All Chapters of عيد لها، جنازة لي: Chapter 61 - Chapter 70

100 Chapters

الفصل 61

دموع ورد، رغما عنها، بدأت تنهمر من جديد. كانت تظن أن دموعها في هذه الحياة لن تخرج إلا من أجل أميرة، لكنها الآن، وهي تنظر إلى سليم بهذا الشكل، شعرت وكأن قلبها يمزق.هذا الرجل الذي أحبته لسنوات طويلة، والذي أعطته كل شيء، وحتى كانت مستعدة أن تذل نفسها من أجله.لكنها لم تكن تتخيل أبدا أن هذا الشخص لا يستحق حتى أن يسمى إنسانا!كل ما يخرج من فمه هو حسابات ومصالح، قوانين طبيعة، بلا ذرة شعور، وكأن أميرة لم تكن سوى كلب، بل حتى الكلب قد يلقى تعاطفا أكثر، وكأن أميرة كانت مجرد شيء تافه، ذهبت وانتهى الأمر.لم يكن في قلبه يوما مكان لابنته، لا حتى ذكرى باهتة."حتى لو أنك لم تحبني يوما، حتى لو أنك تكرهني، لكن أميرة لم ترتكب أي خطأ!""سليم، هل تدرك أن أكثر شيء ندمت عليه في حياتي، هو أنني أنجبت أميرة منك، هو أنني لا أستطيع تغيير حقيقة أنك والدها!"شعر ورد فوضوي، عيناها منتفختان من البكاء، وهي تبدو كشيطان خرج من الجحيم، ملامحها مليئة بالغضب والكراهية.طوال هذه السنوات، كانت ورد دائما متزنة أمام سليم، لم تصرخ ولم تغضب بهذه الطريقة من قبل.وهي بهذا الشكل المخيف، جعلت سليم يشعر بالاشمئزاز."بصفتك سيدة عباس،
Read more

الفصل 62

بما أنها لم تقدر الموقف، فإن سليم بطبيعة الحال لم يعد بحاجة لمعاملتها بلطف. وعند عودته إلى الشركة، بدأ بإصدار الأوامر: "اعثروا على حامد فورا.""سيد سليم، حامد..." نظر سكرتير عادل إليه بتردد، لكنه في النهاية، تحت وقع نظراته القوية، تجرأ وتكلم بحذر: "حامد مسجون حاليا."دخل السجن؟حين سمع سليم ذلك، بدت عليه علامات الدهشة فعلا.قطب حاجبيه قليلا، ونظر إليه: "كيف حصل هذا؟""لقد تراكمت عليه ديون، وبعد أن ارتدت الشيكات، قام... بإرسال الآنسة ورد لسداد الدين، ثم سمعت أن جليل هو من قطع إصبعه وأدخله السجن."رأى سكرتير عادل أن مثل هذه الأمور من الأفضل قولها كما هي."ماذا قلت؟"نهض سليم فجأة واقفا، لم يتوقع أبدا أن كل هذا قد حصل دون أن يعلم شيئا؟"ولماذا لم أعلم بشيء؟"أمام هذا النوع من التوبيخ، اختار سكرتير عادل الصمت، واكتفى بجذب زاوية فمه في تعبير عن انزعاجه.زوجتك أنت، وما مرت به لم تكن تعلمه، والآن تصب غضبك على الموظف؟ ما الفائدة؟"اخرج."قال سليم وهو يضغط على أسنانه، ملوحا بيده لطرده.كان حامد في نظره ورقة ضغط على ورد، ولم يكن ليتخيل أبدا أن هذه الورقة قطعت تماما!جليل، إنه نذير شؤم بكل معنى ا
Read more

الفصل 63

في الحقيقة، مجموعة عائلة عباس الآن ليست سوى هيكل فارغ، بل إن عليها الكثير من الديون، بمعنى أنه إذا تمزقت العلاقة تماما، فإن كل ما ستحصل عليه ورد لن يكون إلا فوضى متراكمة.لكن هذا النوع من النتيجة لا يمكن أن يتحقق إلا في حال لم تكن تعلم شيئا.أما الآن وقد علمت، فلا يمكن السماح له بتحقيق مبتغاه."جليل، ساعدني، انشر هذه المعلومات، أريد أن أرى هل هم مهتمون أكثر بحياتي الخاصة، أم بهذه الأمور؟" قالت ورد ببرود، وهي ترفع حاجبها وتنظر إلى جليل بجانبها.ألقى جليل نظرة على تلك البيانات، ورغم أنها ليست الأدلة الحاسمة، لكنها كافية لبدء تفكيك الخيوط."لا عجب أنك ورد، ذكية فعلا."أومأ جليل برضى، وأخرج حاسوبه وبدأ بالعمل فورا.هذا...رغم أنها كانت صاحبة المبادرة، شعرت ورد ببعض الإحراج وهي تراه ينفذ هذا الأمر أمامها مباشرة، فمثل هذه الأمور قد تكون غير مريحة!أليس سليم يحاول أن يظهر نفسه في صورة الضحية؟ لكنها لن تدعه يحقق ذلك بأي شكل من الأشكال!وسرعان ما اجتاحت الإنترنت موجة جديدة من الجدل، فبينما ظن جمهور الإنترنت في البداية أنهم أمام صراع عائلي مشوق بين الأثرياء، بدأ المختصون يلاحظون شيئا غير طبيعي،
Read more

الفصل 64

طالما أنه لديه ما يريد، فعليه أن يتحمل ثمن ما يطلبه.ربما لأن الجرح الذي تركه سليم كان عميقا جدا، أصبحت ورد الآن لا تخشى أصحاب الأهداف الواضحة، بل تخاف من أولئك الذين يضحون لأجل ما يسمونه بالمثاليات.رآها جليل وهي تتنفس الصعداء بوضوح، فغضب وأمسك بأنفها قائلا بانزعاج: "أنت بلا قلب!""أوجعتني!" ردت ورد فورا، وصفعت يده بعيدا عنها.ولأن أمامهم الكثير من الأمور لاحقا، اضطر جليل أن يغادر على مضض، فتحت له ورد الباب لتودعه، لكن ما إن فتح الباب حتى واجهتهما كاميرات الصحافة من كل اتجاه."سيدة عباس، هل هذا هو عش الحب السري الذي تعيشين فيه؟""هل يمكن أن توضحي علاقتك بهذا الرجل؟ هل فعلا خنت زوجك أثناء الزواج؟"كانت أسئلة الصحفيين حادة وسامة من أول لحظة.ورد كانت تعرف أن هؤلاء الصحفيين أرسلهم سليم، بل وحتى معرفتهم بعنوانها، من المؤكد أنه من تدبيره.كانت متأكدة أن سليم في هذه اللحظة يراقبها من خلف شاشة الحاسوب، يأمل أن يراها تنهار وتبكي وتفقد السيطرة.ففي عينيه، لم تكن أكثر من امرأة عديمة الفائدة.لكن للأسف، منذ رحيل أميرة، لم يعد هناك شيء يخيف ورد، حتى وهي تواجه هؤلاء، كانت لا تزال تحتفظ بهدوئها، بل
Read more

الفصل 65

"لا داعي للاعتذار، فقط انتظري رسالة المحامي."لم يلق جليل عليها نظرة حتى، بل تجاوزها وغادر مباشرة.نظرت إليها ورد بنظرة مشفقة، ثم ابتسمت قائلة: "آنسة، إن كان لديك وقت، أنصحك بالاطلاع على المستوى القانوني لعائلة ناصر."وما إن أنهت كلامها حتى أغلقت الباب بقوة!وهكذا، فقدت عائلة عباس ماء وجهها تماما، وهجومهم المضاد فشل فشلا ذريعا.في مجموعة عائلة عباس – قسم العلاقات العامة."كيف تقومون بعملكم!""مجموعة من الفاشلين!"لم يعد هناك أثر لهدوء سليم المعتاد، وجهه مظلم مخيف، وألقى الملف من يده بعنف على الطاولة.ساد الصمت القاتل داخل القسم!كلهم شعروا بظلم شديد، فهم لم يتوقعوا أن تسير الأمور بهذا الشكل، والأهم من ذلك أنهم مجرد قسم علاقات عامة، ليسوا سحرة! كل هذه الفضائح من صنع رئيسهم، فلماذا يتحملون هم النتائج؟رأى سليم أنهم جميعا صامتون، فازداد وجهه ظلمة ووحشية."ما بكم؟ ميتون؟ لا أحد يتكلم؟""وماذا سنفعل الآن!"وصل صراخ سليم إلى الذروة عند هذه الجملة الأخيرة.مرة أخرى، عم الصمت التام القسم، حتى صوت التنفس أصبح خافتا، لا أحد يجرؤ على النطق خوفا من أن يقع تحت نيران سليم.نظر سكرتير عادل إلى سليم ا
Read more

الفصل 66

لكن ورد هزت رأسها وقالت بهدوء: "الآن من يتعرض لهجوم الجميع ليس أنا، بل سليم."لو لم يكن سليم قد حول أصول الشركة وأفرغ مجموعة عائلة عباس من محتواها، لكان هؤلاء يقفون إلى جانبه، لكنهم الآن جاؤوا لمحاسبته، أما هي، فما هي إلا ناقلة للخبر وشاهدة لا أكثر.عند هذا التفكير، ابتسمت ورد ابتسامة خفيفة، لقد أصبحت حقا تتوق لرؤية سليم في قمة فوضاه وإذلاله.منذ أن عرفته، كان دائما ذلك الرجل المتعجرف، والآن، ورد قد سئمت من ذلك المشهد.وعندما رآها جليل بهذه الثقة، شعر برضا عميق، وقال ضاحكا: "هكذا أريدك، هذه هي ورد التي أعرفها!"كان هذا اللقب الذي كان يناديها به أيام الجامعة، والآن ينطق به بسلاسة، أما ورد، فلم تستطع مجاراته بهذه السهولة.كانت تمسك بحزام الأمان بكل قوتها، ومشاعرها مختلطة، تنهدت بعمق وأدارت وجهها نحو النافذة.وصلوا بسرعة إلى مقر مجموعة عائلة عباس، وقبل أن تنزل ورد من السيارة، ارتدت الكعب العالي الذي كانت قد جهزته سلفا.نظرت إلى جليل وابتسمت له، ثم استدارت وسارت بخطوات واثقة نحو الداخل.بعد أن دخلت، قدمت ورد اسمها مباشرة، فهبط سكرتير عادل بنفسه لمرافقتها، تبادلا نظرة سريعة، ثم صعدا معا نحو
Read more

الفصل 67

هي الآن أكبر مساهم في مجموعة عائلة عباس، وباستثناء سليم، لا أحد يعلو مكانتها، لذا هذا المقعد من حقها تماما!الرجل الذي كان جالسا هناك كان من أتباع سليم، وما إن سمع كلامها حتى سخر بازدراء: "من تظنين نفسك؟ لست سوى ربة منزل تغسلين الملابس وتربين الأطفال، لا تظني أن امتلاكك لأسهم أكثر يمنحك حق التحكم كما تشائين!"هذه الكلمات قيلت عمدا على مسامع الجميع، فصحيح أن الأسهم مهمة، لكن من الواضح أن الكفاءة أهم. وما وصلت إليه مجموعة عائلة عباس من نجاح، في نظرهم، هو بفضل مهارات سليم التجارية الفذة، لذلك كانت قلوبهم تميل إليه دون وعي.أما ورد، ففي نظرهم ليست إلا امرأة تجيد غسل الصحون وطهو الطعام ورعاية الأطفال، يكفيها أن تنعم برفاهية الحياة المنزلية.لكن ورد لم تتردد للحظة، أمسكت بالكوب القريب منها، وألقته بقوة على رأسه."هل أصبحت أكثر وعيا الآن؟"لم يكن يخطر ببال ذلك الرجل أن ورد، تلك التي كانت تبدو خجولة ومتواضعة، تجرؤ على ضربه أمام الجميع!أمسك رأسه غير مصدق، ونظر إليها مذهولا: "كيف تجرؤين…؟""لم لا أجرؤ؟" ورد كانت تمسك بنصف الكوب المكسور بقوة: "ما بك؟ تريد أن تجرب مرة أخرى؟"ورغم أن الرجل كان يشع
Read more

الفصل 68

"ورد!"فجأة، فقد سليم أعصابه تماما، وقفز من مقعده مندفعا بخطوات عنيفة نحو ورد.لكن ورد كانت تعلم جيدا أن هذا الرجل لا يملك عقلا سليما، ولهذا فقد كانت مستعدة مسبقا، فأخرجت من جيبها صاعقا كهربائيا، وضربته به مباشرة في بطنه.وبعد صوت الصدمة الكهربائية، سقط سليم على الأرض جالسا، وهو يحدق في ورد بعينين متسعتين من الذهول وعدم التصديق."سيد سليم، نحن في مقر الشركة، ما الذي تنوي فعله؟""إن قمت بأي تصرف غير لائق، فسأتصرف وفق القانون وأتصل بالشرطة."نظرت ورد إلى سليم ببرود، وشرحت بهدوء العواقب والعلاقات القانونية.لم يعد لدى الحاضرين أي اهتمام بسليم، بل فتحوا بريدهم الإلكتروني وبدؤوا في تصفح التقارير المالية، وكلما قرؤوا أكثر، ازدادت وجوههم كآبة وارتباكا.كانوا يظنون أن كل ما نشر على الإنترنت مجرد إشاعات، لكنهم لم يتوقعوا أن ما ظهر هناك كان مجرد رأس الجبل الجليدي، أما الكارثة الحقيقية، فهي هنا.أسرع سكرتير عادل لمساعدة سليم على النهوض عن الأرض."سيد سليم، هل أنت بخير؟ هل ترغب بالذهاب إلى المستشفى؟"لكن سليم دفعه بعيدا، وحدق في ورد بنظرات حادة تملؤها الاتهامات والتساؤل: "لماذا؟ ما المكسب الذي تحص
Read more

الفصل 69

"ما الذي يحدث بالضبط هنا؟""لم يشرح شيئا، وغادر بهذه الطريقة، أليس هذا تصرفا غير مسؤول تماما؟""سكرتير عادل، تكلم على الأقل!"وقف سكرتير عادل وحده هناك، يبدو عليه الحزن والبراءة!يتكلم؟هو فعلا الآن لا يجد ما يقوله، لا يمكنه قول الحقيقة، والكذب لم يحضر بعد، فلم يجد سوى الصمت لمواجهة كل شيء.بعد أن رأى الجميع حال سكرتير عادل، ازدادت وجوههم عبوسا، وكأنهم يريدون التهامه حيا.لكن هؤلاء الناس لا يزالون يملكون بعض العقل، فبعد كل شيء، هو مجرد موظف، ونحن جميعا موظفون، فمن منا يمكنه فعلا إيذاء الآخر؟خرجت ورد من مجموعة عائلة عباس وهي تشعر براحة تامة، واقفة تحت أشعة الشمس حيث شعرت بالدفء يملأ جسدها، وكأن كل الغيوم والألم خلال الفترة الماضية قد تلاشت مؤقتا."أميرة، هل رأيت؟ لقد فعلتها أمك حقا، أليست أمك رائعة؟ اطمئني، أمك ستعيش حياة طيبة!"رفعت ورد رأسها نحو السماء، وابتسمت ابتسامة خفيفة، بدت مرتاحة، لكن دموعها انزلقت من زوايا عينيها، لقد كانت تشتاق لابنتها بشدة."ورد، أيتها الحقيرة!""كل هذا من أجل مصلحتك الشخصية؟ هل تريدين تدمير سليم؟"ظهرت جميلة فجأة، تحدق في ورد بنظرة حادة، ثم رفعت يدها وصفعت
Read more

الفصل 70

لو أن من قال هذا كان شخصا عاديا لهان الأمر، لكن المشكلة أن من قاله الآن هي ورد!هذه المرأة التي كانت لا تستطيع العيش بدونه، الآن أصبحت وكأنها فقدت عقلها تماما، خرجت عن السيطرة كليا."سليم، أخيرا وصلت.""الخطأ خطئي، أنا من جرك إلى هذا، الآنسة ورد في قمة غضبها، هل يمكنكما التحدث بهدوء؟""الآنسة ورد، إن كنت تكرهينني، فاضربيني أو اشتميني كما تشائين، أرجوك فقط، لا تصعبي الأمر على سليم، إنه يمر بوقت عصيب فعلا."وما إن تكلمت جميلة حتى انهمرت دموعها فورا كأزهار الكمثرى في المطر، وكأنها تعرضت لظلم شديد.ورؤية تمثيلها المتقن جعل ورد تضحك في سرها، ثم قالت بهدوء: "الآنسة جميلة، منذ أن عرفتك، وأنت تتصنعين الضعف، لكنك في الحقيقة لست بهذه الرقة، أليس مرهقا أن تستمري هكذا طوال هذه السنين؟""الآنسة ورد، لا أفهم ما تقولينه، أعلم أنك دائما غاضبة، لأن سليم لا يستطيع نسياني، لكن حبنا صادق، ولا يمكننا الانفصال." وبينما كانت تتحدث، كانت تمسك خصر سليم بإحكام، وكأنها تخشى أن تنتزع منه في أية لحظة."كم مرة يجب أن أكرر لك لأجل أن تفهمي، أن هذه الخيارة الفاسدة قد اكتفيت منها، إن كنت تحبينها، خذيها!"أطلقت ورد شهق
Read more
PREV
1
...
5678910
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status