وذلك الذي بدأ هذه المسرحية كلها، ليس سوى هذا الرجل الذي يدّعي الآن بأنه يحميني من كأس الخمر.لقد خطط لكل شيء بدقة وأدخل الجميع في حساباته، بما فيهم أنا.مددت يدي غاضبة لأدفع يحيى الهواري بعيدًا، فابتسم بود وقال للحاضرين، "لا تثيروا الضجة، فزوجتي خجولة."...كان يحيى الهواري يمسك بيدي وهو يتجه بي الى الخارج، هبت نسمة باردة، وعبق الخمر الثقيل ظلّ عالقًا بصدري، لا أعرف إن كانت مرارته من الشراب أم من الحزن.اقترب مني شيئًا فشيئًا، ومال بجسده عليّ، ثم ابتسم برقة وقال،"أنيسة، سأزعجك قليلًا... أعيديني إلى المنزل"كلماته تلك كادت تنتزع الدموع من عينيّ.يحيى الهواري، لم يسكر بصخب، بل يكتفي بالإبتسام بسذاجة حين يفرط في الشرب.حين تزوجته في البداية، كان أحيانًا يشرب كثيرًا خلال مناسبات العمل، وكان يتصل بي أمام الناس قائلًا،"أنيسة، لقد أكثرتُ الشرب، هل بإمكانك أن تأتِي لتعيديني إلى المنزل."لا زلت أتذكر فرحتي أول مرة تلقيت فيها مكالمته، ظننت حينها أنه بدأ يعاملني حقًا كزوجته.كنت أتهيأ قبل خروجه لأي مناسبة، وأنتظر مكالمته بشدة.كنت دائمًا أول زوجة تظهر في مأدبته، وأصغي إلى المديح الذي ينهال عليّ
Read more