رغم أن جنازة أميرة قد أقيمت وانتهت، إلا أن قلب ورد لا يزال يرفض تصديق أن ابنتها قد رحلت، بل إنها تشعر أحيانا أن أميرة لم تذهب قط، وأنها لا تزال بجانبها، تلازمها في كل لحظة.ولا تدري، هل سمعت أميرة تلك الكلمات البشعة التي قالها سليم قبل قليل.مسحت ورد بلطف صورة ابنتها وهمست بصوت دافئ: "أميرتي الحبيبة، لا تحزني، لا تصدقي كلامه، إنه يهذي، في عيني أمك، أنت أجمل وأروع فتاة في هذا العالم. أنا حقا سعيدة، بل محظوظة جدا، أنني كنت أمك.""أميرة، كم أفتقدك، هل أنت غاضبة مني؟ لماذا لم تزوريني في أحلامي ولا مرة؟ أريد أن أراك، أنا أشتاق إليك." تساقطت دموع ورد بغزارة، فمجرد التفكير بابنتها، يمزق قلبها ألما.يقول الناس إن الزمن دواء، لكن بالنسبة لورد، الزمن ليس إلا طبيبا جاهلا، لا يشفي، بل يمر، وكلما تذكرت أميرة، تعجز عن النسيان.ضمت ورد صورة طفلتها إلى صدرها، وتحدثت طويلا... كثيرا.وبعد وقت، هدأت أنفاسها قليلا، فأشعلت عود بخور ووقفت أمام صور والديها."أبي... أمي... لطالما علمتماني أن أكون طيبة، وقد كنت كذلك طوال حياتي، بل كنت ضعيفة أحيانا. كنت أعطي قلبي لمن أحب بإخلاص، لكن لماذا؟ لماذا كان هذا هو مصير
Magbasa pa