All Chapters of بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة: Chapter 191 - Chapter 200

300 Chapters

الفصل 0191

حفل نهاية العام لمجموعة عائلة عباس كان مقررا في ليلة "اليوم التحضيري للعام الجديد" هذه.الساعة الثانية بعد الظهر.مجموعة عائلة عباس، مكتب الرئيس التنفيذي.جلس سهيل خلف المكتب يتصفح الملفات، مرتديا قميصا أبيض وبنطالا أسود، تبدو عليه الوسامة والهيبة. فعلى الرغم من كثرة ما حدث هذا العام، فقد ارتفعت أرباح مجموعة عائلة عباس بنسبة %15، وهو أمر لا بأس به إطلاقا.طرقت سكرتيرة ياسمين الباب ودخلت، تحمل بيدها رزمة من الملفات ليوقعها. وبعد أن وقع اسمه، سألته: "السيد سهيل، الصور الرسمية التي يجب أن ينشرها قسم العلاقات العامة هذا العام… لم تقرروا بعد بشأنها."في السنوات الماضية، كانت الصور الرسمية المنشورة دائما صورة تجمع سهيل وورد، ورغم أن العلاقة بينهما كانت ظاهرا فقط، فالصورة كانت دوما جذابة للنظر.ومنذ العام الماضي، أصبح السيد سهيل يظهر وحيدا.وعند سماع ذلك، رفع سهيل عينيه نحو سكرتيرة ياسمين كأنه يفكر، ثم بعد لحظة أخرج هاتفه وفتح صورة، وقال: "لتكن هذه! والتعليق…"اقتربت سكرتيرة ياسمين لتنظر، ثم ابتسمت بخفة: "لطيفة جدا."لعل هذا هو قمة الرومانسية عند السيد سهيل!أخذت سكرتيرة ياسمين النسخة الأصلية
Read more

الفصل 0192

فندق نسرين.استأجرت مجموعة عائلة عباس أربع قاعات كاملة من الفندق لإقامة حفل نهاية العام. وكان هذا العام مميزا، إذ حضر نادر وناصر مع زوجتيهما للمشاركة.خلافا لطبعه، كان سهيل هادئا ومنخفض الحضور، فاختفى بعد الكلمة الافتتاحية مباشرة.لعل السبب أنه ما زال يضع خاتم الزواج، ولعله بسبب منشور قسم العلاقات العامة الذي كتب عليه [أيمن]، ولذلك، حتى بعد أن أصبح أعزبا، لم تتقدم أي امرأة لمحادثته، فبقي المكان هادئا خاليا من الإزعاج.لكن المجاملات الضرورية… لا مهرب منها.كان كبار وصغار المساهمين في مجموعة عائلة عباس يتمنون تزويج بناتهم لعائلة عباس، ليصعدن إلى القمة كالفينيق الجديد.في البداية، كانت السيدة بديعة تجاملهم ببضع كلمات، لكن ناصر رمقها بنظرة واحدة فقط، فتوقفت فورا. فمعنى تلك النظرة كان واضحا: لا يزال هناك احتمال لعودة ولديهما إلى بعضهما، و سهيل لن يخوض أي علاقة عاطفية في الوقت الحالي.وفي السر، همست السيدة بديعة: "سهيل سيبلغ الثلاثين بعد رأس السنة، لا يجوز تضييع وقته أكثر."فعاد ناصر يحدق بها بحدة: "الرجل في الثلاثين يكون في أوج شبابه، هل تفهمين؟ ثم إن ورد ما زالت حاملا، أتريدين من سهيل أن يب
Read more

الفصل 0193

حين كانت صغيرة، كانت ورد تنتظر العام الجديد بكل الشوق.عند الغروب، كانت الجدة تبرد الأرغفة البيضاء التي بخرتها للتو، وبعد العشاء تضعها جميعا في القبو حيث تخزن حبات الملفوف الكبيرة. ذلك المكان كان كنزا صغيرا للجدة؛ فمنذ أيام الفقر وهي اعتادت— كلما سنحت الفرصة في شتاء رخيص— أن تشتري عشرات الرؤوس من الملفوف، ثم تشتري يوميا بضع أوقيات من لحم البقر، وتضيف قبضة صغيرة من الشعيرية، فيصبح الطبق وليمة.وكانت الجدة تنتقي خيوط اللحم بعناية، لتغذي بها "ورد الصغيرة".وفرت الجدة وقترت، وربت ورد حتى كبرت، وادخرت لها المال لتذهب إلى المدرسة.لم تتزوج الجدة طوال حياتها، لكنها كانت تقول إنها لا تحمل أي ندم.بعد العشاء، عاد الخدم إلى منازلهم للاحتفال بـ"ليلة رأس السنة الصغيرة". وبدأت الجدة تجمع الأرغفة البيضاء في كيس قماشي أبيض، وتشد طرفه بحبل، ثم تحملها إلى القبو حيث تخزن الملفوف.في الأصل، لم يكن في منزل الضاحية الجنوبية قبو؛ كانت الجدة قد حفرته سرا.كان المكان صغيرا للغاية، يتسع للملفوف والأرغفة بالكاد، ولا يتسع إلا لشخص واحد ليدور حول نفسه. وكانت الجدة تعالج كل شيء بيدها، ولا تسمح لورد بحمل شيء، فقط ت
Read more

الفصل 0194

ارتكزت ورد على لوح الحجارة.وبالقرب من أذنيها، باتت الأصوات أوضح فأوضح.كأنها تسمع صوت اللهيب وهو يلحس كل ما حوله بجنون، بل كأنها تسمع أيضا صوت الجدة الضعيف… ذاك الصوت الذي كانت تسمعه في طفولتها حين تهدهدها الجدة للنوم![يا نور النهار… يا صفاء القمر… حبيبتي الصغيرة نامت.][يا نور النهار… يا صفاء القمر…]…أخذت تضغط على لوح الحجارة بجنون، تريد الخروج، لكن الجدة كانت تطبق على اللوح بكل قوتها، لا تسمح لورد بالخروج. كان القبو ضيقا، لكنه قادر على منح ورد فرصة واحدة للحياة.راحت راحة ورد تضغط على الحجر، والدم يقطر قطرة بعد أخرى.قطرة… ثم أخرى…لا تدري متى انهمرت دموع ورد على وجنتيها.وبين عتمة الليل، بدا الأمر أشبه بأمسيات الصيف… نسمة لطيفة، ترافقها أصوات الصراصير، وهي تغني بخفوت—[يا نور النهار… يا صفاء القمر… نامت ورد الصغيرة.][يا إله الليل… لا تأتي لإزعاجها.][نامت حبيبتي الصغيرة، كوني مباركة، وازدادي طولا ونموا…]لقد سمعت.إنها تسمع!أسندت ورد ظهرها إلى الحجر، وإلى صوت الجدة الذي يعيد غناء أغنية طفولتها مرة بعد مرة…وفي الخارج… بدا كأن صرخة امرأة تمزق الهواء.…بعد ساعة، خمدت النار نهائ
Read more

الفصل 0195

صرخت سيدة مريم: "الدم! لقد أجهضت!"ارتجف قلب سهيل.خفض رأسه، ورأى بقع الدم تنتشر على ثياب الحداد التي ترتديها ورد، منظر يقطع النفس. تقدم بسرعة ليحملها: "ورد… سأوصلك إلى المستشفى."لكن ورد رفضت.هي لا تريده. لا تريد سهيل هذا الرجل.تراجعت خطوة، ووجهها شاحب كالثلج: "لا تقترب مني! سهيل… هذا الطفل، حيا كان أو ميتا… لا علاقة لك به بعد الآن."ظلت ورد تتراجع، إلى أن أمسك ياسر بها.ساقاها بالكاد تحملانها، والدم ينزل بلا توقف، لكنها أصرت أن تمشي وحدها، وأن تبتعد… تبتعد عن المكان الذي فيه سهيل.تحت الضوء الأبيض الساطع، أمسكت بإطار الباب، وظهرها منحن من شدة الألم.هي… ليست لا تحب هذا الطفل.لكنها فقدت للتو جدتها، فقدت أقرب من أحبها في هذا العالم. وليس بوسعها أن تحسن التفكير الآن؛ فما في قلبها لم يعد سوى الغضب واليأس.كان الليل غارقا في العتمة، وتلك الحمرة القانية… أصبحت جرحا عميقا في قلب سهيل.…أدخلت ورد إلى غرفة الطوارئ.كان ياسر هو من حملها إلى الداخل.حينها كانت ورد شبه فاقدة الوعي. لم يبق موضع في جسدها إلا وفيه كدمة أو خدش، أما راحة يدها… فكانت لحما ممزقا.قال الأطباء إن صمود امرأة حامل حتى
Read more

الفصل 0196

أجهضت ورد.لم تسترح، بل عادت مباشرة إلى مجلس عزاء الجدة. جلست بثياب الحداد، راكعة إلى جانب الجدة، تحرق النقود الورقية لها.هبت نسمة ليلية مفاجئة… باردة حد الوحشة.تطاير رماد النقود، وتبعثر في ظلمة الليل.أرخت ورد جفنيها، وسقطت دموعها قطرة بعد أخرى: "يا جدتي… خذي هذا وأنفقيه. لا تبخلي على نفسك هناك. في كل يوم مهم… سأرسل لك نقودا."كانت الأقمشة البيضاء للحداد تصطفق بصوت حاد تحت الريح…تشبه تماما صوت الجدة وهي تشعل النار لصنع الأرغفة.[ورد، بعد ساعتين فقط… ستأكلين الأرغفة.][العجين هذا العام… تخمر بطريقة ممتازة.]انقبض قلب ورد حتى ضاق نفسها، هذه الأصوات… لن تعود تسمعها أبدا.رفعت رأسها نحو السماء، تنادي الجدة باسمها بصوت ممزق الروح.لكن الجدة… لن تعود.صورتها وابتسامتها… حبستا إلى الأبد داخل صورة بالأبيض والأسود، وفي ذاكرة ورد وحدها.…جنازة الجدة.بذل ياسر وزوجته كل ما يستطيعان، وجاءت جدة عائلة نور من مسافة بعيدة للمشاركة في الجنازة.رفضت عائلة نور حضور أي فرد من عائلة عباس. لا نادر و ناصر ولا زوجتيهما ولا حتى سهيل سمح لهم بإلقاء النظرة الأخيرة. رغم أن العائلتين شريكان في التجارة… إلا أن
Read more

الفصل 0197

كانت ورد ضعيفة للغاية، فساعدتها أمها على الجلوس داخل السيارة.حدقت مذهولة في ورقة فحص السونار بيدها؛ كان يظهر أنها تحمل طفلين، ففي الفحص السابق كان أحد الطفلين مختبئا خلف الآخر، فلم يظهر.كانت ورد حاملا بتوأم: طفل ذكر… وطفلة أنثى.نعم… طفلها ما زال حيا. لكنها لا تريد أن تخبر سهيل.وحين تنتهي من إجراءات إدراج الشركة في البورصة… ستغادر إلى مدينة السحاب، ولن تعود بعدها إلا نادرا. سيكبر طفلاها هناك… وسيحملان اسمها— هما طفلا ورد وحدها.ظلت ورد تحدق في التقرير طويلا.أمسكت السيدة بسمة يدها برفق، وقالت لها بلين: "حاولي أن تأكلي قليلا… الطفلان يحتاجان إلى الغذاء كي ينموا جيدا."أومأت ورد إيماءة خفيفة.التفتت برأسها تنظر خارج السيارة؛ كانت الشمس مشرقة، وفي البعيد كان سهيل واقفا—وحين يلتقيان مجددا… سيكونان غريبين.ابتسمت ورد ابتسامة باهتة، لكنها لم تستطع تجاوز الأمر.فالزواج بسهيل لم يترك لها سوى الجراح في قلبها، وإصابة مزمنة بطنين الأذن؛ لقد استعادت سمعها، لكن في ساعات الليل الهادئة يهاجمها الطنين من جديد، ولم تنفع جلسات العلاج الكثيرة.…مع حلول المساء، عاد سهيل إلى القصر الكبير لعائلة عباس.
Read more

الفصل 0198

اشتدت العاصفة كأمواج هائجة.فجأة رأت حسناء سهيل.كان واقفا عند الباب، ينظر إليها وكأنه هادئ، لكن في عينيه مشاعر لا يعرفها أحد؛ كان فيهما احتقار، وكراهية، وشيء آخر لم تستطع فهمه.ارتبكت حسناء بشدة، فدفعت الرجل عن جسدها، ونزلت عن السرير وثيابها بالكاد تسترها، وركضت نحو سهيل ترجوه بيأس: "سهيل، لا تفهم الأمر خطأ… هو من دس لي الدواء، هو من أجبرني!"أما ذلك الطبيب المسمى أندرو، فقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة.ارتدى ثيابه ببطء، ثم غادر الغرفة، وعندما مر بجانب سهيل، ابتسم وقال: "أنا لست سوى واحد من ألعابها الصغيرة!"لم يتحرك سهيل؛ الشيء الوحيد الذي أراد معرفته الآن هو: هل كانت نار تلك الليلة فعلا من تدبير حسناء؟ وهل كان مرضها كل تلك السنين حقيقيا؟كان وجهه باردا، خاليا من أي دفء.وفهمت حسناء أنه أصبح يشك فيها.فضحكت.ضحكت حتى ترقبت الدموع عينيها، ونظرت إلى حبيبها السابق، بصوت خافت كأنه صوت شبح—"لقد رأيت كل شيء… ولن أخفي شيئا بعد الآن.""نعم، كما رأيت… لم أعد تلك حسناء البريئة! لدي رجال… ليس رجلا واحدا، بل أكثر. أستمتع بالإثارة التي يمنحونني إياها… أستمتع باللذة، تلك اللذة التي كنت ترفض من
Read more

الفصل 0199

خرج سهيل من المبنى، وما زالت في الممر خلفه أصداء صرخات حسناء الحادة تتردد.كان السكون مخيفا من حوله، وكأن عددا لا يحصى من الأشباح والوحوش يختبئ في العتمة.سهيل لا يؤمن بإله، لكنه شعر أن تلك الأشباح قد تحولت منذ زمن إلى طمع وغضب وجهل، وتغلغلت في عظامه ودمه… وما وصل إليه اليوم، لم يكن إلا ثمرة شياطينه الداخلية.لو لم يكن مهووسا بالسلطة يوما، لكان قد اكتشف مشاعره نحو ورد منذ وقت مبكر… ولما ترك امرأة تحبه حبا صادقا تتعذب أربع سنوات، وتنتهي بخسارة جدتها… وطفلها الذي لم يولد.كان المعلم نجيب قد قال له يوما: إن هالته مظلمة، وقد تؤذي من حوله… ولن يحظى أحد بالقرب منه بخاتمة طيبة.هبت رياح الليل العاتية، ترفع أطراف شعره… وتدخل برودة قاسية إلى جسده كله.وأطالت أعمدة الإنارة ظله على الأرض.جلس داخل السيارة الباردة، وبدأت صور السنوات الماضية تتتابع في ذهنه، مرة بعد مرة… لا يعرف كيف يواجه ورد، ولا كيف يواجه نفسه.يا للسخرية… المرأة التي وضعها يوما على عرش قلبه لم تكن سوى خدعة.حين كان يسافر إلى مدينة النورين ليرافق حسناء—كانت ورد تبكي… وتتألم!جلس فترة طويلة، يفكر في الاتصال بورد. لكن… رقمه كان محظ
Read more

الفصل 0200

كان صغيرا جدا… لا يتجاوز حجم كف ضئيلة، ومع ذلك، ألقى العقاب كله على عاتق سهيل وحده. ومهما كان المصير— حتى لو سقط في جحيم لا انتهاء له، وحتى لو تفتتت عظامه وتحول رمادا— فهو لا يتردد… ولا يتراجع!"يا إله السماء كلها… أرجوكم امنحوا طفلي أيمن مأوى يأوي إليه."…بعد عودته من المعبد، مرض سهيل مرضا شديدا.عجز الأطباء عن علاجه، ولم يتحسن قليلا إلا مع حلول عطلة مناسبة خاصة.وفي المساء، انتشرت سحب بنفسجية داكنة في السماء.دخلت عربة سوداء فاخرة ببطء إلى قصر البلاتين. نزل السائق أولا، ثم فتح الباب. نزلت السيدة بديعة بثياب فاخرة وأناقة لافتة، تحمل صندوق طعام جميلا… وفيه كرات الأرز اللزج صنعتها بيديها من الفاصوليا الحمراء.اقتربت الخادمة تستقبلها: "سيدتي."سلمت السيدة بديعة صندوق الطعام للخادمة، وصعدت الدرج وهي تسأل: "هل تحسن سهيل؟ قلت لسكرتيرة ياسمين ألا ترسل ملفات هذه الأيام! هو ما زال محموما، ومع ذلك يصر على قراءة الوثائق… أولئك المساهمون يريدون قتله من التعب!"أجابت الخادمة بحذر: "اليوم عطلة خاصة… سكرتيرة ياسمين في إجازة."تنهدت السيدة بديعة بارتياح.طرقت الخادمة الباب لها، ثم انسحبت بهدوء تارك
Read more
PREV
1
...
1819202122
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status