All Chapters of لا تركع يا شادي، راندا تزوجت من رئيس كبي: Chapter 31 - Chapter 40

100 Chapters

الفصل 31

وأثناء حديثها، انزلقت نظرات السيدة ليلى نحو حسان.لطالما شعرت أن هذين الشابين مناسبان لبعضهما، فهو هادئ ووديع وهي رقيقة الطباع، كأنهما خُلِقا ليكونا معًا.أما راندا، فشعرت بنظرة حادة تحمل شيئًا من السخرية تتسلط عليها، فتظاهرت وكأنها لم تلحظها، ورفعت رأسها مبتسمة قليلًا وقالت، "سيدة ليلى، لقد أساء معلمي الفهم. وقد شرحت له الأمر وأنا في الطريق إلى هنا."ثم تابعت،" أنا لا أنوي الطلاق."وما إن أنهت كلامها وأشاحت بنظرها، حتى فوجئت بنظرات من عينين سوداوين تلتقيان مع نظراتها.كانت عيناه العميقتان تلمعان بوضوح وتحملان نظرة فاحصة متسائلة.نعم.لم تكن ترغب إطلاقًا في الاعتراف بأمر الطلاق أمامه.تفاجأت السيدة ليلى وعاتبت زوجها قائلة، "كيف لا تخبرني بمثل هذا الأمر المهم؟ لقد طلبتُ حتى كعكة للاحتفال بالطلاق..."فأجاب الدكتور عدنان، "إنما لم يسعفني الوقت فحسب."لم يسأل الدكتور عدنان بشأن آخر، واكتفى بأن يساند راندا قائلاً، "يمكننا أكل الكعكة حتى إن لم يقع الطلاق. المهم أن تكون راندا سعيدة، أليس كذلك؟"قالت السيدة ليلى، "كلام منطقي."قالت راندا، "شكرًا لكِ يا سيدة ليلى."رفعت راندا كأسها وطرقت به برف
Read more

الفصل 32

لم تنطق راندا بكلمة بعد صعودها إلى السيارة، وجلست مستندة بهدوء إلى المقعد تحدّق في المشاهد المتتابعة خارج النافذة.منذ أن عرفها قبل أكثر من أربع سنوات، كان يراها، إلى جانب ما تتحلّى به من رجاحة عقل وفهم، تحمل في أعماقها صلابة نادرة، تشبه زهرة الأخدرية التي تزهر رغم قسوة الرياح والأمطار.لكن هذه اللحظة بدت مختلفة.لم تتكلم، ومع ذلك أحسّ الدكتور حسان في داخلها شيئًا من الحزن.وعند إشارة المرور الحمراء ضغط برفق على المكابح وسألها، "هل أنتِ بخير؟"في الحقيقة، لم تكن بخير.فقد بدا هيثم باردًا ولا مباليًا، كأن ما جرى في الماضي لم يحدث قط، وكأنها هي وحدها من تحمل الأحقاد وتعاني من ضيق الأفق، لذا علقت في تلك الدوامة ولم تخرج منها.لم تعتد راندا بعد على أن تفتح قلبها وتكشف أعماقها للآخرين، فاكتفت بابتسامة قائلة، "أنا بخير". فقال حسان، "إذا كان هناك أمر، فتذكري أن تخبريني".ثم التزم حدوده ولم يلح بالسؤال، لكنه حذّرها بقلق، "راندا، إذا واجهتِ هيثم الشناوي بالمثل ستكونين الخاسرة".كانت تلك حقيقة واضحة.أحست بمزيج من المشاعر، وبعد فترة همست، "أعرف ذلك".حتى هي لا تدري لماذا انفعلت، فعندما خانها شا
Read more

الفصل 33

لم يكن هو الوحيد الذي التفت.إذ أبدى شادي وياسر وبعض الموجودين الآخرين أيضًا شيئًا من الدهشة.منذ أن تزوج شادي شاهين من راندا الألفي، دخل هيثم الشناوي في خلاف معها، وفي الوقت نفسه لم يعد يلق لهم بالًا.ومع ذلك، لم ينسحب من مجموعة المحادثة على واتساب.واعتادوا دعوته عبر المجموعة في كل مرة ينظّمون فيها لقاءً، لكنه حضر مرات قليلة تُعد على الأصابع.لم يتوقع أحد أن يأتي هذه المرة دون أي إنذار.نهض ياسر مبتسمًا وهو يحاول كسر حدة الموقف وقال، "هيثم، كيف وجدت وقتًا لتأتي وتتسلّى معنا اليوم؟""كنت مارًا من هنا."أومأ هيثم بإيماءة خفيفة لياسر ثم وقف منتصبًا وسارع بالخروج.أما ذلك الرجل الذي كان قد تكلّم بوقاحة من قبل، فسارع للحاق به وهو يعتذر مرارًا، "أخي… زلّ لساني، لا تأخذ الأمر على محمل الجد."فالحاضرون جميعًا تقريبًا، وإن كانوا من عائلات ذات نفوذ،إلا أن هيثم الشناوي وشادي شاهين كانا الوحيدين اللذين يملكان السلطة الحقيقية.وخاصة هيثم، ذلك الرجل الصارم الذي لا يلين قلبه، فهو يهيمن على عالم المال والسلطة كما يفرض سطوته على عالم الظل، فمن ذا الذي لا يرضخ له في مدينة الزهور؟جلس هيثم باسترخاء، و
Read more

الفصل 34

كانت راندا تتساءل في نفسها، هل أصابتها لعنة في تلك المرة بألمانيا؟كيف لم تصادفه طوال السنوات الماضية، ثم باتت تلتقيه مؤخرًا بهذه الكثرة؟"راندا الصغيرة، لقد وصلتِ."ناداها ياسر بحرارة وهو يلوّح بيده قائلًا، "تفضلي بالدخول."كما حياها بعض أصدقاء شادي شاهين أيضًا.ضغطت راندا على راحتها بخفة، ثم دخلت تلقي التحية عليهم واحدًا تلو الآخر، "مرحبًا أخي ياسر، أهلًا أخي ماهر..."وحين جاء دور هيثم الشناوي، عضّت شفتها وقالت، "السيد هيثم.""..."ما إن صدر هذا اللقب حتى ساد الصمت لثوانٍ. وأحسّ ياسر وبعض الحاضرين بالتوتر والحرج.أما هيثم فلم يغضب، بل رمقها بعينيه العميقتين، وابتسم باستهزاء قائلًا، "كلهم إخوتك، إلا أنا؟""..."في مواجهته، كانت راندا لا تملك إلا أن ترد باندفاع، ودون أن تفكر لحظة، ردّت بسؤال متحدٍّ، "وما العلاقة التي تربطنا؟"كانت هذه الجملة بالضبط هي ما قاله لها بنفسه قبل سبع سنوات، يوم أمر رجاله أن يلقوا بها في فناء الجدة أمينة.ما زالت راندا تتذكر كلماته.في ذلك الوقت سخر منها بنظرة متعالية وقال، "أتظنين نفسك أختي الحقيقية يا راندا؟ ما هي العلاقة التي تربطنا؟"وبعد أن أنهت جملتها،
Read more

الفصل 35

قبل أن تفكر بالزواج من شادي شاهين، كانت قد سألت كثيرين عنه،وعن الفتاة التي تحتل قلبه فعلًا،لكن لم يخبرها أحد.هؤلاء الشبان الأثرياء الذين بدوا وكأنهم تربطهم علاقة وطيدة براندا، كانوا في الواقع جميعًا من أصدقاء شادي، وبالطبع، لم يكن أحد منهم ليبوح لها بأسراره.وحين ضاقت بها السبل، اتصلت بهيثم الشناوي.فكيف ردّ هيثم وقتها؟أنزلت راندا الألفي زجاج نافذة السيارة قليلًا، فاندفعت رياح الليل الباردة إلى الداخل، مما جعل أفكارها أكثر صفاءً.وأخيرًا تذكرت تلك الجملة،حيث قال لها في ذلك الوقت، "يا آنسة، ما العلاقة التي تربطنا لأجيبك عن أسئلتك؟"لم تفكر طويلًا، وأغلقت الهاتف.ومنذ ذلك الحين أدرجته في قائمة الحظر.لقد كان يكرر لها دائمًا أنه لم تعد تربطهما أي علاقة.أو بالأحرى، لم تكن هناك علاقة أصلًا.لم تمضِ دقائق حتى كانت برودة الهواء قد غمرت السيارة كليًا، وأصبحت باردة مثل الخارج تمامًا."عم سعيد، أغلق النافذة."أيقظ البرد شادي من نومه، فتمتم بصوت خافت دون أن يفتح عينيه، آمِرًا بعفوية من اعتاد النفوذ،لم ترد راندا، لكنها ضغطت على الزرّ، فأنزلت النافذة إلى آخرها.هل يشعر بالبرد؟إن شعر به فهذا
Read more

الفصل 36

كانت راندا تكتفي عادًة بإعطاء وصفات الغذاء العلاجي للعمة كريمة، ونادرًا ما تنزل بنفسها إلى المطبخ.لكن منذ أن علمت أن شادي شاهين يعاني من مرض في المعدة، اعتادت أن تضع على المائدة في صباح كل يوم يلي مناسبة اجتماعية يحضرها، حساءً مقويًا للمعدة كانت تعده بنفسها منذ الصباح الباكر.يكفي أن ينتهي من طبق واحد منه ليشعر بالتحسن الكبير.ترددت العمة كريمة قليلًا، وقالت، "حساء المعدة؟ لم تعده السيدة الصغيرة... هذا الحساء دائمًا كانت تحضّره حسب الوصفة التي تضعها بناءً على حالتك وقتها، أما أنا فلا أستطيع إعداده..."لم تكتفِ راندا بعدم إعداد الحساء فحسب،بل حتى هي نفسها لم تعد إلى المنزل.وضع شادي يده على معدته، وقطّب حاجبيه بخفة قائلًا، "هل هي مشغولة لهذه الدرجة هذه الأيام؟"أما غيابها عن ناظريه في اليومين الأخيرين فشيء يمكن التغاضي عنه، لكنها أيضًا لم تعد تكترث لصحته.في الماضي، كان يكفي أن يشعر بأي توعك حتى تكون تلك الفتاة بجانبه، تغلي له الأدوية وتتنقل بين المطبخ ومكتبه،مدعية أنها طبيبته الخاصة في المنزل."نعم... نعم."قالت العمة كريمة بتردد، كانت منيرة تراقب ملامحه، ثم غيرت الموضوع بابتسامة
Read more

الفصل 37

يكثر انتشار الأمراض في الخريف والشتاء، لذا جلست راندا الألفي في العيادة ثلاثة أيام متتالية، حتى خفَّ عدد المرضى الذين يطلبون إضافة مواعيد جديدة.قالت لها إحداهن، "دكتورة راندا، شكرًا لكِ، ففي كل مرة أطلب فيها موعدًا إضافيًا توافقين فورًا."في هذا المساء لم تكن راندا مضطرة للبقاء في العيادة، لكنها كانت تجري جلسات وخز بالإبر لبعض المرضى. وبينما كانت تُدخل الإبر، كانت المريضة تشكرها وهي مستلقية على سرير الفحص.كانت المريضة في أواخر الأربعينيات من عمرها. وهي إحدى مريضاتها القديمات، وتعاني من مرض كلوي خطير. وضعها العائلي صعب؛ فقدت ابنها في منتصف العمر، وزوجها رجل سيء الخلق. وفي كل مرة تأتي فيها هذه المريضة إلى العيادة، تغادر منزلها قبل الفجر، وتستقل حافلتين ثم ثلاث محطات مترو حتى تصل.ربما كان ذلك من رحمة الطبيب، أو بدافع شخصي، قلب راندا رقَّ لها، فابتسمت قائلة، "لا داعي للشكر، أنتم تدفعون المال للعلاج، ومن واجبي أن أبذل جهدي لعلاجكم، فهذا أمر بديهي.""زميلتكِ في قسم الحسابات أخبرتني للتو..."قالت المريضة وهي تمسح دموعها، "في كل مرة كنتِ تدفعين من مالكِ الخاص لتخفّضي لي ثمن الدواء، ولم ت
Read more

الفصل 38

تلاحظ السيدة ليلى أن بشرتها أصبحت أنعم وأفتح لونًا بشكل ملحوظ بعد كل مرة تضع فيها تلك الأقنعة ذات الرائحة النفاذة، وكان تأثير عبوة صغيرة يدوم فترة طويلة. حتى أن بعض السيدات الثريات رغبن في التخلي عن حقن الترطيب وسألنها عمّا كانت تستخدمه. لكنها لم تكن تعرف ما هي تلك المنتجات التي تمنحها راندا لها.وحتى لو عرفت لم تكن لتخبرهن.انطلقت سيارة مايباخ سوداء بثبات على الطريق. وفي المقعد الخلفي جلست منيرة الشاذلي تعبث بيديها قائلة، "شادي، برأيك ماذا يجب أن أقول بعد قليل؟ الدكتور عدنان..."قال شادي، "لا داعي لتوتّرك، الدكتور عدنان رجل ودود، وأنت موهوبة، ستجدين ما تتحدثان عنه"وأضاف بنبرة هادئة، "لكنه متقاعد منذ سنوات، وقد لا يرغب في قبول طلاب جدد، هدفنا اليوم زيارته فحسب، وإن لم يوافق سنفكر بطريقة أخرى."ردّت منيرة بثقة، "لقد قبل أن يدرّس راندا، وأنا أيضًا خريجة جامعة الزهور، من المستبعد أن يرفضني."بعد أن ذكرت راندا، شعرت منيرة بالغضب.فهي تكبرها بعام واحد، وكانت عازمة على أن تصبح طالبة الدكتور عدنان، لكن في تلك السنة لم يرغب بتعليم طلاب جدد. حتى أن أمير شاهين حاول مساعدتها بالتوسط والبحث
Read more

الفصل 39

كانت صيغة السؤال في كلامها واضحة، لكنها كانت تعرف شادي شاهين.كان سيوافق حتمًا.فهو غالبًا ما يطرح سؤالًا شكليًّا، أما النتيجة، فهو لا يكترث لها.اهتمامه يشبه تمامًا سؤال الجار لك وأنت تتمشّى بعد العشاء، "هل تناولتَ طعامك؟"هل يهمّ كيف ستجيبه؟بالطبع لا.كثيرًا ما خطَر لراندا أن زواجها من شادي شاهين، والذي دام ثلاث سنوات، ربما استمر جزئيًا بسبب هذا السبب بالذات.كان شادي يقول لها في فترة حيضها، "تذكّري أن تشربي قليلًا من ماء السكر البني."وإن ابتلت تحت المطر، قال، "اذهبي لتأخذي حمّامًا دافئًا".وإن تعثّرت، قال، "في المرة القادمة، انتبهي."لكنّه لم يُحضّر لها يومًا كوب ماء السكر البني بيده، ولم يأتِها بمظلّة، ولم يسألها إن كانت تحتاج إلى أن يأخذها إلى المستشفى.كل لطفه واهتمامه بها كانا سطحيين.وكما توقعت، وافق شادي ثم قال مذكّرًا، "تذكّري أن تعودي باكرًا إلى المنزل".أومأت راندا بطاعة وقالت، "حسنًا".سواء عادت أم لا، لن يفكّر بالأمر أصلًا.وصل شادي مع منيرة إلى الباب، وفجأة ضربت منيرة جبينها بكفها، "شادي، ادخل أنت أولًا، أظن أن هاتفي سقط في السيارة، سأذهب لأحضره".قال شادي، "حسنًا".وع
Read more

الفصل 40

قال ذلك، وألقى نظرة باتجاه الفناء، وهو ينفخ شاربه ويحدّق بغضب، "خُذ عشيقتك وغادرا من هنا فورًا! وخذ معك هذه الأشياء أيضًا!"وأضاف، "لا تحاول أن تشتري رضاي بهذه الهدايا التافهة!"فالمعلّم يبقى بمقام الأب مدى الحياة!وراندا الألفي تُعدّ بمثابة نصف ابنته على الأقل.فلو فقد عقله ووافق على الأمر، ستكون السيدة ليلى أوّل من يقف في وجهه قبل أن تعترض راندا.قالت منيرة، "دكتور عدنان، إن وافقتَ، فالشروط من اختيارك".وكانت منيرة قد دخلت في تلك اللحظة بالضبط، واقتربت من شادي شاهين وهي تُزيح خصلة شعر خلف أذنها، ثم قالت بصوت ناعم، "شادي، ما رأيك أنت؟"ظلّ الدكتور عدنان صامتًا، وهو يفكر في أي أعشاب يجهّزها بعد خروجهما ليغسل بها عينيه.قال شادي وهو ينظر إليه، "دكتور عدنان، ما قالته منيرة صحيح، نحن اليوم جئنا بكامل حسن النية".كانت لهجته محترمة بالفعل. لكن الغضب كان يغلي في قلب الدكتور عدنان.كما شعر بالأسى من أجل راندا.ما هذا الهراء الذي تشهده؟سأل الدكتور عدنان، "أي شروط ممكنة، صحيح؟""بالطبع." أجابت منيرة بسرعة.فهي واثقة أن عائلة شاهين ثرية، وأن شادي كريم معها ومع ابنها، ولن يعجز عن تلبية طلبات
Read more
PREV
123456
...
10
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status