All Chapters of بعد الخيانة... وجدت حبي الحقيقي: Chapter 211 - Chapter 220

300 Chapters

الفصل211

فجأةً رنّ الهاتف، وما إن حدّقتُ في الشاشة حتى تجمّدت نشوتي. فارس. لم نتواصل منذ أيّام، وها هو يتّصل فجأة؛ يبدو أنّه تلقّى هو أيضًا حكم المحكمة. رفعتُ الهاتف، وأنا أهمس لنفسي: أيتراجع الآن؟ وإن تراجع… فماذا أفعل؟ أأُرسل جُمانة إلى السجن فعلًا؟ لقد نالت ما يكفي من البؤس. لا، لن أكون رقيقة القلب إلى حدّ السذاجة؛ هذا ما اتُّفقنا عليه أصلًا، إن جرؤ على التراجع فسأُقدِم بلا تردّد. استقرت أفكاري، ففتحتُ الخط: "ألو…" قال بصوته الأجشّ المُثقَل بالحزن: "جيهان، هل وصلَكِ الحكم؟" أجبتُ بهدوء بارد: "عدتُ للتوّ إلى البيت واستلمتُه الآن." "أمتأكّدة أنّ ما بيننا سينتهي هكذا؟" عقدتُ حاجبيّ وحدّدت نبرتي: "ماذا تعني؟ أتريد الاستئناف؟" ضحك بمرارة وقال بلا رضا: "منذ الصباح وأنا أقلب الأمر، وفكّرتُ فيه يومًا كاملًا…" انتفض قلبي، أهو جادّ فعلًا؟ قلتُ بنبرة مكظومة الغضب: "فارس، لا تنسَ أنّ بيدي أدلّة تُدين أختَك جُمانة." حافظتُ على هدوئي كي لا أُريه اضطرابي: "أتظنّني ما زلتُ تلك الساذجة التي لا تفكّر إلا بغيرها؟ لا تنسَ أنني أرسلتُ أبي إلى السجن، فمَن تكون أختك أصلًا!" ساد الصمتُ عند الطرفَ الآخر
Read more

الفصل212

"لماذا تُبالين برأي الآخرين؟" "الإنسان يعيش بوجهه وسمعته، وبالطبع أُبالي، لذا فلنلتقِ. أتمنى لك السعادة." أنهيتُ المكالمة بحركة حاسمة، وقد أفسد عليّ نشوة يومي، لكن للحظةٍ فقط. تذكّرتُ احتفال الذكرى السنوية للجامعة غدًا، فألقيتُ نظرة على الطقس، وبدأتُ أُنسّق ما سأرتديه. الذهاب لتهنئة "الأمّ" يستحقّ بعض الأناقة.في صباح اليوم التالي نهضتُ باكرًا. وبعد أكثر من ساعة من التجهيز، خرجتُ بمظهرٍ أنيقٍ لامع. رنّ الهاتف، ولمّا رأيت اسم المتّصل ارتسمت على شفتي ابتسامةٌ خجولة: "ألو، ما أبكر اتّصالك!" قال سُهيل: "ليس مُبكرًا؛ الآن الثامنة والنصف، وسنصل الجامعة قرابة العاشرة." فـ"جامعة التفوّق" في منطقةٍ أخرى من مدينة قرناج، ويجدر عبور النهر؛ والذهاب في الظروف العاديّة يستغرق ساعةً كاملة، وإن صادفنا ازدحامًا قد يطول الوقت. قلت: "حسنًا، سأنزل حالًا." وكدتُ أن أُغلق، فتذكّرت: "هل تُريد أن أحمل بدلتك؟ كنت أنوي إرسالها إلى التنظيف الجاف، ولم يتّسع الوقت…" قال: "دعيها، لستُ مستعجلًا." قلت: "إذًا أعيدها لك بعد تنظيفها." قال: "كلّه مناسب."تفقّدتُ المرآة مرّة أخيرة، وكنت راضيةً عمّا أرى، وانتعلتُ ال
Read more

الفصل213

احمرّ وجهي في الحال، ورميتُ سُهيل بنظرةٍ قلقة، وسارعتُ أُوضّح لفارس: "ذاك لأنني لم أُرِد الردّ عليك، فقلتُ كلامًا انفعاليًا عن قصد، وليس بيني وبين السيّد سُهيل إلا علاقة نقية وواضحة." حدّق بي فارس، كأنّه لا يستطيع لوهلةٍ تمييزَ ما الصادق وما الزائف في كلامي. كان سُهيل قد عرف هذا من إياد من قبل، وقد شرحتُ له وجهًا لوجه، فلذلك لم يُعر تفجير فارس شأنًا، بل لم يضعه في الحسبان أصلًا. نظر إليّ بعينين رطبتين وابتسم بأناقة: "جيهان، الوقت كاد يحين، هيا بنا." "حسنًا." أجبتُ مبتسمة، وتخطّيتُ فارس متجهةً إلى سُهيل. "جيهان!" استدار فارس وناداني بصرامة: "إن كنتِ تحلمين بالتسلّق إلى عائلة البردي لا تحلمي! تذكّري أباكِ السجين، وأنكِ مطلّقة، عائلة البردي لن تقبل امرأةً مثلك كنّةً لها!" تجاهلتُه تمامًا وصعدتُ سيارة سُهيل. وما إن أُغلق الباب حتى خفتت الأصوات من حولي. أحكمتُ الحزام، والتفتُّ إليه معتذرة: "آسفة، لم أتوقّع مجيئه، ولا تُبالِ بما قال." حرّك سُهيل المقود بهدوءٍ ووقار، ثم ابتسم لي: "أليس الأجدر أن أُواسِيكِ أنا؟ لا تهتمّي بكلامه. لو كنّا ننظر إلى الحَسَب، لما سُمِح لي أصلًا بأن أتواصل مع
Read more

الفصل214

سخُن قلبي قليلًا، ولم أعد أستطيع الرفض. وصلنا إلى بوابة الجامعة، ومن بعيد بدا المربّع أمامها يرفرف باللافتات والأشرطة البالونية، والزينة في كل مكان؛ أجواء بهيجة بحق. ذكرى المئوية فعلًا احتفالها مهيب! كانت حركة المرور عند البوابة تحت السيطرة، لا يُسمح بدخول السيارات من الخارج، وأُبقي على ممرّ ضيّق مسدود بالحواجز مع وجود موظفين للحراسة. أنزل سُهيل زجاج النافذة، ولم يقل للموظف شيئًا، فإذا به يزيح الحاجز بأدبٍ جمّ ويقول مبتسمًا: "مرحبًا بعودتكما إلى جامعتكما الأم!" دهشتُ: "أهم جميعًا يعرفونك؟" ابتسم سُهيل: "كيف ذلك؟ لوحة السيارة مُسجَّلة سلفًا فحسب." "آه…" هززت رأسي، وأخذ بصري يفتّش عند بوابة الجامعة عن ظلّ زميلتي في السكن. ولمّا لم أرَها حتى تجاوزنا البوابة، هممتُ بالاتصال بها، فإذا بعيني تلتقطانها واقفةً إلى الداخل قليلًا: "آه! زميلتي هناك!" قال: "حسنٌ، لكن الوقوف هنا غير مناسب، لندخل قليلًا." "نعم نعم." اتصلتُ بسلمى: "سلمى، دخلتُ الحرم، تقدّمي قليلًا، سأنزل حالًا." تعجّبت عبر الهاتف: "ما شاء الله! استطعتِ الدخول بالسيارة!" "لا لا… لنؤجّل الكلام قليلًا." تقدّم سُهيل قرابة خ
Read more

الفصل215

"آه؟ أليست عائلةُ الأخِ فارسٍ ثريةً جدًا؟" سألت إحداهنّ فورًا. نظرت نسرين إليهنّ باحتقار وقالت: "واضح أنكنّ لم ترن من الدنيا شيء! تلك سيارة الراية الحمراء رباعيةِ الدفع بنسخةٍ محدودةٍ حسب الطلب؛ ليس المال وحده يكفي لاقتنائها، لا بدّ أن تكون الأسرة نقيّة السجل عبر أجيال ولها إسهاماتٌ باهرة للدولة حتى تُمنَح أهلية الطلب." انبهرت الفتيات: "واو…" ثم التفتت إليّ نسرين: "وهل لدى زوجِكِ هذه الأهلية؟" ابتسمتُ بخفّة وقلت: "أنا لم أقل إنها لزوجي أصلًا؛ ما المانع أن تكون لصديق؟" قالت إحداهن بدهشة ثم سألت بفضول: "جيهان، سمعنا أن أحدهم أنفق ثلاثين مليون دولار لشراء سوارٍ من اليَشْم من أجلكِ، أليس هو نفسُ صديقِكِ صاحبُ سيارة الراية الحمراء رباعيةِ الدفع؟" ضحكتُ ورددت بسؤال: "ما رأيُكِ أنتِ؟" ازدادت دهشة نسرين: "ثلاثونَ مليون دولارٍ لِسِوارٍ من يشم؟ هذا كلامٌ يُضحكُ على العوام! الأثرياء ليسوا بهذا الغباء." فقال زميلٌ قديم بجوارها: "بل صحيح؛ دارُ مزاداتِ الحور أقامتْ مزادًا خيريًّا في مدينةِ بابل، ويُقال إن المزايدَ كان شخصيةً كبيرةً غامضة." قهقهت نسرين بازدراء: "بل تزدادون تهويلًا! جيهان امر
Read more

الفصل216

سألتُ بهدوء: "من؟" قالت وهي تربّت على كتفي بحماس: "التفتي وراءكِ!" استدرتُ على السجية، ولم أتوقع أن تقع عيني مباشرة على سُهيل! كان يسير مع عددٍ من قيادات الجامعة، وما إن دخلوا مطعم الطلاب حتى انهالت عليهم نظراتُ الاهتمام. الطلبة في الحرم رأوا القيادات فحيّوهم باحترام، والقيادات بدورهم لوّحوا لهم بالتحية. وفي تلك الفسحة لمحني سُهيل، وارتسمت عند طرف شفتيه ابتسامةٌ واضحة، وهمَّ أن يتجه ناحيتي. ارتبكتُ ولوّحتُ له سريعًا إشارةً ألا يقترب. فهم الإشارة، فغدت ابتسامته عند الطرفين ممزوجةً بالعجز اللطيف، وتصادف أن أحد نواب رئيس الجامعة كلّمه ملوّحًا له أن يصعد إلى الطابق الثاني، فرمقني نظرةً أخرى واستدار نحو الدَّرج. تنفستُ الصعداء أخيرًا. المطعم الخامس هو من أعلى مطاعم جامعة التفوق كلفةً، وفي طابقه الثاني غرفٌ خاصة مخصّصة لاستقبال الضيوف. ومن الواضح أن سُهيل كان خريجًا بارزًا تُقيم له قيادات الجامعة مأدبة. وأمّا مِثلي من صغار القوم، فالأفضل أن أبقى غير مرئية. نظرت إليّ سلمى مشوَّشة وسألت باستغراب: "ما بكِ؟ مع من كنتِ تتبادلين النظرات؟" سحبتُ بصري وجلستُ معتدلة: "لا شيء، رأيتُ شخصًا
Read more

الفصل217

مثلُ هذا الدَّلال لو وقع على أيِّ امرأةٍ لطارت فرحًا. رنَّ هاتفي فأيقظ قلبي المأخوذ بالنشوة. كانت رسالةً على الواتساب من لينا: "هذا رجلٌ لا عيب فيه، هل أنتِ متأكدة أنكِ لا تريدينه؟" قبضتُ على الهاتف وأصابعي ترتجف قليلًا؛ عاطفتي المتأجّجة لم تجد منفذًا، فكتبتُ أخيرًا: "البدلةُ التي يرتديها على المقاس، أنا من صمَّمتها." وما إن أرسلتها حتى أرسلت لينا سيلًا من ملصقات الدهشة والصراخ. "وتقولين لا شيء بينكما! أهذه هي الـ لا شيء؟ لقد أقلعتِ به إلى سماء العاطفة!" رفعتُ عيني نحو الرجل على المنصّة، وابتسامتي تأبى أن تنطفئ. حتى سلمى إلى جواري التقطت الإشارة وهمست: "ما بالكِ تضحكين؟ هل هذا الخريجُ البارزُ مَلَكة الفكاهة لديكِ؟" هززتُ رأسي وكتمتُ ابتسامتي وجلستُ مستقيمة. عقدت سلمى حاجبَيْها وحدّقت بي ثم سألَتْ جسَّ نبضي: "أتعرفين هذا الخريج سهيل؟" قلت: "شِش… لا تتكلّمي." اتّسعت عيناها فجأة: "أليس هو صاحبُ سيارةِ الراية الحمراء الفاخرة؟ ذاك الذي أنفق 30 مليون دولار من أجلكِ على سوارٍ من اليَشْم؟" ارتفع صوتُها فجذب انتباه من حولنا. فخفضتِ جسمَها فورًا وحدّقتْ بي بعينيها تسألني. قبل أن أنطق، ج
Read more

الفصل218

الدفعةُ الثانية من الخريجين البارزين ضمّتْ أيضًا فارس! وكانت مساهمتُه البارزة أنّه تبرّع، في مئوية الجامعة الأم، بمبلغ قدره عشرةُ ملايين دولار. عشرة ملايين. هو أيضًا رقمٌ ضخم، لكن بوجود سُهيل وقد سبقته درّتُه النفيسة، لم يَعُد الرقمُ مُدوّيًا بالقدر نفسه. ومع ذلك، اضطرب داخلي قليلًا. من قبلُ، حين أردتُ استرداد سوار اليَشْب وقد حوصِرتُ إلى حدٍّ لا يُطاق، فتحتُ معه الموضوع، فأبدى قائلاً أنّه لا يقدر على توفير سيولة كبيرة. لكن بعد ذلك، في مزادٍ خيري، ولإرضاء نورهان، بعثرَ أكثرَ من عشرةِ ملايين دولار. واليوم، لأجل الاحتفال بمئوية الجامعة، جاد مجددًا بعشرة ملايين دولار. إذًا، لم يكن معدَمًا؛ كلّ ما هنالك أنّه لم يُرِد الإنفاق عليَّ، وحتى لو كان على سبيل القرض، لم يشأ. أطلقتُ في قلبي ضحكاتٍ باردة، وأنا أراه يعتلي المنصّة مفعمًا بالزهو، ولم يَبْقَ في عينيّ غيرُ الازدراء. ولم أتوقّع أن يكون سُهيل، بصفته ضيفًا مُكرَّمًا، ضمن مَن يصعدون مع قيادات الجامعة لتسليم أوسمة التكريم للدفعة الثانية من الخريجين البارزين. لا أدري هل كان ذلك بقصدٍ من سُهيل أم محضَ مصادفة ، لكنّه كان تحديدًا مَن س
Read more

الفصل219

رمقتُهما بحدّة وقلت: "حفل العشاء منظّم بحسب الكلّيات، نسرين، ألا تقرئين؟" قالت نسرين بتصنّع وهي تدير رأسها: "الزميل الأكبر فارس صادفني وسألني عنك، وأنا فقط قمتُ بعملٍ طيب، فعلامَ تصرخين في وجهي؟" حدّق فارس بي وقال بصوت منخفض: "جئتُ لأطمئنّ عليك، وأسلّم على الزملاء القدامى؛ فمهما يكن، كنّا مقرّبين يومها." وكانتْ في كلماته إشارةٌ لا تخفى. فحبُّنا أيامها كان معروفًا للجميع، وبعد أن مَرِض لم أتخلَّ عنه، حتى صار حديثًا جميلاً في الحرم. وزملاء تخصّصنا كانوا جمهور الصفّ الأوّل، لذلك فهم يعرفون القصة حقًّا. وقبل أن أنطق بعد كلامه، قاطعتنا نسرين: "ألستما زوجين؟ لِمَ كلّ هذا التباعد؟ جيهان، لقد أحببتِ الزميل الأكبر فارس يومًا حبًا جارفًا حتى كدتِ تُلقين روحك." رمقتُ نسرين بنظرة باردة وسخرت: "أرى أنكِ اليوم لا تكترثين بوجهٍ ولا سمعة، ثم إن وجهك هذا ليس وجهَك القديم أصلًا." قالت نسرين وقد اسودّ وجهُها: "ما الذي تعنينه يا جيهان!" كان صوتها خافتًا لكن حدّتَه واضحة. سلمى ردّتْ فورًا: "المعنى الحرفي! وما شأنكِ إن كانا زوجين أم لا؟ ما علاقتكِ بذلك؟ في الماضي لم تفوقي جيهان بشيء، فشوّهتِك الغي
Read more

الفصل220

نظرتُ إلى وجهه، وأصغيتُ إلى صوته، فبدوتُ كدميةٍ مُسيَّرة، أطيعه بلا قيد ولا شرط، وقفتُ وسرتُ معه. وبينما أبتعد، التقطت أذناي همهمات الدهشة خلفي. "أليس ذاك هو الخريج المتفوّق الذي ألقى كلمة قبل قليل؟ الذي تبرّع بمئةٍ وخمسين مليون دولار!" "يا إلهي! يعرف جيهان! ما علاقتهما؟" "آآه ... ذاك الخريج عن قربٍ أوسم بكثير! طويلٌ ووسيم! أنه أجمل رجل رأيتُه في حياتي!" لا أدري ماذا قالوا بعد ذلك، فقد ابتعدتُ شيئًا فشيئًا، وصارت أفكاري كلّها مشدودةً إلى سُهيل. قادني نحو المقاعد القريبة من المنصّة، وراح يشرح: "أنا جالسٌ مع قيادات الجامعة. كانوا يتحدّثون عن أنّ تخصّص تصميم الأزياء سيُكمل العام الثلاثين العام المقبل، وأنّ الكلية تخطّط لإطلاق مهرجان (العِلم· الفن· الموضة)، بسلسلة من الفعاليات الأكاديمية والثقافية. خطرتِ لي، فطلبوا منّي أن أدعوكِ لنفكّر سويًا ونقترح أفكارًا." ما إن سمعتُ هذا حتى صحوتُ فجأة، واستدرتُ لألوذ بالفرار: "لا لا لا، لا أصلح لهذا…" لكن سُهيل قبض على ذراعي وهو يبتسم: "ممَّ تخافين؟ قيادات الجامعة لا تلتهم الناس." قلتُ بارتباك: "لا أستطيع، رأسي فارغ الآن، لا فكرة لدي." أنا أ
Read more
PREV
1
...
2021222324
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status