All Chapters of عيد لها، جنازة لي: Chapter 41 - Chapter 50

100 Chapters

الفصل 41

في الحقيقة، لم يكن جليل يعلم شيئا، ولو كان يعلم مسبقا، لما ترك هذه الفتاة تتحمل المعاناة وحدها!أخذت ورد المنديل، ومسحت دموعها، وقالت بصوت مخنوق: "أنت لا تعرف كم كانت أميرة رائعة، كانت هدية من السماء، الخطأ خطئي، أنا من خذلت طفلتي، أنا من سببت لها التأخير، أنا من جررتها معي في هذه المعاناة، أميرة، حتى في لحظاتها الأخيرة، كانت لا تزال تمسك بيدي، لا تزال تقلق علي!""ذلك الوغد سليم، كان يعلم جيدا أن أميرة مريضة، ومع ذلك تعمد أن يترك مرضها يتفاقم، كان يستطيع أن يتدخل مبكرا، لكنه اختار أن يشاهدها تموت بعينيه!""شخص مثله لا يستحق أن يكون والد أميرة، بل لا يستحق حتى أن يعتبر إنسانا!"وبينما كانت ورد تتكلم، انبعثت من عينيها كراهية حادة ومشتعلة.فمنذ صغرها، كانت ورد شخصا يعرف تماما كيف يميز بين الحب والكره، ورغم أن علاقتها بسليم لعدة سنوات قد لطفت من طباعها قليلا، إلا أن عنادها العميق ظل متأصلا فيها."إذا لا تسامحيه."قال جليل بنبرة هادئة."سأساعدك."لقد عاد هذه المرة من أجلها، لذلك لن يسمح لها بأن تستمر في المعاناة."على حد علمي، سليم رغم أنه أدار مجموعة عائلة عباس بعناية خلال هذه السنوات، إلا
Read more

الفصل 42

نعم، قبل أن تلتقي بسليم، كانت ورد هي ورد المتألقة، وليس السيدة فو الفاشلة التي لم تحقق شيئا.ولأن سليم لم يحبها أبدا، بل لم يضع لها أي اعتبار، فإنه لم يعرف شيئا عن كل هذا.في نظر سليم، لم تكن ورد سوى عبء تعيش على حساب عائلة عباس.الاستهانة بقدرة امرأة، هي كارثة بحد ذاتها.بينما كانت تستمع إلى هذه الإنجازات، شعرت ورد وكأنها تنتمي لحياة سابقة، ونظرت إلى جليل بقلب مليء بالامتنان."جليل، شكرا لك حقا، شكرا لأنك لا تزال تتذكر ورد المتألقة تلك."فهي نفسها كانت على وشك أن تنسى، ومع ذلك، لا يزال هناك من يذكر."كنت دائما رائعة، وإذا أردت، ستبقين متألقة إلى الأبد.""ورد، أنا أؤمن بك، دائما كنت أؤمن."أمسك جليل بيدها، ونظر إليها بعينين متقدتين.هي الآن أم، ونظرات كهذه، ونبرة كهذه، كانت تعرف تماما ماذا تعني.لكن ورد سحبت يدها، ونظرت إلى جليل بنوع من الاعتذار.رغم العواطف المضطربة في داخلها، كان عليها أن تبقى هادئة، فهي الآن ليست في وضع يسمح لها بالخوض في أمور عاطفية.رؤية حالتها تلك جعلت جليل يشعر ببعض الخيبة، لكنه كان متفهما، ومستعدا لمنحها المزيد من الوقت."إذا، هل لا زلت تريدين هذه الأطعمة؟"أشا
Read more

الفصل 43

سليم كان قد شك من قبل، لكنه لم يتوقع أن تكون النتيجة بهذه الخطورة.لم يخطر بباله أبدا أن هذه المرأة تمتلك مثل هذه القدرة، لقد تمكنت من خداع الشيخ بالكامل، وأتاحت لنفسها طريقا للنجاة؟"هل يمكن التحقق من صحة هذه الوصية؟"زم سليم شفتيه باستهزاء، لا يزال غير مصدق أن جده كان بهذا الغباء؟هذه المرأة ماكرة، قادرة على فعل أي شيء، حتى تزوير وصية ليس مستبعدا منها.نظر المدير إلى سليم وقال: "مثل هذه الوصايا عادة ما تتم بحضور طرف ثالث، وبوجود تسجيلات صوتية ومرئية كاملة، لذا فاحتمالية التزوير شبه معدومة."بهذا، تم سد كل الطرق في وجه سليم، صار وجهه معتما، لكنه لم يقل شيئا آخر، فقط لوح بيده: "فهمت."بدأ موظفو قسم الشؤون القانونية بجمع أوراقهم، ثم غادروا القاعة بهدوء، وجوههم متوترة، فمن كان يتوقع تلقي مثل هذا الخبر الصادم في هذا التوقيت.بقي سليم جالسا في قاعة الاجتماعات وحده، وجهه مظلم ومخيف.هو الوريث الوحيد لعائلة عباس، ومع ذلك، سلطة العائلة الآن ليست في يده، بل في يد امرأة لم يكن يعيرها أي احترام.هذا الوضع كان بمثابة إهانة مباشرة له.وخاصة عندما تذكر الكلمات التي قالتها له تلك المرأة في المستشفى،
Read more

الفصل 44

"أختي، ماذا علينا أن نفعل الآن؟" جلس فارس بلا مبالاة على الجانب وقال: "صحيح أنه الآن مجرد واجهة فارغة، لكن حتى الجمل الهزيل يبقى أكبر من الحصان، أختي، في رأيي، عليك أن تحافظي على مكانك كسيدة عائلة عباس."حتى لو كانت النسبة فقط عشرين بالمئة، فهي كافية لتجعل عائلتهم تعيش حياة مرفهة مدى الحياة.ما إن سمعت جميلة هذا، حتى ضاقت عيناها بانزعاج وقالت بحدة: "أغلق فمك، انظر إلى حالك، لا فائدة منك، فعلا لا يمكنني الاعتماد عليك!""أختي، أنت من لم تستطع اختيار الرجل المناسب، كيف تلومينني؟""ثم من أعطاك النصائح وساعدك من البداية؟ أليس أنا؟ لولاي، ما كنت لتحظي بما تعيشينه اليوم!"أطلق فارس شخرة بازدراء، ورفع عينيه مستهزئا."لا تنسي، سليم هو طريقنا الوحيد الآن، إن لم تتمكني من البقاء كسيدة عائلة عباس، فأنت تعرفين جيدا إلى أي حال سننتهي، أليس كذلك؟" كلماته لم تكن نصيحة، بل تهديدا صريحا.غضبت جميلة بشدة.لقد سحقتها عائلتها منذ البداية، لهذا وصلت إلى هذا الحال، إلى هذا المستوى!والآن، لا زال يجرؤ على الجلوس هناك بكل وقاحة ليقول لها هذا الكلام؟"فارس، هل كنت مدينة لك في حياتي السابقة؟" رمقته جميلة بنظرة ح
Read more

الفصل 45

"ورد، سليم لم يحملك في قلبه يوما، وحتى لو استخدمت مثل هذه الطرق، فلن تنالي منه ذرة اهتمام، فلماذا تصرين على هذا الطريق؟"كانت جميلة تحاول إقناعها بكلمات ظاهرها نصح وباطنها سخرية.نظرت ورد إلى حال جميلة بسخرية وقالت: "الأسهم التي أملكها، حتى لو بعتها، تساوي على الأقل ثلاثمئة مليون دولار! وأنت تأتين بثلاثة ملايين فقط لتتفاوضي معي؟ هل تظنين أنني لا أعرف الحساب؟""جميلة، من يكون سليم؟ ربما في السابق كنت أتحمله من أجل الطفلة، أما الآن، بعد أن فقدت أميرة، فهو لا يساوي شيئا بالنسبة لي، لا يساوي حتى ريحا!""أنا أملك 51% من مجموعة عائلة عباس، أتعلمين كم من الرجال يمكنني اختيارهم؟"وحين انفتحت أمامها هذه الرؤية، شعرت ورد أن حياتها القادمة لا بد وأن تكون أكثر إشراقا.هـ... هـذا؟جميلة لم تصدق أذنيها، هل يعقل أن ورد الرقيقة اللطيفة التي عرفتها، هي نفسها من قالت هذا الكلام الصادم؟كان الأمر لا يصدق، لكنها في تلك اللحظة أدركت فجأة أن سبب قدرتها على الاستقواء سابقا على هذه المرأة، لم يكن محبة سليم لها، بل كان بسبب محبة ورد لسليم!فقط عندما لم تعد ورد تهتم بسليم، انتهى كل شيء، ولم يعد هناك مجال لأي عا
Read more

الفصل 46

سليم لم يكن قادرا إلا على أن يعض على أضراسه الخلفية وهو يحدق في ورد: "اصمتي!""ولماذا أصمت؟""بأي حق تأمرني بالصمت؟ هل تظن أننا لا نزال في العصور القديمة؟ النساء تحررن منذ زمن، إلى الجحيم معك!"رمت ورد ما تبقى من قهوتها على جسده، ثم استدارت وغادرت بخطى سلسة وواثقة.وفي لحظة استدارتها، ومن خلف الزجاج، رأت جليل واقفا عند الباب.لا تدري لماذا، لكنها، بعد لحظات من القوة والجرأة، شعرت فجأة بالخجل حين التقت نظراته.أسرعت خطواتها نحوه، وعبست قليلا وهي تسأله: "ماذا تفعل هنا؟""جئت لأحميك، لكن يبدو أني كنت أبالغ." قال جليل بصدق، ثم أضاف: "ما زلت مدينة لي بوجبة شاورما."هذا الرجل... يقول إنه جاء لحمايتها، وهو في الحقيقة جاء يطالب بدينه؟ضحكت ورد بحيرة، ولم تلتفت خلفها ولو لمرة، فقط أومأت برأسها: "حسنا، لنذهب الآن."صعدت إلى سيارته بكل تلقائية، وجلست في المقعد الأمامي وكأن الأمر طبيعي جدا، لدرجة أن من يراهما يظن أنهما زوجان حقيقيان."آه، إنه مؤلم."جميلة شعرت وكأن يدها ستكسر من شدة الألم.نظر سليم إلى كفها، فرأى الدماء تغطيها، فغير ملامحه فورا وسحبها معه باتجاه الخارج."عفوا، آنسة، لم تدفعي الحسا
Read more

الفصل 47

حين التقت نظراتها الباردة بنظرات سليم الجليدية، شعرت جميلة بذعر مفاجئ، وتوترت، غير متأكدة مما إذا كان سليم قد اكتشف شيئا."سليم، أنت... لماذا لا تتكلم؟"مدت جميلة يدها، وجذبت كم سليم بلطف."جميلة، لقد تجاوزت حدودك."قال سليم بوجه خال من التعبير، لكن نبرته بقيت ناعمة، رغم أن محتوى كلامه أرعبها بشدة.بدأت دموعها تتساقط أكثر، وقالت بصوت متقطع: "أعرف... أعرف أني أخطأت، لكنني لم أقصد، كنت فقط أريد مساعدتك... الآنسة ورد هي...""سأتعامل مع الأمر بنفسي." قال سليم من جديد.وهذه المرة، لم يكن هناك أي أثر للنعومة، بل مجرد تحذير، وكان تحذيرا نهائيا.سليم، في أعماقه، لا يحب أحدا سوى نفسه، أما جميلة، ورغم أنها مختلفة، فلا تقارن بنفسه أبدا.وللمرة الأولى، أدركت جميلة هذه الحقيقة، لطالما ظنت أنها الأهم في حياة سليم، لكن الواقع صفعها بقوة.عندها فقط فهمت أنها كانت متفائلة جدا، في قلب سليم، هو فقط من يحتل المرتبة الأولى."نعم... فهمت، لن أكرر ذلك مرة أخرى."خفضت جميلة رأسها فورا تعترف بخطئها، والدموع تنهمر على يديها، أنفها أحمر من البكاء، وعيناها متورمتان، منظرها كان بالفعل يثير الشفقة.كانت تعرف جيدا أ
Read more

الفصل 48

هو يعلم أن ورد امرأة متميزة، لكنه يعلم أكثر أنها أيضا بلا سند، فقد كانت طوال هذه السنوات منشغلة بتربية الطفلة في المنزل، ولا تملك خبرة كافية في شؤون العمل."لكل سهم راد، ولكل هجمة دفاع، هذه الكرامة، لا بد أن أستعيدها." قبضت ورد على قبضتيها، ملامحها غاضبة، هي لم تكن تهتم بأملاك عائلة عباس، ولم تكن تفكر حتى بالمطالبة بها.لكن سليم، بأنانيته، من أجل مصلحته، وقف متفرجا على موت طفلتهما، هو السبب في موت أميرة!هذا الغضب لا يمكن أن يبلع، إن لم ترد، فهي لا تستحق أن تدعى أما!أليس أهم شيء عنده هو مصالحه؟ حسنا، ستأخذ منه تلك المصالح، قطعة قطعة، لترى ما سيبقى منه بعدها.حين رأى جليل إصرار ورد ونظرتها المشتعلة، تنفس الصعداء، فقد كان قلقا من أن تتراجع."جيد، فقط احذري، سأعود الآن، لدي بعض الأمور في الشركة." نظر جليل إلى هاتفه، حان وقت الاجتماع.حين سمعت ذلك، أصاب ورد القلق."هل سليم يضايقك؟""هو لا يملك هذه القدرة."قال جليل بسخرية خفيفة.رغم أن مجموعة عائلة عباس شركة قوية، لكنها ليست فوق القانون، وجليل ما زال يعرف كيف يحمي نفسه جيدا.نظرت إليه ورد وهو يغادر بنظرة مليئة بالمشاعر، وفكرت في ذلك الشاب
Read more

الفصل 49

"سحقا!"لم تستطع ورد أن تتمالك نفسها، فصرخت بسباب علني.لم تكن تتخيل أن في هذا العالم من يمكنه أن يكون بهذا القدر من الوقاحة!كان يتحدث بكل صفاقة، دون أدنى خجل، قمة في القذارة والانحطاط!في السابق، ربما كانت ستبتلع الغضب وتصمت، لكن اليوم، ورد قررت أن ترد بقبضة من حديد حرفيا.صفعته بقوة، ثم أمسكت ياقة قميصه بشراسة، وبكامل قوتها، سحبته نحو صورة أميرة الموضوعة أمامها!"انظر! انظر إلى أميرة! هل تجرؤ أن تكرر ما قلته قبل قليل أمامها؟"لم يكن سليم يتوقع أن هذه المرأة تمتلك مثل هذه القوة.وحين وقعت عيناه على وجه أميرة المشرق البريء، قال ببرود: "حتى لو بدأنا العلاج وقتها، لكان فقط لإطالة حياتها، وليس لشفائها، كانت ستعيش في عذاب.""نعم، هي كانت تتألم، لكن ألمها لم يكن بسبب المرض، بل بسببك!""كانت تعاني لأن والدها شخص بلا قلب ولا ضمير، بأي حق تتخذ قرارات عنها؟ من أنت لتحكم على مصيرها!"صرخت ورد وهي لا تزال ممسكة بياقته، غاضبة، ثائرة، يائسة.هي يمكنها أن تتفهم كراهيته لها، لكنها لا تستطيع أن تفهم كيف يمكن لأب أن يكون بهذا البرود تجاه ابنته؟لكن سليم، حين نظر إلى عينيها المليئتين بالغضب، لم يظهر أي
Read more

الفصل 50

"مشاكل مجموعة عائلة عباس لا تخصني، والضجة على الإنترنت لا تخصني، أما ما تسميه توضيحا فهو تافه ولا علاقة لي به!""بما أنك ارتكبت هذه الأفعال، فعليك أن تتحمل العواقب! من يلعب، عليه أن يقبل بالخسارة، ويجب أن تدفع ثمن حبك وانفلاتك!"كل كلمة من ورد كانت حادة كالسكاكين، خالية تماما من المشاعر، فقط امتلأت بالغضب والاحتقار.لقد وصلت إلى قاع اليأس من هذا الرجل، بل إلى قمة الكراهية له.كم من مرة، من أجل كرامته، كانت تتقرب إليه بنفسها، تمثل مشهد الزوجة المثالية، الآن حين تتذكر، لا تشعر إلا بالقرف من نفسها!"ورد، لا تندمي لاحقا."قال سليم وهو واقف، لا يزال يحتفظ بعناده وكبريائه.في نظره، ورد ما زالت تحبه بجنون، وكل ما تفعله الآن ليس إلا محاولة لاستعادته."طالما تعاونت، يمكننا تأجيل موضوع الطلاق مؤقتا."خطا سليم خطوة نحوها، وكأنها تنازل منه.لكن ورد لم تعد تلك الفتاة الساذجة التي كانت قبل بضع سنوات.نظرت إليه باشمئزاز وقالت بصراحة: "أنت لم ترفض الطلاق إلا لأنك تريد تلك الأسهم، أليس كذلك؟ وصية الشيخ، كنت تعرفها منذ البداية، أليس كذلك؟""سنوات وأنت تتصبر على العيش معي، كم أنت نبيل فعلا! إذا كان هناك
Read more
PREV
1
...
34567
...
10
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status