All Chapters of بعد الخيانة... وجدت حبي الحقيقي: Chapter 381 - Chapter 390

468 Chapters

الفصل381

احمرّ وجهي من مزاح الجميع، وحدّجتُ سهيلًا بنظرةٍ عاتبة. عانق كتفي أمام الكل وقال: "تذاكر العودة عليّ… للجميع الدرجة الأولى." "واو، شكرًا يا سهيل!" "شكرًا لسهيل ومديرتنا جيهان!" ثم تغامزوا وهمسوا: "هيا إلى نقطة التفتيش الأمني، لنتركهما وحدهما."استحييتُ من البقاء أتدلّل، فنظرتُ إلى سهيل واستدرتُ: "أنا… لا بدّ أن أذهب." "هيه!" سارع يجذبني: "أبهذا الشكل سترحلين؟" لمحتُ أن شهابًا غاب عن الأنظار، فتماسكتُ واحتضنته من تلقاء نفسي: "سهيل، شكرًا لأنك تحسن إليّ هذا الإحسان." ابتسم، وأمال قامته، وكفّه على مؤخرة رأسي يربّت: "يا حمقاء، أنتِ حبيبتي؛ وإحساني إليكِ واجب." "وأنا أيضًا… سأحسن إليك من قلبي." افترقنا قليلًا، فجمعتُ شجاعتي وقبّلتُه قبلةً خاطفة: "سأمضي الآن." قال بنبرةٍ دافئة: "انتبهي لنفسك. أيّ شيء تحتاجينه اطلبي من شهاب، أو اتصلي بي في أيّ وقت." "حسنًا." أعرفُ أنه لا يطمئن مطلقًا لسفري البعيد، لذلك أوافقُ على كلّ ما يطلبه.لم يعد الوقت يسمح؛ أفلتُّه وذهبتُ نحو التفتيش. لوّحتُ له كي يعود، لكنه بقي واقفًا يشيّعني ببصره. وحين بلغتُ البوّابة والتفتُّ، كان لا يزال في مكانه كالصنم، ف
Read more

الفصل382

لم أتوقّعها أبدًا؛ ما إن هبطنا في ميلانو ووصلنا الفندق حتى صادفتُ وجهاً مألوفًا. دخلنا ندفع الحقائب إلى الردهة، فالتقينا نسرين تضحك وتتحدّث مع بضعة أجانب وهي في طريقها إلى الخروج. تملّكني العجب في داخلي. كنّا بالأمس فقط معًا في قصر البردي داخل البلاد، فكيف سبقتني إلى الخارج؟ تذكّرتُ أنّ هناك رحلةً ليلية مباشرة إلى ميلانو؛ أغلب الظن أنّها ركبتها، وها هي قد نامت وعدّلت فارق التوقيت. والعام على الأبواب، وعائلتهم من ذلك الصنف الذي يعظّم اجتماع العائلة، لاسيما أنّه أول عيد لمّ شمل بعد تقاعد الشيخُ الأكبر لعائلة نسرين… ومع ذلك لم تبقَ في الديار. خطر ببالي أنّها، على ما فيها من يسر النشأة، تبذل جهدًا لا يُستهان به، فساورني شيءٌ من الإعجاب.قالت وهي تقترب: "جيهان، نلتقي من جديد." زملائي لا يعرفون ما بيني وبين نسرين من خصومةٍ قديمة، لكنهم وكلّهم في مجال الموضة يعرفون أنّها الرئيسة التنفيذية لمنطقة المشرق النوراني لعلامة المجد. همست يارا: "مديرتي، الآنسة نسرين سلّمت عليكِ." أومأتُ: "نحن زميلتا دراسة." ثم طلبتُ من الفريق أن يباشر إجراءات النزول والراحة.لمّا وصلت نسرين مدّت يدها، فصافحتُها
Read more

الفصل383

في بلدٍ غريبٍ، رفعتْ صوتها فجأة تتكلّم بالعربية، فاجتذبتْ أنظارَ الأجانب من حولنا. لكنّي لم أردّ، وسرتُ مباشرةً إلى المصعد. لحقَ شهاب وهو يجرّ حقيبتي."شهاب، لا تخبره بهذا الأمر، فلن يمسّ سلامتي بشيء، كي لا يقلق." نظرتُ إليه أُنبِّه بلطف. "حاضر، آنسة جيهان." رمقتُه نظرةَ امتنان، ثم بعد صمتٍ قصير سألت: "وأنت ترافقه كل هذه السنين، هل تعرّض لشيءٍ خطر؟" بقي كلامُ نسرين يرنّ في صدري، وقلقي على سهيل يتفاقم. قال شهاب: "لا." ثم أضاف وقد أدرك ما أخشاه: "اطمئني يا آنسة جيهان، حول السيّد سهيل أكثرُ من شخص. إن غبتُ أنا، تكفّل غيري بأمنه." "حسنًا، شكرًا."عدتُ إلى الغرفة في الفندق، وبعثتُ لسهيل رسالةً على الواتساب أطمئنه، ثم اغتسلتُ سريعًا وتمدّدت. جسدي منهك، لكن داء الأرق عاودني في الغربة. لم ألبث أقلّ من ثلاث ساعات حتى صحوتُ، وتقلبتُ دون أن يغلبني النعاس من جديد، فنهضت. رتّبتُ العمل قليلًا، ثم نظرتُ في الهاتف. كان بعد الظهر في ميلانو، وفي البلاد متقدم بساعتين. في هذا التوقيت، لا بدّ أن يكون سهيل متفرّغًا. بمجرّد أن تذكّرته، دفا قلبي واجتاحني شوقٌ صغير، فاتصلتُ به من تلقاء نفسي. أجا
Read more

الفصل384

"همم." كنتُ أظنّ أنّي ما دمتُ قد طلبتُ من شهاب ألّا يُخبره بالأمر فلن يعرف، ولن يقلق. لكن ما كُتب كان لا بدّ أن يقع. "جيهان، إن لم تُرغبي في مجاوبتها فلا تلقي لها بالًا." بدا سهيل خائفًا أن أُؤذى، أو أن تقول نسرين ما لا ينبغي، فسارع بالتنبيه. قلتُ باستهانة: "اطمئن، لستُ سهلةَ الاستفزاز، ثم أليس شهاب يرافقني؟ ممّ تخاف إذًا؟" قال: "حسنًا، أنتِ تُقرّرين. على كلٍّ، نسرين على الأرجح ستعود إلى البلاد بعد أيام، ولن تبقى هناك طويلًا." وكان هذا رأيي أيضًا. فحتى إن رغبتْ في الكدّ بهذا الاجتهاد، فلن يرضى أهلُها أن تقضي ابنةُ نعمةٍ العيدَ كلَّه في الغربة تلهث خلف العمل. ولذلك لم أقلق كثيرًا. قلتُ: "بالمناسبة، هل أُفرِج عن جُمانة؟ وهل تَقدّم التحقيق الذي طلبتَه؟" كنتُ خارج البلاد، لكن قلقي من الأمر لم يهدأ، فهو في الأصل بسببِي. هزّ سهيل رأسه: "التحرّيات جارية، وقد أُطلِق سراحها."حقًّا مدهش! لم أملك إلا أن أتساءل: كم من الموارد ستنزفُها عائلةُ الهاشمي من أجل هذه الابنة المِشاكسة؟ إن استمرّ الأمر على هذا النحو، فالعائلةُ حقًّا ستتهالك على يدِ الأخوين معًا. تحدّثنا عبر الفيديو أكثر من ع
Read more

الفصل385

صرخت نسرين ووقفت كأنّ صاعقًا مسّها، ثم خطفت هاتفها على عجل. "جيهان! تماديتِ كثيرًا!" شتمت وهي تغلي غضبًا. ابتسمتُ ابتسامةً خفيفة وقلتُ باعتذار: "غير مقصود، أدفع ثمن قهوةٍ لِآنسة نسرين، وإن تعطّل الهاتف بسبب الماء فأنا مستعدةٌ للتعويض." كنتُ أعلم أنّ قهوةً وهاتفًا لا يعنيان لها شيئًا، لكنّي تعمّدتُ إغاظتها. التفتَ كلّ من في القاعة نحوها، وبدت الدهشةُ والاستياء في العيون، فهي أخلّت بنظام المكان. شعرتْ بالمهانة وعضّت على أسنانها: "جيهان، سترين!" حملت هاتفها ودَفعت الكرسيَّ بقوة وغادرت مسرعة. عدتُ لأنصت للعرض وأكملتُ الاجتماع. وحين انتهينا ظننتُها رحلت، فإذا بها تعود بثوبٍ آخر وتنتظر عند الخارج. "جيهان!" نادتني ما إن خرجت. قلتُ بثبات: "ماذا، خسرتِ مرةً ولا تتعلمين؟ أنتِ صاحبةُ اسمٍ وواجهة، وكثرةُ الإحراج لا تليق. حتى لو لم يهمّك وجهك، فكرّي بسمعة العلامة التي وراءك." كانت ستنفجر، لكن كلمتي كبحتْها. قالت: "كلّ ما في الأمر أني أردتُ دعوتكِ إلى عشاء. رحلتي الليلة إلى البلاد لأقضي العيد، وبالمناسبة… سأزور عائلة البردي." ابتسمتْ بفخرٍ واضح؛ تُفاخر بأنّها ستسنح لها فرصةُ لقاء سهيل ف
Read more

الفصل386

لو لم تكن نسرين تعرف حدّها، لاضطرّ شهاب إلى أداء واجبه كحارسٍ شخصي. لكن نسرين تهتمّ بوجهها آخر الأمر؛ وحين رأت الأنظار تتجه نحونا سحبت يدها فورًا. قالت وهي تغلي: "جيهان، ما دُمْتِ تمضين بعناد فستدفعين الثمن عاجلًا أو آجلًا!" ثم انصرفت وهي تغلي. نظر إليّ شهاب: "آنسة جيهان، هل أنتِ بخير؟" قلتُ مطمئنةً له: "بخير، لا تقلق." ولم آخذ تهديد نسرين على محمل الجدّ، وعدتُ إلى عملي. وفيما كانت جمهورية النوران تحتفلُ بالاجتماع العائلي وهدير المفرقعات، كنّا نحن في بلادٍ بعيدةٍ نعيش أجواء العيد بحيوية. الجالياتُ الأجنبية منتشرةٌ في كل مكان، لذا تشعر بعبق السنة الجديدة حتى في الخارج. شربتُ قليلًا من الخمر على الغداء فخدّر رأسي. وأنا عائدةٌ إلى الفندق، رأيتُ حبيبين على الرصيف يتعانقان ويقبّلان علنًا وسط زحام المارّة، فطفَتْ بي أشواقي إلى سهيل. أخرجتُ هاتفي واتصلت. رنّ طويلًا، وما إن هممتُ بقطع الخط حتى أُجيب. "ألو، يا جيهان…" جاء صوته وسط ضجيجٍ بهيج؛ واضحٌ أنه مسرور. سمعتُ فرقعةَ المفرقعات في الخلفية، فسألتُ بفضول: "أتُشعلون الألعاب النارية؟" قال خافتًا يشرح وهو على ما يبدو يتحرك إلى الداخل:
Read more

الفصل387

كنتُ أمسك الهاتف ملاصقًا لأذني، وأصغي إلى صوته الخفيض الدافئ يتردّد قريبًا من عظام أذني كأنّه دفقٌ من دفءٍ يتسلّل إلى قلبي بلا انقطاع. ومع ذلك الدفء، تضخّمت موجة الشوق داخلي. نظرتُ إلى الخارج، وتذكّرتُ المشهد الذي رأيته لتوّي، فقلت بلا تردّد: "سهيل، رأيتُ قبل قليل حبيبين يتبادلان قبلةً حارةً عند الرصيف، فخطرْتَ ببالي… اشتقتُ إليك كثيرًا." لم أرَ ملامحه حين سمع كلامي، لكنني شعرتُ بأنفاسه تتسارع واضحًا، وتسارع معها خفقان قلبي. لم أفهم كيف تجرّأتُ على قول كلامٍ كهذا، لكنه خرج منّي بلا استئذان. قال ملهوفًا: "جيهان، جيهان—" كان واضحًا أنه متأثرٌ جدًا، كأنه يتمنّى لو نبتتْ له أجنحةٌ فيطير إليّ. وأنا أيضًا كنتُ أريده بقربي، لكن ما قالته نسرين دارَ في رأسي، فغلب العقلُ الاندفاع: "سهيل، اسمعني. لا تُفكّر في القدوم. أنا هذه الأيام مشغولةٌ جدًا، وحتى لو جئتَ فلن أستطيع مرافقتك، وفوق ذلك ستُشغلني عن عملي. فهمت؟" لا أريد لأهل البردي أن يظنّوا أنّ ابنهم صار أسير هواي وأنني عدوّةٌ مفترضة. ولو قلتُ هذا صراحةً لازداد إصراره على المجيء، لذا اتّخذتُ من العمل ذريعة. والحقيقة أنني فعلًا مشغولة؛ عرضُ
Read more

الفصل388

واصل الكحولُ مفعوله، فغفوتُ أخيرًا نومًا ثقيلًا وسط غشاوةٍ مُربِكة. رنّ الهاتف مرتين ولم أشعر، إلى أن أيقظتني طرقاتٌ قوية على الباب. استفقتُ مترنّحة، نظرت إلى الوقت، كان المساء. وبما أنّ لدينا استراحةً بعد الظهيرة، فلا بأس أن أنام بهذا القدر، لكن ما الذي دفعهم إلى إيقاظي بهذه العجلة؟ فتحتُ الباب، فوجدتُ يارا وشهاب واقفَين خارجه. ما إن رأياني حتى تنفّسا الصعداء معًا: "رئيسة، الحمد لله أنك بخير. سهيل اتصل بك مرارًا ولم تجيبي، فخاف أن يكون قد أصابَكِ مكروه، فاتصل بي وبشهاب لنطمئن عليك." كان رأسي لا يزال مُثقَلًا، لكني أفقتُ قليلًا وقلت موضّحة: "أنا بخير. تغدّينا اليوم وشرِبتُ قليلًا، وكان أثره المتأخر أقوى مما توقعت. لا بأس الآن. اذهبا لترتاحا، وسأتصل به حالًا." قالت يارا: "حسنًا، ناديني إن احتجتِ شيئًا." ثم انصرفا.عدتُ إلى الغرفة وأخذتُ الهاتف. حسبتُ فارق التوقيت؛ في الداخل الآن قبيل الفجر. لكن في ليلة العيد يسهر الناس، فالغالب أنه لم ينَم بعد. بادرتُ بالاتصال. "ألو!" ردّ سهيل بصوتٍ متوتّر واضح. "ما الذي حصل قبل قليل؟ اتصلتُ بك خمس مرات ولم تردّ. ظننتُ أنّ خطرًا أصابك." قلتُ مس
Read more

الفصل389

منذ أن علمتُ بأنّ سهيل سيأتي، بدا اليومان طويلين كأنّهما دهر. ما أدهشني أنّ سهيل لم يصل بعد، فإذا بقدوم لينا من السماء يفاجئني أولًا! ما إن وطئتُ بهو الفندق ورأيتُها حتى شككتُ في عيني. "عزيزتي، سنة جديدة سعيدة!" ضحكت لينا قائلة: "ما بكِ، ألا تعرفينني؟ ألم تقولي إن عرضك يبدأ غدًا؟ لم أفوّت الموعد، أليس كذلك؟" عند سماع ضحكتها الصافية تأكّدتُ أنّ صديقتي المقرّبة وصلت حقًا. اندفعتُ نحوها وربّتُّ على كتفها، واتسعت عيناي من الدهشة. "لماذا لم تخبريني بقدومك؟ في العيد، ألا يجدر بكِ البقاء مع والديكِ؟" وبعد الربت أسرعتُ لاحتضانها، فرحي كان يدفعني إلى القفز. قالت وهي تضحك: "أنا معهم كل يوم، ولسنا نلتقي في العيد فقط. ثم إنهم كلما حلّ العيد رتبوا لي لقاءات تعارف، وهذا يضجرني. لذا حجزتُ تذكرة مبكرًا وقلتُ سأزور ميلانو للسياحة وألقي نظرة على عروض الأزياء، وما إن انتهت ليلة عيد رأس السنة حتى خرجتُ!" ابتسمت لينا بمكر، يلمع حاجباها وهي تتعلق بذراعي: "ها؟ مفاجأة، أليس كذلك؟" "نعم، مفاجأة فعلًا!" وبعد أن هدأ حماسي سألتُها: "هل حجزتِ غرفتك؟ هذه الأيام ذروة الموسم والحجز صعب." تنهدت: "لا تفتحي هذ
Read more

الفصل390

"هههههه، هكذا معقول…" دخلنا الغرفة، فجمعت لينا ثيابها وذهبت لتستحم. أمسكتُ هاتفي أتفقد الرسائل. في هذا الوقت، يفترض أن يكون سهيل ما زال في الطائرة، ولن يرسل شيئًا. ومع ذلك لم أتمالك نفسي عن التفقد. قلبي يطفر فرحًا وقلقًا؛ هذا الاضطراب الممزوج بالتطلع والتوتر لا يشبه سني ولا طبعي. لقد وقعتُ في الغرام… وأغوص أعمق فأعمق. أنهت لينا حمامها ونامت فورًا. لديّ أعمال بعد الظهر، فأخبرتُها بما يلزم، وحتى لا أزعجها حملتُ حاسوبي إلى غرفة يارا. حين رنّ هاتف سهيل كان الليل قد أرخى سدوله تمامًا. لكن لأن عرضي يبدأ غدًا، فبروفة الليلة شديدة الأهمية، ويجب أن أبقى حتى النهاية، ولن أعود سريعًا. "هل حطّت طائرتك؟" وجدتُ ركنًا هادئًا ورددتُ بحماس. "نعم، للتو صعدتُ إلى السيارة." يبدو أنه سمع ضوضاء مكاني فسأل: "ما زلتِ مشغولة؟" "أجل، ما زالت البروفة، وبعد قليل اجتماع للتأكد من كل التفاصيل." "متى تفرغين؟" "لا أستطيع الجزم؛ ساعة أو ساعتان على الأقل." "سآتي إلى القاعة وأنتظر." يبدو أنه متلهّف لرؤيتي، وصوته يكاد يحبس أنفاسه. ازداد اضطرابي، ونظرتُ إلى حركة القاعة المتواصلة، ثم ترددتُ ورفضتُ: "لا، ا
Read more
PREV
1
...
3738394041
...
47
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status