كانت راندا دائمًا مثالًا للطبيبة الهادئة المخلصة لمرضاها إلى أبعد حد. خلال السنوات الماضية، لم يخلُ يومها من محاولات بعض المرضى أو ذويهم التوفيق بينها وبين أحد معارفهم، حتى اضطرت أن ترتدي خاتمًا بصفة دائمة لتفادي تلك المواقف، ليهدأ السيل المتواصل من عروض الزواج.جاءت الجدة يسرية إلى العيادة كعادتها، وكانت راندا ما زالت تتذكرها جيدًا، إنها تلك السيدة التي أنهكتها هموم تزويج حفيدها، فابتسمت راندا بحرج وقالت برقة، "يا جدة، أنا على وشك الطلاق...""أحسنتِ"، قالتها الجدة بحزم وبصوت مفعم بالقوة، ثم أضافت معتذرة: "عذرًا، استمعتُ لمكالمتكِ منذ قليل، ولم أقصد التنصّت... لكن يا ابنتي، الرجل الخائن لا يُبقى عليه، البقاء معه لا يجلب سوى الألم".أومأت راندا برأسها، وصوتها يلين رغمًا عنها وهي تشعر بحرارة يد الجدة المتغضّنة تمسك بيدها، "أعلم، لقد بدأت بالفعل إجراءات الطلاق".ثم غيّرت الموضوع برفق وهي تتحسس معصم العجوز وقالت، "هل تحسنت حالتك هذه الأيام؟"ابتسمت الجدة قائلة، "دواؤكِ كان عجيب الأثر، أشعر بتحسن كبير".لكنها سرعان ما عادت إلى همّها القديم: "لا تخافي من الطلاق، فأنتِ ما زلتِ شابة، والحياة أ
Read more