All Chapters of بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة: Chapter 201 - Chapter 210

300 Chapters

الفصل 0201

في أواخر شهر كانون الثاني، تلقى سهيل اتصالا هاتفيا، كان من الرقم العائد إلى طريق حديقة في مدينة عاصمة رقم 618، وهناك يقع أول مستشفى للأمراض العقلية في مدينة عاصمة.شهر كامل من الاستجواب، ومع ذلك حسناء رفضت الاعتراف، بل وصمدت أمام التحقيق.لكن شهادة إصابتها بمرض نفسي، أرسلتها مباشرة إلى مستشفى الأمراض العقلية.الطبيب المشرف على حالة حسناء يدعى الطبيب نواد، رجل في الأربعين من عمره، يعرف كيف يتصرف ويميز الأشخاص. كلما طرأ جديد على وضع حسناء، كان يبلغ سهيل أولا بأول.وفي الهاتف، جاء صوت الطبيب نواد ثابتا: "منذ قليل، أصيبت السيدة حسناء بإجهاض."مجموعة عائلة عباس، مكتب الرئيس التنفيذي.جلس سهيل على الأريكة قبالة النافذة الممتدة من الأرض إلى السقف، ممسكا هاتفه، دون أي تعبير على وجهه، وقال ببرود: "سأصل بعد نصف ساعة."هز الطبيب نواد رأسه: "أعرف ما الذي يجب فعله، لا تقلق يا سيد سهيل."…بعد نصف ساعة، دخلت سيارة فاخرة سوداء ببطء إلى طريق حديقة في مدينة عاصمة رقم 618.وعندما فتح باب السيارة، خطت ساقان طويلتان ومستقيمتان إلى الخارج… إنه سهيل.تقدم الطبيب نواد لاستقباله، وسار إلى جانبه وهو يقول بصوت
Read more

الفصل 0202

في شهر آذار، كانت مجموعة عائلة عباس في غاية الانشغال.كرس سهيل كل طاقته للعمل، وارتفعت مؤشرات أرباح المجموعة بسرعة لافتة.وفي نهاية الشهر، حضر سهيل حفلا كبيرا، ورغم أنه أصبح أنحف بكثير، فإن بدلته الرسمية الكلاسيكية بالأسود والأبيض جعلته يبدو وسيما كما كان دائما، ما أثار اهتمام عدد لا يحصى من النساء الراغبات في الزواج منه.كان سهيل يحمل كأس شمبانيا في يده، لكن نظراته كانت بائسة… لن يرى مجددا تلك المرأة التي أراد أن يراها.اقترب فارس، والد أيوب، مبتسما وهو يقول: "يا أخي سهيل، لم أنت وحدك هنا؟ النساء الجميلات الراغبات في التقرب منك كثيرات، ويمكنك أن تختار منهن ما تشاء."ابتسم سهيل بخفوت: "المدير فارس يمزح لا أكثر."نظر المدير فارس إلى حالته، وفهم أنه غير راغب في الاختلاط، فانتقل إلى الموضوع الرئيس: "يا أخي سهيل، بفضلك أنت، أصبح أيوب أكثر نضجا، ويبدو الآن رجلا قادرا على تحمل المسؤولية، وهذا كله بفضلك فعلا."تفاجأ سهيل قليلا عندما سمع اسم أيوب، وشرد ذهنه لوهلة.أيوب… لا يزال إلى جانب ورد.كان مزاج سهيل منخفضا، لكنه رجل تمرس في عالم الأعمال، فيحسن إخفاء ما بداخله، فقال دون تغيير في ملامحه: "
Read more

الفصل 0203

داخل عربة الرحلات فسيح.أيوب بثوب رسمي، يجثو أمام ورد، وبعد برهة قال بصوت خافت: "كوني معي... سأهتم بك وبالطفلين، سأعمل بجد، ولن أدعك تقلقين على أي شيء."لم تجب ورد، مسحت برفق على رأس أيوب، وقالت بنعومة: "أيوب، الإنسان الذي يحمل جرحا في قلبه… لا يستطيع أن يمنح غيره السعادة. أنا فقط… أريد أن أراك سعيدا، ففي عيني…""أنا لم أعد طفلا!"قال أيوب بخشونة، ثم أمسك يدها، وجعلها تلمس عضلات صدره المشدودة، بل حاول أن يدفع يدها لتنزل أكثر.انتزعت ورد يدها منه، ثم ربتت على رأسه مجددا، من غير أن تقول شيئا.ضاق أيوب صبرا، فقال: "من أجلك، تغيرت لأصبح مثله، ومع ذلك لا تحبينني. أخبريني… ما الذي لا أزال أقصر فيه؟ سأصلحه… أليس كذلك؟"هزت ورد رأسها، ونظرت إليه بصفاء، وقالت بلطف: "أيوب هو أيوب، وليس شخصا آخر. مقارنة بالعاطفة… أنا الآن بحاجة إليك لتحافظ لي على معرض الورود. أريد أن أراك تكبر… لتصبح أيوب الذي في قلبي."أيوب شديد الكتمان، فهو سعيد جدا في داخله، لكنه يبدو على وجهه كئيبا."علمت.""سأهتم بأمر الإدراج. وما لا أعرفه سأستشيرك فيه، وسأستشير سليمان. لكن إن احتجت يوما إلى حبيب… فأنا الأول. سليمان لا يصلح،
Read more

الفصل 0204

جلس سهيل داخل السيارة.كانت سكرتيرة ياسمين في المقعد الأمامي، التفتت نحوه وقالت بصوت منخفض: "بعد نصف ساعة ستبدأ الاجتماع الشهري للمجموعة، السيد سهيل، يفضل أن تلقي نظرة على المواد أولا."قلب سهيل بضع صفحات بيد عابرة، لكن ذهنه كان مضطربا، كأن شيئا ما على وشك الحدوث.وضع الملف جانبا، وقال لسكرتيرة ياسمين: "ألغ الاجتماع، واجعليه غدا."تجمدت سكرتيرة ياسمين لحظة.لاحقا، قاد سهيل السيارة وحده، وذهب إلى شقة ورد.في هذه الأيام، كلما اشتد به الشوق، كان يأتي إلى هنا، ينظف المكان، ويطهو وجبة، ويتظاهر بأن ورد ما زالت هنا، بأنهما ما زالا زوجين، وبأنها ستفتح الباب فجأة وتقول: "سهيل، لقد عدت."سهيل، لقد عدت.أما الآن… حتى سماع حرف واحد من صوتها أصبح ترفا بعيدا.وكعادته، رتب الشقة بعناية، ووضع باقة جديدة من زهور اللوتس البيضاء، ثم أوصلوا إليه مكونات طازجة. ولم يكن سهيل يشعر بالسلام إلا حين يكون منشغلا.وبعد قليل، انبعث من المطبخ صوت التقطيع الخافت.أعد سهيل الأطباق التي تحبها ورد، غلف اللحم بالدقيق جيدا، ثم وضعه في الزيت ليقلي. وفي صرير الزيت المتطاير… خيل إليه أن بابا يفتح.تجمد جسد سهيل —ثم ابتسم بس
Read more

الفصل 0205

اشترى سهيل هذه الشقة بسعر مرتفع، وما زال يأتي إليها مرة كل أسبوع، يطبخ وجبة، ويحضر فنجان قهوة، وأحيانا يبيت هنا ليلة.وكان ينام على سرير ورد، والمطر الربيعي يهطل بلا انقطاع، يستمع إلى صوت المطر في الخارج.قطرة بعد قطرة، تتساقط على الأغصان الكثيفة،وسرعان ما تغدو أوراق شجرة خضراء لامعة مبللة بالمطر.…أحيانا، كان يلتقي بسكرتيرة ليلي في بعض المناسبات التجارية. وقد أدارت سكرتيرة ليلي معرض الورود بإتقان، وكلما رآها سهيل، خيل إليه أنه يرى ظل ورد فيها.وكان دائما… يحتاج وقتا طويلا ليهدأ.ومثل هذا المساء، كان سهيل يقف وحده في الشرفة يدخن، وانفتح باب الواجهة الزجاجية، ودخلت منه سكرتيرة ليلي بمحض الصدفة.نظر إليها سهيل طويلا، ثم أشعل السيجارة في يده، وسأل كأنه يلقي سؤالا عابرا: "هل تعيش بخير هذه الأيام؟"حدقت سكرتيرة ليلي في البعيد، وقالت بهدوء: "هي بخير… وقد بدأت تواعد شابا."انكمش بؤبؤ سهيل، وارتجفت أصابعه الطويلة وهي تمسك السيجارة، وبعد فترة تمتم وكأنه يسأل بلا مبالاة: "هل هو أيوب؟"ابتسمت سكرتيرة ليلي بخفة: "لم أسأل… لكنها تعيش قصة حب."لم يسأل سهيل بعد ذلك، رفع السيجارة إلى شفتيه، وأخذ منه
Read more

الفصل 0206

في اليوم التالي، سافر سهيل إلى مدينة السحاب.كان لدى الشركة أمور طارئة يجب معالجتها، ولهذا فالهدايا التي أعدتها السيدة بديعة بقيت عدة أيام في الفيلا دون أن ترسل إلى عائلة نور.فرع مجموعة عائلة عباس، مكتب الرئيس التنفيذي.استند سهيل إلى ظهر الكرسي، يدلك جبينه برفق، فدخلت سكرتيرة ياسمين، وضعت رزمة من الملفات على المكتب، وقالت بصوت خافت: "السيد سهيل، هذه تحتاج توقيعكم."فتح سهيل الملفات ووقع، ثم سأل بلا مبالاة: "ولا يوجد أي مناسبة الليلة، صحيح؟"هزت سكرتيرة ياسمين رأسها: "كل الأمكنة رتبناها مسبقا. فقط يوم السبت، ستشارك في افتتاح مهرجان فني، وتعتلي المنصة بصفتك ضيف شرف لإلقاء."أومأ سهيل إيماءة خفيفة.مثل هذه الفعاليات ليست سوى مناسبات لجمع التبرعات في المدينة؛ المجموعة تدفع، وهو يحضر فقط كإجراء بروتوكولي.وبعد أن انتهى من توقيع الملفات، أغلقها وقال: "بعد قليل، رافقيني إلى منزل عائلة نور."فهمت سكرتيرة ياسمين المعنى فورا: "الأشياء في الفيلا، إذن بعد الدوام نرجع إلى الفيلا أولا."أجاب سهيل بهمهمة خافتة.مع حلول المساء، بدأ المطر الرقيق يتساقط، وكانت الأجواء المبللة لا تناسب الزيارة. وقف سهي
Read more

الفصل 0207

أمسك سهيل بلؤلؤة من مؤخرة عنقها، ثم رفعها بحذر بين ذراعيه.وقال الخادم إلى جانبه: "سيدي، ستتسخ ملابسكم."لكن سهيل… كيف يمكن أن يهتم بذلك؟مسح برفق على رأس لؤلؤة الصغيرة، بينما كان قلبه يموج بالعواصف —كانت ورد تدلل لؤلؤة كثيرا، وإن سافرت إلى الخارج فلا يمكن أن تتركها في البلاد. وبمعنى آخر… ورد ما زالت في الداخل، بل هي الآن في مدينة السحاب.لقد كانت طوال الوقت… في مدينة السحاب!رفعت لؤلؤة رأسها تنظر إليه برجاء، وحين لم يتكلم والدها، أطلقت نبحا خافتا والتصقت بصدر سهيل، فأفسدت البدلة التي تزيد قيمتها عن 20 ألف دولار في لحظة.حمل سهيل الكلبة بيد، وبالأخرى أخرج هاتفه واتصل بسكرتيرة ياسمين: "اتصلي بورد باسم مجهول، وقولي لها إن كلبها عثر عليه. رتبي معها موعد تسليم… غدا بعد الظهر."وعلى الطرف الآخر، كانت سكرتيرة ياسمين في حيرة كاملة.لكنها بصفتها موظفة ممتازة… فهمت الوضع بسرعة —ورد في مدينة السحاب، وقد ضاعت منها لؤلؤة هذا المساء، ولؤلؤة ركضت بنفسها إلى فيلا السيد سهيل، والآن يريد السيد سهيل رؤية صاحبتها… بالاعتماد على الكلبة.فاستخدمت سكرتيرة ياسمين هاتف الفندق الأرضي، وحددت مع ورد موعدا. وبا
Read more

الفصل 0208

كانت الشمس ساطعة، وفي زاوية عين سهيل… لمعت الدموع.كم تمنى أن يلمس أيمن الصغير بيده، أن يشعر بوجوده.لكنه… لم يعد يملك حق اللمس.حدق في ورد، وسأل بصوت خافت: "الطفل سيولد قريبا، صحيح؟ هل يتحرك كثيرا؟ هل تشعرين بيده الصغيرة من خلال بطنك؟ هل هو مطيع… وهل يسمع الكلام؟"ومع نهاية الحديث، تهدج صوته خنقا.كان وجه ورد هادئا، لا فرح فيه ولا حزن، ونظرت إلى ذلك الرجل الذي فقد السيطرة على نفسه، وقالت بصوت بارد —"هذه الأمور لا علاقة لك بها!""الطفل طفلي وحدي، وسيحمل اسم عائلة أديب، ولن يكون بينه وبينك أي علاقة.""ليلة رحيل الجدة… أتدري ما الذي فكرت به، يا سهيل؟ فكرت أنني لا أريد رؤيتك مرة أخرى في حياتي، ولا أريد سماع صوتك. لولاك… لما قابلت حسناء، ولما ماتت الجدة بتلك الطريقة المأساوية. ربما لم نكن سنصبح أغنياء، ربما كنا سنعيش حياة بسيطة، نكد للحصول على دخل بسيط، ونخزن بعض الملفوف للشتاء… لكن طالما الجدة موجودة، فورد موجودة. منحتني اسمي، أعطتني حياتي، وحين استخدمت جسدها لتحمي طفلي… أين كنت أنت؟ كنت لدى القاتلة… تستمع إلى اعترافها بحبها لك.""سهيل… في تلك اللحظة، كنت أتمنى موتك."…وحين أنهت ورد كلا
Read more

الفصل 0209

عند اللقاء المفاجئ، لم تكن سيدة هند مسرورة.فهي تحمل ضغينة أبدية تجاه ما فعله سهيل سابقا بعائلة منير، ومهما مضى الزمن… لا تزال تغضب عندما ترى أحد أفراد عائلة عباس.اغتاظت سيدة هند بشدة، حتى وخزت أصبعها بقطعة الحديد المثلثة، فانفجر الدم يسيل غزيرا ويتقطر على الأرض. سارعت إلى إخراج مناديل لتضغط بها على الجرح، ثم ابتلعت حبة من إنزيم إيقاف النزيف خوفا من حدوث أي طارئ.وكانت دقتها هذه لها سبب… فهي من فصيلة الدم السلبية RH، فصيلة نادرة.والسيدة بديعة، التي عرفتها لسنوات طويلة، تدرك ذلك جيدا.كانت كلتا السيدتين لا تطيقان بعضهما، وحين أصيبت سيدة هند، غادرت على عجل.وما إن ابتعدت، تذكرت السيدة بديعة فجأة… أن ورد أيضا من فصيلة الدم السلبية RH، ولم يبق سوى نصف شهر على ولادتها. والولادة أشبه بالمرور من بوابة الموت، وكل الاحتمالات واردة. ولا تعرف إن كانت عائلة نور قد جهزت كمية كافية من الدم تحسبا لأي طارئ.تملك القلق قلب السيدة بديعة.لكن عندما انتهت من شراء ملابس أيمن الصغيرة، ألقت هذا الهاجس في الخلف.وعادت إلى منزل عائلة عباس، وأرتها لزوجها. للمرة الأولى امتدح ناصر ذوق زوجته، ومسح بيده على القما
Read more

الفصل 0210

مدينة السحاب.ليل ماطر، والمطر يهطل كالأعمدة.جلست ورد على أريكة غرفة المعيشة، تضع يدها على بطنها المنتفخ، تحدق في الأمام بشرود.كان أحد الطفلين في بطنها بوضع غير جيد، ولذلك نصحها الأطباء بدخول المستشفى مبكرا؛ فإذا طرأ أي طارئ سيتم إجراء عملية قيصرية لضمان سلامة الأم والجنينين.وبالقرب منها، كانت السيدة بسمة ترتب الأمتعة، فهما يعتزمان دخول المستشفى في صباح الغد.ولما رأت شرود ورد، اقتربت منها، وأمسكت يد ابنتها بلطف، وقالت بنعومة: "طالما أنا هنا… لن يحدث لك شيء. عمك ياسر تواصل مع بنك الدم، ورغم أن فصيلة الدم السلبية RH… لكن الكمية جاهزة. وإن اضطررنا إلى عملية مبكرة، فسأطلب من السيدة هند أن تأتي، فهي من الفصيلة نفسها، ولن تتردد في المساعدة عند الحاجة."مسحت ورد بطنها برفق، وقالت بصوت منخفض: "أنا قلقة على الطفل."فالحريق تلك الليلة لم يأخذ الجدة فقط… بل أخذ كذلك صحة أحد الطفلين، وولادته ستكون ناقصة بلا شك، وقد نصحها الأطباء بوقف ذلك الجنين. لكن ورد لم تستطع؛ فذلك الطفل هو ابن سهيل الذي كان يدعوه دائما أيمن، وهو الطفل الذي خاطت له الجدة حذاء النمر الصغير بيديها. ولحسن الحظ… أصبح وضعه مستقر
Read more
PREV
1
...
1920212223
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status