مللتُ من إرسال الرسائل على الواتساب عدة مرات، فاتصلتُ بها مباشرةً. تحدّثنا بفرحٍ طوال الطريق واتفقنا أنه حين تصل إلى مدينة قرناج ستقيم عندي لنجلس سويًا ونتحدّث مطولًا. وقبيل وصولنا إلى قصر البردي رأيتُ عند البوابة من بعيد ظلًا ممشوقًا يستقبل شمس الشتاء، منتصبًا كالسرو، وسيِمًا على نحوٍ لافت. خفق قلبي فجأةً واستحييت. كنتُ أظنه في الشركة، فإذا به اليوم لم يعمل عملًا إضافيًا. لما توقفت الراية الحمراء L5 تقدّم سُهيل وفتح لي باب السيارة. ابتسمتُ بتوترٍ وخجل وسارعتُ لافتتاح الحديث: "يبدو أنك متفرّغ اليوم؟" "ليست متفرّغًا تمامًا، لقد عدت لتوي من الخارج." قالها مبتسمًا، وبدت ملامحه الوضّاءة تحت الشمس أشدّ فتنةً، وفي عينيه وميضٌ يربك القلب. لتوّه عائدٌ من الخارج… قلّبتُ عبارته في ذهني، لا أدري هل عاد خصيصًا للقائي لِيُعوِّض ما فات، ففي المرة السابقة كنتُ أتناول العشاء في قصر البردي وأراد الرجوع لكنه فوّت الموعد لانشغاله، ولم نلتقِ إلا على الطريق وتحدثنا بضع كلمات. نزلتُ وفتحتُ صندوق السيارة لأُخرج الأغراض، فسارع هو للمساعدة. "هاتان البدلتان ثقيلتان، دعيني أحملهما أنا." ابتسمتُ ولم أ
Read more