رأيتُ أن هناك اتصالًا واردًا يظهر على الشاشة، فساورني شعور بعدم الواقعية، وترددت لوهلة قبل أن أجيب: "مرحبًا"."هل أنتِ في المنزل؟"كان صوته يأتي وكأنه في مكان فسيح، منخفضًا ويغمره الإرهاق.نهضتُ وذهبتُ إلى الشرفة، أحرّك عنقي قليلًا لأخفف من التيبّس، وسألتُه متعمدةً وأنا أتحمل الألم: "نعم، وأنت؟ ما زلتَ مشغولًا؟"من المنطقي بالفعل أن يكون مشغولًا، فقد فقدت يارا الكثير من الدم.كيف له أن يطمئن ويغادر؟"شارفت على الانتهاء."لا أدري ما الذي خطر بباله، لكن صوته أصبح أنقى قليلًا وهو يقول: "تذكرة الدخول على خزانة المدخل، لا تنسي أن تأخذيها عند خروجك".مع أنني توقعت ذلك، إلا أن سماعي له يقولها بنفسه جعلني أشعر بعدم ارتياح: "ألن تأتي؟""إلى أين ذهب تفكيرك؟ لنلتقي عند بوابة الصالة الرياضية…"ضحك ضحكة خفيفة، وما إن وصل إلى منتصف الجملة، حتى دوّى صوت سؤالٍ هشّ يوشك على الانهيار: "فارس، عل من تتصل؟ ألم تعدني أن…"انقطعت الجملة فجأة.ليس لأن فارس أوقفها، بل لأن الاتصال قُطع.لماذا يبدو الأمر وكأنني أنا وهو على علاقة خفية؟وكأنني أنا العشيقة.حدّقتُ في شاشة الهاتف السوداء بذهول، وهاج بداخلي شعور لا ن
Baca selengkapnya