All Chapters of سيد فريد، زوجتك تريد الطلاق منك منذ وقت طويل: Chapter 31 - Chapter 40

200 Chapters

الفصل 31

لم يكن هيثم قد نطق بعد، حين سمعت ياسمين صوت أحدهم يحييه، فمالت بجسدها قليلًا نحو المصدر، فتلاقت نظراتها مباشرة بنظرات ريم.كانت ريم تبتسم ابتسامة خفيفة تحمل طابع المجاملة، غير أن تلك الابتسامة تلاشت تمامًا حين وقعت عيناها على ياسمين، وانطفأ دفء نظراتها.نظرت إليها نظرة واحدة فحسب، ثم صرفت بصرها، وابتسمت مجدداً إلى هيثم وتوجهت إليه بالحديث متجاهلة وجود ياسمين، كانت على وشك أن تتحدث معه، إلا أن هيثم التفت نحو ياسمين مبتسما وبادر بالحديث قائلا،"هذه الآنسة ريم، ياسمين، هل ترغبين بالتعرّف عليها؟"كان في كلماته ثلاث رسائل ضمنية،أولًا، إنه على علاقة وثيقة بياسمين.ثانيًا، إنه مطّلع على الخلاف القائم بينهما.ثالثًا، إنه يعلن انحيازه بصراحة؛ ففي هذا الموقف، هو في صف ياسمين.لم تكن ريم تعلم مسبقًا أن هناك معرفة تجمع بين هيثم وياسمين، فضلاً عن أن العلاقة بينهما تبدو وثيقة بهذا القدر.ولم تكن تدري بطبيعة هذه العلاقة.لكن بعد أن سمعته، لم يعد هناك مجال للشك في مقصده.قالت ببرود،"إذن، هل يقصد كلامك، سيد هيثم، أنني لن أبدأ عملي في مؤسسة النخبة غدًا؟"ابتسم هيثم بإعجاب، ووضع كأسه جانبًا، ثم صفق بخف
Read more

الفصل 32

قال هيثم بهدوء، "إذًا؟"تابع مضيف الحفل حديثه قائلا، "مثل هذه العائلات، بالكاد تجد لنفسها موطئ قدم في وسط الطبقة الراقية.أما العائلات الكبرى كعائلة فريد، لا مجال للتفكير في ذلك. ورغم ذلك، تمكنت الآنسة ريم من التسلل إلى نواة الطبقة الراقية بكل سهولة، بل وأنشأت علاقات وثيقة بهم إلى هذا الحد، حقًا، أمر يثير الإعجاب.""كنت أتساءل ما الذي جعل مالك يأتي فجأة إلى حفل العشاء الذي أقمته الليلة، لكن أدركت لاحقًا أنه لم يأتِ عبثًا، بل كان يُمهّد الطريق لريم ويُقدّمها إلى أصحاب النفوذ.""رجل مثل مالك، حين يرافقه سليم وغيرهم، فذلك يعني أنه جاد في أمر الآنسة ريم.أما إن كانت فتاة يرافقها لمجرد اللهو، فلن يبذل كل هذا الجهد من أجلها.""والآن، بعدما مهد لها مالك الطريق، فلا شك أن عائلة رشوان ستصعد سريعاً إلى القمة."هيثم وياسمين استمعا بصمت، ولم يُعلّقا.أخيرًا، تنهد المضيف: "مع ابنة كهذه، فإن عائلة رشوان محظوظة حقًا. إنه أمر مثير للحسد حقًا."حين أنهى مضيف الحفل حديثه بنبرة تنمّ عن الغبطة، رفعت ياسمين بصرها، فلمحت أن مالك والبقية قد غادروا القاعة، ويبدو أنهم قد رحلوا قبل نهاية الحفل.حتى بعد أن لاحظ
Read more

الفصل 33

في تلك اللحظة، سمعت خطوات أقدام خارج الباب.عاد مالك."بابا!""همم." دخل مالك الغرفة وتوجّه نحو السرير.رأته ياسمين، فأرادت أن تضع سالي الصغيرة جانبًا لتُفسح له المكان، لكن سالي تمسكت بها ورفضت أن تترك حضنها، ثم مدّت ذراعيها نحو والدها.اقترب مالك وحملها بين ذراعيه.كان قريبًا جدًا منها حين حمل سالي، حتى إن ياسمين استطاعت أن تشم رائحة عطره الرجالي المألوف.لكن، إلى جانب تلك الرائحة التي تعرفها جيدًا، تسللت إلى أنفها رائحة عطر أنثوي ناعم.هذه الرائحة كانت نفس العطر الذي استنشقته على ريم في حفل الليلة.أشاحت ياسمين بوجهها، ثم نهضت لتبتعد عنه، حتى اختفت تلك الروائح من أنفها تمامًا.مدّ مالك يده التي يزينها ساعته الفاخرة، ووضعها بلطف على جبين سالي الأبيض، ثم نظر إلى ياسمين وسأل،"كم بلغت حرارتها الآن؟ هل انخفضت قليلاً؟"أجابت بنبرة حيادية وهي تكرر ما قاله الطبيب، "انتقلت من حمى مرتفعة إلى متوسطة، لكنها لا تزال غير مستقرة، وقد تعاود الارتفاع.""حسنا."جلس مالك على طرف السرير وهو يحتضن سالي، التي تشبثت به ورفضت النزول من بين ذراعيه، لكنها عبست فجأة وقالت، "بابا، معطفك خشن الملمس..."خلع مالك
Read more

الفصل 34

خرجت ياسمين من المطبخ، فرأت مالك جالسًا على الأريكة في غرفة المعيشة، يطالع الجريدة.حين وقعت عيناه عليها، نظر إليها لوهلة، ثم أعاد انتباهه إلى الصحيفة.ترددت خطوات ياسمين قليلًا.لو كان ذلك في الماضي، لجلست إلى جواره، محاولة قضاء وقت أطول معه دون إزعاجه.لكن الآن...فلم يعد بينهما ما يستحق الحديث.وبهذا التفكير، استدارت وصعدت إلى الطابق العلوي، ولم يمنعها مالك.رغم ذلك، راود ياسمين بعض الحيرة.كانت تظن أنه سيواجهها بشأن ما حدث بينها وبين هيثم تجاه ريم، والإساءة إليها.لكنّه لم يقل شيئًا على غير المتوقع...ما إن صعدت ياسمين، حتى استيقظت سالي وخرجت من غرفتها، بملامح شاحبة تبحث عنها، "أمي، أنا جائعة، هل أصبح الحساء جاهزًا؟""يكاد يجهز." التفتت ياسمين نحو العمة سلوى وسألتها، "هل ما زالت أصيبت بالحمى؟"ابتسمت العمة سلوى، "لا."اطمأنت ياسمين، واتجهت نحو المطبخ. وبعد خمس أو ست دقائق، أطلت برأسها من الباب وقالت، "سالي، الحساء أصبح جاهزًا."سكبت ياسمين الحساء، ونظرت نحو الباب، لتجد مالك قد لحق بهما.قالت سالي، "أمي، لماذا يوجد وعاء واحد فقط؟ أبي سيتناول العشاء معنا أيضًا."لم تكن تعلم ياسمين أن
Read more

الفصل 35

حين رأته ينظر باتجاه الحمّام، قالت سالي، "أمي هي من تستحم بالداخل."مالك، "حسنا."ثم سأل، "أأنتِ من طلب من والدتك أن تستحم هنا؟""لا، هي أحضرت ملابسها بنفسها."لم يسأل مالك المزيد من الأسئلة، واكتفى بالتحدث معها لبضع كلمات، ثم طلب منها أن تخلد للنوم باكرًا، واستدار وغادر.كانت ياسمين قد سمعت بعض الحركة وهي داخل الحمّام، فأدركت أن مالك قد أتى، لكنها لم تسمع بوضوح ما دار بينهما من حديث.كانت سالي لا تزال مريضة، والدواء جعلها تميل إلى النعاس. وحين لاحظت ياسمين أن الوقت تأخر، أنهت استحمامها وذهبت لتستلقي بجانبها على السرير.تكوّرت سالي بين ذراعيها، ودسّت رأسها في عنقها هامسة، "أمي طيبة الرائحة، وناعمة جدًا."كانت ترى أن حضن أمها هو المكان الأكثر راحة.أكثر دفئًا حتى من حضن الخالة ريم.لكن، لأنها تعلم أن ياسمين لا تحب ريم، لم تصرّح بذلك.لم تمضِ سوى لحظات حتى غفت سالي.وكانت ياسمين منهكة، فاستسلمت هي الأخرى للنوم بعدها بوقت قصير.منذ مرض سالي، أصبحت تميل لركل الغطاء أثناء نومها.ويبدو أن القلق قد أصبح عادة لديها، لذا ظلت ياسمين تعتني بسالي كما اعتادت من قبل، فاستيقظت عدة مرات خلال الليل، لت
Read more

الفصل 36

لم تُجِب ياسمين، بل ربّتت على رأس تيا قائلة، "لا تخبري سالي أني أنا من أوصلتك، اتفقنا؟"أومأت تيا برأسها، "أفهم."ففي المرة السابقة، عندما عانقتها الخالة ياسمين، غضبت سالي، وكانت حادّة جدًا معها، مما جعل تيا تشعر بالخوف منها، فلم تجرؤ على الحديث معها بعد ذلك.وربما أن سالي ما زالت غاضبة، لذا، كلما رأتها، كانت تحدّق فيها بعينين ممتلئتين بالحنق...في الأمام وقف مالك وريم وسالي، بدوا كعائلة صغيرة سعيدة.نظرت إليهم ياسمين، وشعرت حقًا أن المشهد جميل.ثم صرفت نظرها.بعد قليل، وبعد أن غادر مالك وريم، نزلت ياسمين برفقة تيا من السيارة.كانت المعلّمة تعرف أن ياسمين هي والدة سالي.ولما رأت أن سالي جاءت إلى المدرسة قبل قليل بصحبة والدها وامرأة أخرى، ظنّت أن ياسمين لم تتمكن من الحضور.ولكن الآن...عندما رأت ياسمين تمسك بيد تيا، شعرت بالارتباك وسألتها، "آنسة ياسمين، هذه الطفلة..."أجابت ياسمين، "السيدة وفاء لديها أمر طارئ، وطلبت مني أن أصطحب تيا إلى المدرسة."قالت المعلمة بارتياح، "آه، هكذا إذن." ثم تابعت بلطف، "فقط... سالي جاءت منذ قليل إلى المدرسة، ولكن—"قاطعتها ياسمين بابتسامة، "أنا أعلم."بقيت
Read more

الفصل 37

عندما رأى الجميع ياسمين، أصيبوا بالدهشة والانبهار.نهض أحدهم بحماسة وسأل بسرعة، "السيد هيثم، هل هذه الجميلة حقًا زميلتنا الجديدة؟"ابتسم هيثم وقال، "أنتم على اطلاع سريع." ثم بدأ في تقديمها، "هذه ياسمين، وهي من شركتنا..."لكنه لم يُكمل كلامه، إذ قاطعه وسيم فجأة قائلًا، "سيد هيثم، هل استبعدت زميلتي من أجلها؟"توقف هيثم قليلًا، ثم أومأ برأسه، "نعم."قال، "فيما يتعلق بهذه المسألة، سأتحدث إليك لاحقًا..."قبل أن ينطق بكلمة "تفسير"، كان وسيم قد نظر إلى ياسمين وقال، "زميلتي حصلت هذا العام على الدكتوراه من واحدة من أفضل عشر جامعات في العالم، وهي لم تتجاوز الخامسة والعشرين. وبما أنك أيتها الآنسة ياسمين استطعت الدخول إلى مؤسسة النخبة بدلًا منها، فلا بد أن سيرتك الذاتية أكثر تميزًا، أليس كذلك؟"كانت ريم قد قالت إن هيثم لم يُوظفها لأسباب شخصية.لكنها لم توضح ما هي الأسباب تحديدًا.رأى وسيم منذ قليل ياسمين وهي تعانق هيثم في الأسفل، فظن أن بينهما علاقة وثيقة، واعتقد أنها انضمت لمؤسسة النخبة بفضل علاقاتها.صحيح أن شركتهم مليئة بالمواهب، لكن من يمتلك سيرة ذاتية مثل ريم نادر، ليس فقط في الشركة، بل على م
Read more

الفصل 38

"لا داعي لذلك، لن تطأ قدمي مؤسسة النخبة بعد الآن!"غادر وسيم دون أن يلتفت.كانت ياسمين تقدر أصحاب المواهب والكفاءات.فنظرت إلى هيثم، فأشار برأسه، طالبًا منها ألّا تقلق. يمتلك وسيم فعليًا من الكفاءة ما لا يُستهان به، وهيثم لم يكن ليسهل عليه التفريط في موهبة كهذه.لكن، ومنذ اللقاء الأول مع ريم، لاحظ هيثم أن وسيم يحمل لها مشاعر خاصة.وكان ذلك شأنًا شخصيًا يخص وسيم، لم يكن ليثير اهتمامه في العادة.لكن الآن، بسبب ريم، انقاد وسيم خلف عواطفه ولم يستطع التفريق بين الصواب والخطأ، وأصدر حكمًا غير منصف تجاه ياسمين، دون أن يتحقق من شيء.وذلك التصرّف لا يمكن تجاوزه.علاوة على أن التقنية الأساسية لمشروع سيواب تدخل في إطار تعاون حكومي، وقد وُقّعت بشأنها اتفاقيات سرّية، فلا يمكن كشف هوية ياسمين على الإطلاق.وإذا كان وسيم قد بلغ به الاندفاع إلى هذا الحد من أجل ريم، بالإضافة إلى منحه لها هذا القدر المفرط من التقدير، فلن يقبل يومًا بكفاءة ياسمين حتى لو أثبتت جدارتها لاحقاً، بل ربما يرى أن ريم لو كانت في مكانها، لكانت أنجح منها.وسيأتي اليوم الذي تتفوق فيه ياسمين على وسيم، لا محالة.وإن رأى أن هيثم يجامل
Read more

الفصل 39

بعد مغادرة وسيم لمؤسسة النخبة، اتصل بريم على الفور."انضمت ياسمين إلى مؤسسة النخبة؟""نعم."شعر وسيم بالغرابة، "ألم تكوني على علم بذلك؟"ألم تكن ياسمين قد أزاحتها لتحصل على فرصة الانضمام إلى مؤسسة النخبة؟"لم أكن أعلم."كانت تظن أن هيثم لم يوافق على توظيفها فقط ليُرضي ياسمين.طالما أن ياسمين ذهبت إلى مؤسسة النخبة، فهذا يعني أنها غادرت مجموعة فريد؟توقف وسيم لحظة وقال، "إذًا، ما هو السبب الشخصي الذي تحدثتِ عنه سابقًا؟"لم ترغب ريم في الخوض كثيرًا، "بعض الخلافات الشخصية.""لكن——""ما الأمر؟"اتضح أنه كان مخطئًا، واستقالته لا علاقة لها بريم.عندما فكّر وسيم، ثم لم يستطع منع نفسه من السؤال، "ما رأيك في كفاءة ياسمين؟ سمعت أنها لم تنَل درجة الدكتوراه بعد، هي——""هي ليست فقط لم تحصل على الدكتوراه، بل لم تدرس الماجستير من الأساس، مؤهّلها الوحيد لا يتجاوز البكالوريوس.""أه؟ حقًا؟""نعم."عندما قالت ريم ذلك، كان صوتها باردًا.لم تتوقع أن تترك ياسمين مجموعة فريد.لكن ما لم تكن لتتخيل أن ياسمين، بعد مغادرتها للمجموعة، لم تفكر في استكمال تعليمها، بل سلكت طريق العلاقات لتلتحق بوظيفة في شركة أخرى...
Read more

الفصل 40

قال شادي، "والقهوة؟"رد مالك، "خذها، وأحضر لي كوبًا من الماء الفاتر.""حسنا."…عند الظهر، خرج هيثم لحضور اجتماع عمل.تناولت ياسمين طعام الغداء وحدها في مطعم الشركة.زملاؤها في القسم، وإن تعاملوا معها بلطف، إلا أنهم لم يكونوا مقربين منها.لكن ياسمين لم تُعر اهتمامًا لذلك.بعد أن أنهت طعامها، عادت إلى مكتبها لتواصل العمل على المهام الموكلة إليها.في حدود الخامسة مساءً، توجّهت إلى وليد، وقالت،"أنهيت معظم العمل، هل يمكنك الاطلاع عليه؟""ماذا؟"لم يستوعب وليد الأمر في البداية، وما إن فتح الملفات التي أرسلتها ياسمين حتى بدت عليه الحيرة، لكن كلما قرأ أكثر، اتسعت عيناه من الذهول."أنتِ... أنهيتِ كل شيء؟"هذا العمل كان من المفترض أن يستغرق من وسيم أكثرمن عشرة أيام لإنجازه!أما هي... ففهمت كل شيء بنفسها في أقل من يوم، بل وأنهته بالكامل؟قالت ياسمين بهدوء، "نعم."صمت وليد تمامًا، وعجز عن قول أي شيء.بل الأكثر من ذلك، أنه وجد أن عمل ياسمين ليس متقنا فحسب، بل أنها طرحت أفكارًا جديدة وطرقًا بديلة لم تخطر بباله من قبل.عندما سمع باقي الموظفين بالأمر، اقتربوا واحدًا تلو الآخر، وبعد أن فهموا ما حدث، ب
Read more
PREV
123456
...
20
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status