كانت عينا أنس الجميلتان، الشبيهتان بالخوخ، مغمضتان قليلاً. لقد بدا شاردًا، لكن ذهنه كان صافيًا تمامًا.كان يعلم أنها منى، وأنها ستمنعه، لكنه لم يقل شيئًا، واستمر في شرب النبيذ الأحمر.انتزعت منى منه كأس النبيذ، وقالت بوجه متجهم: "سيد أنس، إذا واصلت على هذا النحو، فحتى غسيل المعدة لن يُجدي نفعًا في إنقاذك."ظل أنس لا ينبت ببنت شفة، وكأن الكلام لا قيمة له، ثم مدّ أصابعه النحيلة ليلتقط كأس نبيذ آخر.عندما لاحظت منى عناده، قطبت حاجبيها وقالت: "سيد أنس، لا تزال السيدة لينا على قيد الحياة. عليك أن تستجمع قواك كي تستعيدها، لا أن تعود إلى سابق عهدك، وتقضي أيامك في إدمان الكحول. هذا ليس السيد أنس الذي أعرفه."في الماضي، كان ذو مكانة رفيعة وهيبة هادئة، وكان نبيلاً كأنه كائن سماوي لا يُمس.أما الآن، فلم يعد يملك أدنى إرادة للعيش، وأصبحت عيناه باهتتان، كأنهما لا تريان أي بصيص من الأمل.انتزعت منه منى كأس النبيذ مجددًا، وقالت له: "سيد أنس، أنت منهار الآن بسبب السيدة لينا، لكنها لا ترى ذلك. ما تراه الآن هو معاملتك القاسية والمتقلبة لها، كما أنها تظن أيضًا أنك قضيت ليلة مع تاليا قبل وفاتها."توقفت أص
Read more