رغم أن الحزن كان خفيفا، إلا أنه حطم بسهولة الصلابة التي كادت ورد أن تبنيها بشق الأنفس.تنفست بعمق، ثم استدارت تستعد لمغادرة هذا المكان الذي لا تنتمي إليه، لكن ما إن استدارت حتى رأت رجلين يسيران نحوها.كان يفوح منهما رائحة الخمر، وعلى وجهيهما ابتسامة جشعة مخزية تحمل وقاحة.عند رؤيتهما، تراجعت ورد بلا وعي، وأمسكت مباشرة برذاذ الدفاع من حقيبتها: "ماذا تريدان؟""ماذا نريد؟ ها ها، رجل يرى امرأة، فماذا عساه يريد؟""يا صغيرة، جمالك لا يقاوم."تبادل الرجلان النظرات، وابتسم كل واحد منهما ابتسامة ماجنة.وبمجرد أن شعرت ورد بسوء نواياهما، اجتاحها الغثيان، فأخرجت بخاخ الفلفل ورشته في وجهيهما، ثم من دون أن تكترث لرد فعلهما، استدارت وركضت.لكنها لم تبتعد سوى بضع خطوات حتى اصطدمت بعنف بصدر قوي، لم يكتف صاحبه بعدم دفعها بعيدا، بل ضمها إلى صدره بقوة، ثم استدار فجأة، وركل بعنف ذلك الوغد الذي لحق بها، وهو يزأر بحدة: "اغرب عن وجهي!"ذلك الصوت، لن تنساه ورد حتى في أحلامها.رفعت عينيها، فإذا بها تلتقي بتلك النظرة القاسية المظلمة، فتنفست الصعداء، وابتسمت وهي تخرج من حضن سيف، شاكرة بصوت رقيق: "شكرا لك، أخي سيف
Read more