All Chapters of بعد الخيانة... وجدت حبي الحقيقي: Chapter 181 - Chapter 190

300 Chapters

الفصل181

حقًا: إذا أرادوا إلصاق جريمةٍ بك فلن يحتاجوا إلى أي الذرائع. بعد أن سمعتُه، لم أرغب حتى في كلمةِ دفاع. وكلما علا صراخه اليوم ادّعاءً للحق، كانت صفعةُ الحقيقة التي ستلحق به بعد قليل أدوى. "حقيقةُ ما جرى البارحة سأجعلُك تراها واضحة." قلتُ ذلك بفتور ثم سألتُ من جديد: "أنتم في المستشفى أم في البيت؟" "المستشفى." لآلِ الهاشمي مستشفى خاصّ. يلجؤون إليه، وإن كانت جُمانة قد تعرّضت لانتهاكٍ ليلتَها فسيُحكِمون إخفاء الخبر، ولا بد أن يختاروا طبيبًا من معارفهم. مررتُ بمحلّ زهور فابتعتُ باقة، ثم قدتُ السيارة مباشرةً إلى المستشفى. وبمحض المصادفة، ما إن خرجتُ من المصعد وانعطفتُ إلى الرواق حتى رأيتُ فارسًا. كان يجري مكالمة ووجهه متجهّمًا، ولمّا دنوتُ التقطتُ من حديثه أنه يكلّم محاميه، وسمعتُ في حديثه لفظ "اغتصاب". كما توقّعتُ تمامًا. ابنةُ عائلة الهاشمي غيرُ المتزوّجة فقدت عِفّتها، فلا عجب أن ثار فارسُ عليّ يرعد ويزبد. بصراحة، خامرني ندمٌ خاطف. لكن حين تذكّرتُ افتراءه عليّ، رأيتُ أني لا ينبغي أن أتصنّع الطيبة. فحتى لو كنتُ قد أهرقتُ كوب العصير ولم أبدّله لها، ولم يتحقّق مقصدها، فلربما خطّطت
Read more

الفصل182

لكنني كنتُ قد ناولتُ الهاتف لفارس. وعلى الجانب الآخر مدّت ليلى عنقها بفضول واقتربت. ولم تمضِ برهة حتى ازداد وجه فارس كآبة، واتسعت دهشة ليلى شيئًا فشيئًا. قالت ليلى وهي تلتفت إلى ابنتها على السرير متلعثمة الكلام: "تيـ… جُمانة… هذا… أنتِ وجيهان، أنتما…" لم تكمل ليلى كلامها حتى التفت فارس وزأر: "جُمانة! اشرحي لي بوضوح! ما الذي جرى البارحة بالضبط؟" قالت جُمانة بوجهٍ مُسَوَّد وبكاءٍ متقطّع: "أخي، أنا… البارحة، أنا…" غضب فارس غضبًا صاعقًا، فاندفع إلى جانب السرير بخطوتين ثلاث، ودسّ الهاتف أمام عينيها: "انظري ماذا تفعلين! أنتِ من دسستِ مخدِّرًا بنفسك، ثم كذبتِ عليّ وعلى الجميع!" صرخت جُمانة باكية: "لم أفعل! أنا لم أكذب عليكم! لم أقل إنها هي… أنت من ظنّ ذلك بنفسك، ما شأني أنا!" ثم حدجتني بغضبٍ لتفرغ حنقها عليّ: "جيهان! لقد نلتُ جزائي، فلِمَ تزيدين إهانتي؟ أتريدين دفعي إلى الموت؟" قطّبتُ حاجبيّ وقلتُ بهدوءٍ بريءٍ بارد: "أخوكِ هو من ألجأني، إن لم أُوضّح كان سيبلغ الشرطة لاعتقالي. ثم إنه هو من طلب مني أن آتي لأعتذر لكِ." قال فارس مقاطعًا: "لا تُحوِّلي الموضوع يا جُمانة! اشرحي أولًا لماذا
Read more

الفصل183

ابتسمتُ وسألتُ بهدوء: "ومَن قال لكِ إنني كنتُ أعلم؟ لم أكن أعلم وقتها، لكنني رأيتُكِ تُعجبين بذلك العصير، فطيّبت خاطرك وأعطيتكِ كأسي الذي لم أشرب منه؛ كنتُ أحسنُ النية، لا أكثر." قالت جُمانة وهي تكاد تتلعثم من الغيظ: "أنتِ… أنتِ بالغةُ الخبث!" ثم حدجت فارسًا وقالت: "أخي فارس! أتُحبّ امرأة بهذا الطبع؟" قال فارس بحدّة: "اصمتي! أنتِ من جررتِ نفسك لهذه المصيبة، والآن تُورّطينني! ما أشدّ حماقتك!" صرخت جُمانة وهي تبكي وتتبرأ: "كنتُ لأجلك! لولا أنكَ متيمٌ بها ولا ترى سواها، أكنتُ سأفكر بهذه الحيلة؟" ضحك فارس غيظًا وقال: "وتسمّين هذا الدناءة عملًا من أجلي؟" صرخت جُمانة: "نعم، من أجلك! أردتُ أن تشرب هي ذلك المشروب، فتأتي أنت لتقلّها، وحين يقع ما يقع لن تستطيع الهرب! ولو حالفنا الحظُّ فربما حملتْ فورًا، وعندها يستحيل الطلاق. وحتى لو لم تحمل، أتقنع بأنك معها ست سنوات تحملان عقدًا بلا حياة زوجية؟ أردتُ أن أُهدّئ من روعك، فأين أخطأتُ؟ لقد كنتُ صادقةً في مساعدتك!" تفلتت أعصابُ جُمانة تمامًا، وقالت كل ما في صدرها أمامي. ارتجف قلبي مرة أخرى. اتضح أنني مساء أمس لم أُصِب سوى نصف الحقيقة. لقد أر
Read more

الفصل184

"فارس، إن لم تُطلّقها، فلا تدخل بيت عائلة الهاشمي مجددًا، وسأعتبر أنّني لم ألِدْك!" "أخي فارس، لا يجوز أن تُضحّي بأختك الشقيقة من أجل امرأة لا تُحبّك! أنا فعلتُ ذلك كلّه لأجلك، لا تعاملني هكذا!" تلقّى فارس سيلًا من السباب من أمّه وأخته تباعًا، وكاد شجارُهما يُفجّر غرفة المستشفى، وأذناي تطنّان. اهتزّ الهاتف على جسدي، فإذا هو اتصال من سُهيل. لا أدري ما الأمر، فاستدرتُ خارجًا على عجل. "جيهان! لا تبرحي المكان! احذفي الفيديو من هاتفك! وإلا فلن تخرجي اليوم!" هكذا صرخت ليلى ما إن رأتني أخرج. ابتسمتُ بسخرية: "أتظنين أنني جئتُ بلا نُسخ احتياطية؟ ولو حطّم ابنكِ هذا الهاتف مرةً أخرى فلن يُمحى ذاك المقطع." قبل أيام ثمل فارس عند باب بيتي وجنّ، فكسر هاتفي السليم فاضطررتُ إلى شراء آخر. تجمّدت ليلى عند سماع كلامي. تقدّمتُ نحو الباب فسمعتُها تُهدّد: "جيهان، إن نشرتِ هذه القصة فلن نترككِ!" التفتُّ وقلتُ بحسم: "ما دام ابنكِ سيُطلّقني فلن يعلم أحدٌ بالأمر سواي، أمّا إن رفض… فهه!" وما إن سمعتْ ليلى هذا حتى عادت تصبّ غضبها على فارس. أغلقتُ الباب وغادرتُ الغرفة، فهدأت أذناي أخيرًا، وأجبتُ المكالم
Read more

الفصل185

فإذا به يعيد السؤال عليّ. بحسب المنطق كان ينبغي أن أغضب، لكنني لم أغضب. بل على العكس، تنفّستُ الصعداء وابتسمت بخفة وفرح قائلة: "كنتُ أمزح معك، أتمنى أنك لم تفزع؟ أعرف أنك إنسانٌ طيب، تردّ الجميل أضعافًا، فكيف وقد أنقذتُ حياتك، وذلك أعظم فضل!" ضحك سُهيل ضحكةً منخفضة، ثم قال بجدية: "جيهان، ليس ردَّ جميلٍ فقط." "طنين!" دوّى رأسي على الفور، وفجأة لم أجرؤ على تلقّف الكلام، وندمتُ أشدّ الندم على أنني بدأت هذا الموضوع. لكنني تماسكتُ سريعًا وتداركت: "ماذا قلتَ؟ أنا في المصعد، نزلتُ إلى الموقف تحت الأرض، الإشارة سيئة." ظلّ يضحك بهدوء، وكأنه فهم أنني أتهرّب، فلم يفضحني: "لا شيء، تابعي عملكِ، وسأنتظر خبركِ السار بعد الظهر." كان قلبي يخفق باضطراب، لكن لما سايرني وأغلق الموضوع عاد اطمئناني رويدًا. "حسنًا، آمين لكلماتك الطيبة." أغلقت الهاتف، وخرجتُ من المستشفى، وما زالت يدي ترتفع لا إراديًا إلى صدري. يا إلهي، أمرٌ يقتل! هذه المراوحة المربكة بيننا تُفرح وتُقلق في آن...... بعد الظهر، وصلتُ مع المحامي إلى المحكمة في الوقت المحدد. وحضر فريق "الأهل والأصدقاء" كلّه. قال المحامي إنه أول مرة ي
Read more

الفصل186

بدأت مرحلة المرافعات في المحكمة، وبعد أن عرض محاميَّ مطالبي، بدأ محامي فارس يفنّد نقطةً بعد نقطة، من دون أدنى نيةٍ لـ"التعاون". همس لي المحامي، ورأسه مُنحنيًا: "ألم تقولي… إن المدَّعى عليه سيتعاون؟ لكنهم بهذا الأسلوب مصرّون على أنكما لم تُفْسِدا رابطة الزوجية، وقد يقف القاضي في صفّه، وسننتظر المحاكمة الثانية…". المحاكمة الثانية تحتاج على الأقل ثلاثة أشهر. وأنا لا أستطيع الانتظار يومًا واحدًا. لم أُبالِ بنظام المحكمة، وقطعت حديثَ محامي فارس، ورفعت يدي واقفةً قائلة: "سعادة القاضي، أشعر بوعكةٍ مفاجئة، هل يمكنني الاستراحة بضع دقائق؟". قال: "حسنًا، استراحة عشر دقائق، نستأنف بعد عشر دقائق". "شكرًا، سعادة القاضي". غادرتُ مقعد المدّعية، ولدى مروري بجانب مقعد المدَّعى عليه، قلتُ بخفض: "فارس، تعال إلى الخارج". كان وجهه متجهّمًا باردًا، وعلى غير رضًا، لكنه نهض وتبعني. بعد خروجنا من القاعة، أخرجت هاتفي وأشرت به أمامه: "هل تُصِرّ فعلًا على إجباري بتسليم أدلة جريمة جُمانة للشرطة، وإرسال أختكِ إلى السجن؟". ثبت بصرُ فارس على هاتفي، وتحرك فمُه قليلًا، كأنه لا يزال مترددًا. لم أصدق أنه قد يضح
Read more

الفصل187

"فارس، أتريدني كأمّ أن أركع لك؟ طلّقها! طلّقها حالًا! وإلا فلن أعترف بك ابنًا لي!" ليلى شدّت بقوةٍ على ذراع فارس وهي تبكي آمرة. كانت السيّدات الثريات ما زلن يثرثرن ويسألن، وبعضهنّ يقدّمن لليلى عزاءً على الظاهر. لكن التعزية كانت ذريعة، والمراد الحقيقي إشباع نهم الثرثرة. كان وجه فارس شديد التردد، ويبدو أنه ما زال يساوم نفسه. لوّحتُ بالهاتف مجددًا مذكّرة إياه: "إن أصريتَ على عدم الطلاق فسأتصل الآن بالشرطة." وما إن أنهيت حتى ضغطت الرقم 1. فجأة تراخت ركبتا ليلى واندفعت راكعة أمام فارس كأنها سقطت، فأفزعتني وأفزعت تلك السيّدات وصرخن: "آي!" "يا سيد فارس، ستنالك نقمة السماء! أمّ عجوز تركع لابنها!" "يا سيّدة ليلى، ماذا فعلت جيهان لتبغضيها إلى هذا الحد؟ أتجبرين ابنك على طلاقها." "وا عجباه، لو كانت عندي كنة مثل جيهان لضحكت في منامي… بيتكم حقًا بلا حظ." "برأيي ينبغي أن..." "اصمتن!" كان ضجيجهنّ يرشّ الملح على جراح عائلة الهاشمي، فاستشاط فارس غضبًا وزأر فجأة. فخَيّم الصمت على المكان. وأطبقت السيّدات أفواههنّ حالًا، لكن العيون ما زالت تتبادل الكلام. ما كنتُ لأظنّ أن "فريق المؤازرة" هذا،
Read more

الفصل188

"وعليه تُعلن هذه المحكمة: "يُؤذَن للمدعية جيهان والمدعى عليه فارس بالطلاق." وتُحمَّل رسومُ قبول الدعوى على عاتقِ المدعى عليه فارس. وسيُسَلَّم منطوقُ الحكم خلال عشرة أيام عمل؛ يُرجى من الطرفين الانتباه للاستلام. انتهت الجلسة!" ومع ضربةِ المطرقة الحاسمة، كدتُ أبكي فرحًا وأنا على مقعدِ المدعية! أخيرًا تطلّقت! أخيرًا! وعلى النقيض من ابتهاجي الجامح، جلس فارس في مقعدِ المدعى عليه شاخصًا كالمفجوع. نظرتُ إليه من غير أدنى نيةٍ للتعزية، وخرجتُ مباشرةً مع محاميَّ. لم تكن السيّداتُ الثريّات قد انصرفن بعد، فلما خرجتُ اندفعن يسألن عن النتيجة. "شكرًا لاهتمامكنّ، تطلّقنا، تطلّقنا، ولكُنَّ في ذلك فضلٌ أيضًا، شكرًا، شكرًا!" "جيهان، مبروك عودتكِ عازبة. ابنُ أخي يبلغ الثامنةَ والعشرين، خرّيجُ جامعةِ المعالي، مديرٌ تنفيذي بشركةٍ مدرَجة، وراتبه السنوي خمسمائة ألف دولار، هذه صورته انظري…" "جيهان، الثامنةُ والعشرون كبيرة! السائد الآن علاقةُ الأخت بالأخ، وابني في الثالثةِ والعشرين فقط، طالبُ ماجستير، مُشرقٌ وسيم، ويليق بكِ تمامًا!" "جيهان..." لم يخطر لي في المنام أن يكون في حياتي مثلُ هذه اللحظة ا
Read more

الفصل189

بعد توديع المحامي، عدتُ إلى سيارتي. كان مزاجي معقّدًا بعض الشيء؛ فرِحة ومرتابة، مسترخية وقلِقة في آن واحد. خطرت لي فكرة الاتصال بجدّتي لأخبرها بنتيجة الدعوى، وما إن بدأتُ الاتصال حتى رأيتُ سيارة إسعاف تنطلق مسرعة. "جدّتي… نعم، انتهت الدعوى، وفارس لا يزال فيه بقية ضمير؛ حُكم بالطلاق." تنفّست جدّتي الصعداء كثيرًا. وبينما كانت أذناي تسمعان ثرثرتها السعيدة، كانت عيناي تحدّقان خارج النافذة. حُمِل فارس على ناقلةٍ بواسطة الطاقم الطبي، وكانت ليلى بجانبه، فانزلقت قدمها عند نزول الدرج ووقعت أرضًا، فأسندها العاملون الصحيون. وأنا في السيارة عقدتُ حاجبيّ من الفزع أمام هذا المشهد. "نعم، يا جدّتي، علمتُ. لديّ أمر الآن، وحين أعودُ في عطلة نهاية الأسبوع على الغداء أخبركِ بكل شيء." أغلقتُ الخط وحدّقتُ خارج السيارة. كانت أسطوانة أكسجين مثبتةً على ناقلة فارس. وبعد تحميله في السيارة، صعد الطاقم الطبي فورًا ليُجري له إنعاشًا قلبيًا رئويًا؛ كل ثانيةٍ كانت محسوبة. وأُصعدت ليلى مُسندةً إلى سيارة الإسعاف، وكان نحيبها يُرى من بعيد. حين سقط فارس قبل قليل، كان أول ردّ فعلٍ عندي أنه يتصنّع؛ خدعةُ استدر
Read more

الفصل190

لو كان هذا قبل أيام، لكنتُ ذهبتُ مسرورةً متهللة. أما الآن، فصورةُ إنعاش فارس في المستشفى لا تفارق ذهني، وأحسّ أن دخولي فورًا في تلميحاتٍ عاطفية مع رجلٍ آخر أمرٌ مُخزٍ، كأني لا أطيق مفارقة الرجال لحظةً واحدة. لذلك ترددتُ لحظةً وافتعلتُ عذرًا: "أخشى ألا أستطيع الليلة، سأعود لتناول العشاء عند جدّتي." "أوه، هكذا إذن، مفهوم." قال بلطف، "إذًا نؤجلها ليومٍ آخر." "حسنًا." بعد أن أنهيتُ المكالمة، عدتُ أكره نفسي. أنا أكره فارسًا فعلًا، وأحلم بطلاقه، فلماذا حين شارف حلمي على التحقق شعرتُ فجأةً بالحزن؟ ألمجرّد أن مآله كان مأساويًا قليلًا، عاد داخلي المتعاطف الساذج يطفو؟ صفعتُ خدي الأيمن بقوة ووبّختُ نفسي: "جيهان، من تشفق على الخائن تشقى عمرها!" وبينما كانت دعوى طلاقي من فارس قاب قوسين، جاءني خبرٌ سارّ آخر. ذلك الأب الحقير نزار، حُكم عليه بالسجن خمس سنواتٍ وستة أشهر، وغُرِّم مئة ألف دولار، بجرائم التهرب الضريبي وغسل الأموال والاحتيال التعاقدي وغيرها. عرفتُ الخبر لأن سهى اتصلت تُمطرني سبابًا، فليكن؛ لا ينقصني ذلك شيئًا، بل سرّني أن أعرف مآل نزار. بعد فترة الانحدار، أشرقت حياتي أخيرًا واس
Read more
PREV
1
...
1718192021
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status