رأى سامح أن الحارس الشخصي كان يتبع السيدة لينا عن بُعد، فتنهد بخفة.كان أنس الفاروق يحب السيدة لينا حبًا جمًّا، ومع ذلك اختار أن يتركها، ولا أحد يدري كم يعتصر قلبه من الألم.فكر سامح قليلًا، ثم أخرج علبة سجائر ومدّها نحو أنس قائلًا: "سيدي أنس، جرب أن تخفف عن نفسك قليلاً..."ألقى أنس نظرة باردة على علبة السجائر، وعاد لبروده المعتاد وقسوته الظاهرة: "ارمِها، لم أعد بحاجة إلى هذه الأشياء... بعض الأشخاص، يكفي أن أدفنهم في قلبي ليبقوا رفيقي مدى الحياة..."لم يكن سامح يتوقع أن أنس، الذي عاش السنوات الثلاث الأخيرة لا يعرف غير الدخان والخمر، يمكن أن يقطع هذه العادة بتلك البساطة.نظر إلى أنس، فرآه يسند ذراعه إلى نافذة السيارة، يحدق شاردًا إلى الخارج، وللحظة خُيّل إليه أنه رأى أنس القديم قبل أن يعرف السيدة لينا: لا يدخن ولا يشرب، رزينٌ شامخ، لا يكترث ولا يبالي بأحد أو شيء.أما الآن، فبعد كل ما قاساه من ألم الحب، صارت عيناه الباردتان تحملان ظلًا من الكآبة، لكن بدا وكأنه قد عاد إلى سابق عهده.شعر سامح ببعض التأثر، فأعاد السجائر إلى جيبه، وقال له بلطف: "سيدي أنس، لنعد إلى البيت..."اكتفى أنس بهزة رأ
Read more