بما أنها تجرأت وسألت ذلك السؤال، فقد كانت بالتأكيد تشمت، تنظر للأمر كأنه نكتة، وتتهيأ للانقضاض على الفرصة متى سنحت.إذن لماذا تتحملها؟فكلما أحسنتَ إلى هذه النوعية من الناس، اعتقدت أنك تخافها، فالأفضل أن تواجهها مباشرة.ولتدعها تدرك أنك لست سهلة المنال.نظرت نورا إلى عدّاد الإشارة الحمراء أمامها، فارتسم وجه فادي الوسيم في ذهنها.ثم شدّت قبضتها على المقود أكثر فأكثر.إذن، هل أدرك هذا الرجل أن ندى تحبه؟فلماذا، وهو يعرف، يُصرّ على إبقائها في البيت؟تنفست نورا بعمق، وأحيانًا لم تفهم كيف يفكر فادي.لكنها الآن أدركت أن فادي رجل لا يفرّق فاطمةور كما ينبغي.فعاش الاثنان على هذا النحو، يذهبان ويعودان من العمل، وإذا التقيا في البيت تجاهل كل واحد منهما الآخر.وحتى إن تواجها صدفة، كانت نورا تنحرف بصمت جانبًا، واضحة في تجنبها لفادي.وأحيانًا كانت نورا تعود إلى بيت والدتها لتقيم هناك لأيام.ولم يفت على والدتها أن تلاحظ فاطمةر الغريب، فعودتها إلى بيت أهلها بلا سبب لا تعني إلا وقوع خلاف مع زوجها.وكان هذا أيضًا ما خطر ببال شقيقتها كارما، فلم تتمالك خلال الوجبة أن سألتها: "أأنتِ غاضبة من زوجكِ، أختي؟"
Magbasa pa