All Chapters of لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل: Chapter 291 - Chapter 300

466 Chapters

الفصل 291

رأى سامح أن الحارس الشخصي كان يتبع السيدة لينا عن بُعد، فتنهد بخفة.كان أنس الفاروق يحب السيدة لينا حبًا جمًّا، ومع ذلك اختار أن يتركها، ولا أحد يدري كم يعتصر قلبه من الألم.فكر سامح قليلًا، ثم أخرج علبة سجائر ومدّها نحو أنس قائلًا: "سيدي أنس، جرب أن تخفف عن نفسك قليلاً..."ألقى أنس نظرة باردة على علبة السجائر، وعاد لبروده المعتاد وقسوته الظاهرة: "ارمِها، لم أعد بحاجة إلى هذه الأشياء... بعض الأشخاص، يكفي أن أدفنهم في قلبي ليبقوا رفيقي مدى الحياة..."لم يكن سامح يتوقع أن أنس، الذي عاش السنوات الثلاث الأخيرة لا يعرف غير الدخان والخمر، يمكن أن يقطع هذه العادة بتلك البساطة.نظر إلى أنس، فرآه يسند ذراعه إلى نافذة السيارة، يحدق شاردًا إلى الخارج، وللحظة خُيّل إليه أنه رأى أنس القديم قبل أن يعرف السيدة لينا: لا يدخن ولا يشرب، رزينٌ شامخ، لا يكترث ولا يبالي بأحد أو شيء.أما الآن، فبعد كل ما قاساه من ألم الحب، صارت عيناه الباردتان تحملان ظلًا من الكآبة، لكن بدا وكأنه قد عاد إلى سابق عهده.شعر سامح ببعض التأثر، فأعاد السجائر إلى جيبه، وقال له بلطف: "سيدي أنس، لنعد إلى البيت..."اكتفى أنس بهزة رأ
Read more

الفصل 292

ما إن أنهت مريم كلماتها، حتى وقعت عيناها على المظلة السوداء التي كانت لينا تمسك بها.نظرت إلى تلك المظلة، ثم إلى وجه لينا الشاحب، ولم تسألها شيئًا.نادَت على الخادمة وأحضرت منشفة، وبدأت تجفف شعر لينا ووجنتيها المبللتين بماء المطر.وعندما انتهت، خاطبتها بلطف: "لينا، اذهبي أولاً وخذي حمامًا دافئًا، سأعد لك شاي الزنجبيل، وبمجرد أن تنتهي ستجدينه جاهزًا."دفعتها نحو الحمام، لكن عينا لينا فجأة امتلأتا بالدموع، ووجهها الصغير ازداد شحوبًا.رأتها مريم بهذا الحال، فشعرت بألم عميق في قلبها: "لينا... هل قال لك أنس شيئًا؟"لم تكن تعرف بالضبط ما الذي حدث بينها وبين أنس بعد أن أخذها معه، لكنها شعرت بوضوح أن لينا الآن تعاني من ألم عظيم.فتحت ذراعيها واحتضنتها بحنان: "لينا، أياً كان ما حدث، أنا هنا دائمًا إلى جانبك. في كل لحظة ضعف أو ضيق، تستطيعين الاتكاء عليّ..."وما إن سمعت لينا هذه الكلمات، حتى انفجرت بالبكاء، لم تعد قادرة على كبت دموعها، وارتمت في حضن مريم كما يفعل الأطفال، وانهارت بالبكاء، لتخرج كل ما في قلبها من ألم وقهر."مريم... اتضح أن قوله إنه يحبني... كان حقيقيًا..."اتضح أنه عاش طوال حياته
Read more

الفصل 293

أجابت لينا بهدوء "حسنًا"، ثم دخلت الحمام وملأت حوض الاستحمام بالماء الدافئ، واستلقت فيه.ما إن لامس الماء الدافئ جسدها المنهك حتى شعرت براحة خفيفة تسري في جسدها وروحها...أما مريم، فجهزت لها منشفة نظيفة وملابس للنوم، ثم ذهبت إلى المطبخ لتحضّر لها بنفسها كوبًا كبيرًا من شاي الزنجبيل.فرغم أن لينا خضعت لعملية زراعة قلب جديدة، إلا أن جسمها لا يزال أضعف من الناس العاديين. بعد بقائها تحت المطر كل تلك الفترة، خافت مريم أن تصاب بالبرد أو الحمى، فأرسلت الخادمة لتحضر لها دواء للبرد أيضًا.خرجت لينا بعد أن استحمت ونظفت نفسها، فرأت فوق الطاولة كوب الزنجبيل ودواء البرد، فشعرت بدفء يلامس قلبها.جلست على الأريكة، شربت شاي الزنجبيل، وأخذت الدواء، ثم صعدت مع مريم إلى الطابق الثاني.قالت مريم وهي تجهز لها السرير: "عندما اشتريت هذا البيت، جهزت فيه غرفتي نوم رئيسيتين. كنت أعرف وقتها أنكِ ربما لن تعودي، لكني أصريت أن أترك غرفة لك، شعرت دائمًا أن بوجود غرفة لك، ستظلين بقربي مهما ابتعدتِ..." نظرت لينا إلى مريم وهي تفرش السرير، لتغيم عيناها بالدموع من جديد.النصف الأول من حياتها اجتازته بفضل رعاية مريم وولي
Read more

الفصل 294

بعد أن أنهى سعيد حظر وحذف كل شيء يخص مريم، رمى هاتفه جانبًا بعصبية.وبينما كان أنس الفاروق يدخل من خارج القصر، وقعت عيناه على الهاتف الملقى أرضًا، فعقد حاجبيه قليلاً."عدتَ يا أخي؟"نهض سعيد عن الأريكة، وحين رأى أنس مبللًا بالكامل وتعلو وجهه علامات القلق، سارع بالقول: "أنس، كيف اتبللت بهذا الشكل؟"تجاهله أنس ولم يُجب، بل خلع سترته وتناول المنشفة من الخادم، ثم بدأ يجفف شعره بهدوء، وسأل سعيد: "لماذا أنت هنا؟"تنهد سعيد وقال بفتور: "اليوم عطلة، شعرت بالملل فقلت أمر عليك لنحتسي كأسين سويًا."رمقه أنس بنظرة باردة: "لو تشعر بالملل، سافر لالخارج وورِّث عمل أخينا الخامس."ارتعش سعيد لمجرد سماعه كلمة "الخارج": "أنس، أخونا الخامس جلده سميك لا يخاف الشمس، أما أنا، وجهي رأسمالي في التعامل مع النساء، لا يمكن أن تخسرني هكذا!"الحقيقة أنه لا يحتمل أجوائه، كما أن العمل هناك متعب، فكلما عاد الخامس، كان شعره يتساقط. سعيد قطعًا لا يريد أن يصبح أصلع الرأس!في هذه اللحظة، جاء صوت أخيهم الخامس في الخيال: "أنت اللي أصلع، عائلتك كلها صلعاء!"لم يكترث أنس كثيرًا لسعيد، أنهى تجفيف شعره ودخل الحمام مباشرة.راقب
Read more

الفصل 295

عندما استيقظت لينا من نومها، كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة مساءً، وعيناها متورمتان بشكل واضح من شدة البكاء.رفعت يدها ومسحت عينيها، وعندما فتحت عينيها مرة أخرى، شعرت أن الرؤية ضبابية قليلاً.جلست شاردة على السرير لبعض الوقت، حتى استعادت قدرتها على الرؤية بشكل طبيعي تدريجيًا.أمسكت هاتفها وأرسلت رسالة إلى الطبيب جورج: [دكتور جورج، ظهرت عندي أعراض ضبابية في الرؤية مرة أخرى.]لم يردّ الطبيب فورًا، لذا وضعت هاتفها جانبًا، ثم نهضت من السرير.خرجت من الغرفة ونزلت إلى الطابق السفلي، لتجد جاسر الشريف جالسًا في غرفة المعيشة، ويبدو أنه يتبادل نظرات حادة مع مريم.نظرت إلى الساعة المعلقة على الحائط، لتتفاجأ بأن الوقت قد تأخر كثيرًا. لا عجب أن يكون جاسر موجودًا هنا في مثل هذا الوقت.تنهدت بهدوء، إذ كانت تخطط اليوم لأخذ مريم لرؤية وليد، ولكن يبدو أن الوقت قد فات على ذلك.بمجرد أن رأتها مريم، أسرعت إليها قائلة بلطف: "لينا، هل أنتِ جائعة؟ دعيني أسخّن لكِ شيئًا لتأكليه."وقبل أن تتمكن لينا من الإجابة، قاطعها صوت جاسر اللامبالي من خلفهما: "حان وقت العودة إلى المنزل."التفتت مريم بغضب نحوه، وقالت بحدّة:
Read more

الفصل 296

سمع المدير هذه الكلمات، ورغم أنه شعر بحرج شديد، إلا أنه رد بابتسامة متكلفة: "سيد سهيل، سأعاود الاتصال الآن لأستعجلها، رجاءً انتظر قليلاً..."وما إن خرج المدير، حتى تحولت ابتسامته إلى قلق واضح.منذ أن تغيّرت إدارة المكان لم يجرؤ أحد على افتعال المشاكل هنا، فمن كان يتوقع أن تصل مجموعة من أبناء العائلات الكبرى اليوم ليثيروا هذه المتاعب؟تنهد المدير محبطًا من سوء حظه، لكنه ما لبث أن رأى مريم تتقدم نحوه بخطوات واثقة، مرتديةً فستانًا أسود طويلًا يكشف ظهرها، وحذاءً ذا كعب عالٍ."سيدتي، وصلتِ أخيرًا! قالوا إنهم سيغلقون المكان إذا تأخرتِ أكثر من ذلك!""لا تقلق." لم تبدُ مريم متوترة أبدًا، بل ردّت بهدوء، ثم توجهت مباشرة نحو جناح كبار الزوار.ما إن فتحت الباب ورأت الرجل الجالس في الظل، حتى تغيرت تعابير وجهها قليلًا.كانت تظنهم مجرد مجموعة من الشباب الذين يشعرون بالملل وأرادت أن يثيروا بعض المتاعب للتسلية، لكنها لم تتخيل أبدًا أن يكون هذا الشخص هو سعيد.شعرت مريم بالحيرة، ففي السابق حاولت إقناعه بالحضور إلى هذا المكان لدعم عملها، لكنه كان دائمًا يرفض بحجة أن المكان مبتذل ولا يليق بشخص في مكانته.
Read more

الفصل 297

كان سعيد يجلس في الصالة مرتديًا بدلة بيضاء أنيقة، يحمل كأسًا من النبيذ في يده، متكئًا في جلسته كأمير مترف، توحي ملامحه باللامبالاة.بينما عيناه تراقبان بخفة المرأة التي تشرب زجاجةً تلو الأخرى.كانت مريم ترتدي فستانًا أسود بفتحة صدر عميقة، يبرز جمال قوامها بشكل ساحر، وتحت أضواء القاعة، ظهرت بمزيجٍ من البراءة والإغراء. وجهها المرسوم بملامح رقيقة وراقية، ازداد جماله حمرةً مع الكحول، فبدت بشرتها الفاتحة متوردة. جذبت إليها الأنظار بجرأة حضورها وسط الجميع حتى أفضل فتيات المكان لم يبدين بثقتها وهدوئها... لم يملك معظم أبناء الأثرياء سوى أن يسرحوا بنظراتهم نحوها، وأخذت الأفكار تدور في رؤوسهم...لاحظ سعيد كيف بدأت نظرات الرجال تتجه نحو فتحة صدر مريم، فتغيرت ملامح وجهه فجأة، وألقى بكأس النبيذ من يده بقوة على الأرض!تردد صوت الكأس المتحطم في القاعة، وأوقف يد مريم التي كانت تمدها نحو الزجاجة الثالثة...رفعت رأسها ونظرت إلى سعيد، ووجهها محمر من الكحول، وابتسمت له ابتسامة مهنية متكلفة: "سيد سعيد، هل هناك ما يزعجك؟"شعر سعيد بالضيق لرؤيتها تبتسم بهذه الطريقة المغرية، وقال ببرود: "اخرجي من هنا!"توق
Read more

الفصل 298

أجبرت لينا نفسها على الهدوء، وأخرجت هاتفها واتصلت بالشرطة فورًا. لكن الشرطة لم تصل بالسرعة الكافية، ومع توقف المحرك، أصبح الجو في السيارة خانقًا بشدة. لم تمضِ دقائق حتى بدأت تشعر بالاختناق والدوار، وبدأ تنفسها يزداد اضطرابًا.عندما أدركت أن الشرطة لم تصل بعد، حاولت الاتصال بمريم. لكن مريم كانت منشغلة في إدارة ملهى النجوم وتركت هاتفها بالسيارة، فلم تستطع الرد. اتصلت لينا عدة مرات، وحين لم يرد أحد، أغلقت الهاتف بيأس…رفعت عينيها المحمرتين من شدة الاختناق، نحو باب الفيلا المغلق، بلا أمل أن يخرج أحد لمساعدتها.شعور الاختناق الشديد، وانعدام الأكسجين، أشعل في داخلها غضبًا لم تشعر به من قبل.رفعت هاتفها وراحت تضرب نافذة السيارة بكل ما أوتيت من قوة، ضربة تلو الأخرى حتى تكسّر شاشة الهاتف، لكنها لم تتوقف.لم يسبق لها أن شعرت بهذا الغضب، ذلك الغضب الذي دفعها إلى استنفاد كل طاقتها في الضرب.كان جاسر الشريف يراقب المشهد من فوق الشرفة، لكنه لم يُظهر أدنى نية للتدخل، بل ظل يراقبها ببرود.وبعد أن أرهقت نفسها تمامًا ولم تعد تملك القوة لمواصلة الضرب، وضعت الهاتف جانبًا، وجثت في مقعدها، تستشعر كيف أن
Read more

الفصل 299

عندما لمح أنس الفاروق ذلك الظل المنكمش على نفسه تحت ضوء الشارع، انقبض قلبه فجأة بقوة. "قف هنا!" أبطأ رامز المساوي السيارة وركنها بجانب الطريق: "سيدي، ما الأمر؟" فتح أنس باب السيارة بسرعة ونزل يهرول باتجاه لينا.شعرت لينا، التي لم تكن ترى شيئًا بوضوح، باقتراب أحدهم، فنهضت من مكانها بسرعة وتراجعت للخلف: "لا تقترب!"عندما رأى أنس حذرها وارتباكها، توقف في مكانه ولم يقترب أكثر.ظل واقفًا بصمته، طويل القامة شامخًا، يراقبها دون أن ينبس بكلمة واحدة.عينيه الباردتين كثلج الشتاء، كانت تتلألأ فيهما حمرة خفيفة من شدة التأثر، وحتى حواف عينيه قد احمرت...ولأول مرة شعر أن النهاية بينهما قد وقعت فعلاً؛ حتى مجرد الاقتراب منها لم يعد ممكنًا.لم تكن لينا تدري من هو أمامها، كل ما عرفته أنه توقف حين طلبت منه ذلك، ولم يقترب.لكنها، وقد فقدت الرؤية، خافت أن يلاحظ ذلك فيحاول الاقتراب مجددًا.سيطر الخوف شيئًا فشيئًا على كل مشاعر الغضب السابقة...دون تردد، أدارت ظهرها وراحت تجري مبتعدة، غير آبهة برؤية الطريق.كل رفضها، وكل دفاعها، وكل تجاهلها لأنس الفاروق، مزقت قلبه، وأوجعته حتى النخاع.أدرك كم أخطأ، وكم كان
Read more

الفصل 300

ما إن سمعت لينا الشربتلي كلمة "عودي إلى البيت"، حتى شعرت بسخرية مريرة تعتصر قلبها: "ذاك بيتك، لا بيتي."لم يكن لها بيت قط، لا في الطفولة ولا في الكبر. ظنّت أن وجود أختها سيمنحها أخيرًا وطنًا، لكن هذا الرجل الذي يزعم أنه كان سيصبح زوج أختها، حبسها في السيارة لمجرد تأخرها في العودة، وكاد يخنقها حيّة... فكيف تعود معه إلى ما يسميه "منزلًا"؟نظر إليها جاسر الشريف ببرود وقال: "ذاك البيت اشتريته لأجل أختك، هو بيتها، وبالتالي فهو بيتك أيضًا."لكن ابتسامة لينا لم تكن سوى تجمّد بارد على وجهها: "أختي أنهت حياتها لتفرّ منك، هذا يعني أنها لم تكن تحبك أبدًا. تلك المنازل، تلك السيارات، لم تكن لها، بل كنتَ تفرضها عليها فرضًا، وتتوهم أنها قبلتها منك."تبدلت ملامح جاسر في لحظة، وانبعث الغضب من عينيه: "إن لم تكن تحبني، لِم طاردتني لعشر سنوات كاملة؟ لقد هي من بذلت جهدًا للوصول إلي، ثم هي من خانتني، وتخلت عني، وهربت! وأنتم تُحمّلونني وحدي كل الذنب؟"تجمدت لينا. لم يخطر ببالها أن أختها كانت هي من بدأت العلاقة، بل وظلت تلاحقه لعقدٍ كامل.إذًا... ربما كانت تحبه بالفعل، لكن لمَ تخلّت عنه إذًا؟ لمَ أنهت حياتها؟
Read more
PREV
1
...
2829303132
...
47
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status