تسلّلت تلك الكلمات الدافئة الممزوجة بالانكسار إلى مسامعها، فارتجف قلبها ارتجافة خفية.فأمالت رأسها قليلًا، ونظرت إلى أنس الذي كان يعانقها من الخلف بإصرار ولا يفكّ قبضته عنها.كان وجهه قد شحُب حتى بدا ناصع البياض، واحمرّت عيناه حتى بدا لون الدم واضحاً في زواياهما. صورة أنس الراسخة في ذاكرتها لم تكن يومًا بهذا الضعف؛ لطالما كان شامخًا، متكبّرًا، ينظر إلى العالم نظرة استعلاء .أما الآن، فقد كان يتنازل عن كبريائه مرة تلو الأخرى كي لا يفقدها.كأن نجمًا معلّقًا في أعالي السماء، بعيد المنال، ثم هوى فجأة إلى غبار الأرض.ومع ذلك، فحتى النجوم إذا تساقطت تبقى من جوهر السماء، فكيف تغيّر ذاتها لأجلها؟مدّت يدها تلامس خصلات شعره الكثيفة فوق جبينه...لكن تلك اللمسة الرقيقة جعلت جسده يتصلّب في لحظة.نظر إلى المرأة القريبة منه، وكأنه لمح في عينيها وراء الرقة عزيمةً لا تلين.فشدّ ذراعيه حولها أكثر، وصوته يتهدّج: "لينا... أرجوكِ، لا تكوني قاسيةً معي إلى هذا الحد..."كان عناقه بهذه القوة كأنه يريد أن يدمجها في عظامه ولحمه، حتى أن الكلمات التي همّت لينا أن تنطق بها عادت وانحبست في صدرها.خفضت يدها، وأسد
Read more