All Chapters of لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل: Chapter 281 - Chapter 290

466 Chapters

الفصل 281

كانت عينا أنس الجميلتان، الشبيهتان بالخوخ، مغمضتان قليلاً. لقد بدا شاردًا، لكن ذهنه كان صافيًا تمامًا.كان يعلم أنها منى، وأنها ستمنعه، لكنه لم يقل شيئًا، واستمر في شرب النبيذ الأحمر.انتزعت منى منه كأس النبيذ، وقالت بوجه متجهم: "سيد أنس، إذا واصلت على هذا النحو، فحتى غسيل المعدة لن يُجدي نفعًا في إنقاذك."ظل أنس لا ينبت ببنت شفة، وكأن الكلام لا قيمة له، ثم مدّ أصابعه النحيلة ليلتقط كأس نبيذ آخر.عندما لاحظت منى عناده، قطبت حاجبيها وقالت: "سيد أنس، لا تزال السيدة لينا على قيد الحياة. عليك أن تستجمع قواك كي تستعيدها، لا أن تعود إلى سابق عهدك، وتقضي أيامك في إدمان الكحول. هذا ليس السيد أنس الذي أعرفه."في الماضي، كان ذو مكانة رفيعة وهيبة هادئة، وكان نبيلاً كأنه كائن سماوي لا يُمس.أما الآن، فلم يعد يملك أدنى إرادة للعيش، وأصبحت عيناه باهتتان، كأنهما لا تريان أي بصيص من الأمل.انتزعت منه منى كأس النبيذ مجددًا، وقالت له: "سيد أنس، أنت منهار الآن بسبب السيدة لينا، لكنها لا ترى ذلك. ما تراه الآن هو معاملتك القاسية والمتقلبة لها، كما أنها تظن أيضًا أنك قضيت ليلة مع تاليا قبل وفاتها."توقفت أص
Read more

الفصل 282

ارتجفت عينا أنس القاتمتان قليلاً، كما لو كان يكافح، لكنه ما لبث أن استعاد بروده مجددًا بعد بضع ثوانٍ من التردد.أمسك كأس النبيذ بيد واحدة، ونظر إلى منى بعينين لا مباليتين، وقال بهدوء: "لا تذهبي لرؤيتها، لا تزعجيها."طالما آثر أن يتركها مع وليد، فعليه أن يتركها وشأنها، ولا يُصعب الأمر عليها.تجمدت منى في مكانها، وسألته بذهول: "سيد أنس، هل استسلمت؟"لم يسبق لها طوال حياتها أن رأت رجلاً يحب امرأة إلى هذا الحد.أنس هو أول من رأته يفعل ذلك. إنه يحب لينا لدرجة أنه كان مستعدًا للتضحية بحياته والتخلي عن كل شيء من أجلها.ومع ذلك، هل يعقل أن يختار رجل مثله أن يتخلى عنها؟لم يُجبها أنس، بل رفع رأسه، وشرب كأسًا تلو الآخر من النبيذ الأحمر.ولم يعرف إن كان السبب استعجاله في الشراب أم شيء أخر، لكن وجهه الوسيم المرسوم بدقة أصبح فجأة شاحبًا.وضع كأس النبيذ جانبًا، وأسند أصابعه النحيلة على البار، ثم انحنى وبصق دمًا في سلة المهملات.انساب الدم أحمر اللون من زوايا شفتيه، وتساقط على الأرض، وسرعان ما تلطخت سلة المهملات والأرض النظيفة باللون الأحمر.عندما رأت منى الدم في كل مكان على الأرض، صرخت بذعر: "سيد أن
Read more

الفصل 283

أما لينا، فما إن دلفت إلى الفيلا، رأت غرفة المعيشة محطمة تمامًا.ووقفت الخادمات جانبًا وهن يرتجفن، ولا يجرؤن على إصدار صوت.أما من تسبب بذلك، فقد كان يجلس على الأريكة، يعبث بسكين الفواكه.شعرت لينا ببعض الخوف حين رأت السكين في يده، لكنها استجمعت شجاعتها وتقدمت نحوه."لقد... عدت."رفع جاسر رأسه ببطء، وعيناه الداكنتان العميقتان تحدقان بها بشدة.لم يقل شيئًا، بل ظل يحدق فيها هكذا، وكأنه يحدق في فريسة تحتضر.شعرت لينا بالقشعريرة تسري في جسدها من نظراته، وبدأ العرق يتصبب من راحتيها المشدودتين.أجبرت نفسها على التماسك، ثم رفعت عينيها لتنظر إلى جاسر."سيد جاسر، دعنا نتحدث قليلاً.""حسنًا."ربت جاسر على الأريكة إلى جواره، ورفع زوايا فمه بابتسامة خفيفة.تلك الابتسامة ونظراته التي رمقها بها للتو، جعلتا لينا تشعر بالذعر.لم تجلس بجانبه، بل جلست على الأريكة الفردية المقابلة له."سيد جاسر، لا أستطيع أن أعود معك إلى بريطانيا.""حسنًا."أومأ جاسر برأسه، كما لو أنه خمن قرارها منذ البداية، ولم يُعر الأمر اهتمامًا.كانت لينا تعلم أن كلمة "حسنًا" سيعقبها بالتأكيد شرط كالمرة السابقة، لذا لم تتعجل بالرد.د
Read more

الفصل 284

صمتت لينا، ولم تُجبه. كانت عيناها غير مباليتين وخاليتين من أي انفعال، مما أثار حيرة جاسر.توقف لبضع ثوان، ثم قال بلا مبالاة: "ما دمتِ لا تُجيبين، فابقي إلى جانبي، وواصلي دوركِ كبديلة لرهف."شدت لينا قبضتها، ولم تُجبه، بل سألته: "إذًا، سيد جاسر، هل يمكننا أن نتطلق؟"حين سمعها جاسر تقول ذلك، ظن أنها اعترفت، فلم يتمالك نفسه، وقال ساخرًا: "شخصيتكِ لا تشبه أختكِ على الإطلاق. إن كانت مكانكِ، وآذاها أحدهم، لفضلت الموت على أن تعود له.أما أنتِ، فيكفي أن يهمس لكِ ذلك اللعين ببضع كلمات، فتسارعي بالعودة إلى أحضانه مجددًا."لم تٌجبه لينا، بل واصلت الحديث قائلة: "أجل، أنا لا أشبه أختي على الإطلاق. وأنت تعلم ذلك جيدًا، ولكنك لا زلت تصر على معاملتي كأنني هي."تغيرت تعابير وجه جاسر فجأة، ولم يُجب، فتابعت لينا قائلة: "سيد جاسر، في الواقع، أنا أيضًا أعلم جيدًا أنك تعاملني كأنني هي ليس بسبب ذلك القلب فقط، بل أيضًا لتخفف من شعورك بالذنب تجاهها."حين سمع جاسر ذلك، ضحك فجأة ساخرًا، وقال: "لماذا سأشعر بالذنب تجاهها؟""حقًا؟"تابعت لينا بهدوء: "لم تتردد أختي في إنهاء حياتها مبكرًا كي تهرب منك، أي أن ما سببته ل
Read more

الفصل 285

وبينما كادت السكين تخترق صدرها، قبضت يد طويلة فجأة على معصمها.انتزع جاسر السكين منها، ثم ارتفعت زوايا شفتيه نحوها، وابتسم قائلاً: "كيف لهذه السكين أن تنتزع قلبكِ؟"استدار جاسر، وذهب إلى المطبخ، ثم عاد بسكين مطبخ، وألقاها أمامها وقال: "استخدمي هذه."لم تُطعه لينا هذه المرة، بل رفعت عينيها الصافيتين اللامعتين ونظرت إليه."في الحقيقة، أنت لن تطيق أن أنتزع قلب أختي."لقد قال من قبل إنها تحمل الآن قلب رهف، ولن يدعها تموت أبدًا.إنه يفعل ذلك الآن لكي يختبرها فقط.وكأنه علم ما يدور بذهنها، أظلم وجه جاسر فجأة، ثم قال: "هل لا بد أن نتطلق؟"أومأت لينا برأسها برفق وقالت: "سيد جاسر، أعلم أن طلبي مبالغ فيه بعض الشيء، لكن زواجنا كان خطأ منذ البداية. أنت تحب أختي، ولكنك تزوجت من أختها الصغيرة. صحيح أن الأمر جرى باسمها، لكننى لست هي."كلمات لينا أعادت شيئًا من الصفاء إلى عيني جاسر اللتين كانتا يكتنفهما الظلام، لكنه ظل يزم شفتيه، ولم ينطق ببنت شفة.أخفضت لينا رأسها، وبعد تردد دام لثوان، قالت: "سيد جاسر، أتوسل إليك، دعني أرحل، حسنًا؟"عبس جاسر، وفي تلك اللحظة، بدا أن لينا التي كانت تجلس على الأريكة، تت
Read more

الفصل 286

في صباح اليوم التالي، أنهت لينا غسل وجهها، ثم خرجت من الغرفة وتوجهت مباشرة نحو غرفة الطعام.كان جاسر يقطع الخبز ببطء، وعندما رآها، رمقها بنظرة جانبية."لقد أعدت سيارتك."شعرت لينا بالدهشة لوهلة، ثم تذكرت السيارة المرسيدس التي تركتها في قبو المهلى الليلي."شكرًا لك يا زوج أختي."لقد نادته بـ"زوج أختي" بهذه السهولة.لم يُبد جاسر أي تعبير، وواصل تصفح مخططات البناء على هاتفه.لم يقل شيئًا، فأخفضت رأسها لتتناول الإفطار الفرنسي بكل تهذيب.بعد أن تناولت القليل، ألقت عليه التحية، ثم تناولت مفاتيح السيارة وغادرت.لقد وعدت وليد أنها ستصحب مريم لرؤيته بعد أن تنتهي من أمر جاسر.خرجت من الفيلا، وما إن همّت بفتح باب السيارة، حتى توقفت أمامها فجأة سيارة بيضاء.فُتح باب السيارة، وتزلت منها منى، التي كانت ترتدي فستانًا أبيض طويلاً.تقدمت نحو لينا، وارتسمت على وجهها الجميل الرقيق ابتسامة دافئة، وقالت: "سيدة لينا، هل لديكِ وقت لنتحدث قليلاً؟"خمنت لينا سبب قدوم منى لرؤيتها، فابتسمت واعتذرت قائلة: "دكتورة منى، عذرًا، ليس لدي وقت الآن، لنتحدث بيوم آخر."ما إن أنهت حديثها، وهمّت بفتح باب السيارة والدخول، حت
Read more

الفصل 287

"ذلك الفتى الذي رأيته عند البوابة كان قد مر لتوه بهذه التجربة.""في الواقع، منذ صغره وحتى الآن، عاش السيد أنس دومًا في مثل هذه البيئة.""كلما لاحظت والدته أنه يكترث لأمر ما، تدمره بأي وسيلة، سواء أكان شخصًا أم شيئًا.""لذلك تعلم السيد أنس منذ صغره كيف يتحكم في مشاعره، فلم يكن يُظهر لأي أحد ما يحبه أو ما يدور في ذهنه.""لكنه التقى بكِ قبل عشر سنوات، ووقع في حبكِ، ولكنه لم يجرؤ على الاقتراب منكِ بسبب الدرس القاسي الذي تعلمه مما حدث لصديق طفولته.""ثم التقاكِ مجددًا أمام باب الملهى الليلي، ومع أنه كان يعلم جيدًا أنه لا ينبغي أن يقع في الحب، إلا أنه وقع في حبكِ.""أخبرني سامح أنه اشتراكِ دون تردد لأنه وقع في حبكِ عند بوابة الجامعة.""وإلا، فبحسب طبيعته الباردة وقلة كلامه، من المستحيل أن يُظهر تعاطفًا مع غريب لا تربطه به علاقة.""أنتِ أول امرأة في حياته، وأول من وقع في حبها.""لم يسبق له أن وقع في غرام إحداهن، لكنه بعدما وقع في حبكِ، أصبح عاجزًا عن كبح رغبته في أن يكون معكِ.""أخبرني سامح أنه بعد أن أصبحتما معًا، كان السيد أنس يعاملكِ بلطف في بداية الأمر.""لكن لأنكِ كنتِ ترددين اسم وليد في
Read more

الفصل 288

"فاقم ظهور باسل من الخلاف بينكما. في تلك المرة عند الفيلا، عندما اخترتِ الذهاب مع باسل، قرر أن يتخلى عنكِ، لكنه لم يتوقع أن تُسيئي إلى لطيفة من أجلي.""إنه يعلم أساليب لطيفة، وخشى أن تتسبب في قتلكِ. بعد سماعه للمكالمة التي أجريتها، هرع إلى المركز التجاري على الفور. آنذاك، كان بإمكانه أن يأخذكِ معه ويغادر، لكن هذا التصرف كان سيكشف وجودكِ لا محالة.""لم يكن يخشى معارضة والدته من أجلكِ، لكنه لم يُرد أن يجركِ إلى المستنقع القذر الذي يعيش فيه، وأن تتحملي معه تلك العاصفة الدموية. علاوة على ذلك، كان يظن حينها أنكِ لا تحبينه، فزاد إصراره على ألا يورطكِ في الأمر.""لكنه لم يتوقع أن تلك الصفعة ستكلفكِ حياتكِ."توقفت منى هنا قليلاً، وعندما تابعت كان صوتها مبحوحًا بعض الشيء:"سيدة لينا، عندما كنتِ على وشك الموت، اتصلتِ به لكنه لم يُجب، لأنه كان في اجتماع مُغلق مع وكالة الفضاء الأمريكية، ناسا.""وأيضًا، ليس الأمر أنه لم يسجل رقمكِ، لكنه حفظه عن ظهر قلب منذ وقت طويل.""كما أنه لم يقم علاقة من قبل مع تاليا، بل هي من بادرت بالتسلل إلى منزله في هيوستن." "سيدة لينا، منذ بداية الأمر حتى النهاية، لم يعام
Read more

الفصل 289

نظرت لينا إليها بعينين اغرورقت بالدموع، وابتسمت تدريجيًا ابتسامة تنمّ عن الارتياح، وقالت: "دكتورة منى، أخبريه أنني أسامحه، ولكن لا يمكنني أن أعود إليه."عقدت منى حاجبيها قليلاً، وقالت: "هل هذا بسبب وليد؟"خفضت لينا عينيها ذات الرموش الكثيفة، كما لو كانت غارقة في ذكريات الماضي، وقالت:"دكتورة منى، هل تعرفين كيف كبرت؟ لقد كدّ وليد لكسب المال، وظل يشتري لي الدواء باستمرار، فكبرت بشق الأنفس. فضله عليّ لم يكن لعام واحد، بل لعشرين عامًا تقريبًا.""منذ طفولتي، وحين تخلّى الجميع عني، لم يختر هو ومريم التخلي عني، بل عاشا أيضًا في تقشف كي يُشفى قلبي. لقد وعدته أن أعتني به طوال حياتي، فكيف لي أن أخذله مجددًا؟"ما إن انهت كلماتها، حتى استدارت وغادرت المقهى.بدأ المطر يهطل بغزارة، وانهالت قطرات المطر الكبيرة، مما جعل لينا ترتبك قليلاً.لقد نسيت حتى أن تطلب سيارة أجرة، فاكتفت بخفض رأسها والسير وسط مياه المطر، خطوة تلو الأخرى.استعارت منى مظلة ولحقت بها، لكن لينا كانت قد اختفت بالفعل.من بعيد، رأى الرجل الذي كان يجلس في السيارة الكوينجسيج لينا تغادر المقهى، وعندما رأى منى تلحق بها أظلم وجهه.فاتصل بم
Read more

الفصل 290

بدأ المطر يزداد غزارة، وراح يهطل على أنس.ابتل شعره الأسود الكثيف وابتلت بدلته الفاخرة بالكامل.وانزلقت قطرات المطر على وجهه الوسيم الخالي من العيوب، نحو عنقه الطويل.بدا وكأنه لا يشعر بكل هذا، وسار نحو السيارة دون أن يلتفت.عندما رأته منى عائدًا، تقدمت نحوه مسرعة وهي تحمل المظلة لتحجب عنه المطر."سيد أنس، أنا آسفة."لقد أتت لرؤية السيدة لينا دون موافقة السيد أنس.كانت تظن أنه إذا أوضحت الأمور، فقد تفكر السيدة لينا في العودة إليه، لكنها لم تتوقع أن تكون النتيجة هكذا.تساقطت قطرات المطر على خصلات شعر السيد أنس، ثم سقطت على رموشه الكثيفة، مما جعله يرتجف قليلاً.رفع عينيه الباردتين كالجليد، ونظر إلى منى، وقال: "لقد انتهى ما بيننا تمامًا، لا تذكريني أمامها مجددًا."حدقت منى فيه بذهول، وكانت لا تزال تجد صعوبة في تقبل هذه النتيجة، فقالت: "سيد أنس، لقد أحبتك السيدة لينا."رفع أنس شفتيه، وابتسم ابتسامة خفيفة، وقال: "منى، إنها لا تحب سوى وليد."عندما رأته منى على هذه الحال، عقدت حاجبيها بشدة، وقالت: "سيد أنس، لقد اعترفت بذلك لتوها، وقالت إنها أحبتك بشدة، لكن ما وصلتما إليه كان لأنها حين اختبرتك
Read more
PREV
1
...
2728293031
...
47
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status