All Chapters of بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة: Chapter 171 - Chapter 180

300 Chapters

الفصل 0171

ثم غير لهجته فورا إلى نبرة ودودة: "يا حماتي العزيزة، سهيل أخطأ، ولك كل الحق في معاقبته. نحن وإخوتي جئنا لزيارة ورد والطفل."أشار بيده، فبدأ المدير بتوجيه الخدم لنقل صناديق المغذيات النادرة.مسكت بسمة جبهتها وابتسمت بخفة: "فرح عائلة نور، ما شأن عائلة عباس؟ خذوا هذه المغذيات معكم، عائلة نور قادرة على إعالة الطفل، ولا نحتاج أبا مثل سهيل الذي يكاد يهرب مع أخرى."حافظ ناصر على أدبه: "أليس قد بقي هنا ولم يذهب إلى الخارج؟"ردت بسمة بضحكة باردة: "حسب منطقك، إذا خلعت سروالك ولم تفعل شيئا، ألا يزال يسمى دعارة؟"سعل ناصر بتهذيب.لم ترد بسمة إضاعة المزيد من الجهد: "أغلقوا الباب! يا أيوب، رافق الضيوف."نفض أيوب قشور البذور عن ملابسه ونهض، ثم تقدم بطوله الفارع نحو عائلة عباس: "أمي أمرت، فليرجع الجميع. لا تقلقوا، سأعتني بطفل السيدة ورد، وحين يولد، سأربيه بيدي، لن ينقصه حليب أو حفاضات، لا تتحملوا هما."كاد غضب السيدة بديعة أن يصيبها بنوبة.كيف لحفيد عائلة عباس أن يربى باسم عائلة القريشي؟لحسن الحظ، احتفظ ناصر ببعض المنطق. طالما أن سهيل لا يزال جاثيا هنا، فذلك المسرف من عائلة القريشي لن ينجح في خطته.غ
Read more

الفصل 0172

خفضت ورد، نظرتها إلى الرجل المتذلل عند قدميها.لو لم تكن قد تذوقت مرارته من قبل، لانخدعت بمشهده هذا.زهرة القمة في مدينة عاصمة، سهيل عباس، أي امرأة لا تطمع في امتلاكه؟لكنها لم تعد سوى جسد منهك مليء بالندوب.سهيل يشبه الزرنيخ المغلف بالسكر—جميل المظهر لكنه قاتل.لقد خافت ورد من المعاودة، لم تعد تجرؤ على التذوق مرة أخرى.همست: "الحياة طويلة، من يستطيع أن يضمن استمرارك؟ اذهب يا سهيل، لا تعد أبدا."سحبت ورد يدها من قبضته، وعادت إلى الداخل في ظلام الليل، تاركة خلفها ظلا أسود عميقا، لا يظهر منه سوى طرف رداء نومها الأخضر.سهيل لا يزال جاثيا في مكانه...همدت الرعود في الأفق، وتساقط المطر كالإبر، يخترق جسده كأنه آلاف السهام.صعدت ورد إلى الطابق الثاني لترى أيوب يعترض الممر، عيناه تحدقان فيها، فتجاوزته قائلة: "ألا تنام في منتصف الليل؟ ألا تكفي المهام التي أوكلتها إليك؟"تبعها أيوب من الخلف، مكتمل الغيظ وهو يشكو—"ها، نزلت لتروه!""نزلت لتروه، أشفقت عليه؟"تظاهرت ورد بعدم الفهم: "أصبحت الآن رئيس فرقة مراقبة الخيانات؟ هل أمنحك بدل عمل إضافي؟"ساعدها أيوب لدخول الغرفة، ثم انحنى برأسه وقال: "على أي
Read more

الفصل 0173

حتى في هذا الموقف، حافظ سهيل على رباطة جأشه، بل وساعد برفق في إغلاق باب السيارة، ووجه كلامه إلى أيوب: "انتبه للقيادة، سيدتك حامل. قد بحذر وتجنب الفرملة المفاجئة."صكت أسنان أيوب من شدة الغيظ—يا له من ممثل بارع!في هذه اللحظة، رن هاتف سهيل، فنظر إليه ولم يجب.خمنت ورد من يكون المتصل.شرح سهيل بصوت هادئ: "اطمئني، سأتولى الأمر."لم ترد ورد، فشؤونه مع حسناء لا تعنيها.حينها ضغط أيوب على دواسة البنزين وانطلقت السيارة بسرعة، متعمدا تلويث سهيل بسحابة من الدخان الأسود—وقف سهيل بين أشجار القيقب الحمراء التي تغطي الجبل، يتابع السيارة حتى اختفت.الأوراق الحمراء المتوهجة كالنيران تزيد الرجل وسامة وروعة.…مع حلول المساء، ذهب سهيل إلى مستشفى الرحمن.كان صلاح وزوجته يهدئان ابنتهما بكلمات رقيقة، محاولين طمأنتها بأن سهيل لن يتخلى عنها.اتكأت حسناء على رأس السرير، تذرف الدموع بصمت.عندما انفتح باب الغرفة، التفتت السيدة مريم مبتهجة: "عندما نذكر القط يأتي مسرعا! انظري يا حسناء من أتى!"دخل سهيل، فاستقبلته السيدة مريم بحماس وكأنه صهرها.لكنه كان باردا، وطلب منهما المغادرة قائلا إن لديه أمورا يريد مناقشته
Read more

الفصل 0174

ظلت ورد باردة، لكن سهيل استمر في ملاحقتها دون كلل.في منتصف الشهر، شعرت جدة عائلة نور بتوعك في صحتها، فعاد ياسر وزوجته إلى مدينة السحاب لرعايتها، وبقيا هناك ما يقارب أسبوعين كاملين.في ذلك اليوم، كان موعد فحص ورد الدوري للحمل، وصادف أن المدير فارس استدعى أيوب للعودة إلى المنزل، فذهبت ورد إلى المستشفى بمفردها.ما إن دخلت غرفة العيادة حتى أصيبت بالذهول.كان سهيل داخل الغرفة يتحاور مع الطبيبة، وقامته الممشوقة وقميصه الرمادي الدخاني الذي ارتداه بأناقة لا تضاهى، وأناقته الأرستقراطية تجعل من مجرد النظر إليه متعة للعين.عندما رآها سهيل، توقفت عيناه عليها للحظة، ثم قال للطبيبة: "ها قد وصلت زوجتي."نظرت الطبيبة إلى ورد وتذكرتها: "إذن أنت زوج السيدة ورد! إذن تلك المرأة التي استولت على التقرير الطبي المرة السابقة كانت حماتك المتسلطة! رغم أنها أساءت التصرف، إلا أن ذلك نابع من قلقها."ابتسمت ورد بهدوء.كانت تدرك جيدا مهارات سهيل، لا بد أنه استخدم بلاغته وأقنع الطبيبة، فنظرتها إليه كانت مليئة بالإعجاب كزوج وأب مثالي.لم تعلق ورد على ذلك، بل توجهت مباشرة إلى الغرفة الداخلية للفحص.كانت الطبيبة محترفة
Read more

الفصل 0175

الشخص خارج السيارة كان لينة.همست ورد: "لينة."تقدمت وتحتضنها برفق، بعد غياب نصف عام، كانت مشتاقة لها جدا.اتكأت لينة على كتف ورد، تستمتع بالدفء.بعد برهة، رفعت لينة رأسها وقالت بهدوء: "يمكنني العودة لمدة أسبوع واحد فقط لأن أخي سيتزوج. عندما سمعت أنك حامل، استفسرت عن مكانك فورا وجئت لرؤيتك. هذا هدية للطفل مني وأخي."قدمت لينة صندوقا من خشب الصندل.فتحته ورد لترى قلادة لحماية صحة وسلامة الطفل وهي خضراء اللون بالكامل، تبدو ثمينة جدا ولا تشبه ما قد تشتريه لينة.تأملت ورد للحظة، وتقبلها.نزل سهيل من السيارة ورآها أيضا، علم أنها من سليمان. ورأى حزن ورد، فشعر بالغيرة لكنه قال: "إنها ثمينة حقا."لم ترد ورد عليه.عندما رأت لينة سهيل، ارتعدت كما لو رأت شبحا، كانت ما تزال تخشى أساليبه.بعد أن قبلت ورد الهدية، دعت لينة لتناول العشاء، وبالطبع لم تدع سهيل.في مطعم أصيل في مدينة عاصمة.بينما كانت لينة تتذوق نكهة الوطن الأصيلة، كادت دموعها أن تذرف.ظلت ورد تضع لها الأطباق في صحنها، حاثة إياها على الأكثر. في هذه اللحظة، كانت تكره سهيل في قلبها، فلو لا خطوته تلك، لما اضطرت لينة للرحيل إلى بلاد الغربة.
Read more

الفصل 0176

في السبت، زواج عائلتي منير وبقار.أقيم الحفل في الكنيسة نهارا، ثم انتقلت الحفلة المسائية إلى حديقة روضة الغرب. بسبب طقس نوفمبر، أنفقت عائلة منير ثروة على إنشاء مساحة مكيفة بالكامل.ذلك المساء، تجمعت النخبة كالسحب، وتطايرت عطور الأزياء وامتزجت الظلال.حضر صلاح وعائلته مبكرا.كانت حسناء قد ابتعدت عن دائرة التواصل لسنوات، لذا لم يعرفها الكثيرون. كانت تملك جمالا لا بأس به، فتقدم عدة شباب من أبناء العائلات الثرية لطلب حسابها الشخصي على تويتر.أظهرت حسناء تحفظا بالغا ورفضت الجميع بكل لباقة.كانت السيدة مريم أكثر تشامخا: "ابنتي لا تبادل الصداقات بعشوائية."لبرهة، بدا الأمر وكأنه لحظة تألق.على الجانب الآخر، استاء أهل العروس سارة. في يوم زفاف ابنتهم، حسناء بثوب أبيض اللون— أتراها تحاول سرقة الأضواء؟لكن سارة لم تهتم. نظرت إلى سليمان: "سأغير إلى فستان الزفاف الأحمر لتحية الضيوف."كان سليمان مهتما، فطلب من شقيقته لمرافقة سارة.أعجبت لينة بزوجة أخيها الجديدة كثيرا، فرافقتها. بعد مغادرتهما بقليل، وصل أفراد عائلة نور، وبالصدفة كانت عائلة عباس قد حسبت التوقيت بدقة وحضرت في نفس اللحظة.كلتا العائلتين
Read more

الفصل 0177

ورد أنهت إعادة مكياجها وكانت على وشك المغادرة، عندما دخلت امرأة من الباب، ليست سوى حسناء.التقت نظرات المرأتين في المرآة.بدأت حسناء الكلام: "بينك وبين سليمان قصة، أليس كذلك؟"نظرت ورد إليها بهدوء: "ما قصدك من قول هذا؟"دخلت حسناء بخفة، فتحت الصنبور لتغسل يديها، وصوتها هادئ وبطيء: "لا أفهم لماذا سهيل اختارك، أنا التي نشأت في حضن العائلة الثرية كأميرة مدللة، بينما أنت مجرد طفلة تركت في الخارج وتربيت على جمع الخردة... بالتأكيد أنت بارعة في التظاهر بالشفقة وكسب العطف، لكن إذا عرف سهيل جانبك الخبيث، هل سيظل يحبك ويعاملك بهذه الرقة؟"فهمت ورد على الفور ما تنوي فعله.وفعلا، رفعت حسناء يدها ولطمت نفسها بقوة، فارتسم أثر أصابع حمراء على خدها الأبيض الناعم.— منظر يثير الرثاء.ابتسمت ورد بهدوء: "تريدين توريطي؟"ردت حسناء بابتسامة: "كيف أكون أنا من يورط الأخت الكبرى؟ بوضوح أنك ضربتني يا أختي، بعد قليل سيأتي سهيل، وسيرى بنفسه جانب الأخت الشرير.""حقا؟ لكنني لا أكترث."قالت ورد ذلك، ثم رفعت يدها ولطمت حسناء بقوة على الخد الآخر.كانت الصفعة عنيفة، فانتفخ نصف وجه حسناء فورا.تجمدت حسناء: "كيف تجرئين.
Read more

الفصل 0178

فتحت الباب ليلي.ليلة مدينة الشمس قارسة البرودة، ومع ذلك جاء سهيل بمعطف خفيف، يبدو أنه هرع فورا.نظرت إليه ليلي طويلا، ثم قالت بهدوء: "السيدة ورد نائمة، أي أمر يمكنك قوله غدا."لكن سهيل لم يستطع الانتظار: "سأنتظرها في غرفة الجلوس حتى تستيقظ."ترددت ليلي في الكلام.في تلك اللحظة خرجت ورد، ترتدي رداء نوم قطنيا، شعرها الأسود مبعثرا على كتفيها، وجهها يحمل لمسة إرهاق. نظرت إليه طويلا قبل أن تقول: "ادخل وتحدث."تبعها سهيل إلى غرفة الجلوس.حضرت ليلي كوب شاي ثم عادت إلى غرفتها.الإضاءة خافتة صفراء، حدق سهيل في ورد، وبعد برهة قال بصوت منخفض: "لن تطول كثيرا، حسناء لم يبق لها سوى ثلاثة أشهر."خفتت ابتسامة ورد أكثر:"وماذا لو لم تمت؟""سهيل، هل ستجرني وطفلي لنكون قربانا لحبك الشاب؟ أنت لست زوجها، لكنك أديت واجب الزوج. خلال تسع سنوات، أي عاطفة كان يجب أن تنتهي. تقول إنك تحبني، تقول إن الطفل أهم شيء في قلبك، لكن سهيل، لا مكان لثلاثة في مشاعر قلب واحد.""إن لم تستطع التخلي عنها، فلا تعد تبحث عني."…هدأ الليل من حولهما.غادر سهيل جناح ورد، وحجز غرفة منفردة لنفسه.في الحمام، انهمر الماء الساخن، الرجل
Read more

الفصل 0179

اقترب سهيل منها.قالت ورد بهدوء: "الثلج يتساقط بغزارة، في مدينة عاصمة لا يوجد ثلج."لم يتحدثا بهذه الطريقة منذ زمن، فامتلأ قلب سهيل دفئا: "في مدينة عاصمة لا يبدأ الثلج إلا نهاية ديسمبر. انتظري أسبوعين، سأصطحبك إلى الجبل لنستمتع بالثلج."لم توافق ورد، بل التفتت تنظر إليه.مد سهيل لها التصريح: "وقع السيد تامر."أخذته ورد، تصفحته ثم قالت: "الليلة، شكرا لك."كاد سهيل يقول "نحن زوجان"، لكنه تذكر أنها ستعترض، لم يقل هذا، بل قال فقط: "ليس مبكرا، عدي إلى الفندق!"لم يكن لدى سهيل سيارة خاصة، فركب سيارة ورد.قال السائق مبتسما وهو يقود: "الآن لا يزال الطريق سالكا، لو ازداد الثلج لما تحركنا خطوة. لو حصرنا في مدينة الشمس، يمكننا البقاء أياما إضافية، هناك معالم تستحق الزيارة."كان سهيل قد شرب، فاتكأ على المقعد الخلفي كسولا، تعبق السيارة برائحة خمر خفيفة.الإضاءة داخل السيارة خافتة، تتسلل أنوار الخارج بين الحين والآخر، تضيء وتنطفئ.تساقط الثلج بغزارة في مدينة الشمس، أنه منظر رومانسي لم يسبق له مثيل —لم يتمالك سهيل نفسه، فمد يده وأمسك بمعصم ورد النحيل. انتفضت قليلا تحاول الانسحاب، لكنه تقدم عبر المعص
Read more

الفصل 0180

الليل أخذ يزداد عمقا.ازدادت ثلوج مدينة الشمس، حتى تجمدت على ارتفاع نصف متر.استيقظت ورد في منتصف الليل، لا تسمع سوى صمت الكون.في البداية لم تفهم، لكن هاتفها اهتز بإشعار مكالمة من رقم دولي—ولم تسمع رنينه. تأكدت أن الهاتف ليس على وضع الصامت.وقفت ورد في ذهول، ثم دخلت الحمام وشغلت الصنبور.الماء يندفع—لكنها لم تسمع أي صوت.أذناها قد توقفتا عن السماع.رمشت ورد، ثم ركضت إلى غرفة ليلي وأيقظتها. تكلمت ليلي بنعاس، لكن ورد لم تسمع كلمة—نظرت إليها في حيرة، حتى أدركت ليلي الأمر وكادت تبكي من الذعر."لنذهب إلى المستشفى الآن."لكن الثلج الكثيف خارجا شل حركة المدينة تماما، ولم يجرؤ أي سائق على القيادة.حاولت ليلي إيقاف سيارة دون جدوى، ثم تذكرت فجأة— سهيل!نعم، كان في الفندق! لا بد أن لديه حلا.استعلمت ليلي عن رقم غرفته في الاستقبال، ثم ركضت لتطرق الباب بعنف—لا حركة في الداخل. في الممر الطويل، لم يكن هناك سوى صوت طرقاتها وهمس الثلج المتساقط.أدركت ليلي أن سهيل عاد إلى مدينة عاصمة.لم تعد تلاحقه، بل اتصلت مباشرة بياسر. بعد الرد، قالت ليلي باكية: "السيد ياسر، السيدة ورد فقدت سمعها! نحن محتجزون في ا
Read more
PREV
1
...
1617181920
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status