وضع يحيى ذراعه على كتفي وجذبني نحوه، وكأنه يعلن سيادته عليّ! وكلما ازددتُ مقاومة، شدّني إليه أكثر.فجأة، اندفعت قدمٌ لتفصل بيني وبين يحيى ، فاضطرّ إلى أن يُرخِي يده. كان خليل قد سحب ساقه في اللحظة الأخيرة، ومع اندفاعه المفاجئ، تبدّلت ملامحه، وتحوّلت هيبته إلى برودٍ صارم وحدةٍ قاطعة لم تكن فيه من قبل.لكن برودته لم تكن كبرودة يحيى.أحدهما يحمل رهبة من اعتاد التربّع على القمم، وأما هذا، فبدا عليه العنف الذي تصقله الحياة على حافة السكين، يُقاتل ويعيش وكأنما يلعق الدماء.مدّ خليل يده وفكّ أزرار زيه الرسمي، ثم خلعه بعناية ووضعه جانبًا.وقال ببرودٍ تقشعر له الأبدان، "طالما أنني أرتدي زيّ الشرطة، فأنا مقيد بالقانون، ولا يمكنني أن أمدّ يدي إليك،لكن حين أخلع هذا الزي ... سأجعلك تبحث عن أسنانك على الأرض.وما إن أنهى كلماته حتى انقضّ على يحيى بضراوة، بينما دفعني يحيى جانبًا بعيدًا عنه.لم يكن الإشتباك بينهما شبيهًا بما جرى مع توفيق من قبل، بل كان قتالاً أكثر شراسةً وخطورة، لم استطع حتى أن أتدخل.وفي تلك اللحظة، كان توفيق قد انتهى من حلق شعره، حتى رفع رأسه بنظرة حادة، ثم انطلق فجأة كالسهم، وسدّ
Read more