All Chapters of لا تركع يا شادي، راندا تزوجت من رئيس كبي: Chapter 51 - Chapter 60

100 Chapters

الفصل 51

كانت راندا دائمًا مثالًا للطبيبة الهادئة المخلصة لمرضاها إلى أبعد حد. خلال السنوات الماضية، لم يخلُ يومها من محاولات بعض المرضى أو ذويهم التوفيق بينها وبين أحد معارفهم، حتى اضطرت أن ترتدي خاتمًا بصفة دائمة لتفادي تلك المواقف، ليهدأ السيل المتواصل من عروض الزواج.جاءت الجدة يسرية إلى العيادة كعادتها، وكانت راندا ما زالت تتذكرها جيدًا، إنها تلك السيدة التي أنهكتها هموم تزويج حفيدها، فابتسمت راندا بحرج وقالت برقة، "يا جدة، أنا على وشك الطلاق...""أحسنتِ"، قالتها الجدة بحزم وبصوت مفعم بالقوة، ثم أضافت معتذرة: "عذرًا، استمعتُ لمكالمتكِ منذ قليل، ولم أقصد التنصّت... لكن يا ابنتي، الرجل الخائن لا يُبقى عليه، البقاء معه لا يجلب سوى الألم".أومأت راندا برأسها، وصوتها يلين رغمًا عنها وهي تشعر بحرارة يد الجدة المتغضّنة تمسك بيدها، "أعلم، لقد بدأت بالفعل إجراءات الطلاق".ثم غيّرت الموضوع برفق وهي تتحسس معصم العجوز وقالت، "هل تحسنت حالتك هذه الأيام؟"ابتسمت الجدة قائلة، "دواؤكِ كان عجيب الأثر، أشعر بتحسن كبير".لكنها سرعان ما عادت إلى همّها القديم: "لا تخافي من الطلاق، فأنتِ ما زلتِ شابة، والحياة أ
Read more

الفصل 52

ضحكت إحداهن بسخرية ووهمست، "كنت أتساءل لماذا دخلت الغرفة الداخلية فور وصولها، اتضح أنها تخشى الفضيحة"؟فأجابتها الأخرى، "أخيرًا فهمتِ؟ لولا أنها كانت تُدعى أخت هيثم بالتبنّي، لربما كانت عائلة شاهين أكثر حذرًا، لكنها تشاجرت معه وانقطعت الصلة، وزواجها من شادي لم يكن إلا سلّمًا تصعد به. والآن بعدما قرر شادي العودة إلى حبيبته القديمة، ما عساها أن تفعل سوى أن تبلع غصتها بصمت".كانت راندا تستمع في البداية وكأنها تسمع حكاية لا تخصّها، ثم أدركت فجأة أنهما تتحدثان عنها.قالت إحداهن ساخرة، "لماذا لم تُطلق حتى الآن؟ ما الذي تريده؟"فأجابتها الأخرى، "المال، لا شيء غير المال. فهي طبيبة صينية متواضعة بلا خلفية ولا سند، قضت شبابها متطفلة على عائلة الشناوي، ولا بد أنها تنوي أن تتشبث بعائلة شاهين لما تبقّى من حياتها".تغيّر وجه تهاني غضبًا، وهمّت بالنهوض لتردّ، لكن راندا أمسكت يدها بلطف وقالت، "لا بأس، دعي الأمر لي".وقفت راندا بهدوء، واتجهت نحو الفتاتين اللتين واصلتا الحديث دون أن تلاحظا اقترابها وقالت إحداهما، "تلك الفتاة تبدو بريئة الملامح، لكنها في الحقيقة ماكرة، لا تفكر سوى في التطفل على الآخرين ك
Read more

الفصل 53

دوّى صرير سقوط خافت، ولفت الصوت انتباه الجميع على الفور.إذ هاتف محطّم الشاشة، ويد بيضاء تحمل أثر ضربة حمراء قاسية، وعينان تلمعان بدموعٍ مكبوتة لراندا… كان مشهد يشي بوضوح أنّها تعرّضت للإهانة."يا لها من مثيرة للشفقة!"تقدّم شادي بوجه متجهّم، والتقط الهاتف من الأرض وسأل بصرامة، "ما الذي حدث؟"كانت منيرة تريد أن تُلقي اللوم على راندا، لكنها لم تجد مدخلًا مناسبًا.هل تقول إن راندا دافعت عنها، لكنها أساءت إليها ردًا على إحسانها؟لم تجد سوى أن ترمق الفتاتين المتسبّبتين بالفوضى وتقول بغضب، "لقد شتمتاني بأبشع الألفاظ، يا له من أمرٍ مُريع!"ووقفت الفتاتان تتمنّيان لو تبتلعهما الأرض.فمن كان يظن أن امرأتَي شادي أصعب من بعضهما؟وخاصة راندا، التي بدت ضعيفة يسهل إيذاؤها، لكنها إن تكلّمت، عضّت خصمها بلا رحمة مثل أرنب صغير بمخالب خفية.ومنذ تلك اللحظة، أقسمتا ألّا تقتربا منها مجددًا.مدّت راندا يدها لتأخذ هاتفها، ثم التفتت إلى منيرة بابتسامة وديعة، مُحاكيةً أسلوبها قبل قليل وقالت، "عزيزتي منيرة، لندع الأمر يمرّ… لعلّي أسأت الفهم، ربما كنّ يمزحن فحسب. واليوم عيد ميلاد ياسر، فلا داعي لإثارة ضجة".رغم
Read more

الفصل 54

قالت راندا بهدوء، "لا بأس، ليست إصابة خطيرة".فهي اعتادت قسوة الأيدي في بيت عائلة الشناوي، وصارت بشرتها أقوى من أن تؤلمها صفعة عابرة.لكن تهاني كانت لا تزال قلقة وقالت لها، "سنمرّ على الصيدلية لاحقًا، تضعين مرهمًا على يدكِ. لكن… لمَ لمْ تتفادَي الضربة؟ لمَ تركتها تضربكِ؟"فأجابتها راندا بهدوء، "لأن الضربة جعلت المشهد أكثر تأثيرًا".سكتت تهاني للحظة، عاجزة عن الردّ.كانت تظنّ أنّها تعرف راندا حقَّ المعرفة، غير أنّ ما حدث اليوم ترك في قلبها شعورًا غامضًا، لا تجد له وصفًا ولا تسمية.فهي تعرف نقاء راندا وطيبتها وقوّتها الهادئة. كانت دائمًا مشعةً مثل شمس صغيرة، تزرع البهجة في من حولها.لمّا رأت صديقتها صامتة، سألت راندا بتردّد، وهي تفرك راحة يدها، "هل تظنّينني بارعة في الحسابات أكثر من اللازم؟"شهقت تهاني، ثم زمّت شفتيها غاضبة، "هل فقدتِ عقلك؟"ثم مسحت دمعة انزلقت من عينيها، وشدّت على رأس راندا تداعب شعرها بقوة، وقالت بحشرجة، "أنا فقط أتألم لأجلك يا غبية!"لم تستطع تخيّل كم المعاناة التي مرّت بها راندا لتتعلم كيف تحسب خطواتها بدقة، تخشى قلوب الآخرين قبل أن تخشى قسوتهم.طالما اعتقدت أن هي من
Read more

الفصل 55

"نعم."تدخّل ياسر ليكسر حدّة الموقف، مشيرًا إلى العلبة المخملية على الطاولة وقال هو يبتسم، "راندا مشغولة بالعمل، لذا تركت هديتها وانصرفت".فنظر هيثم إلى العلبة، وعكست عيناه الداكنتان اضطرابًا خفيًا لم يظهر على ملامحه.هكذا طُويت صفحة المشهد المربك بلا مزيد من الجلبة، وعادت الأجواء إلى مرحٍ مصطنع امتدّ حتى آخر الحفل، حيث ساد الشراب والضحكات.ومع ذلك، احتفظ ياسر ببعض الصحو ليودّع ضيوفه بنفسه.وعندما أتمّ توديع الدفعة ما قبل الأخيرة، عاد إلى القاعة فوجد هيثم جالسًا في ركنه، تراقب عيناه كل شيء ببرود ثلجي، وصوته ينضح بجليدٍ خفي، "أخبرني، ما الذي حدث اليوم حقًا؟"اقترب ياسر بخطوات متثاقلة، وقد أنهكه الشراب وأثقل رأسه، وجلس بجانبه وقال، "هيثم."ثم أضاف محاولًا التخفيف من وقع الأمر، "إنها مجرد غيرة نسائية لا أكثر"."لكن إن كنت لا تزال تحمل لراندا بعض المودّة وتعتبرها أختك، فانصحها بالطلاق. زواجها هذا لا معنى له".وكانت كلماته صادقة.فضحك هيثم ضحكة قصيرة ساخرة، وكأنها سكين وقال، "هي من تلاحق شادي بكل روحها، من يمكنه أن يوقفها؟"رغم السكر الذي صبغ عيني ياسر بالحمرة، أشرق فيهما وعي مفاجئ وسأله، "
Read more

الفصل 56

ثم أضاف عبر الهاتف بنبرة مترددة، "إن لم يكن لديك وقت، يمكنني أن أذهب لأعيدها إليها بنفسي".في الطابق العلوي من مقرّ مجموعة الشناوي، جلس هيثم خلف مكتبه العريض، يقلب التميمة بين أصابعه، وملامحه الصلبة ملبّدة بغيوم ثقيلة.هذه ليست "تميمة أمان" كما زعموا…فمن يطلب مثلها من معبد النور، يعلم جيدًا أنّها تميمة "جذب الحظ في الحب".قال هيثم بصوت بارد، "سأعيدها بنفسي".فتنفس ياسر الصعداء وقال، "حسنًا".وقف سامر مذهولًا، يحدّق في سيده وهو يراه يفتح محفظته بعناية، ويضع التميمة في أحد جيوبها الداخلية وكأنها أغلى ما يملك.وتساءل، أليس من المفترض أن يعيدها للسيدة راندا؟لم يفق سامر من صدمته حتى دخل ثروت حاملًا تميمة أخرى تكاد تكون نسخة طبق الأصل:"سيدي، لقد أرسلت السيدة العجوز هذه للتو، وتقول إنها طلبتها صباح أمس، وإن مفعولها ممتاز، وتطلب منك الاحتفاظ بها معك دائمًا".مرّر هيثم يده على صدغه المتعب وسأله، "هل قالت شيئًا آخر؟"لكن قبل أن يأتيه الجواب، دوّى هاتف المكتب برنين مفاجئ، وجاء صوت يسرية الدالي مفعمًا بالفرح، "استلمت التميمة، أليس كذلك؟ دعني أخبرك، ليست عجيبة عبثًا، فور أن طلبتها أمس، وصلني خبر
Read more

الفصل 57

أومأت راندا برأسها، وقال بملامح هادئة لا تحمل أسرارًا، "نعم… لكن لا داعي لأن تدخل في مواجهة مع عائلتك بسببي".فكانت تعلم أن عيادة الطبيب حسان لم تقم على قدميها إلا بدعم عائلته في البداية.لم تكن عائلة حسان تتدخل عادةً في شؤون العيادة، لكن بين الحين والآخر كانت تدفع بشخص مقرّب لتوظيفه، والأمر طبيعي في مثل هذه البيئات.قال حسان وقد بدا الامتعاض على وجهه، "يمكنني أن أتكلم معهم وأشرح…"ابتسمت راندا بخفة وقاطعته قائلة، "حسان، من معرفتي بشادي، فهو لا يحب أن يبقى مدينًا لأحد، لا بد أنه أبرم مع عائلتك صفقة تجارية مقابل توظيفها".بدت ملامح الحزن على وجه حسان وقال، "أعتذر، لقد ذكروا لي هذا الأمر من قبل، لكنني لم أربط الموضوع في البداية".هزّت راندا رأسها بتفهم وقالت، "هذا ليس ذنبك، فحتى لو رفضت، سيجد شادي طريقة أخرى".وكانت شخصية شادي تشبه شخصية هيثم تمامًا، لا يتوقف حتى ينال ما يريد.الفرق الوحيد بينهما، أن شادي يلفّ ويدور بابتسامة، أما هيثم فيضرب في الصميم بلا تردّد.وحين فتحا الباب، وجدا منيرة واقفة عند المدخل بهدوء ودون استعجال، تمامًا كما قالت راندا.وكان شادي قد أعدّ لها كل الترتيبات مسبقً
Read more

الفصل 58

عندما مدّت راندا يدها لتفتح باب سيارتها وهمّت بالصعود، جاء صوت منيرة من الجهة المقابلة قائلًا، "راندا، لماذا أنتِ هنا أيضًا؟ هل علمتِ أن شادي سيهديني سيارة اليوم، فجئتِ خلفنا خصيصًا؟"تجهمت راندا ومالت برأسها لتنظر نحو مصدر الصوت.لم تكن منيرة وحدها، بل كان شادي يقف بجانبها، مرتديًا بدلته الرمادية الراقية، مهيب الطلعة كما اعتاد، غير أن نظرته إليها كانت مشوبة بشيء من الشك، كأنها حقًا جاءت تتجسّس.وسألها بصوت منخفض لكنه نافذ، "راندا، ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟"نادرًا ما كانت تفقد راندا أعصابها… لكن هذه اللحظة تحديدًا دفعت بأعصابها إلى حافة الانفجار.فاللوم عليها أيضًا؛ إذ خرجت دون أن تنظر في التقويم الفلكي، ولم تتوقع أن يُظن بها مطاردة لمجرد أنها جاءت لاستلام سيارة.نقرت بإصبعها الرقيقة على غطاء المحرك، وحدّقت في عينيه ببرود ثم أجابته، "ألا ترى بوضوح؟ جئت لأستلم سيارتي".أجابها بنفس نبرة اللطف المزيف التي طالما أجادت أذناه عزفها، "هل سئمتِ من السيارات الموجودة في المنزل؟ لو رغبتِ في واحدة جديدة، كان يكفي أن تخبريني، كنتُ سأجعل تامر يرسلها إليكِ فورًا".كان تامر مساعده المخلص.على مدار الس
Read more

الفصل 59

لم تكن منيرة وحدها المندهشة، بل اندهشت راندا أيضًا وتجمّدت في مكانها.رفعت بصرها نحوه، تحاول أن تُبقي نبرتها هادئة وهي تقول، "إما أن تشرح لهم الأمر الآن، أو تكمل مرافقة منيرة لتسلّم سيارتها الجديدة".لقد قبلت بخيانته، وقبلت أن تتحمل عبء تبريرهما، لكنّها لم تقبل أن تبقى الحقيقة ضبابية.رحل معها أمام أعين الجميع، ليُترك الانطباع بأن منيرة هي زوجته، فماذا تكون هي إذًا؟ لا بد أن يروها امرأة تُفسد زواج الآخرين.زمّ شادي شفتيه وقال بنبرة منخفضة، "راندا..."فقاطعته راندا ببرود محسوب وقالت، "السيد شادي، لديّ ما يشغلني، سأغادر أولًا".لاحظت تردّده فاتخذت القرار نيابةً عنه، بنبرة لا عالية ولا خافتة، لكنها كانت كافية ليسمعها كل من حولهم.ورسمت كلمة السيد شادي حدودًا واضحة بينهما.ابتسم مدير المبيعات بدهاء وهو يقول لشادي، "آه، إذًا هذه السيدة صديقتك يا سيد شادي! لو علمتُ لأعطيتها خصمًا من البداية".فأجاب قائلًا، "... نعم".وما إن أجاب حتى أغلقت راندا باب السيارة بقوة، وانطلقت بلا التفات.أما منيرة فابتسمت وهي تتعلّق بذراعه، تقول بمرح متصنع، "كدت أظن أنك نسيت موعدنا لزيارة مدينة البحار بعد استلام ا
Read more

الفصل 60

لم تُفكِّر راندا كثيرًا وقالت بهدوء، "لكن لا بد أن ينجح البحث أولًا".فقال لها عدنان بثقة، "بفضل قدراتكِ، أنا واثق من نجاحه".حيث كان يعرف إمكانياتها أكثر من أي شخص آخر.وبعد أن أنهى المكالمة، التفت نحو زوجته ليلى وقال متأملًا، "لم أتوقع أن تكوني أدرى مني بطبيعة هذه الفتاة".فابتسمت ليلى وقالت، "طبعًا، هذه الفتاة ترفض معظم المشاريع، لكنها لا تتردد في أي شيء يتعلق بإنقاذ الأرواح".تبعد مدينة البحار عن مدينة الزهور أقل من مئتي كيلومتر، وكان لدى شادي اجتماع مهم لمجلس المساهمين في صباح اليوم التالي، لذا لم يقضِ ليلته هناك، وعاد مع منيرة إلى مدينة الزهور ليلًا.كانت المدينة في ذلك الوقت لا تزال صاخبة، وتملًا السيارات الشوارع بلا انقطاع.انطلقت سيارة 911 الحمراء محدودة الإصدار كالبرق، وحين توقفت عند الإشارة الحمراء، أسرع كثير من المارة لالتقاط الصور، وهو ما أرضى غرور منيرة إلى حدٍّ كبير.ابتسمت وهي تلتفت نحو شادي وقالت، "شادي، لقد أسعدتني كثيرًا اليوم، شكرًا لك!"لكنها وجدت نظراته شاردة، لا يستجيب.بعد ثوانٍ معدودة فقط، التفت إليها وسألها، "ماذا قلتِ؟"رمقته منيرة بنظرة عاتبة، بينما يتصاعد ف
Read more
PREV
1
...
45678
...
10
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status