All Chapters of بعد الخيانة... وجدت حبي الحقيقي: Chapter 201 - Chapter 210

300 Chapters

الفصل201

قال وهو يمرّ بجانبي وقد قاربنا إنهاء الطعام: "آنسة جيهان، يا لها من صدفة؟" رفعت رأسي على الفور، وحدّقت فيه لحظةً قبل أن أتذكّر مَن هو! إنه صاحب السيارة ذات اللوحة 66688، صديق سُهيل، ووريث عائلة الغصني. يا للصدفة فعلًا. قلت وأنا أنهض بتحيّة لطيفة: "مرحبًا، السيد إياد." أومأ إياد: "مرحبًا." ثم اتجهت نظراتُه إلى من يجلس مقابلي. أدركت قصده بسرعة فبادرت أعرّفهما: "هذا المدير الجديد لشركتي، السيد رائد. سيّد رائد، هذا وريث مجموعة إياد القابضة، إياد، أحد الأسماء اللامعة في مدينة قرناج. تعارفا، فربما يجمعكما لاحقًا تعاون." وقبل أن أُتمّ كلامي كان السيد رائد قد نهض ومدّ يده باحترام: "تشرفنا، السيد إياد، نتطلع للتعلّم منكم." قال إياد: "لا داعي للتكلّف." بعد المصافحة عادت عيناه إليّ يسأل بفضول: "ألم تتّفقي مع سُهيل على نزهة في عطلة نهاية الأسبوع؟ هذه أول سقوط ثلجي هذا العام، والشارع في الخارج يعجّ بالناس." نظرتُ من النافذة؛ كان الثلج يزداد كثافةً، يتطاير برقة، وقد غطّى البياض أحزمةَ الخُضرة على جانبي الطريق. كثيرون يتعمّدون الوقوف تحت الثلج يلتقطون الصور ويمرحون. قلت بصدق: "آه… التقينا
Read more

الفصل202

"ألو، جيهان..." وصلني عبر الأذن صوتُ سُهيل الدافئ العميق؛ كصوت المذيع الذي كان يصدح في الحرم أيّام الدراسة، يُشعركِ وكأنّ نسيم الربيع لفحكِ، حتى إنّ البرد من حولي كاد يتلاشى. قبضتُ على الهاتف، وارتبك ذهني، ولمّا هممتُ بالكلام انعقد لساني فجأة فقلتُ مبهوتة: "أه… ذاك… هل تناولتَ طعامك؟" ضحك بخفّة: "تناولتُ. وأنتِ؟" قلتُ: "أنا؟ ألستَ تعرف إن كنتُ أكلتُ أم لا؟" سأل مستغربًا: "ماذا تقصدين؟ ولماذا ينبغي أن أعرف؟" تجمّدتُ لحظة، وفهمت، إياد لم يُبلغه شيئًا! لقد "نُصِبتْ لي حيلة". تمتمتُ وأنا أمسك جبيني بيدي، بين الحرج والضيق: "أفرطتُ في الظن… وقعتُ في لعبة السيد إياد." قال سُهيل وقد ازداد حيرة: "أيّ لعبة؟ ومن تقصدين بـ'السيد إياد'؟ إياد؟" أنزلتُ يدي وجلستُ أكثر تماسكًا. ما دمتُ قد بدأتُ، وجب أن أشرح الأمر بوضوح. تريّثتُ قليلًا ثم رويتُ له بالتفصيل: "اليوم بعد أن أنهيتُ نقاش العمل مع زميل لي في الشغل، وكان الوقت قد تأخّر، تعشّينا معًا في مطعم للمشاوي البحرية. وقبيل أن نغادر صادفنا إياد، فتبادلنا كلماتٍ عابرة. ولمّا طلبتُ الحساب، قال النادل إن إياد سدّد عنا. عندها أنا…" ترددتُ برهة ألتم
Read more

الفصل203

"ينسجم معك في الرؤية…" بدت العبارة في أذني مائلةً إلى الغيرة؛ شعرتُ أن ثمة أمرًا غير طبيعي، ولحسن الحظ أن الهاتف يحجب ملامحي. سكتنا لحظة، ثم سعّلتُ لأفلِت من الموضوع: "ذاك… الوقت تأخّر، عليّ أن أقود عائدة. انشغلْ أنت، وتذكّر أن تُبلّغ إياد شكري." قلتُ هذا وكدتُ أنهي المكالمة، فإذا بسُهيل يستوقفني: "جيهان." انتبهتُ ورفعت الهاتف إلى أذني: "نعم؟" "تمدحين رجلًا آخر أمامي، فسأغار. لا تنسي أنني سبقتُ وبُحتُ بما في قلبي، وعليكِ أن تكوني عادلة ومنصفة، وإلا..." كان صوته الدافئ العميق وفيه تلك النبرة الإذاعية الآسرة كأنه يتسلّل من أذني إلى قلبي. أسرتني نبرته الساحرة وتهديده الرقيق المتسلّط. "وإلا… ماذا؟" نبضات قلبي تسارعت، وتمتمتُ مذهولة. باعني لغزًا: "حينها ستعرفين. وطبعًا آمل ألّا تعرفي أبدًا." كان يتحدّث كأحجية، وذهني مُثقَل، فلم أفهم فورًا. "الطريق زَلِق بسبب الثلج؛ قودي بحذر، واطمئنيني حين تصلين." أوصى وانتهت المكالمة. تمعّنتُ حائرةً للحظات، ثم أدركت قصده: بما أنه هو من بادر وأفصح، فـ"الأسبقية له"، وإن قررتُ الخروج من ظلّ الزواج وفتح قلبي، فعليّ إنصافًا أن أُعطيه الأولوية… وإلا ست
Read more

الفصل204

"أبدًا." تفاجأتُ وبادرتُ بالإنكار تلقائيًا. لكن لينا تعرفني منذ سنوات، فلمّا رأت ردة فعلي ابتسمت بمكر أشد: "أخبريني صراحة… هل أنتهى زواجك من فارس الحقير وستبدئين ربيعك الثاني؟" عضضتُ شفتي ولم أتكلّم، غير أنّ وجنتيّ سرعان ما اشتعلتا حرارة، لا أدري أمن وهج المدفأة أم من خجلي. "يا بنتي، قولي ما عندك، نحن وحدنا هنا. أهو السيد سُهيل؟ رأيتكما مرّتين، ونظرته لكِ كأنها تذوب خيوطًا… واضح أنّ بينكما شيئًا." راحت لينا تدفعني دفعًا بفضولها المعهود. والحق أنني شققتُ الثلج وجئتُ لأفضفض لصديقتي عمّا يطفح في صدري. من حلاوةٍ وقلق. ومع إلحاحها استسلمتُ سريعًا؛ حتى قبل أن أتكلم شردت ابتسامةٌ إلى فمي: "نعم، هو… لقد صارحني بمشاعره، لكن أنا..." "ماذا؟" حدّقت لينا في وجهي بدهشة واقتربت أكثر: "التقدّم بينكما صاروخي! بالكاد انتهيتِ من قضية الطلاق، وهو مباشرةً… أكان منذ زمنٍ وهو..." تمعّنتْ في الكلمة ثم قالت جريئة: "يسيل لعابه عليكِ؟" "…" تنهدتُ ضيقًا وصححت لها: "لم أتطلّق بعد؛ لم يصل حكم المحكمة." "آه، نسيتُ هذه!" ثم سألت بفضول: "ألن يتراجع فارس؟" "على الأرجح لا." عقدت لينا حاجبيها: "كيف أمكنكِ فجأةً
Read more

الفصل205

"إذًا حين رفضتِه، كيف كان موقفه؟ ألم يُحرَج؟" هززتُ رأسي وشرحتُ بتفصيلٍ أكثر: "تغدّيتُ في قصر البردي ظهرًا، آه صحيح، الشيف ناظم من مطعمكم ذهب ليطبخ هناك." قالت لينا بدهشة: "يعامِلك بهذا القدر من الكرم، وأنتِ ترفضينه!" لم أعلّق وأكملت: "وأثناء الطعام لمّحت السيدة البردي إلى المعنى نفسه، فقلتُ صراحةً إنني مؤقتًا لا أفكّر بعلاقة جديدة، فضلًا عن الزواج، وكل همّي الآن عملي." تفهمت لينا: "طبيعي، فبعد طلاقكِ لا يليق أن تقفزي إلى علاقة فورًا، وإلا ظنّ الناس أنك وجدتِ بديلًا سلفًا." فهمتني كعادتها. "بالضبط! وقد قلتُ هذا لسُهيل أيضًا؛ لا أريد أن يُقال إنّه تدخّل في علاقة غيره، وفوق ذلك سمعتي أصلًا ليست في أحسن حال قالوا عني مرة إني ضحّيتُ بأهلي، ثم قالوا طلاق… وإن انتشرت إشاعة خيانتي وجررته معي… مكانته العائلية لا تحتمل هذه الشوائب، فهي تمسّ شرف العائلة." غمزت لينا: "لكن ألا يخطر ببالك أن مكانته تلك قد تردع الناس عن الثرثرة أصلًا؟" هززت رأسي مرارًا: "لا، لا أريد أن أجرّ عليه ذرة من المتاعب، إذن لا يمكن." "يا للخسارة، سُهيل أفضل وأكمل رجل رأيته في حياتي." "صحيح." وافقتها باقتناع. قالت
Read more

الفصل206

مع اقتراب احتفالية الجامعة، سلّمتُ مسبقًا بيوم الملابس التي سترتديها العارضات في عرض الأزياء إلى الجامعة. ثم قدتُ السيارة إلى المطار لاستقبال زميلتي في السكن أيّام الجامعة، سلمى. ولم أتوقع أبدًا أن أصادف سُهيل في المطار! لمّا رأيته يخرج بأناقة من بوابة الوصول، وكانت عيون فتياتٍ شاباتٍ ترمقه بإعجاب، وجدتني أنا أيضًا أذوب فيه. بل ورمشتُ متسائلةً إن كنتُ قد أخطأتُ الرؤية. رآني سُهيل فتفاجأ هو الآخر؛ فتحوّل وقاره الصارم فجأة إلى لطفٍ كنسمة ربيع. كان السكرتير مازن يتبعه دافعًا الأمتعة، ولمّا اقترب قال بدهشة: "آنسة جيهان، ما الذي جاء بكِ إلى المطار؟ هل لأنكِ علمتِ أن السيد سُهيل عاد من رحلة عمل فجئتِ خصيصًا لاستقباله؟" تحرّك فمي ولم أعرف كيف أجيب؛ يا لها من ورطة! فإن أنكرتُ أحرجتُ سُهيل، وإن وافقتُ فأين أترك زميلتي؟ فنظر إليّ سُهيل طويل القامة بمعطف أسود طويل يزيده فخامة، ولمّا رآني متجمّدةً بادر يُخلّصني: "مصادفة لطيفة، أجئتِ لاستقبال أحد؟" قلتُ بخجل ووجهي يحمرّ: "نعم… حقًا مصادفة؛ زميلتي الجامعية جاءت لحضور احتفالية الجامعة، فجئتُ لاصطحابها، ولم أتوقع أن ألتقيكَ." انسحب مازن بهدوء وهو ي
Read more

الفصل207

"كم بقي لوصول زميلتك؟" سأل سُهيل. أخرجتُ هاتفي ونظرتُ إلى الوقت: "حوالي نصف ساعة." فما إن سمع حتى نزع معطفه الأسود عن كتفه وألقى به فوق رأسي. "الجو اليوم تحت الصفر، وأنت ترتدين القليل من الملابس. أنتن البنات تتحملن البرد من أجل الأناقة فعلًا." "لا، لا داعي"، قلتُ وأنا أرفض بخجل، "لستُ بردانة، لو أعطيتني معطفك ستبرد أنت حين تخرج." "السيارة بالخارج، سأصعد إليها فورًا، أمّا أنت فستنتظرين هنا نصف ساعة. لا تدعي البرد يؤذيك." لم يُتح لي فرصة الرفض؛ أسدل المعطف على كتفيّ ثم ربط كُمَّيه أمامي بإحكام كي لا أنزعه. قلتُ متحيرةً بين الضحك والبكاء: "يبدو الأمر كأنني سجين مُكبَّل." ابتسم وربّت على رأسي بمودّة: "لكنّ السجناء ليسوا بهذا الجمال." احمرّ وجهي أكثر، كأن النار اشتعلت فيّ. "سأذهب الآن، لنتواصل غدًا." "حسنًا، إلى اللقاء." راقبتُ قامته الأنيقة تبتعد رويدًا رويدًا، وأنا واقفة في مكاني وقلبي يقفز بلا توقف. كانت منطقة الاستقبال شبه مفتوحة؛ رغم التدفئة إلا أن الأبواب تُشرَّع لدخول الناس وخروجهم فتهبّ نسمات باردة تقشعرّ لها الأبدان. لكنني حينها شعرتُ بدفء وسعادة يلفّانني من رأسي حتى قد
Read more

الفصل208

سألتها بفضول: "أتريدين تغيير عملكِ؟" قالت: "أجل، أشعر أن هذه الوظيفة وصلت إلى حدهاش، وأرغب في تغيير المنصّة والبيئة." قلت: "مفهوم، بقاؤكِ سنوات في شركة واحدة إنجاز بحد ذاته." أقلتُ سلمى إلى مطعم القصر الإمبراطوري لتناول العشاء. وأثناء الجلسة، حدّثتُها عمّا مررتُ به في الأشهر الأخيرة. كانت سلمى تعقد حاجبيها مرارًا وتتبدّل ملامحها قلقة. قالت: "أهذا هو فارس فعلًا؟ أتذكّر في الجامعة كم كنتما ملائمين؛ شاب وسيم وفتاة جميلة، وثنائيًّا معروفًا في الحرم." بعث حديثها ذكرياتي القديمة. سألت: "وماذا بعد الطلاق؟ ما خططك؟ لا بدّ أن رجالًا يلاحقونكِ الآن، ومعطفكِ هذا خيرُ دليل." وأشارت بذقنها إلى المعطف الرجالي الملقى إلى جوار مقعدي. ولأن موقف السيارات كان بعيدًا قليلًا عن المطعم والجوّ باردًا، كنتُ قد ارتديته عند النزول. قلت: "يمكن القول ذلك، لكن لا رغبة لي الآن. سأركّز على شركتي أولًا." فكّرت سلمى لحظة ثم قالت: "للأسف أنكِما بلا أطفال. لو كان لديكِ طفل، لما احتجتِ للزواج مجددًا؛ تعيشين وحدكِ مع طفلكِ بكل أريحية!" ابتسمتُ: "ولِمَ إنجاب طفل أصلًا؟ أستطيع الآن أن أعيش وحدي بسعادة." وضعت سل
Read more

الفصل209

لم أقل شيئًا، وقلتُ في نفسي: "ربما يكون الأمر كذلك." كنتُ أنا أيضًا أرى أن ما بين فارس ونورهان لا يمكن أن يكون علاقة أخٍ وأختٍ بريئة. لكن لا بأس، فقد كففتُ عن الاكتراث منذ زمن. قلت: "لنأكل، فقد بردت الأطباق." لم أرد أن أذكر فارس مرة أخرى، فحوّلتُ مجرى الحديث. رفعت سلمى، عيدان الأكل أيضًا، لكننا ما إن أكلنا لقيمات حتى مرّت بجانبنا امرأتان، فتعالى صوتٌ متصنّع الدلال يقول: "يا ويلي! أليست هذه الآنسة جيهان؟ يا سلام، سلمى أيضًا؟ عدتِ إلى مدينة قرناج؟ يبدو أنكنّ هنا من أجل احتفال الجامعة!" التفتُّ أنا وسلمى معًا، ونظرنا إلى شابة متزيّنة باللآلئ والذهب، وبتبرّجٍ متقَن، فأخذناهما الدهشة. بعد لحظة تبيّنتُ مَن هي، وسألتُ بتردّد: "نسرين؟" لكن سلمى، تابعت بسلاسة: "كيف غيّرتِ ملامحكِ إلى هذا الحد؟ كدنا لا نعرفك!" أنا: "…" اسودّ وجه نسرين في الحال: "سلمى، ألا تُحسنين الكلام؟" قالت سلمى، وهي تكزّ شفتيها: "إنما هي الحقيقة." ولأن المطعم ملكٌ لعائلة صديقتي، خفتُ أن يفضي الخلاف إلى الإضرار بعملهم، فسارعتُ أبدّل الموضوع: "هل الآنسة نسرين عادت خصيصًا من أجل احتفال الجامعة؟" شبكت نسرين ذراعيها ع
Read more

الفصل210

بعدما نادت نسرين النادل، دفعت الحساب بسخاء عنّي. "ها قد دُفع المال، تمهّلوا في الأكل يا زملاء الدراسة القدامى، وتنعّموا بالطعام والشراب." قالت وهي تُلقي الإيصال بجانبي بنبرةٍ فيها استعلاء وكأنها تتكرّم. ظنّت أنّها تُهينني، ولم تدرِ أنّني تقبّلت الأمر بسرور. تناولت الإيصال وألقيتُ نظرة، ورفعتُ حاجبيّ قليلًا: تِك… أكثر من 600 دولار! صفقةٌ رابحة حصلتُ عليها مجانًا! "شكرًا على هذا الكرم يا زميلتي القديمة." شكرتُها، ثم التفتُّ إلى سلمى وقلتُ بصوتٍ مسموعٍ لا عالٍ ولا خافت: "لو علمتُ أنّ هناك مَن سيدفع الحساب بهذه السهولة، لطلبنا مزيدًا من الأطباق قبل قليل." خفضت سلمى رأسها وقهقهت خلسة. انتفخت أوداج نسرين غيظًا وحدّقت بي: "جيهان!" بادرتها مُلاطِفَة: "لا تغضبي، أمزح فقط. آنسة نسرين بهذا الجمال والرفعة، كيف تكونين ساذجة؟ وحتى لو كنتِ كذلك، فأنتِ الأجمل والأرفع بين الساذجات." انفجرت سلمى ضحكًا، حتى كادت تصفق الطاولة. رمقتني نسرين بأسنانٍ مطبقة ثم ضربت الأرض بكعبها: "لا تفرحي كثيرًا! سنلتقي كثيرًا بعد اليوم، ولنرَ مَن يضحك أخيرًا!" ثم مضت غاضبة مع رفيقتها. تابعتُها بنظري بابتسامةٍ باردة
Read more
PREV
1
...
1920212223
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status