All Chapters of عيد لها، جنازة لي: Chapter 191 - Chapter 200

493 Chapters

الفصل 0191

رغم أن الحزن كان خفيفا، إلا أنه حطم بسهولة الصلابة التي كادت ورد أن تبنيها بشق الأنفس.تنفست بعمق، ثم استدارت تستعد لمغادرة هذا المكان الذي لا تنتمي إليه، لكن ما إن استدارت حتى رأت رجلين يسيران نحوها.كان يفوح منهما رائحة الخمر، وعلى وجهيهما ابتسامة جشعة مخزية تحمل وقاحة.عند رؤيتهما، تراجعت ورد بلا وعي، وأمسكت مباشرة برذاذ الدفاع من حقيبتها: "ماذا تريدان؟""ماذا نريد؟ ها ها، رجل يرى امرأة، فماذا عساه يريد؟""يا صغيرة، جمالك لا يقاوم."تبادل الرجلان النظرات، وابتسم كل واحد منهما ابتسامة ماجنة.وبمجرد أن شعرت ورد بسوء نواياهما، اجتاحها الغثيان، فأخرجت بخاخ الفلفل ورشته في وجهيهما، ثم من دون أن تكترث لرد فعلهما، استدارت وركضت.لكنها لم تبتعد سوى بضع خطوات حتى اصطدمت بعنف بصدر قوي، لم يكتف صاحبه بعدم دفعها بعيدا، بل ضمها إلى صدره بقوة، ثم استدار فجأة، وركل بعنف ذلك الوغد الذي لحق بها، وهو يزأر بحدة: "اغرب عن وجهي!"ذلك الصوت، لن تنساه ورد حتى في أحلامها.رفعت عينيها، فإذا بها تلتقي بتلك النظرة القاسية المظلمة، فتنفست الصعداء، وابتسمت وهي تخرج من حضن سيف، شاكرة بصوت رقيق: "شكرا لك، أخي سيف
Read more

الفصل 0192

عندما عادت ورد إلى الفندق، دخل جليل مباشرة إلى غرفتها دون أي تردد، نظر إليها بعبوس وقال: "من كان ذلك الذي تحدث معك قبل قليل؟""كان سيف.""لقد اختطفني اليوم، ثم قررنا أنا وهو أن نتعاون معا، هكذا فقط."قالت ورد الحقيقة بكل صراحة، فهي شعرت أنه لا داعي أبدا لإخفاء الأمر.وعندما رأى جليل أنها قالت الحقيقة بهذه العفوية، شعر بارتياح كبير في قلبه.نظر إليها جليل بعينين مليئتين بالحنان وقال: "سيف شخص شديد الخطورة، عليك أن تبقي بعيدة عنه.""أنا بالطبع أعلم أنه خطير، ولكنني الآن إن أردت الابتعاد فربما فات الأوان، فهو بالتأكيد لن يتركني.""جليل، أعلم أن كل ما تفعله هو من أجلي، وأعلم أيضا أن هدفنا واحد، لكن الطريق الذي نسلكه مختلف."كانت ورد دائما تريد أن تصرح بذلك بوضوح، لكنها لم تجد الفرصة من قبل، أما الآن فلم يعد بإمكانها الاستمرار في التورط معه أكثر.وقفت في مواجهة جليل، ونظرت إليه بجدية تامة في عينيه وقالت: "جليل، آسفة، لكن يبدو أننا لن نستطيع المضي معا بعد الآن."عندما رأى جليل جديتها هذه، شعر بقلبه ينقبض ألما وقال بصوت خافت: "أعلم أن كل الخطأ كان خطئي، ولو كان بإمكاني أن أختار من جديد، لما ت
Read more

الفصل 0193

في مدينة العاصمة، بعد أن أنهت ورد معظم الأمور هناك، ومع بقاء الكثير من الأعمال الأخرى التي يجب عليها إنجازها، لم تكترث أبدا بما يفكر فيه سليم، بل حجزت تذكرة طائرة مباشرة استعدادا للعودة.أما سليم فقد وصله بعض الصور، وفيها ورد وجليل يدخلان الفندق معا، ثم ورد وهي تودع جليل عند الباب.أخذت يده تنقبض شيئا فشيئا، وهو يمسك تلك الصور بقوة حتى كاد يسحقها، يعض بأضراسه الخلفية بعنف.مع أن سليم لم يضع ورد في قلبه يوما، بل لم يضعها حتى في عينيه، إلا أنها تبقى الآن زوجته الشرعية رسميا، وما فعلته غير مقبول تماما! بل إن هذا التصرف بمثابة صفعة على وجهه!"سليم، ما بك؟" تقدمت جميلة بقلق وهي تنظر إلى حالته، وجذبت كمه بخفة: "ألسنا بحاجة إلى أن نحزم أمتعتنا ونعود؟"وعندما رأت الصور في يده، اتسعت عينا جميلة بدهشة لا تصدق: "هذ... هذا؟ هذه الآنسة ورد مع السيد جليل؟ كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ كيف يمكن أن يدخلا الفندق معا؟""اصمتي!" جمع سليم الصور كلها بسرعة، وألقى نظرة باردة نحو جميلة.فبالنسبة لسليم، كان ذلك عارا عظيما، ولن يسمح لأي شخص أن يعرف به، حتى جميلة، لن يسمح لها بذلك.نظرت جميلة إليه بوجه مليء بالذعر وعدم
Read more

الفصل 0194

"ما الذي تفعله؟"انقلب وجه ورد فورا، وهي تعض بأضراسها الخلفية وتنظر إليه بعدم رضا."ورد، أنت ما زلت السيدة عباس، وتتصرفين في الخارج بهذه الطريقة المليئة بالمجون، أما زلت تملكين شيئا من الحياء!"تفوه سليم بالشتائم مباشرة.وعندما رأى بكار انفعاله وغضبه، تقدم بسرعة ليشرح: "السيد سليم، ليس الأمر كما تظن، كان هذا مفاجأة منا جميعا للمديرة ورد، هي لم تكن تعلم شيئا، أبدا لم تكن تعلم.""اصمت!" زمجر سليم بصوت منخفض، وعيناه تصوبان نحو بكار بحدة مرعبة.ارتبك بكار من نظراته، ولم يجرؤ على قول كلمة واحدة، واكتفى بالنظر بقلق نحو ورد."هل أنت مريض؟"نزعت ورد يدها من قبضته بقوة، ونظرت إليه ببرود وبنفاد صبر."هذا مجرد تواصل اجتماعي طبيعي، لا وجود لما تسميه مجونا، ولا لغياب الحياء."وفي مكان مثل الشركة، كانت ورد حقا لا تريد أن تثير فضيحة كبيرة، فهي لا تريد أن تفقد ماء وجهها.لكن سليم بدا اليوم وكأنه تناول البارود، لا يعبأ مطلقا بالسمعة، وهو يعض أضراسه الخلفية بعنف وينظر إليها بكره شديد: "ورد، لقد اتضح أنك ماكرة للغاية، انظري، كل قسم التقنية بات خاضعا لك، حقا أنك بارعة!""سليم، إن كان عقلك مريضا فاذهب وتدا
Read more

الفصل 0195

نظرت ورد بهدوء إلى سليم الغاضب، وتحدثت ببرود: "أنت من جعلني آتي إلى قسم التقنية في البداية، والآن تقف هنا وتثير الفوضى، ألا تشعر بالخزي؟ هل أنت متأكد أنك تريد حل مشكلتنا هنا في الشركة؟"قالت جميلة بصوت منخفض، وفيه شيء من النصح: "الآنسة ورد، بعدما فعلت في الخارج ما فعلت، كيف يمكنك أن تتحدثي أمام سليم بكل هذا الاعتداد؟ في الحقيقة سليم ليس شخصا دقيق الحساب، أنت فقط اعتذري، وسيغفر لك، أليس كذلك يا سليم؟"لم تفهم ورد حقا ما الذي يمنح هذه المرأة أي حق لتثرثر أمامها؟نظرت إلى جميلة بوجه غاضب وقالت: "أنت آخر من يملك الحق في الكلام هنا!""أنت!" نظرت جميلة إلى ورد بعدم تصديق، فلم تتوقع أن تجرؤ هذه المرأة على مواجهتها هكذا أمام سليم!وإذ رأت أنه لا جدوى من الحديث مع ورد، جذبت جميلة كم سليم بخفة وقالت بصوت منخفض: "تحدثا بهدوء إذن، سأخرج الآن. سليم، لا تكن مندفعا، الآنسة ورد فقط تتدلل عليك، تحدثا بروية."وبعد أن أنهت كلامها، تنهدت ببرهة من العجز ونظرت إلى ورد بملامح متسامحة، ثم استدارت متجهة نحو الخارج.ومثل هذه التمثيليات، رأت ورد الكثير منها في السنوات الماضية، حتى صارت مشاعرها مخدرة؛ كانت تشعر ب
Read more

الفصل 0196

لو كان هذا في الماضي، لكانت ورد ستفرح أياما عدة لو أن سليم حدثها بهذا الشكل، لكن الآن، لم تشعر أمام هذه الرقة إلا بالاشمئزاز الشديد.ابتسمت بخفة، ثم مدت يدها لتعانق عنق سليم.ظن سليم أن هذه الحركة تعني استسلامها، فابتسم برقة، وعيناه مملوءتان بالزهو: "ورد، لقد أثبت أنك امرأة ذكية، تعرفين متى تتوقفين عند الحد المناسب."وفي اللحظة التالية، غرست ورد أسنانها بقوة في عنقه، وكأنها استخدمت كل ما في جسدها من قوة، حتى امتلأ فمها بطعم الحديد.صرخ سليم من الألم، ودفع ورد بعيدا عنه بعنف.وكان خلف ورد باب قسم التقنية، فاصطدمت به مباشرة، فتهشم الزجاج وسقطت بجسدها في شظايا الزجاج، وظهرها ينزف بغزارة."المديرة ورد!"تقدم بكار بخطوات سريعة، ونظر إليها غير مصدق وهي غارقة في دمائها."هل أنت بخير؟ السيد سليم، ما الذي فعلته؟"وتجمع باقي موظفي قسم التقنية حولها، وسرعان ما اتصل أحدهم بالإسعاف. وعندما نهضت ورد من الأرض، كان ظهرها مغطى بالدماء وقد بلل ثيابها، فنظرت إلى سليم بعينين تحملان سخرية، وابتسمت ببرود.وحين رأى سليم أنها تسحب بعيدا، قبض يديه بقوة لا إرادية، وبدت على وجهه كآبة مخيفة.وشعر في قلبه باضطراب
Read more

الفصل 0197

الآن كان الشعور بالذنب والتوتر واللوم يملأ قلب جليل، فقد كان حزينا للغاية، يخشى أن يصيب ورد مكروه عظيم.عانقت ورد خصر جليل برفق، وشعرت باهتزاز جسده، فآلم قلبها بشدة، وغمرها شعور لا يحتمل من الظلم.فحين تواجه ورد الألم والخطر وحدها، يمكنها أن تختار القوة، بل يجب أن تكون قوية، لكن في هذه اللحظة بالذات، حيث جاء أحد ليهتم بها ويحتضنها، عادت كل مشاعرها المكبوتة لتطفو فجأة، حتى شعرت أن الألم يكاد يفتك بها.وهذا التناقض بين ما مضى وما يحدث الآن جعل ورد تشعر بالضياع والضعف، لكنها وهي تحتضن جليل، أيقنت أخيرا بحقيقة مشاعرها.فمنذ اليوم الذي رحلت فيه أميرة، كانت قد سحبت كل حبها وآمالها من سليم، والآن، بعدما عاد من أحبته في صباها، اكتشفت أنها لم تتغير قط، فما زالت تحبه بجنون، وما زالت عاجزة عن السيطرة على قلبها."لا تبك."شعر جليل وكأن قلبه يتمزق، فمسح برفق على خد ورد، وقلبه يغلي بالألم."اطلقيه يا ورد، فهو لا يستحقك."وكانت ورد تعرف منذ زمن بعيد أن سليم لا يستحقها، لكنها لم تستعد بعد ما كان لها!لم يكن بإمكانها أن تتوقف في منتصف الطريق، كان عليها أن تكمل حتى النهاية."جليل، لا أستطيع الرحيل الآن.
Read more

الفصل 0198

"الآنسة ورد، مجموعة عائلة ناصر الآن خصم لنا، وأنت تتقربين من خصمنا بهذا الشكل، أليس هذا أمرا سيئا؟" نظرت جميلة إلى ورد بوجه مليء بالقلق، وكأنها تفعل كل ذلك من أجلها.رأت ورد حالتها هذه، فابتسمت بخفة، وجذبت كم جليل قليلا: "وأنت التي تقتربين من زوجي إلى هذا الحد، ألا ترين أن هذا سيئ؟"وعندما سمع جليل كلمة "زوجي"، نظر إلى ورد لا إراديا، وقد بدا في عينيه شيء من الظلم.لكن ورد غمزت له بخفة بدلال، لتشير إليه ألا يتحدث."جليل، هل تجد متعة في استغلال امرأة؟"ابتسم سليم بسخرية، وحدق في جليل، ثم التفت إلى ورد، وقال ببرود: "لا تظني أنه مهتم بك حقا، لو لم تكوني زوجتي، هل كان ليلقي عليك نظرة واحدة؟""لقد كنت أنظر إليها كل يوم حتى قبل أن تصير زوجتك، ولم أشبع من النظر." رد جليل فورا متحديا.فهو كان أول من عرف ورد أصلا، ولولا سفره للخارج للدراسة، لما ترك لسليم فرصة لاقتناصها.لقد وجد جوهرة، لكنه لم يعرف كيف يحافظ عليها، بل لم يفعل سوى إيذائها، وكأن عقله معطوب."أريد أن أتحدث مع زوجتي الآن، اخرج!"فتح سليم الباب، وأصدر أمر الطرد.كانت هالته قوية، وكل جسده يفوح بالبرود.لكن جليل تجاهل كل هذه الهالة، وأم
Read more

الفصل 0199

نظرت ورد بوجه مليء بالارتباك إلى سليم الذي يقف أمامها متوترا، حتى إنها لم تفهم ما الذي يجعله يتصنع هذا الحرج؟"سأجلب لك أفضل الأطباء، لن أدع لك أي ندبة."أخيرا وجد سليم ما يقوله.لكن ورد بعد أن سمعت هذه الكلمات، شعرت بسخرية لا توصف، وقالت ببرود: "إن كان اعتذارك من أجل هذا الأمر، فلا داعي له إطلاقا.""ورد، ما الذي تريدينه بالضبط؟" نظر سليم إليها بعدم فهم.لم يفهم أين اختفت تلك الفتاة التي كانت تطيعه في كل شيء، ولماذا أصبحت المرأة أمامه مليئة بالأشواك؟ كيف يمكن أن يحدث ذلك؟وبينما كان ينظر إلى ورد، بدأ يحن لتلك التي كانت تطيعه في كل شيء، ولتلك التي لم يكن في عينيها أحد سواه."أريد أن آخذ الإرث الذي تركه لي جدي وأطلقك، ثم أرحل بعيدا. ألا تفهم؟" قالت ورد بضحكة ساخرة وهي تحدق فيه.والحقيقة أن ما تريده ورد كانت قد أوضحته منذ البداية، لكن سليم لم يرد التضحية بمصلحته فحسب.وعندما سمع كلامها، قال سليم مباشرة: "ينبغي أن تعرفي أن هذا مستحيل تماما، لكن يمكنني أن أعطيك بعض المال، تعويضا عن موت ابنتك، ما رأيك؟""أنت!" لم تتوقع ورد أبدا أن هذا الرجل قد يصل إلى هذا الحد من الحقارة.نهضت وصفعته بقوة، و
Read more

الفصل 0200

"اخرج!"غطت ورد أذنيها وصرخت بأعلى صوتها.لم تستطع تقبل أن يقول سليم إن ابنتها كانت مجرد نسخة معيبة، ولم تستطع تقبل أن في عينيه حتى أميرة — ابنتهما — لم تكن سوى منتج!كان سليم على وشك أن يتكلم مرة أخرى، لكنه رأى الدم يتسرب من جرح ظهرها، فشعر ببعض اللين، وتنهد بلا حيلة، ومد يده ليمسح شعرها: "ستفهمين يوما أن هذا لم يكن خطئي."وبعد أن ألقى هذه الكلمات، استدار وغادر بخطوات واسعة."أيها الوغد!"صرخت ورد، وأخذت تحطم كل ما في غرفة المستشفى.توقفت خطوات سليم للحظة بسبب الأصوات الفوضوية خلفه، فعقد حاجبيه وشعر بضيق في صدره."يا لها من امرأة لا تفهم شيئا."في عالم سليم، لم يكن يهمه سوى نفسه، أما الآخرون فمجرد آخرين، حتى ابنته لم تعن له شيئا، فما بالك بطفلة لم يكن يريدها أصلا.وعندما عاد جليل حاملا علبة طعام، أصيب بالذهول من الفوضى والخراب في الغرفة.وضع بسرعة العلبة من يده، وهرع نحو ورد، فرآها جالسة في زاوية الغرفة، منكمشة ككرة صغيرة وسط الركام.وبمجرد أن وقع بصره عليها، شعر جليل أن قلبه تحطم، فسارع نحوها وانحنى ليعينها على الوقوف: "ورد، هل أنت بخير؟"وفجأة شعر جليل أن كفه مبتلة، وعندما خفض رأسه،
Read more
PREV
1
...
1819202122
...
50
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status