رتبتُ أغراضي في يدي وسرتُ نحو سهيل، وبعد أن خلا المكانُ من زملائنا. مع أن قلبي سبقني إليه منذ زمن، إلا أنني عند الاقتراب أحسست بالخجل والتوتر فتعمّدت التمهّل. كان قد وقف يحيّي الزملاء واحدًا واحدًا، ولما رآني آتية بخطى بطيئة تقدّم لاستقبالي. وقبيل أن أصل، فتح ذراعيه وابتسامة آخذة في الاتساع ترتسم على وجهه الوسيم الهادئ. لم أعد أطيق التكلّف، فانبثقت ابتسامتي فجأة وركضتُ ألقي نفسي في حضنه. تلقّفني بثبات، ولفّ ذراعيه حول خصري ورفعني ودارت بنا بضع لفّات في مكاننا. تجمّع غير قليل من الأجانب حولنا، تلمع في عيونهم نظرات المتفرّجين على مشهد لطيف. لمّا أنزلني، تلاقت عيوننا، فاحمرّ وجهي كالنار وقلت همسًا: "الناس كلهم ينظرون، ألا تكفّ قليلًا." انحنى وقبّلني سريعًا، والضحكة لا تفارق عينيه: "لسنا نعرفهم أصلًا، فلينظروا. ثم أليست شوارعهم تعجّ بالعُشّاق يقبّلون في وضح النهار؟" رمقته بنظرة دلال ولم أجب. ما زال يتذكّر تلك الجملة. سأل وهو يشبك أصابعه بأصابعي: "جاهزة نتحرك؟" "نعم." ثم سألته بقلق: "متعب؟ إن كنت متعبًا نعود إلى الفندق، وإن لم تكن فنتعشّى أولًا." "إلى العشاء. أنتِ عملتِ حتى الآ
Read more