All Chapters of عندما سلمت طليقي لحبه الأول، فقد صوابه: Chapter 91 - Chapter 100

100 Chapters

الفصل 91

ابتسمتُ ابتسامة خفيفة، وقلت: "طالما أنه ليس مثلك، فلا بأس."ظهر في عينيه أثر جرح، وقال: "أنا بهذا السوء في نظرك؟""لا بأس بك، هناك من هم أسوأ منك، من يضربون زوجاتهم، ومن يتعاطون المخدرات، ومن يقامرون.""... سارة،"تغير وجهه إلى السواد، وكان على وشك الكلام، حين طرق باب الغرفة.وتزامن ذلك مع صوت يارا الرقيق: "فارس، سأدخل." وقبل أن يردّ أحد، صدر صوت طقة خفيفة من الباب، ثم دفعته ودخلت."فارس، سأطهر لك ..."لكن كلماتها انقطعت حين رأتني، وتجمدت الابتسامة على وجهها.قلت بهدوء: "سأخرج أولًا.""سارة."تحدثت يارا بنبرة ودودة ظاهرًا: "أنتم مطلقان الآن، ويجب أن يكون تعاملكما مع بعض على هذا الأساس. لا تسيئي الفهم، أخاف فقط أن يعرف من يتربصون بكِ، وينتشر شيء يؤثر على سمعتكِ.""الدولة نفسها لم تصدر بعد وثيقة الطلاق، وأنتِ أعلنتِ من شخصكِ بأننا مطلقان؟"لم أتمالك نفسي، وواصلت ببرود: "حتى لو كانت سمعتي سيئة، فلن تصل لدرجة أن تكون في مستوى بشاعة سمعتك."رميت بهذه الجملة، ثم غادرت بخطى واسعة.ولم أكن قد خرجت من الغرفة بعد، حين سمعتها تقول لفارس بنبرة مظلومة: "فارس، هل سمعت ما قالت؟!""من سمح لك بالدخول؟
Read more

الفصل 92

حين رأيت أن الجد قد كشف الأمر، لم أتردد أكثر، وأومأت برأسي، "نعم."رفع الجد يده مشيرًا إلى العم مسعود ليُحضر شيئًا، فإذا به يجلب سجلًا طبيًّا باهت اللون.اخذت السجل ونظرت فيه، فإذا بقلبي ينقبض وكأن يدًا خفية شدّت عليه بقوة.فارس في طفولته.راجع طبيبًا نفسيًّا لسنوات عديدة…رفعت رأسي بتردد، غير مصدقة تمامًا ما قرأته.شاب موهوب ومحبوب مثله، كان زبونًا دائمًا لقسم الطب النفسي!استغرقت وقتًا طويلًا لأستعيد أفكاري، ثم تمتمت: "هو... كيف يمكن أن..."لكن حين فكرت مجددًا، وجدت أن لذلك سببًا وجيهًا.وُلد يتيم الأم، وأبوه جعل البيت في فوضى بسبب امرأة أخرى، ولم يكن يحب سوى ابنته من تلك المرأة.أن يُصاب بمشكلة نفسية.أمر طبيعي تمامًا.قال الجد: "خلال هذه السنوات، فكرت كثيرًا إن كان يجب أن أخبره."تنهد الجد، وفي عينيه المتعبتين لمعة حادة، وقال: "لكن، سيأتي يوم يعرف فيه، لا يمكن إخفاء ذلك عنه طوال حياته."…غادرت منزل العائلة بمشاعر مختلطة، وفي طريقي للعودة، ظل جفني الأيمن يرتجف دون توقف.عادةً لا أؤمن بهذه الأمور، لكن شعرت اليوم بانقباض خانق في صدري أيضًا. وقبل أن تدخل السيارة إلى مرآب الحي السكني،
Read more

الفصل 93

"أين يارا؟"تجنبتُ حركته، وسألتُ بصوت متهدج.كان الجد مع يارا عندما حدث الأمر، فلماذا ليست هنا؟ما إن أنهيت سؤالي حتى سُمِع في الرواق صوت كعب عالٍ يضرب الأرض، بدا عليه الارتباك، فأقبلت يارا مهرولة، وقد شحب وجهها، وقالت: "فارس، هل الجد بخير؟ آسفة، من الصعب إيجاد سيارة في البيت القديم، فتأخرت قليلًا..."قاطعْتُها مباشرة: "لماذا أغمي على الجد فجأة؟"ظهر على وجه يارا توتر عابر، ثم قالت: "أنا... لا أعلم أيضًا، فجأة لم يستطع التنفس، ثم أغمي عليه.""فجأة هكذا فقط؟ ألم تقولي أو تفعلي شيئًا؟" لم أصدقها.خلال العامين الماضيين، كانت صحة الجد جيدة، وكان يجري فحوصات منتظمة.حتى عندما غضب إلى حد ضرب فارس، لم يحدث له شيء، فكيف يعاني فجأة من مرض دون سبب."ما الذي تعنينه؟ سارة، هل تشكين في أنني أنا من أغضب الجد حتى مرض؟"ظهر الارتباك على وجه يارا، وفجأة أمسكت بطنها ونظرت بألم إلى فارس، وقالت: "فارس، بطني يؤلمني كثيرًا..."تغير وجه فارس فجأة، وقال: "ألم في البطن؟""نعم!"رأى فارس أنها تؤكد ذلك، فحملها بسرعة وغادر مسرعًا، قائلًا: "يا طبيب! إنها حامل، وتشعر الآن بألم في البطن."لم أتمالك نفسي وأظهرتُ تعبي
Read more

الفصل 94

"هناك شيءٌ غير صحيح..."كنت أشعر دائمًا أن هناك شيئًا غير طبيعي.سأل فارس بمتابعة: "ما الذي ليس صحيحًا؟"فكرت بتركيز وقلت: "الجد عندما تصيبه نوبته، كان عادة يتناول الدواء فورًا ويتعافى، كيف أغمي عليه هذه المرة مباشرة؟""صحيح، في السابق عندما كان الجد يأتي لإجراء الفحوصات الدورية، كنت ألاحظ أن جيبه كان دائمًا يحتوي على الدواء. في هذا الوضع اليوم، لو تناول الدواء في الوقت المناسب، ما كان سيسوء الأمر هكذا." قال مدير المستشفى.نظرت إلى فارس ببرود وقلت: "أين يارا؟""إنها تستريح في غرفة المرضى."بعد أن أجاب فارس، تغيرت ملامحه وقال بيقين: "أأنت تشكين بها؟ هذا مستحيل، رغم أن طبعها متعجرف قليلًا، لكنها ليست سيئة النية، ودائمًا ما تكون مطيعة أمام الجد."بعد أن سمعت ذلك، لم أستطع لأول مرة كبح غضبي.أن لم تكن سيئة النيَّة، هل ستبذل كل جهدها في التمسك بزوج امرأة أخرى؟لكن، لا أحد يستطيع إيقاظ من يتظاهر بالنوم، وأنا أعرف هذا جيدًا.لم أعد أرغب في الجدال معه، فوجهت كلامي لمدير المستشفى، وقلت: "هل ما زالت الملابس التي كان يرتديها الجد عندما نُقل إلى المستشفى موجودة؟ من فضلك، تحقق من وجود الدواء في الج
Read more

الفصل 95

"لا حاجة..."شدّت يارا كمّ قميصه قائلة: "أريدك فقط أن تبقى معي، فقط قليلًا، هل هذا ممكن؟ إن لم يكن، فدعني أموت من الألم أفضل!""فلتَموتي إذًا من الألم."قال فارس بوجه بارد، ورغم ما قاله، صبّ لها كوبًا من الماء الساخن، وقال بنبرة باردة: "اشربي ماءً دافئًا."قهقهت يارا بسخرية: "الماء الدافئ لا يعالج المرض."اصطدم فارس بي، فكاد أن يوقعني أرضًا، وما إن رفعت رأسي، حتى رأيت مدى انسجامهما الطبيعي.واحدة تتصنع، والآخر يصدق.بعد إدخال الجد إلى وحدة العناية المركزة، وبسبب حالته الصحية، نصح الأطباء بعدم زيارته.لم أكن أملك إلا الوقوف عند الباب، أنظر من خلال الزجاج إلى الداخل.الجد الذي كان دائمًا طيب الملامح، بات الآن لا يتنفس إلا من خلال قناع الأكسجين، شعرت حينها بضيق لا يوصف.فجأة، بدا لي أن أصابع الجد قد تحركت.نظرت إلى العم مسعود بفرح وقلت: "عمي مسعود، هل تحرك الجد؟""نعم، نعم! لم تخطئي، إنه يتحرك الآن."كان العم مسعود متأثرًا أيضًا.كنا نظن أن الجد لن يفيق قريبًا، ولم نتوقع أن يصحو بهذه السرعة.فرحتُ وذهلتُ في آن واحد، وركضتُ للبحث عن الطبيب، لكن ما إن وصلت إلى منتصف الطريق، حتى سمعت صوت جها
Read more

الفصل 96

ظننت أن جدي ربما سيقول لي ألا أتطلق من فارس.لكن، جدي لم يقل ذلك.كان من الواضح تمامًا أن حياة الجد كانت تتلاشى شيئًا فشيئًا، وكان صوته ضعيفًا جدًا: "مهما كان... لا تدعي يارا تتزوج في عائلتنا، احمي عائلتي جيدًا من أجل الجد.""حسنًا... حسنًا..."كدت أنهار، أبكي وأهز رأسي مرارًا، "جدي، هل قالت لك يارا شيئًا، وإلا كيف أُصبت فجأة...""هي..."ظهرت في عيني الجد لمحة من الاشمئزاز والغضب، لكنه تنهد في النهاية وقال: "يكفي أن تتذكري ما قلته لك.""حسنًا... سأتذكَّر، سأتذكَّر كل كلمة."قلت بصوت مختنق، ولم أجرؤ على أن أسأل المزيد، خشية أن أُغضب الجد مرة أخرى.لكن في قلبي، زُرعت بذرة الشك.من المؤكد أن يارا قالت شيئًا للجد."يا ابنتي، لا تحزني، اعتني جيدًا بالطفل في بطنك."بذل الجد آخر ما تبقى له من قوة، ونظر إليَّ بلطف وابتسم: "بهذا، يمكنني أن أغمض عيني وأرتاح...""(صوت جهاز انذار)—"أطلق جهاز المراقبة صوتًا حادًا وطويلاً!نظرت إلى الجد الذي أغلق عينيه، وشفتيه لا تزالان تحملان ابتسامة، وانهرت على الفور.كان الجد يعرف كل شيء...لقد كان يعلم منذ زمن أنني حامل!ومع ذلك، لم يسألني أبدًا.تمسكت بحافة س
Read more

الفصل 97

ظللت أتذكر مرارًا كلمات الجد التي أوصاني بها.سابقًا، كان الجد لا يوافق على أن يكون فارس مع يارا، فقط لأنه رأى أن نواياها معقدة بعض الشيء، لكن اليوم... يبدو أن الأمر مختلف تمامًا.ما الذي قالته يارا للجد بالضبط؟عندما دخلت السيارة إلى المنزل القديم، نزلت منها مباشرةً لأغادر، لكن فارس لحق بي بخطوتين كبيرتين وضمني إلى صدره.تجمد جسدي، ووضع رأسه على كتفي وقال بصوتٍ فيه بعض العجز: "سارة، ابقي معي هذه الليلة فقط.""ليلة واحدة فقط.""أرجوك."عندما سمعت ذلك، قفز إلى ذهني ذلك التقرير الطبي الذي رأيته صباحًا في غرفة المكتب، ولم أتمالك نفسي من الشعور بالشفقة عليه: "حسنًا."أصبح الجو داخل المنزل القديم ثقيلًا، فقط لأن الجد لم يكن موجودًا، ومع ذلك بدا أن البيت بأكمله قد أصبح خاليًا فجأةً هذه الليلة.عندما عدت إلى غرفة النوم، أخذت حمامًا دافئًا، وعندما خرجت لم أجد فارس.عندما دخلت في نوم عميق في منتصف الليل، اقترب مني أحدهم بهدوء من الخلف وضمني، ولم أحتج لأن ألتفت، فقد كنت أعلم من هو.لا أعرف لماذا، لكن في كل حركة من حركات فارس الليلة، شعرت بالحزن يتسرَّب منه."هل نمتِ؟"وضع جبهته على رأسي، وسأل بص
Read more

الفصل 98

في اليوم التالي، عندما أوقفني الخدم عند باب المنزل القديم ولم يسمحوا لي بخطوة واحدة، فهمت الأمر.الليلة الماضية، كانت حقًا مجرد إبلاغ.كنت أعلم أن هذه فكرة فارس، ولا علاقة للخدم بها، فسألت بصبر: "أين فارس؟"" خرج السيد قبل أن يطلع الفجر.""هل عاد العم مسعود؟""ليس بعد، العم مسعود لا يزال يتولى شؤون ما بعد وفاة السيد العجوز.""…"قلت بهدوء: "إذًا، ماذا إن كنتُ أصرّ على الخروج الآن؟""سيدتي، لن تتمكني من الخروج."أشار الخادم إلى خارج الزجاج الممتد من الأرض إلى السقف، حيث يقف عدة حرّاس بملابس سوداء.لم أملك إلا أن أتجمّد من الذهول.طوال هذه السنوات الثلاث، لم يتغيَّر نفاق فارس قيد أنملة.أخبرني بوضوح أنني سأبقى هنا ليلة واحدة فقط، والآن لا يسمح لي حتى بتجاوز الباب.في لحظة، فكرت أنه ربما لم يكن قط ذلك الشاب الذي كان يرسلني بلطف إلى مستشفى الجامعة، ويحافظ بعناية على كرامتي، ويجتهد في دعوتي إلى الطعام.هل تكفي ثماني سنوات لجعل الإنسان يتغير إلى هذا الحد تمامًا؟في الصباح، توالت العديد من رسائل الواتساب على هاتفي، كلها تقريبًا تعزيني في وفاة الجد بعد أن علموا بالأمر.شكَّل زينب ووليد أكبر تض
Read more

الفصل 99

خشي أن أتصل بالشرطة مجددًا، ففضّل ألا يذهب إلى الشركة، وعقد الاجتماع المرئي في غرفة المكتب.راقبني بشدة حتى شعرت كأنني أجلس على مسامير، وجلست في الفناء شاردة طوال فترة بعد الظهر.…في اليوم التالي، كان عزاء الجد، وكانت الأجواء خانقة وكئيبة.كان المطر ينهمر خفيفًا متواصلًا، والبرد يتسلل مباشرة إلى القلب.وتمكنت من الخروج من منزل فارس العائلي، أسير إلى جانب فارس، وهو يمسك بيدي، كدمية مربوطة بخيط، أستقبل المعزين القادمين.كان مزاجه سيئًا في اليومين الأخيرين، ولا يمكن القول إنه تغيّر، بل بالأحرى أظهر طبيعته الحقيقية.ولم يكن لي أي قدرة على مقاومته.أخبرته الليلة الماضية مجددًا، أن الجد لم يطلب منا عدم الطلاق قبل وفاته، فقط لم يرد ليارا أن تتزوَّج من عائلة فارس.لكنه لم يصدق.وقال إنني أكذب عليه.وأنا كنت متعبة جدًا، ولم يكن لدي طاقة للجدال معه.عندما بدأ العزاء، كنت أرتدي معطفًا صوفيًّا أسود اللون، ووقفت بهدوء جانبًا، أستمع للناس يروون سيرة حياة الجد.ثمانون عامًا من العمر، انتهت في النهاية بملخص بسيط وسهل كهذا.الرجل الذي كان يبتسم لي قبل يومين فقط، أصبح الآن حفنة من التراب الأصفر."جدي!"
Read more

الفصل 100

عندما سمعت ذلك، لم أتمالك نفسي من الدهشة، لكنني سرعان ما فهمت السبب.ضاق حاجبا زينب ونظرت إليّ بدهشة، وهمست: "هل تغيّر فارس فجأة؟""لا."نظرت إلى يارا وهي تُطرد من قِبَل الحراس، وطبقت شفتيّ برفق، وقلت: "لقد تلقى صدمة، ويريد التعويض فقط."عندما كان الجد يحتضر، لم يكن هو، حفيده الأحب إلى قلبه، بجانبه، بل أغضبه في يوم وفاته.كيف له ألا يشعر بالذنب، وألا يندم، وألا يلوم نفسه.وكان أسلوبه في التعبير عن ذلك في النهاية، هو تنفيذ وصية الجد، بأن أبقى طوال حياتي زوجة له.ولا علاقة لذلك بشخصي أنا على الإطلاق.بعد انتهاء مراسم العزاء، عدت إلى المنزل القديم، وبدأت مع العم مسعود في ترتيب متعلقات الجد.كان الخدم قد رتبوا المكان مرة من قبل، وما تبقى كان من الملابس والأغراض التي اعتاد الجد على استخدامها وارتدائها دائمًا.كل قطعة أمسكت بها، كانت تعطيني وهمًا أن الجد لم يرحل بعد.وأثناء الترتيب، فكرت وسألت: "عم مسعود، هل أنت متأكد أن جيب الجد كان فيه دواء في ذلك اليوم؟""بالتأكيد كان فيه. أنتِ طلبتِ مني من قبل، خصوصًا عندما يتغير الطقس، أن أحرص على تجهيز دوائه. ولهذا، في هذه الأيام الباردة، كنت أتأكد كل
Read more
PREV
1
...
5678910
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status