في عمق الليل، في أحد مستشفيات التوليد بمدينة السحاب.كان السقف الأسود للسماء كأنه انفتح فيه ثقب هائل، وانهمرت أعمدة المطر بلا رحمة، فغسلت الأرض والسماء حتى غدت شفافة براقة، تبدو غريبة ومفعمة بالأضواء المتبدلة.في غرفة الولادة في الطابق الثاني، كانت ورد مستلقية على سرير المخاض، تخرج أنفاسها وتزفر بلا توقف تحت تشجيع الطبيبة والممرضات، محاولة بكل قوتها أن تلد طفليها.عند الساعة الثانية عشرة ليلا، انفجر ماء رحم ورد، وسرعان ما بدأ الطفل الأول يندفع نحو قناة الولادة. وعندما نقلت إلى المستشفى، كانت قد فاتتها بالفعل فرصة الخضوع لعملية قيصرية، ولم يبق أمامها الآن إلا أن تعتمد على نفسها لتلد هذين الطفلين الصغيرين طبيعيا.خارج النافذة، كان الرعد يدوي، وعلى سرير الولادة كانت ورد مبللة تماما.وبجوارها، كانت السيدة بسمة ترافق ابنتها، تمسك بكف ورد بإحكام، وتنادي اسمها بلا توقف، تمنحها دعما وقوة. فأن تلد المرأة طفلا يشبه عبور بوابة الموت، ولذلك كان القلق يعصف بقلب السيدة بسمة.وللاحتياط، كان ياسر قد جهز طائرة خاصة لنقل السيدة هند إلى مدينة السحاب.وهو الآن في المطار، ينتظر وصول السيدة هند، لكن مطر هذه
Read more