كان يحدّق بي، وينطق كل كلمة ببطء وثِقَل. كان يفترض أن تبدو كلماته عاطفية. لكنني لم أصدق. قلت بهدوء: "لستَ عاجزًا عن فراقي، أنت فقط ما زلتَ تريدني أن أتبرع لك بالدم لأُنقذك". قال فارس وهو يهز رأسه، وعيناه تزدادان صدقًا: "لا… مرضي شارف على الشفاء… في الحقيقة، قبل نهاية العام ذهبتُ إلى قارة المملكة الخضراء للعلاج، ظهرت هناك تقنية جديدة تستهدف مرضي الدموي ويمكنها علاجه جيدًا…". ارتجف قلبي دهشة. هكذا إذن. لا عجب، بدا كأي شخص سليم. لكن بعد تحسّن حالته، وفي أيام العيد، لم يرجع ليجتمع بأهله، بل طار إلى ميلانو. أجاء فقط ليُغِيظني؟ قال: "جيهان، أنتِ وسهيل لن تنالا نهاية سعيدة، ومرضي أوشك أن يبرأ، وأنا نحوكِ…" ثم مال نحوي أكثر وأمسك بيدي. "يمكننا أن نبدأ من جديد". بدت لي كحكاية خرافية، فقلت: "فارس، بمَ تفكر؟ نهارًا قلتَ إنني تسببتُ لك ولعائلة الهاشمي بكل هذا الخراب، والآن تقول إنك تريد البدء معي من الصفر؟". خبا وجهه قليلًا، وطفحت الكراهية في عينيه: "صحيح. أهلي لن يقبلوكِ". صمتُّ وأنا أُطبِق شفتيّ، وشعرتُ أنه ربما أصبح مثل جُمانة… مصابًا بانفصام. لم أرد سماع المزيد، لا فائدة. كانت
続きを読む