All Chapters of لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل: Chapter 381 - Chapter 390

466 Chapters

الفصل 381

تسلّلت تلك الكلمات الدافئة الممزوجة بالانكسار إلى مسامعها، فارتجف قلبها ارتجافة خفية.فأمالت رأسها قليلًا، ونظرت إلى أنس الذي كان يعانقها من الخلف بإصرار ولا يفكّ قبضته عنها.كان وجهه قد شحُب حتى بدا ناصع البياض، واحمرّت عيناه حتى بدا لون الدم واضحاً في زواياهما. صورة أنس الراسخة في ذاكرتها لم تكن يومًا بهذا الضعف؛ لطالما كان شامخًا، متكبّرًا، ينظر إلى العالم نظرة استعلاء .أما الآن، فقد كان يتنازل عن كبريائه مرة تلو الأخرى كي لا يفقدها.كأن نجمًا معلّقًا في أعالي السماء، بعيد المنال، ثم هوى فجأة إلى غبار الأرض.ومع ذلك، فحتى النجوم إذا تساقطت تبقى من جوهر السماء، فكيف تغيّر ذاتها لأجلها؟مدّت يدها تلامس خصلات شعره الكثيفة فوق جبينه...لكن تلك اللمسة الرقيقة جعلت جسده يتصلّب في لحظة.نظر إلى المرأة القريبة منه، وكأنه لمح في عينيها وراء الرقة عزيمةً لا تلين.فشدّ ذراعيه حولها أكثر، وصوته يتهدّج: "لينا... أرجوكِ، لا تكوني قاسيةً معي إلى هذا الحد..."كان عناقه بهذه القوة كأنه يريد أن يدمجها في عظامه ولحمه، حتى أن الكلمات التي همّت لينا أن تنطق بها عادت وانحبست في صدرها.خفضت يدها، وأسد
Read more

الفصل 382

هذا التصرف أفزع لينا، فسحبت قدمها على عجل وقالت بوجه يعلوه الذعر: "لا حاجة إلى هذا."كل ما تريده في هذه الفترة ألا يؤذيها فحسب؛ لا داعي لأن يتواضع لها بهذه الطريقة التي تُشعرها بعدم الارتياح.رفع أنس عينينه الصافيتين العميقتين، وأومأ لها برأسه، لكنه لم يُصغِ لرجائها، ومضى لينزع الحذاء الآخر.ثم وضع الحذائين على الأرض، وحمل لينا دفعةً واحدة، ورفع الغطاء وأعادها إلى السرير الوثير.غطّاها بعناية، ولامس خدّها بكفه قائلًا: "نامي قليلًا، وعندما تستيقظين سأعدّ لك طعامًا."قطّبت لينا حاجبيها الرقيقين: "لا أحتاج منك كل هذا؛ يكفيني أن تتصرف كما كنت من قبل…"بمجرد أن سمع، بدا وكأنه أساء الفهم؛ فجأةً جذبها من السرير إلى حضنه.احتواها بذراعَيه وسط دهشة منها، وجلس على الأريكة، ضاغطًا على خصرها ليجعلها تجلس متربعةً على فخذيه.ثم رفع أصابعه المفصّلة، وأمسك مؤخر رأسها ليُميلها قليلًا إلى الأمام، فيما رفع رأسه هو إلى أعلى.وحين التصق أنفيهما ، شدّ ذقنه قليلًا، وفتح شفتيه الرفيعتين، وطبق شفتيها بعنف وقبّلها بقوة.لم تكن لتحدث مشكلة لو لم يلمسها، لكنه ما إن لمسها حتى جن جنونه. فما كان مجرد لمسة خفيفة تح
Read more

الفصل 383

أكثر من ثلاثة أشهر مضت دون أن يشغّل هاتفه، وحين ظهرت على الشاشة عبارة "البطارية منخفضة" وهمَّ بوضعه في الشحن، دخل رامز وهو يحمل أكياسًا عديدة.وضع أنس الهاتف جانبًا، ورفع نظره إلى رامز الذي وضع ما يحمله على المكتب: "ألستُ قد طلبت منك أن تنجز العمل؟"ابتسم رامز بفخر وهو يشير إلى الأكياس: "أنجزته، وهذه الأشياء أحضرتها كما طلبت."كان على وجهه تعبير "سيدي، ألا تستحق أن تثني عليّ؟"، لكن ما إن وقعت عين أنس على تلك الأغراض حتى انطفأت ابتسامته فجأة."ومن سمح لك أن تجدها بهذه السرعة؟!"تجمّد رامز في مكانه، فـ"إس" دائمًا ما يعمل بسرعة ودقة وحسم! أليس سيده يعرف القاعدة؟ فلماذا يلومه الآن على سرعة إنجازه؟اسودّت ملامح أنس، ودفع الأغراض نحوه ببرود: "أعدها فورًا!"اتسعت عينا رامز ذهولًا، وهو لا يفهم السبب: "لكن لماذا يا سيدي؟"زفر أنس بعمق، وفي عينيه صقيع كفيل بتجميده في مكانه. شعر رامز تحت تلك النظرات الباردة وكأن سيده على وشك أن يخلع ذراعيه وساقيه عقابًا له على سرعته المفرطة.ارتعد رامز، وفجأة أشرق ذهنه واستوعب الأمر: "سيدي، من الآن فصاعدًا، أي أمر يخص السيدة لينا سأؤديه ببطء شديد… لا تقلق."ثم
Read more

الفصل 384

تنفست لينا بعمق، واحمرّ وجهها الصغير غضبًا؛ كان ينبغي ألا تلين قبل قليل وألا تُساير!ولما رأى أنس الفاروق ملامحها وهي تنفخ غيظًا، ارتسم عند طرف شفتيه انحناءة خفيفة، وفي عينيه بريقٌ من ابتسام.لم يتمالك نفسه، فانحنى يطبع قبلةً أخرى على شفتيها، ثم أفلتها قائلًا: "حسنًا، كفى دلعًا… هيا قُومي لنتناول شيئًا."لكن أيّ شهية بقيت لها للأكل؟ لم تشبع نومًا، وأيقظها بتلك القبلة، حتى كادت من غضبها ترفض الطعام.لمّا لاحظ تردّدها، لم يُلحّ؛ قام وحمل عصيدة الزنبق، وجلس على أريكةٍ بمحاذاة السرير.راح يُبرّد ما في الوعاء رويدًا، ثم غمس الملعقة، وقدّمها إلى شفتيها: "افتحي فمك."رمقته بنظرة جانبية، ثم أدارت جسدها، وأسندت خديها إلى يديها، تحدّق إلى الحديقة عبر النافذة وهي تغلي صمتًا.نظر أنس إلى ظهرها، وومضت في عينيه لمحةُ دلالٍ ورفق. "لينا، إن لم تكوني جائعة… فبوسعنا أن نفعل شيئًا آخر؟"ما إن سمعت، حتى استدارت نحوه، واتّسعت عيناها الواسعتان بحدّة غضب وهي تحدّق به.أسند أنس مرفقيه إلى ركبتيه، وانحنى قليلًا يثبت نظراته في عينيها: "لينا، لقد كابدتُ أعوامًا… كان الأمر مُتعبًا جدًّا…"لم تُرِد سماع مزيد م
Read more

الفصل 385

ارتمت لينا في حضنه، ولما التقت عيناها للحظة بعينيه اللتين لا تُخفيان حبًّا، أومأت مطيعةً برأسها.وبهذا المظهر الهادئ الرقيق، كأنها عادت كما كانت قديمًا؛ فتلألأت ابتسامة باهتة في عمق عيني أنس وازدادت إشراقًا.حمل أنس لينا إلى غرفة الملابس، وأجلسها على الأريكة، ثم ضغط زرًّا خفيًّا في الجدار.فانفتحت خزائن فاخرة متتالية، وانكشفت أمامها صفوف من فساتين السهرة الراقية المتقاربة الطراز.لم تُخف دهشتها؛ فهذا تمامًا أسلوبها القديم في اللباس، ولم تكن تتوقع أنه ما يزال يذكر…قال بإيجاز: "بعدما عدتِ معي إلى المنزل، طلبتُ من الخدم تجهيزها مسبقًا."انتقى فستانًا طراز A ضيّق الخصر، وقدّمه لها، ثم أومأ بذقنه نحو غرفة القياس إشارةً أن تبدّل ثيابها.تسلّمت الفستان، وترددت لحظة وهي تنظر إليه؛ أرادت أن تسأله عن الملابس الداخلية، لكنها استحيت.وما إن همّت بارتداء الفستان دونها، حتى مدّ يده المفصّلة من الخزانة وسلّمها قطعة داخلية ملائمة: "قامتُك لم تتغير كثيرًا، مثلما كانت من قبل، ينبغي أن تناسبك."نظرت إلى تلك القطعة الوردية الممتلئة، ثم إلى ملامحه الهادئة اللامبالية، وتظاهرت هي أيضًا باللامبالاة، فأخذته
Read more

الفصل 386

قاد أنس لينا إلى الطابق الأعلى من الفندق.كانت هناك مطاعم فرنسية ، تُطل شرفاتها من ارتفاع عالٍ على كامل مشهد الليل تحتها.ويبدو أنه حجز الطابق بأكمله؛ نُدُل ببدلات سهرة وربطات فراشية يتحركون لخدمتهما وحدهما.تقدّم مدير فرنسي أنيق ببدلة رسميّة، مفعم بالحيوية، وانحنى وهو يقدّم قائمة طعامٍ فاخرة الصنع بعد جلوسهما على التراس.مدّ أنس يده وتناول القائمة ووضعها أمام لينا: "لينا، ماذا تحبّين أن تأكلي؟" فتحت لينا القائمة، وما إن رأت اللغة الفرنسية تملأ صفحاتها حتى تجمّدت ملامحها قليلًا.لم تفهم شيئًا؛ فطفا على وجهها الأبيض ارتباكٌ لا إرادي، وامتدّت يدها باضطراب تلامس خصلات شعرها القصير عند الأذن.أسرع أنس، من الجهة المقابلة، يلتقط القائمة بأصابعه الطويلة.كان يجهل ما تفضّله، لذلك أراد أن تختار بنفسها، لكنه لم يحسب هذا.نظر إليها بنفحة تأنيب ذاتي، ثم مال برأسه نحو المدير وهمس بالإنجليزية يطلب مقبّلاتٍ وأطباقًا رئيسية، وعاد يلتفت إليها: "لينا، الحلوى… ماكرون أم تارت؟"منحها خيارًا ليبدّد شيئًا من حرجها.قالت بصوتٍ خافت: "تارت…"هي تحبّ الأشياء الهشّة الحلوة قليلًا، والتارت من أحبّها إلى قلبه
Read more

الفصل 387

انتهى العشاء على ضوء الشموع ببطء مع عزف موسيقى التشيلو واحدة تلو الأخرى.عندما نهضت لينا، هبت نسمة باردة على شعرها القصير، فتبعثرت خصلات شعرها، لتحجب عنها الرؤية.مد أنس يده وسوّى شعرها، ثم التقط سترته، ولفها حولها.ثم أمسك بيدها مرة أخرى، وقادها إلى الطابق السفلي، وقال: "لينا، هناك عرض غنائي راقص، هل..."خفض رأسه، ونظر إلى لينا بجانبه، ولكنه رآها تحدق مطولاً في مبنى الكونغرس من بعيد، فتوقف عن الكلام.أومأ برأسه نحو الحرس الشخصي خلفه، ففهم أحدهم قصده فورًا، واتجه بسرعة نحو البيت الأبيض."لينا، لنذهب إلى مبنى الكونغرس."أفاقت لينا من شرودها، وهزت رأسها قائلة: "لا داعي لذلك. طالما رتبت عرضًا غنائيًا راقصًا، لنذهب إليه."كانت قد سمعت فقط من نادر أن مبنى الكونغرس مستوحي من التصميم الإغريقي واليوناني القديم، فلم تتمالك نفسها من إلقاء نظرة عليه.لكنها لم تتوقع أن يصحبها أنس إلى هناك لأنها فقط ألقت نظرة عليه. كان ذلك اهتمامًا مفرطًا بمشاعرها.لم يقل أنس شيئًا، بل أمسك بيدها، وسار بها نحو مبنى الكونغرس.كانت لينا تظن أنهما سيتجولان خارجه فقط، ولكنه اصطحبها مباشرة إلى الداخل.رغم أنه يمكن زيارة
Read more

الفصل 388

ظل أنس يحملها على ظهره حتى عادا إلى السيارة، ثم توجها إلى مركز كينيدي للفنون.وقبل أن يدخلا، توقف فجأة، ونظر إليها."لينا، هل تفضلين العروض الغنائية الراقصة أم الحفلات الموسيقية؟"كان قد انشغل في ترتيب برنامج للموعد، فنسي أن يسألها عمّا تفضله.لم تكن لينا تهتم كثيرًا بالعروض الغنائية الراقصة، فظهر بعض التردد على وجهها.ترددت لثانيتين فقط، لكن أنس أدرك ما يدور في خلدها، ثم أشار بذقنه مجددًا نحو الحارس الشخصي الذي يقف خلفه.توجه الحارس مباشرة نحو قاعة الحفلات، وما إن دخلا، حتى قادهما أحد خصيصًا إلى المقصورة الرئاسية في الطابق الثالث.كان المسرح مزين بعدد لا يحصى من آلات الأرغن، مما أضفى عليه مشهدًا بديعًا ومذهلاً.جلست لينا في المقصورة، تنظر من علٍ إلى العرض المذهل فوق المسرح، وارتسمت تدريجيًا ابتسامة على شفتيها.أما أنس الذي كان ينظر إليها طوال الوقت، لمّا رأى تلك الابتسامة، ظهر الفرح في عينيه."لينا، لقد ابتسمتِ أخيرًا."فمنذ عودتها، لم تكن ابتسامتها سوى مرارة معغلفة بالتماسك، أما مثل هذه الابتسامة المُبهجة، فلم يرها منذ وقت طويل.حين سمعت لينا ذلك، أدارت رأسها، وابتسمت نحوه قائلة: "شك
Read more

الفصل 389

سقطت لينا أرضًا، ولم تسمع إلا صوت الفرملة المفاجئة.انتابها الذعر، فالتفتت بسرعة، لترى أنس ملقى على الأرض.تأوه أنس، وأخذت قطرات الدم تسيل ببطء من فمه."سيدي!"نزل الحرس الشخصي من السيارة، وقد شحبت وجوههم من الذعر.هرعوا إليه، وساعدوه على النهوض، عازمون على نقله إلى المستشفى.ولكن أنس دفعهم بعيدًا، ووقف مترنحًا، ثم تقدم نحو لينا.جثا على ركبة واحدة أمامها، وساعدها على النهوض، ثم راح يفحصها بقلق من رأسها حتى أخمص قدميها."لينا، هل أصابكِ شيء؟"امتلأت عيناه بالتوتر والذعر والقلق، مما جعل قلب لينا يرتجف.حدقت بذهول في الرجل الذي صدمته السيارة، لكنه كان قلقًا على سلامتها أولاً.اجتاحت عقلها مشاعر معقدة لا يمكن وصفها، فكانت تشعر بالذهول، وعجزت عن النطق بكلمة واحدة.حين رآها أنس لا تتفوه بكلمة واحدة، ظن أنه دفعها بقوة مبالغ فيها وآذاها، فحملها وسارع مسرعًا نحو السيارة.حين حملها في الهواء، رأت لينا الدم على طرف شفتيه، فشحب وجهها تدريجيًا."أنس، أنت تتقيأ دمًا! لا بد أن أعضاءك الداخلية قد تضررت، أنزلني فورًا، ولا تُجهد نفسك!"لكن أنس لم يُعر اهتمامًا لتحذيرها، وحملها قسرًا إلى السيارة، ثم الت
Read more

الفصل 390

"لحسن الحظ كمية النزيف ليست كبيرة، لذا الحالة ليست خطيرة. سنبدأ بالأدوية كعلاج، وإذا ساءت الحالة لاحقًا، فسنضطر إلى إجراء عملية جراحية."وضع مدير المستشفى صورة الأشعة جانبًا، ونظر مطولاً إلى أنس الذي كان نصف مستلقيًا على السرير، وعندما رأى أن الدم لم يعد يتدفق من شفتيه، تنفس الصعداء بهدوء.لحسن الحظ، توقف النزيف في الوقت المناسب، ولم تحدث أي عدوى، وإلا، إن كان أصيب هذا المساهم الكبير داخل مستشفاه بمكروه، لطالبت عائلة الفاروق برأسه ثمنًا لهذا.أما لينا التي كانت ترافقه، حين سمعت كلمات مدير المستشفى، استرخت من توترها الذي رافقها طوال الوقت."ما الذي يجب الانتباه إليه أثناء البقاء في المستشفى؟""عليه الانتباه إلى نظامه الغذائي، والحرص على الراحة، وتجنب القيام بمجهود عنيف."دونت لينا ذلك في ذهنها، ثم سألت الطبيب الذي كان يضمد ذراع أنس:"كيف حال يده؟""إنه مجرد خدش ونزف بسيط. لم يتضرر عظمه، ليست إصابة خطرة."تنفست لينا الصعداء مجددًا، ونظرت بعينيها السوداوين اللامعتين إلى أنس الذي كان يحدق بها.وبعد لحظة من الصمت المتبادل بينهما، ضغط أنس على راحة يدها قائلاً:"لينا، لا تقلقي. بعدما دفعتكِ،
Read more
PREV
1
...
3738394041
...
47
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status