بعد الخيانة... وجدت حبي الحقيقي のすべてのチャプター: チャプター 401 - チャプター 410

466 チャプター

الفصل401

كان يحدّق بي، وينطق كل كلمة ببطء وثِقَل. كان يفترض أن تبدو كلماته عاطفية. لكنني لم أصدق. قلت بهدوء: "لستَ عاجزًا عن فراقي، أنت فقط ما زلتَ تريدني أن أتبرع لك بالدم لأُنقذك". قال فارس وهو يهز رأسه، وعيناه تزدادان صدقًا: "لا… مرضي شارف على الشفاء… في الحقيقة، قبل نهاية العام ذهبتُ إلى قارة ‏المملكة الخضراء للعلاج، ظهرت هناك تقنية جديدة تستهدف مرضي الدموي ويمكنها علاجه جيدًا…". ارتجف قلبي دهشة. هكذا إذن. لا عجب، بدا كأي شخص سليم. لكن بعد تحسّن حالته، وفي أيام العيد، لم يرجع ليجتمع بأهله، بل طار إلى ميلانو. أجاء فقط ليُغِيظني؟ قال: "جيهان، أنتِ وسهيل لن تنالا نهاية سعيدة، ومرضي أوشك أن يبرأ، وأنا نحوكِ…" ثم مال نحوي أكثر وأمسك بيدي. "يمكننا أن نبدأ من جديد". بدت لي كحكاية خرافية، فقلت: "فارس، بمَ تفكر؟ نهارًا قلتَ إنني تسببتُ لك ولعائلة الهاشمي بكل هذا الخراب، والآن تقول إنك تريد البدء معي من الصفر؟". خبا وجهه قليلًا، وطفحت الكراهية في عينيه: "صحيح. أهلي لن يقبلوكِ". صمتُّ وأنا أُطبِق شفتيّ، وشعرتُ أنه ربما أصبح مثل جُمانة… مصابًا بانفصام. لم أرد سماع المزيد، لا فائدة. كانت
続きを読む

الفصل402

كانت كاحلايَ مربوطين، لكنني ركلته بكل ما أملك من قوة. فوجئ فلم يتدارك، فأصابته الركلة في صدره فاختل توازنه. اغتنمتُ الفرصة وسحبتُ ساقي فورًا، وانكمشتُ على نفسي وأنا أتحرّك دفاعًا نحو حافة السرير. مسح فارس صدره والتفت تجاهي، ثم جلس على ركبتيه وانقضّ عليّ. "جيهان، هذا الرفض يجعلني أشك: طوال هذه السنين هل أحببتِني أصلًا؟ أتخذتِني طوق نجاة فقط؟ لذلك حين ظهر سهيل، طوق نجاة أفضل مني، ألقيتِ بنفسك في حضنه دون أن ترمشي!" كان فارس يصرّ على أسنانه ويهتف، ويخلع ثيابي بفظاظة. ابتسمتُ ببرود في سري وفكرتُ أنه ليس غبيًا تمامًا. فهذا الاستنتاج لم أصل إليه إلا بعد تلميح من سهيل، وهو مع ذلك استطاع أن يفهمه وحده. يبدو أنه في الأيام الماضية فكّر كثيرًا في علاقتي به. "فارس، فكّر بمستقبلك! إن فعلتَ بي شيئًا فستصير كجُمانة وتدخل السجن! إن توقفت الآن ما زال الوقت… أنا أستطيع أن لا…" دقّ دقّ دقّ. دقّ دقّ دقّ. "افتح الباب!" لم أكمل كلامي حتى دوّى طرق ثقيل على الباب، سمعتُ كلامًا مألوفًا. سهيل! لا بد أن سهيل وجدني! تجمّد فارس، ونظر إلى جهة الباب، ثم عاد ببصره إليّ. "ابن عائلة البردي جاء بهذه الس
続きを読む

الفصل403

هزّ سهيل رأسه قليلًا، يحدّق بي بعينين عميقتين مرتجفتين، ثم زفر طويلًا وقال: "الحمد لله… المهم أنك بخير. هل فعل بك شيئًا؟" قلت: "حاول، لكنه لم يُمْهِلْه الوقت…" ثم تذكرتُ شيئًا وحدّقتُ فيه أسأله: "لو كان قد فعل حقًا، هل كنتَ… ستفترق عني؟" قال بصرامة وهو يثبت نظره في عينيّ: "ماذا تقولين؟ سؤالي ليس ازدراءً لك، بل خوفًا عليك من الأذى والظلّ النفسي." لم أرمش: "كنت أظن أنك قد تتضايق…" أجاب بهدوء شديد: "أنا لم أعبأ بكونك مطلّقة، فكيف سأعبأ بهذا؟ ثم إن حدث شيء فأنتِ الضحية، ولن أشعر إلا بالأسى عليك." "سهيل…" نطقتُ اسمه، وإذا بالدمع يلمع في عينيّ. قبل قليل، مع كل ما فعله فارس، لم أبكِ. والآن فقط انفجرتُ بالبكاء وأنا ألقي بذراعيّ حوله. ضمّني بالقوة نفسها، وأحاطني بذراعيه طويلًا. طرق شهاب الباب ودخل هامسًا: "سيد سهيل، الليل تأخّر. لنغادر المكان أولًا." "حسنًا." نهض سهيل، ونزع معطفه وألقاه على كتفيّ. قال وهو يمدّ يده: "تعالي، سأحملك." هززت رأسي: "لا حاجة، أستطيع المشي." قال بصوت منخفض: "ساقاكِ مصابتان." قلت: "إصابات سطحية، لا بأس." وتمسّكت بيده ونهضت. بدأت الخَدَر يزول قليلًا. أعاد
続きを読む

الفصل404

نهضتُ مذعورة من بين ذراعيه. أنهى سهيل مكالمته بعد بضع كلمات إضافية. قال لي: "موظفو السفارة يسألون إن كنا نرغب في رؤيته. ما رأيك؟" قلت فورًا: "لا. دَعهم يتصرّفون كما يقتضي القانون، لا داعي لرؤيته." بمجرّد أن تذكّرتُ ما قاله وفَعَله فارس، اجتاحني نفور شديد. ضمّ سهيل كتفي براحته وضغط قليلًا في مواساةٍ صامتة: "مقصدهم أنّه إذا عُولج الأمر ضمن نطاق السلطات هنا، فمثل هذه الحالة ما دامت لم تُسفر عن أذًى فعلي، فبإمكانه مع محامٍ ماهر أن يدفع ببراءته بسهولة. ثمّ إنكِ بصفتك المدّعية، إن فُتح الملف هنا فستبقين حتى انتهاء إجراءات التقاضي قبل أن تعودي إلى البلاد…" لم يُكمل. وقد فهمت. عقوبة فارس تفصيل ثانوي؛ المشكلة أننا لا نحتمل الاستنزاف في الخارج. سهيل وضعه حساس، ولا يمكنه البقاء طويلًا. ولو بقيتُ وحدي فلن يطمئن عليّ، وسيحاول إطالة إقامته لمرافقتي. وأنا لا يمكن أن أسمح بأن يتأثر عمله ومستقبله بسببي. لذلك قاطعته قائلة: "لا نتابع القضية هنا. الشرطة المحلية يمكنها ترحيله مباشرة، أليس كذلك؟" قال وهو يومئ: "نعم. وأنا أميل إلى هذا الرأي أيضًا. حين نعود إلى أرضنا أستطيع التحكّم بملفاته أكثر. ث
続きを読む

الفصل405

"نعم. ربما خاف أن أفرّ، فخدّرني أولًا ثم كبّلني." قلتُ باقتضاب، ولا أريد الخوض في الأمر. تبدّل وجه لينا فجأة، ونظرت إلى سهيل، ثم جذبتني خطوتين جانبًا وهمست: "هل… هل تعرّض لكِ ذلك الحقير…" لم تُكمل، لكنني فهمت، فابتسمت مطمئنة: "اطمئني، لا… كبّل يديّ وقدميّ، فصار أصعب عليه أن يؤذيني، ثم إن سهيل وصل في الوقت المناسب." "الحمد لله." زفرت لينا طويلًا، وحدّقت في وجهي ثم عقدت حاجبيها من جديد: "خدكِ متورّم، والإصابة واضحة، وتقولين لا بأس! يجب التعقيم ووضع دواء، حتى لا تترك أثرًا." قبل أن تُنهي كلامها دخل شهاب وهو يحمل صندوق أدوية، فتناوله سهيل منه. قال سهيل بلطف: "لينا، عودي للراحة، سأعتني بجيهان." رغم قلق لينا، عرفت أنه لا يصح أن تبقى ثالثة بيننا، فوافقت: "حسنًا، أعود الآن. إن احتجتِ شيئًا فاتصلي بي." "حسنًا، أعلم." ثم قال سهيل لشهاب: "أوصلِ لينا إلى غرفتها بأمان." ولمّا غادر الجميع، وبقينا أنا وسهيل فقط، ازداد انعقاد حاجبيه، وطفح الألم في عينيه ولم يعد يخفيه. "هل تريدين حمّامًا وتبديل ثيابكِ ثم نعقّم الجروح؟" وضع صندوق الأدوية جانبًا، ونظر إلى فستاني الممزّق برفقٍ وسؤال. خفضتُ بصري
続きを読む

الفصل406

اندفع الماء الدافئ يغسل جسدي، فارتجفتُ لا إراديًا. همس يذكّرني: "ارفعي يديكِ قليلًا، كي تتجنّبي ضرب الماء لها باستمرار." كان صوته منخفضًا أجشّ، على غير عادته. استدرتُ بظهري إليه؛ حتى لا أواجهه، ولأشعر ببعض الارتياح. كانت كفّه الدافئة العريضة تنساب مع الماء الحار فوق جسدي، برفقٍ ودقّةٍ واجتهادٍ يكاد يكون خشوعًا. شعرتُ بأنه يُكابد كبحَ نفسه. وخفق قلبي يشتدّ موجًا بعد موج، ورغبةٌ مباغتة عبرت جسدي؛ وللحظةٍ لم أرد إلا أن أستدير لأعانقه. ولتدع ما ينبغي أن يحدث، يحدث الآن. لكن قبل أن أستجمع شجاعتي تمامًا، انقطع الماء فجأة، وجاءني من خلفي صوته الأجشّ غير المعتاد: "حسنًا، سأجفّفك." غطّى جسدي بمنشفةٍ ناعمة، فارتعشتُ ثانيةً، واستدرت قائلة: "شكرًا لك." قال: "كيف جرحا معصميكِ؟ هل يؤلمكِ؟" قلت: "لا بأس، أستطيع تحمّله..." كان الألم الخفيف المتواصل موجودًا، لكنه لا يساوي ذاك النخر الخفي في قلبي، مشاعر معقّدة يصعب الاعتراف بها. ولمّا أنهى الأمر سريعًا ولم يحدث شيء، ساورني خيطٌ من الخيبة. لماذا يتصرّف بهذا القدر من التحفّظ؟ ومن قال إني أريده متحفظًا إلى هذا الحد؟ أيدفعني لأن أبدو لعوبًا
続きを読む

الفصل407

الفرقُ الآن أنه صار حبيبي. وعاد الشك الذي مرّ بقلبي قبل قليل، فلم أملك إلا أن أسأل بفضول: "لماذا تُحسن الاعتناء بالآخرين إلى هذا الحد؟ أتمتلك خبرة؟" ابتسم سهيل، وبعد أن عقّم، بدأ يدهن لي المرهم. قال: "أتقصدين إن كانت هذه خبرة اكتسبتُها من الاعتناء بحبيبةٍ سابقة؟" قلت: "لم أقل ذلك..." فهو قال من قبل إنه لم يعش إلا علاقةً قصيرة انتهت قبل أن تتعمّق، فلا يبدو أنه بلغ مرحلة الاعتناء بتفاصيل كهذه. ولما فرغ سهيل من دهن الدواء، مال قريبًا ونفخ بلطف، ثم قال ببساطة: "الاعتناء بالناس لا يحتاج خبرة. كلنا بالغون؛ ما دمتِ تريدين فعل شيء وتضعين قلبك فيه ستفعلينه. الأمر ليس مهارة تقنية، بل صدق نية." حدّقتُ فيه مبهوتة، وأثّر فيّ جوابه البسيط الصادق. نعم، ما الصعب في الاعتناء بمن نحب؟ كل الأمر إن كان في القلب ميلٌ وإن كانت هناك إرادة. وهو بَيِّنٌ أنه يريد؛ لذا يفعله بهذه العناية والرفق. "سهيل..." تمتمتُ بلا وعي. قال: "نعم؟" قلت: "كيف يوجد في هذا العالم رجلٌ بروعَتك، ثم تُقَدِّرك الأقدار لي؟" انفلت الكلام الرقيق من لساني مجددًا؛ لا شك أنني تأثّرت به، صرتُ أطلق عباراتٍ مُغرِقة في العاطفة كل ح
続きを読む

الفصل408

حدث كل شيء على عَجَل، لكنه بدا أيضًا نتيجةً طبيعية لما بيننا. كنت أعلم أن على المرأة أن تتحفّظ وألا تبادر هكذا. لكنني خشيتُ إن عدتُ إلى الوطن أن يقع ما يبدّل المصائر، وربما لا يكون لنا مستقبل. لذلك، وبين الدهشة والاندفاع، أردت أن أكون مجنونة مرة واحدة، مدلّلة مرة واحدة. في اللحظة الحاسمة توقّف سهيل بصعوبة، ووجهُه الأنيق محمّر من فرط الكبح، وعيناه العميقتان تتلاطم فيهما الأمواج. قطّب حاجبيه وابتلع ريقه، وتحركت تفاحة حنجرته بفتنة وهو يهمس بصوت أجش: "جيهان… ذراعكِ… فيها جرح." قلت: "لا بأس." فالأمر لا يحتاج إلى استعمال اليدين أصلًا. عدتُ أقبّله، لكنه أوقفني ثانية: "جيهان، متأكدة؟ هل يمكن أن ما حدث الليلة سبّب لك صدمة فصرتِ…" ظن أن اختطاف فارس لي هو الذي جعلني أتصرف على غير عادتي. قلت وأنا أتشبّث بكتفيه: "سهيل، أنا في قمة الوعي. أعرف تمامًا ما أفعل." كنت مضطرة لأن أكون واضحة؛ فطبعه الكريم قد يجعله يرفض. وأن تحشد امرأةٌ كل شجاعتها ثم يرفضها حبيبها، فذلك وجع يفوق ألم التجربة الأولى. لحسن الحظ، ما إن قلتها حتى تبدّل موقفه. ثبت نظره في عينيّ ثانيتين، ثم أشرق وجهه بابتسامة، ولمع في
続きを読む

الفصل409

صار بعد ما صار بيننا من ملامسةٍ للجسد أبرعَ في مساعدتي على الاستحمام. أما أنا، فكلما تذكّرتُ المشاهد التي لا يجرؤ المرء على النظر إليها مباشرةً شعرتُ أنني لا أستحقّ أن أرفع وجهي أمامه. أعرف أنّ التجربة الأولى، القصيرة الخاطفة، لا تكفي قلبه الصابر منذ زمنٍ طويل. لكن نظرًا لجرح معصمي، وخوفي من عدم راحتي الجسدية، وفوق ذلك انشغالي غدًا بالعمل، عاد يتصرّف كرجلٍ نبيلٍ متماسك. غير أنّه قبيل أن أغفو، التصقت أنفاسه الحارّة بحافة أذني، وجاءني صوته الخفيض المُوارب فارتجفتُ نصفَ جسدي وعمّتني قشعريرة لذيذة. "أيتها الصغيرة، سأعفو عنك الليلة… وحين نعود إلى الوطن سأستردّ حقي مع الفائدة."… في الغد. استيقظتُ وما زال الخجل يغلّفني، وقلّ كلامي. وكان سهيل في مزاجٍ بالغ الروعة؛ فمنذ لحظة قيامي من السرير، ما إن تقع عيناه عليّ حتى يبتسم ابتسامةَ دلالٍ وحنوّ. بدوتُ هادئةً من الخارج، وقلبي في الداخل يدقّ كطبولٍ متلاحقة. كان معصماي مُزرقّين مُتسلّخين، وبعد ليلةٍ كاملة ما زال الانتفاخ واضحًا يبعث على الوجع. دهنهما سهيل بحذرٍ شديد، ثم لا أدري من أين أخرج رباطَ معصمٍ من الدانتيل، وما إن لبسته حتى غطّى ا
続きを読む

الفصل410

كان سهيل منهمكًا في متابعة العرض، ففوجئ بتلك الجملة ولم يستوعبها للحظة. قلت: "لينا!" وأنا أكاد أجنّ، أزمّ أسناني هامسةً أحذّرها. وإذا بها تقترب من عنقي تحدّق متفحّصة وتمتمت: "تس، يبدو أن أحوال ليلة أمس كانت حامية، حتى عظمة الترقوة عليها أثر عضّة ينزف!" آنذاك فقط فهم سهيل، وارتسمت على وجهه ابتسامة خجولة كأنه هو الذي استحى. أدركت لينا أنها أصابت كبد الحقيقة فضحكت حتى ارتجف جسدها. لاحقًا سألتها مرة: كيف عرفتِ أنني كنت مع سهيل تلك الليلة؟قهقهتْ ساخرةً وقالت: "ملامحك كلها دلال، لا يرى غير الأعمى. ثم إنكما حين ظهرتما في ذلك اليوم كان جوّكما مختلفًا، وكل نظرة من سهيل إليك كأنها تستعيد شيئًا لذيذًا." دهشت حتى عجزت عن الكلام. أثناء الاستراحة ظهرًا تلقى سهيل اتصالًا. تم ترحيل فارس إلى البلاد. وفي الوقت نفسه ظهرت أخبار في مدينة قرناج. مجموعة الهاشمي تخضع لتحقيق الجهات المختصة. وما إن انتشر الخبر حتى بدأ هاتفي يتلقى اتصالات من أرقام مجهولة. أجبت اثنتين عن غير قصد، فإذا بهما من وسائل الإعلام تسأل إن كان التحقيق مع مجموعة الهاشمي أيام العيد جاء بناء على بلاغ مني. لم أكن قد عدت إلى الوط
続きを読む
前へ
1
...
3940414243
...
47
コードをスキャンしてアプリで読む
DMCA.com Protection Status