احمرّ وجهي من مزاح الجميع، وحدّجتُ سهيلًا بنظرةٍ عاتبة. عانق كتفي أمام الكل وقال: "تذاكر العودة عليّ… للجميع الدرجة الأولى." "واو، شكرًا يا سهيل!" "شكرًا لسهيل ومديرتنا جيهان!" ثم تغامزوا وهمسوا: "هيا إلى نقطة التفتيش الأمني، لنتركهما وحدهما."استحييتُ من البقاء أتدلّل، فنظرتُ إلى سهيل واستدرتُ: "أنا… لا بدّ أن أذهب." "هيه!" سارع يجذبني: "أبهذا الشكل سترحلين؟" لمحتُ أن شهابًا غاب عن الأنظار، فتماسكتُ واحتضنته من تلقاء نفسي: "سهيل، شكرًا لأنك تحسن إليّ هذا الإحسان." ابتسم، وأمال قامته، وكفّه على مؤخرة رأسي يربّت: "يا حمقاء، أنتِ حبيبتي؛ وإحساني إليكِ واجب." "وأنا أيضًا… سأحسن إليك من قلبي." افترقنا قليلًا، فجمعتُ شجاعتي وقبّلتُه قبلةً خاطفة: "سأمضي الآن." قال بنبرةٍ دافئة: "انتبهي لنفسك. أيّ شيء تحتاجينه اطلبي من شهاب، أو اتصلي بي في أيّ وقت." "حسنًا." أعرفُ أنه لا يطمئن مطلقًا لسفري البعيد، لذلك أوافقُ على كلّ ما يطلبه.لم يعد الوقت يسمح؛ أفلتُّه وذهبتُ نحو التفتيش. لوّحتُ له كي يعود، لكنه بقي واقفًا يشيّعني ببصره. وحين بلغتُ البوّابة والتفتُّ، كان لا يزال في مكانه كالصنم، ف
Read more