جميع فصول : الفصل -الفصل 190

493 فصول

الفصل 0181

عندما قالت ورد هذه الكلمات، تعمدت أن تحدق في عيني وسام لترى رد فعله بالضبط، وبالفعل لم يظهر على وجهه أي توتر أو دهشة، مما يثبت أن الأمر كان متفقا عليه بينهما، فهذان الشخصان لا خير فيهما.ولكن بعد أن أدركت هذه الحقيقة، شعرت ورد براحة، فقد كانت تخشى من قبل أن يعجز جليل وحده عن مواجهة الموقف، أما الآن وقد علمت أن لديه شريكا قويا، اطمأن قلبها.وسرعان ما اصطحبها وسام إلى مطعم.وعندما نزلت من السيارة ورأت أنه مطعم، عقدت ورد حاجبيها بدهشة ورفعت حاجبها وهي تنظر إليه قائلة: "لماذا أحضرتني إلى هنا؟""أرى أن زوجك ذلك غير جدير بالاعتماد، وأظن أنه لن يطعمك، لذا سأدعوك أنا لتناول الطعام."تكلم وسام مباشرة وبلا مجاملة، فهما في الأصل زميلان من أيام الدراسة، فلا داعي للتكلف.وما إن دخلا، حتى فتحت ورد القائمة دون أي تردد، واختارت أغلى الأطباق، ثم وضعت القائمة ونظرت إلى وسام بجدية: "أليس لديك أمر آخر تود قوله لي؟""ليس عندي أمر آخر، فقط أردت أن أدعوك للطعام مراعاة لشخص ما." قالها وسام وهو يبتسم في وجه ورد.وما إن أنهى كلامه حتى جاء "شخص ما" بنفسه، وجلس بجانب ورد دون أي تحفظ، وجذب طرف كمها مبتسما وهو يقول
اقرأ المزيد

الفصل 0182

مع أن ورد كانت قد أعدت نفسها نفسيا من قبل، إلا أنها بعد سماع هذه الكلمات أدركت أن استعدادها لم يكن كافيا على الإطلاق، فكادت أن تبصق النبيذ الأحمر من فمها مباشرة. نظرت إلى وسام بعدم تصديق وقالت: "ألا ترى نفسك صريحا أكثر من اللازم؟""وهل بيننا حاجة إلى المواربة؟ أنت تتمنين أن تسقط مجموعة عائلة عباس في هاوية بلا قرار، ونحن أيضا ننتظر لنتقاسم الغنيمة!" قال وسام وهو يبتسم ابتسامة ماكرة، وعيناه تتلألآن بالحماسة.وبينما هو على هذه الحال، التفتت ورد بشكل شبه لا إرادي نحو جليل، وعيناها تحملان شيئا من الحيرة.وما إن رأى جليل الموقف، حتى شعر بالحرج، وصفع وسام صفعة خفيفة وهو يقول بضيق: "ألا تستطيع أن تتكلم بطريقة لائقة؟""وهل قلت ما هو خطأ؟""أليس هذا ما يحدث حقا؟ الكعكة الكبرى أمامنا الآن، أليس من الأفضل أن نتحدث بصراحة؟"في المكتب سابقا، لم يخطر ببال ورد أبدا أن وسام شخص مباشر إلى هذا الحد؟ابتسمت قليلا ثم أومأت مباشرة وقالت: "أحسنت، ما قلته صحيح، فمجموعة عائلة عباس في الواقع غنيمة دسمة، لكن عليك أن تعرف، أن ساحة التجارة كأرض المعركة، وما دامت غنيمة، فليس نحن وحدنا من يطمع بها، أليس كذلك؟"وما إ
اقرأ المزيد

الفصل 0183

التقطت الكاميرا الخفية هذه المشاهد كاملة، وفي الجهة الأخرى وصل الفيديو بسرعة إلى جميلة، وكان مضمونه واضحا للغاية.فأخذت الفيديو مباشرة وذهبت إلى سليم قائلة: "سليم، انظر، الآنسة ورد تريد بيع أسهم مجموعة عائلة عباس!"من الواضح أن الفيديو قد تم تعديله، وجميلة كانت تعرف أن سليم بالتأكيد لن يهتم بتلك المقاطع السابقة، لكن مجموعة عائلة عباس هي الأهم في قلبه.وبعدما شاهد الفيديو، تغير مزاج سليم بشكل واضح، فقبض يديه بشدة، وألقى بالهاتف على الأرض بقوة، ثم استدار عابسا وهو يعض على أسنانه وغادر.وقفت جميلة في مكانها تنظر بلا أي تعبير إلى الهاتف المحطم على الأرض، وأطلقت سخرية باردة. كانت تعرف جيدا أن أمور العاطفة يمكن تجاوزها، لكن المصالح الجوهرية وحدها قادرة على جرح سليم. وهذه المرة، ورد قد أصابت مقتلا.بعد عودتها إلى الفندق، سارعت ورد إلى تقديم بلاغ ضد عاملة النظافة التي نظفت غرفتها في الصباح، وأظهرت تسجيلات المراقبة والأدلة، لتضمن طردها من العمل، ثم استعادت وحدة الذاكرة. وأمام بكاء العاملة ونحيبها، لم يحرك قلب ورد أي شعور بالشفقة.فهي ليست قديسة يغمرها التعاطف، فكل إنسان عليه أن يدفع ثمن أفعاله.
اقرأ المزيد

الفصل 0184

بمجرد أن سمعت كلمة "حبيبتي ورد"، اقشعر بدن ورد وسقطت قشعريرتها أرضا، حتى إنها نظرت إلى الرجل أمامها بذهول، غير مصدقة أن مثل هذا الكلام المقزز يمكن أن يخرج من فمه!اشتدت تقاسيم وجه ورد، وعضت على أضراسها الخلفية بغضب وقالت: "ابنتي ماتت، وأنت ما زلت تظن أن كل ما أفعله الآن مجرد عبث؟ من أين جئت بكل هذه الثقة؟ يا سليم، وأنت تملك كل هذا المال، ألا تعرف أن تشتري بعض المرايا لتنظر إلى نفسك؟""أعرف أن موت الطفلة عقدة في قلبك، وإن كنت تحبين الأطفال، فلننجب طفلا آخر."قال سليم بصبر ظاهر، فقد صار يرى الآن بريق ورد، لذا وجب عليه أن يبقي هذه المرأة بجانبه.وهي تنظر إلى سليم بهذا اليقين والاعتداد، لم تشعر ورد إلا بسخرية شديدة.في الحقيقة، لم تكن تلوم سليم، بل كانت تلوم نفسها السابقة فقط.من قبل، كانت ورد ترى سليم رجلا متألقا كالنجم، لكن الآن حين تنظر، تجده مجرد إنسان عادي، وما كان أضفى عليه ذلك البريق سوى حبها الذي جعل صورته تلمع.لكن الآن، وقد زال الحب، زال معه البريق، وعاد هو أيضا مجرد إنسان عادي."يا سليم، طلقني الآن، وأعطني ما هو حقي، ولينفصل طريقانا من دون رجعة."فقدت ورد صبرها تماما، فنهضت واقف
اقرأ المزيد

الفصل 0185

جلست ورد على الأرض طويلا حتى شعرت بأن ساقيها قد بدأتا بالتنميل، وحين حاولت النهوض بصعوبة، إذا بالباب يركل بعنف من الخارج، فاندفعت ورد إلى مسافة بعيدة، وسقطت أرضا بقوة، لتنظر بعدم تصديق إلى أربعة رجال أشداء اندفعوا إلى الداخل."من أنتم؟ ماذا تريدون؟"وطار رذاذ الدفاع عن النفس من يد ورد بفعل الحركة، فلم تجد إلا أن تقبض بغريزتها على قطعة خشب مكسورة بجانبها استعدادا للدفاع عن نفسها.لكن الرجال الأربعة لم ينطقوا بكلمة، بل تقدموا بخطوات واسعة، فركل أحدهم الخشبة من يدها، ثم أمسكوا بشعرها بقسوة وجروها إلى الخارج.شعرت ورد وكأن فروة رأسها ستنتزع من مكانها، فانهمرت دموعها فورا، وبذلت ما بوسعها من مقاومة، لكن دون جدوى. وكيف لا وهي في فندق خمس نجوم، ومع ذلك لا من يسمع استغاثتها!"اتركوني! ماذا تريدون بالضبط! ألا تعلمون أن هذا جريمة!"عضت ورد على أسنانها بشدة وهي تقاوم بكل قوتها.لكن الرجل بدا وكأنه ضاق ذرعا بضجيجها، فأبرحها لكمة أسقطتها فاقدة للوعي.وقبل أن تفقد إدراكها تماما، سمعت بوضوح شتائم فظة.وحين استعادت وعيها، كانت يداها وقدماها مكبلة، ولما فتحت عينيها بعد جهد طويل، بدأت تتأقلم مع عتمة الم
اقرأ المزيد

الفصل 0186

هزت ورد كتفيها بملامح يائسة وقالت: "مقارنة بالحياة، أرى أن كل ذلك لا يساوي شيئا. يا زعيم، بما أنها أول مرة نلتقي، فلا حاجة للمجاملات، فلندخل في صلب الموضوع.""أنت حقا ذكية.""أنا سيف، هناك من دفع مئتي ألف دولار ليشتري حياتك. والآن صرت أشعر أنني لا أرغب بقتلك."وأثناء حديثه، أخرج سيف رزمة من السندات البيضاء من جيبه، ورماها مباشرة في وجه ورد.تناثرت تلك السندات في الهواء كثلوج جميلة، قبل أن تسقط أمام عيني ورد.خفضت ورد رأسها تتأملها بدقة، ورأت أن في خانة التوقيع مكتوب اسم حامد، فشعرت بعتمة أمام عينيها، ولم تستطع منع نفسها من الضحك."حقا صلة لا تقطع ولا ترتب، حتى وهو في السجن ما زال لا ينسى أن يجرني معه. يا له من خالي العظيم." قالت ورد بضحكة باردة، وعيناها ممتلئتان بالاشمئزاز الذي لم تستطع إخفاءه.شعر سيف أن رد فعلها غريب، فتقدم نحوها وأمسك بذقنها مجبرا إياها على النظر إليه: "ألا يساورك أي فضول لتعرفي من الذي أراد موتك؟""أتظن أنك تعرف؟" ردت ورد باستهزاء: "إن كنت فعلا تعرف هذا الشخص، فأراه شديد الغباء."لم يكن سيف ليتوقع أبدا أن هذه المرأة حتى على مثل هذه الحيلة لديها جواب حاضر.سحب يده،
اقرأ المزيد

الفصل 0187

"أنت… أ هو لا يحبك؟"نظر سيف إلى ورد بعدم تصديق، وشعر فجأة وكأنه قد أخطأ الاختيار حقا."هو لا يحبني، بل يحب امرأة أخرى. زواجي منه لم يكن سوى ترتيب عائلي. كنت أستطيع أن أعيش هكذا بتساهل، لكنه قتل ابنتي، ولذلك لن أغفر له، ولن أتركه أبدا!" قبضت ورد قبضتيها بقوة وقالت: "أنت تريد استعادة كل ما كان لعائلة شيري، فلنتعاون معا!""أنت تتعاونين معي؟ وبأي حق؟" قال سيف باستهزاء، والاحتقار مرسوم على وجهه.فهو ليس غبيا، ولا يمكن ألا يرى أن هذه المرأة تحاول فقط المناورة وكسب الوقت."أملك واحدا وخمسين في المئة من أسهم مجموعة عائلة عباس، وإن أردت، فهي كلها لك." قالت ورد بخفة، كأنها لا تبالي.فمقارنة بالحياة نفسها، لم يكن كل ذلك شيئا ذا قيمة. ما دامت ستخرج من هنا حية، فهي مستعدة لدفع أي ثمن.حين سمع سيف ذلك، بدا عليه الاندهاش حقا."أمامك خمس عشرة دقيقة لتفكري.""بعد قليل، سيأتي من يطوق المكان، وحينها لن أعرض عليك التعاون بعد الآن!"ابتسمت ورد ابتسامة مشرقة وهي تنظر إلى سيف، ثم هزت معصمها الذي يعلوه ساعتها."يا سيف، في المرات القادمة حين تخطف أحدا، عليك أولا أن تجري تحقيقا مسبقا. فأنا خبيرة تقنية، وجسدي ك
اقرأ المزيد

الفصل 0188

"أعطني حاسوبا." قالت ورد وهي تضحك بمرارة، فلم تكن قد توقعت يوما عند إعداد برنامج التنبيه هذا أن تحتاج إلى خيار إلغائه في منتصف الطريق، فصار الأمر الآن فعلا مزعجا بعض الشيء.ولم يطل سيف الكلام، بل أمر رجاله بإحضار حاسوب لورد.وأخذت أصابع ورد تعمل بسرعة فائقة، حتى نجحت أخيرا خلال خمس دقائق في تعطيل نظام الإنذار، ثم نظرت إلى سيف بعينين متوسلتين وقالت بصوت خافت: "في الحقيقة، نظام الإنذار هذا غال بعض الشيء.""أتبحثين عن الموت؟"لم يستطع سيف كبح غضبه أكثر؛ فمنذ أن انطلقت حرية لسان هذه المرأة، صار كالسكاكين الصغيرة، لا يتوقف عن وخز قلبه، بلا نهاية وبشكل مثير للغيظ!وحين رأت أنه غاضب بالفعل، لم تجد ورد إلا أن تتنهد بيأس، ثم قالت بصوت منخفض: "ألا ترى أننا يجب أن نغير مكان النقاش؟ أشعر أن هذا المكان غير مناسب، وغير مريح.""همم، تعالي معي." فقد أدرك سيف أيضا أن ما سيناقش بينهما لا يليق بهذا المكان مطلقا.وبمجرد جلوسها في المقهى، شعرت ورد أن الأمر غير واقعي البتة، فهي لم تتخيل يوما أنها ستجلس مع خاطفها تشرب وتأكل، كان الأمر مضحكا إلى حد السخرية.وبينما كانت تحرك القهوة في فنجانها، تنهدت ورد وقالت
اقرأ المزيد

الفصل 0189

شعر سيف بحزن ورد، فابتسم ابتسامة خفيفة ثم تكلم ببطء وهدوء.وأمام هذا القدر النادر من التساهل، لم تقل ورد شيئا آخر، بل نهضت مباشرة وغادرت. بالنسبة لها، صار العالم كله سواء، فليفعلوا ما يشاؤون ما دام لا يؤثر على نفسها، ولا يعطل خططها.أما حياتها هذه، وأنفاسها هذه، فلم تعد تهمها منذ زمن. فإن أنهت كل شيء، وتمكنت من اللحاق بابنتها، لمرافقة أميرة، فستكون راضية.نظر سيف إلى ظهر ورد وهي تمضي، فتغير وجهه قليلا، ورفع فنجان القهوة عن الطاولة، ثم ابتسم ابتسامة خفيفة: "أنت فعلا امرأة مثيرة للاهتمام.""يا كبير، إن تركناها هكذا، فكيف سنبرر ذلك لمن استأجرنا؟" قال فرج بقلق وهو ينظر إلى سيف.نظر سيف إلى فرج بعين مليئة بالشفقة، كما لو كان ينظر إلى أحمق: "ومن نحن؟ ولماذا علينا أن نقدم له أي تبرير؟ ثم إنها بعد ما فعلت، بالكاد تجد وقتا لتغطية أثرها، فهل تجرؤ أصلا على طلب حساب؟""يا كبير، ألن يكون هذا خرقا للقواعد؟" ظل فرج غير مطمئن، فلم يفهم كيف يمكن لكبيره أن يتنازل عن مبادئه من أجل امرأة لم يلتق بها من قبل.لكن ما كان نصيبه إلا فنجان قهوة طائرا نحوه ونظرة ازدراء من سيف.أما ورد، فما إن غادرت المقهى حتى شع
اقرأ المزيد

الفصل 0190

"آه!"صرخت جميلة بصوت عال، ثم بدأت تحطم كل ما يمكن تحطيمه في الغرفة بجنون، بلا أي قيد، بل وأخذت تجرح ذراعها مرات عدة، حتى سال الدم بغزارة.وسرعان ما تلقى موظفو الفندق شكاوى من الغرفة المجاورة، وحين أسرعوا للحضور، فوجئوا بهذا المشهد، فارتعبوا حتى كادوا يفقدون عقولهم، وسارعوا للاتصال بسليم.وكان سليم قد حصل أخيرا على فرصة للمجيء إلى مدينة العاصمة، فأراد توسيع دائرة علاقاته الاجتماعية، فجلس بين الكؤوس والمجاملات، يشرب حتى الثمالة كالكلب السكير.وبمجرد أن رن هاتفه، بدا عليه شيء من الانزعاج، ولما رأى اسم جميلة على شاشة المتصل، أجاب دون أي تردد."السيد سليم، أخيرا أجبت! زوجتك أصابها الجنون، عد بسرعة وتعامل مع الأمر."وما إن سمع سليم ذلك، تغير وجهه قليلا، لكنه وضع كأسه جانبا، وغادر بخطوات مسرعة.وكان وسام يراقب كل شيء تقريبا، فامتلأ قلبه بشعور بالأسى من أجل ورد. وما إن غادر سليم، حتى اتصل وسام بجليل.وسرعان ما جاء جليل برفقة ورد، ولدى رؤية الاثنين معا، بدا على وسام بعض الدهشة، فقطب حاجبيه قليلا ونظر إلى ورد: "لماذا أتيت أنت أيضا؟"وبمجرد أن سمعت ورد ذلك، أدركت أن وسام لم يكن يعرف بقدومها اليو
اقرأ المزيد
السابق
1
...
1718192021
...
50
امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status