مكث أنس في المستشفى أسبوعين، وبقيت لينا بجانبه، تأكل وتنام إلى جواره، وكأن الزمن قد عاد بهما.مع ذلك، كان وسواس النظافة لديه مبالغًا فيه بعض الشيء، فإن نصحه الطبيب بألا يتحرك، لم يكن يصغي إليه، ويصر على تنظيف نفسه.وفي كل مرة يخرج فيها من دورة المياه، يكتفي بلفّ منشفة، كاشفًا عن عضلات بطنه المشدودة الصلبة، ويتجول أمامها بلا أي قيود.عندما كانت لينا تراه على هذه الحال، كانت تظن أن كثرة استحمامه لا ترجع إلى وسواسه بالنظافة، بل كانت تشعر أنه يفعل ذلك لإغوائها.وخاصة في الليل، كان يفقد السيطرة على نفسه، فيعانقها، ويغمرها بالقبلات بجنون.تلك المشاعر التي جمعت بين الكبت الشديد واحترامه لرغبتها، كانت تحطم حدود لينا مرة تلو الأخرى.في الليلة التي سبقت خروجه من المستشفى، لم يستطع أن يتمالك نفسه، فعانقها ودفعها إلى الحائط، ثم عض شفتيها قائلاً:"لينا، امنحيني نفسكِ، حسنًا؟"رفعت لينا عينيها، لتلتقي بهاتين العينين المغمورتين بالرغبة، الخاليتين من أي ذرة عقل. ترددت لحظة، ثم أومأت برأسها.إن لم تستطع تركه، فلتمنحه فرصة أخرى، ولتمنح نفسها أيضًا فرصة أخرى. أما ما يخبئه لها المستقبل، فستمضي قدمًا وترى.
Read more