عرف كريم الآن فسيكون الوضع معقّدًا، خصوصًا أنّه مقبل على الزواج من رنا."لمحت سهير الحزن
Read more

الفصل317

شدّت يارا فجأةً على كم سهير، وهزّته بقوة، ثم أخذت تُشير إليها برأسها، وتقول بحركة شفتيها: "اسأليه متى يكون متفرّغًا، يمكنكِ الانتظار."ارتجف طرف فم سهير قليلًا، وسعلت بخفة، ثم أطفأت السيجارة في يدها وقالت: "ومتى تكون متفرّغًا؟ لا يمكن أن تكون مشغولًا دائمًا، أليس كذلك؟"قال كريم ببرود: "أنا دائمًا مشغول، لا وقت عندي."كان رفضه القاسي كطعنةٍ في صدرها، فتجعّد حاجبا سهير قليلًا، وشعرت بألمٍ يثقب قلبها، فقد أيقنت أنّ ابنها لا يريد أن يراها، حتى أنه لا يريد أن يجلس معها على مائدة واحدة.وقبل أن تنطق يارا بشيء، قرّرت سهير أن تبذل جهدًا أخيرًا، وقالت: "أحقًّا لا وقت عندك؟ ألا تستطيع أن تقتطع نصف ساعة فقط من يومك؟"قال ببرود: "عذرًا، لا أستطيع."شدّت سهير قبضتها على الهاتف، وابتسمت بمرارة: "حسنًا، إن كنتَ مشغولًا فلن أُزعجك أكثر."لكن وقبل أن تُنهي المكالمة، انتزعت يارا الهاتف من يدها وقالت بصوتٍ حازم للطرف الآخر: "كريم."تفاجأ كريم حين سمع هذا الصوت المألوف يناديه: "يارا؟ أنتِ؟"قالت: "نعم، أنا. أنا عند والدتك الآن."سألها بدهشة: "ما الذي تفعلينه هناك؟"قالت: "لمَ يهمّك سبب وجودي هنا. سؤالي:
Read more

الفصل318

قالت يارا: "حسنًا إذاً، سأُعطي الهاتف لوالدتك الآن، اتفقا أنتما على الموعد."وأعادت يارا الهاتف إلى سهير.كانت سهير لا تزال متأثرة بما فعلته يارا قبل لحظات، أخذت الهاتف ببطء وقرّبته من أذنها.تحدّث إليها كريم ببضع كلمات، فأومأت برأسها وقالت: "حسنًا، علمت.إذًا اتفقنا، إلى اللقاء. حسنًا، مع السلامة."أغلقت سهير الخط، ثم التفتت إلى يارا وقالت: "لقد حدّدتُ معه الموعد والمكان."تنفست يارا الصعداء، فقد كانت مجرد محاولة عابرة، لكنها لم تتوقع أن تنجح بالفعل:"هذا جيد… فقط أرجو أن تتحدّثا بهدوء وقتها، لا تدعا الحوار يتحوّل إلى شجار. أنتما أضعتما وقتًا طويلًا، ومن المفترض أن تقدّرا كل لحظة تقضيانها معًا، فأنتما في النهاية أم وابنها. أنا أعلم جيدًا أنك تحبينه كثيرًا… وأعلم أيضًا أنّ كريم بحاجة إليكِ أكثرَ مما تظنين."خفضت سهير رأسها بشيء من الخجل وقالت: "ربّما أنا لا أعرف كيف أكون أمًّا، انغلقتُ في عالمي كثيرًا، نصف عمري مضى، ومع ذلك لا أجيد ما تُجيدينه أنتِ رغم صِغَرِ سنِّكِ."تنهدت سهير بعمق.اقتربت منها يارا، وربّتت على كتفها برفق: "لا بأس، ما زال هناك وقت لتصلحي كل شيء."سألتها سهير وهي تُمس
Read more

الفصل319

"…"لم تعرف يارا ما الذي يجب أن تقوله في تلك اللحظة.كلامها بدا منطقيًّا، فلم تستطع أن تردّ عليه.سألتها سهير: "هل ما زلتِ تريدين الاطلاع؟"أومأت يارا: "نعم، هل يمكنني أخذها معي إلى البيت؟"أجابت: "لا داعي، يمكنك قراءتها هنا، ومتى ما انتهيتِ يمكنك الانصراف. هذه الكمية الكبيرة ستُرهقكِ لو حملتِها معك."قالت يارا بتردّد وهي تُقلّب الأوراق: "لكن… الملفات كثيرة جدًّا. قد لا أنتهي منها حتى في يوم كامل، وربّما أبحث عن مراجع إضافية. أظن أنّ..."قاطعتها سهير: "لا بأس، يمكنك أن تقيمي هنا، كل ما تحتاجينه موجود، في الثلاجة طعام يكفيك، يمكنك الطهي بنفسك أو طلب وجبة جاهزة. أما أنا فعليّ الخروج لبعض الأعمال، وسأُحضر لكِ عند عودتي بعض الملابس الداخلية الجديدة."لمّا قالت سهير ذلك، لم تجد يارا بُدًّا من الموافقة: "شكرًا ماما."نظرت إلى الصندوق الكبير أمامها، فارتجفت قليلًا. بدا واضحًا أنّ ليلتها ستكون طويلة بلا نوم.وبعد أن بدّلت سهير ثيابها، غادرت.جلست يارا في المكتب المنزلي، وأخذت تسحب الأوراق واحدة تلو الأخرى، تقرأها بعناية.كانت الأرقام معقّدة، فخشيت يارا أن تنسى التفاصيل. بحثت عن ورقة بيضاء لتدو
Read more

الفصل320

ابتسمت يارا وأومأت: "حسنًا."سألتها سهير: "أنها كمية كبيرة من الملفات، هل استنتجتِ شيئًا منها بعد؟"قالت يارا: "البيانات عندهم متقنة للغاية، بل تكاد تكون مثالية أكثر من اللازم، لكنّي لا أظن أن شركة بهذا الحجم، تستطيع التوسّع المفاجئ والسريع في وقت قصير، من دون أن تُواجه أي مشكلة، في أحيانٍ كثيرة، كلّما بدا الشيء أكثر كمالاً، كانت العيوب المخفيّة فيه أكبر من تلك التي نراها في الأمور غير المثالية."ثم أضافت: "وفوق ذلك، أسهم شركة النهضة الآن مرتفعة جداً، أشعر أنّها تحت أنظار شركات المضاربة، وربما يتم استهدافها قريباً."ابتسمت سهير بخفّة: "تحليل جيد، أنتِ صاحبة بصيرة. لكن يا ابنتي، الشعور وحده لا يكفي، لابدّ من أدلّة واضحة تُقنع الآخرين."أومأت يارا: "صحيح، سأُواصل البحث."قالت سهير: "لا تتعجّلي، كلّ شيء يحتاج صبراً. أي عمل مهما كان، إذا لم يُدعَم بالصبر، فلن يُثمر."قالت يارا: "حسناً، فهمت."تأمّلتها سهير ثم سألت: "لكن… يارا، أشعر أنّ دافعك للبحث عن معلومات شركة النهضة، ليس مجرد الفضول أو رغبة في التعلّم، بل هناك غاية أخرى، أليس كذلك؟"ترددت يارا، وارتسمت على فمها ابتسامة باهتة: "أنا…"با
Read more
PREV
1
...
3031323334
...
42
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status